صور حب




منتدي صور حب
العودة   منتدي صور حب > اقسام الصور الــعـــامــة > ابحاث علمية - أبحاث علميه جاهزة

إضافة رد
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2021
المشاركات: 18,816
افتراضي بحث علمي للطباعه بحث عن الجغرافي والرحالة ابن حوقل البغدادي الأهمية العلمية لرحلته إلى جزيرة صقلية





بحث علمي للطباعه بحث عن الجغرافي والرحالة ابن حوقل البغدادي الأهمية العلمية لرحلته إلى جزيرة صقلية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدنا ان نعرض لكم كل ما هو جديد في مجال البحث العلمي
كل ماهو جديد في ابحاث علمية 2021 - 2021







هــو أبو القاسم محمد بن علي بن حوقل النصبي أو الموصلي أو البغدادي‏
(ت 362هـ) وذلك بحسب اختلافات الروايات في تعيين مسقط رأسه، وهو يعدّ واحداً من أشهر الجغرافيين والرحالة المشارقة الذين أفرزتهم الع الإسلامية الزاهية.‏
وإذا رغبنا في الوقوف على رحلة من رحلات ابن حوقل، فلن نجد في الحقيقة أمتع ولا أطرف من رحلته إلى صقلية(1) التي سجل خلالها انطباعاته عنها وعن أهلها، ثم ضمّنها كتابه ة الأرض، ففي نطاق أسفاره الطويلة في أمصار العالم الإسلامي حطّ ابن حوقل رحله في جزيرة صقلية، فجال في مدنها الرئيسية جولات واسعة. ثم لمّا بدأ يسجل رحلاته ومذكراته وصفها وصف المشاهد المطلع.‏
ولندعه يحدثنا عن موقع جزيرة صقلية وشيء من جغرافيتها. يقول ابن حوقل: ومنها- أيّ مدن جزيرة صقلية- المدينة الكبرى المسماة: بلرم(2)، وعليها سور عظيم من حجارة، شامخ منيع، يسكنها التجّار، وفيها مسجد الجامع الأكبر، كان بيعة للروم قبيل فتحها، وببلرم طائفة من القصابين والجزارين والأساكفة، وبها للقصابين دون المائتي حانوت لبيع اللحوم والقليل منها برأس السماط(3). ويجاورهم القطانون والحلاجون والحذاؤون وبها غير سوق مالح، ويدلّ على قدرهم وعددهم صفة مسجد جامعهم ببلرم، وذلك أنى حرزت المجتمع فيه إذا غصّ بأهله بلغ سبعة آلاف رجل ونيفا، لأنه لا يقوم فيه أكثر من ستة وثلاثين صفاً للصلاة وكلّ صفّ منها لا يزيد على مائتي رجل.‏
ووصف ابن حوقل هذا لجزيرة صقلية لقي ثناء من المؤرخين المحدثين، فهذا الدكتور كي محمّد حسن مثلاً في كتابه: الرحالة المسلمون في الع الوسطى يقول عن وصفه لمدينة بلرم أنه أول وصف أو أقدم وصف إسلامي لهذه المدينة. وعلى الرغم من وصفه لطريقة ابن حوقل في إحصاء السكان -أي سكان المدينة- بالسذاجة، إلاّ أنه يثني عليها. والواقع أن الدكتور حسن يشارك في هذا الرأي- أي وصفه طريقة ابن حوقل في الإحصاء بالسذاجة- المستشرق آدم متز في كتابه المترجم إلى العربية: الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري أو عصر النهضة. ولكن على كلّ حال فمهما قيل عن هذه الطريقة في الإحصاء، فإنها تبدو طريقة جيّدة في ظلّ عدم ظهور مفاهيم الإحصاءات الحديثة آنذاك.‏
نقد ابن حوقل لأهل صقلية‏
لا نلبث بعد هذا الوصف الجغرافي لجزيرة صقلية أن نرى ابن حوقل يشنّ حملة نقد واسعة للجزيرة وأهلها وطرق معايشهم، بل لا يكتفي بذلك، فنراه يصبغ تلك الحملة بلهجة ساخرة لاذعة، ولقد ركز ابن حوقل في نقده لأهل صقلية على ثلاث نقاط رئيسية، فكتب عنها في قسوة بالغة.‏
النقطة الأولى: التي لفتت نظر ابن حوقل هي ما تمثلت فيما رآه من كثرة عدد المساجد في مدينة بلرم العاصمة، ولنستمع إليه يقول: ... وبصقلية من المساجد في مدينة بلرم والمدينة المعروفة بالخالصة والحارات المحيطة بها من وراء سوريهما نيف وثلاثمائة مسجد، يتواطأ أهل الخبرة منهم في علمها ويتساوون في معرفتها وعددها، وبظاهرها مهما حفّ بها ولاصقها، وبين أجنحتها وأبراجها قرية تشرف على المدينة، وبينهما نحو نصف فرسخ، وقد خرجت مساجد تزيد على مائتي مسجد. ولم أر لهذه العدّة بمكان ولا بلد من البلدان الكبار التي تستولي على ضعف مساحتها شبهاً ولا سمعت من يدعيه إلاّ ما يتذاكره أهل قرطبة من أن بها خمسمائة مسجد، ولم أقف على حقيقة ذلك من قرطبة، وذكرته في موضعه على شكّ مني في ذلك(4)، وأنا محققه بصقلية، لأني شاهدت أكثره، ولقد كنت واقفاً ذات يوم بها في جوار دار أبي محمد عبد الواحد بن محمد المعروف بالقفصي الفقيه الوثائقي، فرأيت من مسجده في مقدار رمية سهم نحو عشرة مساجد يدركها بصري، ومنها شيء تجاه شيء، وبينهما عرض الطريق فقط.‏
ولنا أن نتساءل هنا عن العلة التي فسر بها كثرة المساجد في المدينة، ذكر ابن حوقل أنه سأل عن ذلك فأخبر: بأن القوم لشدة انتفاخ رؤوسهم كان يحبّ كل واحد منهم أن يكون له مسجد مق عليه لا يشركه فيه غير أهله وحاشيته، وربما كان أَخوان منهم متلاصقة داراهما ..متعاقبة الحيطان، وقد عمل كل واحد منهما مسجداً لنفسه ليكون جلوسه فيه وحده، وكأن رغبتهم في ابتناء تلك المساجد أن يقال: مسجد فلان لا غير، وهو حدث له من نفسه محل عظيم وخطر جسيم.‏
وليس من شكّ في أن ابن حوقل قد جانبه الصواب في تعليله هذا، ذلك أنه قد فاته أن يعرف ظروف المسلمين في بلد كصقلية كان تابعاً للبيزنطيين، وافتتحه المسلمون.‏
إنّ ذلك يستدعي بالضرورة الحرص على الإكثار من المساجد في هذا البلد الذي تعيش فيه أعداد كبيرة من غير المسلمين، حتى إن الدكتور إحسان عباس في كتابه العرب في صقلية يؤكد أن ذلك الأمر أشبه بظاهرة صاحبت الفتح الإسلامي في أقطار أخرى غير صقلية، وإن كانت في صقلية أشدّ وأقوى، وذلك للأسباب المذكورة. فالإكثار من بناء المساجد على ما فيه من إعمار مندوب ومرغوب فيه لتعظيم شعائر الله، هو فيما يتصل بصقلية دليل واضح لتثبيت، أو الرغبة في تثبيت الهوية الإسلامية في هذا البلد وترسيخها.‏
أما النقطة الثانية: التي لم يتقبلها ابن حوقل وصبّ جام نقده وسخريته على أهل صقلية -فتتصل بما شاهده في صقلية من كثرة المعلمين والكتاتيب. ونستمع إليه يقول: ... والغالب على البلد المعلمون والمكاتب(5) به في كلّ مكان، وهم فيه على طبقات مختلفة ومنازل شتى متباينة، حتى إنهم المتكلمون على السلطان واختباراته والإطلاق بالقبائح من ألسنتهم بمعائبه وإضافة محاسنه إلى قبائحه. وبالبلد منهم ما يقارب ثلاثمائة معلم ولم ينقص من ذلك إلاّ القليل وليس كهذه العدّة بمكان من الأماكن ولا في بلد من البلدان.‏
ويمضي ابن حوقل في نقده الغاضب على المعلمين في صقلية، فيقول: ومن أرث ما رأيته وأغثه خمسة معلمين في مكتب واحد يعلمون فيه الصبيان، شركاء متشاكسون على باب عين شفاء، يرأسهم شيخ يعرف بالملطاط: أشقر أزرق.. ورجل يعرف بابن الودّاني...‏
.. أن جميع أهل صقلية لصغر أحلامهم ونقص درايتهم، وبعد افهامهم، يعتقدون أن هذه الطائفة أعيانهم ولبابهم وفقهاؤهم ومحصلوهم وأرباب فتاويهم وعدولهم وبهم وعندهم يقوم الحلال والحرام، وتعقد الأحكام، وتنفذ الشهادات، وهم الأدباء والخطباء.‏
ولقد رأيت ولداً كان لإسحاق بن الماجلي يخطب نحو حولين كان يجزم الأسماء مع الصلة، ويجرّ الأفعال من أول خطبته إلى آخرها.‏
ترى ما سبب ذلك؟.. لقد فسّر ابن حوقل ذلك الأمر بطريقته أيضاً فقال: ... وإنما توافرت عدتهم مع قلة منفعتهم لفرارهم من الغزو، ورغبتهم عن الجهاد. وذلك أن بلدهم ثغر من ثغور الروم وناحية تحادّ العدو والجهاد فيهم لم يزل قائماً والنفير دائماً منذ فتحت صقلية، وولاتهم لا يفترونه(6). وإذا نفروا لم يفتروا بالبلد أحداً إلاّ من بذل الفدية عن نفسه أو أقام العذر في تخلفه مع رابطة السلطان، وكان قد سبق الرسم بإعفاء المعلمين قديماً بينهم من النوائب، وحملت عليهم المغارم... فإن فيهم الكثير تمرّ به السنة فلا يصيب من جميع صبيانه، وهم كثير، عشرة دنانير، فأيّ منزلة أقبح من رجل باع ما أوجب الله تعالى عليه من الجهاد وشرفه والغزو، وعزه، مع تخريج أولاد السراة وأهل الإمكان، عنصر الخذلان ومظان الحرمان وبالإجماع منهم، ومن كلّ إنسان.‏
هذه نتف من آراء وأقوال ابن حوقل في معلمي صقلية، والأمر الذي لا مراء فيه أنه قد تحامل كثيراً على المعلمين، وقسى عليهم قسوة بالغة بسخريته بهم، مع أن هذه الكثرة التي عابها تدلّ على نشاط علمي أو ثقافي زاخر. ولقد فات ابن حوقل أن ينتبه إلى ذلك، ثم أو ما درى سامحه الله أن كلاّ ميسر لما خلق له؟.‏
والحملة على المعلمين والسخرية بهم، سبقه إليها أبو بحر عمرو بن عثمان الجاحظ كما هو مشهور، ثمّ تبعه الآخرون تقليداً وتظرفاً.‏
أما النقطة الثالثة: أو الموضوع الثالث الذي شاهده ابن حوقل من حياة المجتمع الصقلي، فلم يعجبه، فصبّ نقده المرير عليهم، ذلك الموضوع هو ما تمثل في قضية شرب أهل صقلية من الآبار بدلاً من العيون العذبة الجارية في بلادهم، وسبب ذلك التصرّف في رأيه قال: ... وشرب أهل المدينة، وهم المجاورون لسورها من نحو باب الرياض إلى نحو عين شفاء من مياه هذه العيون، وباقي أهلها وأهل الخالصة وجميع أهل الحارات شربهم من آبار دورهم، خفيفاً كان أو ثقيلاً من الماء، ويلذ لهم على كثرة المياه العذبة عندهم، وذلك لكثرة أكلهم البصل.‏
... وأكثر مياه البلد والحارات من الآبار ثقيلة غير مرئة، وإنما صرفهم إلى شربها رغبة عن شرب الماء الجاري العذب (قلة مروآتهم) وكثرة أكل البصل، وفساد حواسهم بكثرة تغذيتهم بالشيء منه، وما فيهم من لا يأكله كلّ يوم، أو يؤكل في داره صباح مساء من سائر الطبقات، وهو الذي أفسد تخيلهم، وضرّ أدمغتهم، وحيّر حواسهم، وغيّر عقولهم، ونقّص أفهامهم،‏
وبلَّد معارفهم، وأفسد سحنة وجوههم، وأحال أمزجتهم، حتى رأوا الأشياء أو أكثرها على خلاف ما هي به.‏
ومن المدهش أن نرى أن ابن حوقل يسوق موضوعاً يريد أن يدل فيه على صدق ما ذهب إليه من تأثير البصل، وفي الوقت نفسه يبرّر قسوته على أهل صقلية، فها هو ذا يقول: ... وممّا يؤيد قولي ويشهد ببرهانه ما حكاه يوسف بن إبراهيم الكاتب من كتاب أخبار الأطباء عند نزوله بدمشق على عيسى بن الحكم المتطبب، قال: ذاكرته بالبصل وفي الوقت نفسه يبرّر قسوته على أهل صقلية، فها هو يقول: ... وممّا يؤيد قولي ويشهد ببرهانه ما حكاه يوسف بن إبراهيم الكاتب في كتاب أخبار الأطباء عند نزوله بدمشق على عيسى بن الحكم المتطبب، قال: ذاكرته بالبصل، فلم يزل في ذمّه ووصف معائبه، فلم أستحسن ذمّه إياه، فقلت: قد رأيت منه في سفري هذا منفعة، فسأل عنها فقلت: إني كنت أذوق الماء في بعض المناهل، فأجده كريهاً، فآكل البصل وأعاود شربه، فأجد حاله قد نقصت، وكان عيسى قليل الضحك فاستضحك من قولي، ثم استرجع بجزع منه، وقال: يعزّ عليّ أن يغلط مثلك هذا الغلط، لأنك صرت إلى أسمج نكتة في البصل، فجعلتها منقبة. يا هذا أليس متى حدث بالدماغ فساد فسدت الحواس، حتى ينقص حسّ الشمّ وحسّ الذوق والسمع والبصر؟ فقلت: أجل، فقال: إن خاصيّة البصل إحداث فساد في الدماغ، وإنما قلل حسّك لملوحة الماء ولكراهيته ما أحدثه البصل في دماغك من الفساد.‏
إن ما ذكره ابن حوقل هنا يؤكد فعلاً شديد تحامله على أهل صقلية، وإلاّ فالبصل كما ذكر كثير من أطباء العرب والمسلمين المتقدّمين جليل الفائدة، ثم ليت ابن حوقل بيننا اليوم ليعرف‏
رأي الطبّ الحديث في أهمية البصل. ثم إن الشرب من الآبار أمر كانت تعرفه أغلب المدن العربية والإسلامية حتى وقت قريب.‏
وليس هذا هو كلّ رأي ابن حوقل في أهل صقلية، فلقد غالى سامحه الله في نقده فهاجم هنا لا أهل صقلية فحسب، بل أرض صقلية نفسها. قال: ... وجميع ما تقع عليه الضرورات وتدفع الحاجة إليه من سائر الطلبات مجلوب من بلدهم، ومحوّل إلى جزيرتهم. وقد جمعت مع فساد عقول أهلها، فساد التربة والقمح والحبوب، ولا يحول الحول عليها عندهم إلاّ وقد فسدت، وربما ساءت.‏
وعلى أية حال فإذا كان ابن حوقل قد تحامل على صقلية، فقد تحامل كذلك على قطر جليل وبلد كبير، هو الأندلس، وعلى الرغم من إعجابه بها وثنائه عليها، فلقد رمى فرسان الأندلس بالجبن وقلة البأس والبسالة، ورماهم بضآلة تنظيمات جيوشهم العسكرية، ولقد انبرى للردّ عليه نفر من الأندلسيين، ففنّدوا دعواه، وهناك فصل ممتع عن هذا في كتاب “نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب للمقري، وكذلك في الكتاب الذي نشره الدكتور صلاح الدين المنجد عن فضائل الأندلس وأهلها، وهي مجموعة رسائل نشرها وقدّم لها وأخرجها هو نفسه.‏
موقف النقد العلمي من ابن حوقل‏
إن رحلة ابن حوقل إلى صقلية هي نموذج طريف لرحلاته الجغرافية.. وإذا أردنا أن نقول شيئاً عن ابن حوقل وكتابه ورحلاته، نستطيع القول أنه بصفة عامّة، وبصرف النظر عن موقفه المتحامل من أهل صقلية والأندلس، فإنه يعدّ دون شكّ من أبرز الجغرافيين الرحالة، فكتابه حوى وصفا شائقاً وحيوياً لأحوال البلدان والأقاليم التي زارها ووصفها وصف الخبير المتحقق. هذا شيء والشيء الآخر أن ابن حوقل تميّز بكثير من صفات الباحث المتحقق المدقق. ولقد أثنى عليه كثير من الباحثين والمستشرقين، فهذا كراتشوفسكي المستشرق الروسي في كتابه تاريخ الأدب الجغرافي العربي، يقول: إنه يجب الاعتراف بأن ابن حوقل هو الخبير الأول من بين جغرافيي المدرسة الجغرافية في شؤون المغرب. أما آدم متز صاحب كتاب الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري سالف الذكر، فيقول عن ابن حوقل وزميله الجغرافي الرحالة المشهور جدّاً (المقدسي): ثمّ جاءت كتب المقدسي وابن حوقل في القرن الرابع الهجري، فكانت هي الذروة التي بلغها العرب في وصف البلدان.. وكلاهما قد سافر حتى دوّخ الممالك وحمله تيار الأسفار واستهوته حياة الارتحال والسياحة على طريقة المسلمين، وكلاهما أيضاً قد اطلع على الكتب التي صنفت في هذا الفن، وكلاهما قد انتهت إليه اللغة أكثر انصقالاً ودقة وأسلس قياداً، ممّا وجدها المؤلفون المتقدّمون، وقد استعملاها في فنهما استعمال من يملك ناصيتها، وإن كان ابن حوقل في ذلك أقلّ إظهاراً لتكلف الطرافة والجمال من المقدسي.‏
أما الأستاذ علي محسن مال الله صاحب كتاب أدب الرحلات عند العرب، فإنه يثني على خلو كتاب ابن حوقل من الخوارق والأعاجيب التي لم تتسرّب إلى كتابه. ويرى أن رحلاته تعدّ مصدراً نفيساً لجغرافية بلاد المسلمين في القرن الرابع الهجري، ولا سيما فيما يتصل بالتصوير الطبغرافي(7)، ويثني مال الله كذلك على علم ابن حوقل بفنّ المعمار الإسلامي ودرايته.‏
وإلى جانب هؤلاء، نجد الدكتور أحمد رمضان صاحب كتاب الرحلة والرحالة المسلمون يصف ابن حوقل بالدقة في الوصف، ولا سيما في تقديم المعلومات الاقتصادية الهامّة، كقضايا الخراج والجباية والعشور والصدقات، ويعلل ذلك الاهتمام، ومن ثَم الدقة فيه بأنه جاء وليد اتجاه ابن حوقل الاقتصادي باعتباره كان تاجراً رحّالة.‏
الهوامش والإحالات:‏
1- فتحت جزيرة صقلية على يد الأغالبة أصحاب تونس الذين كانوا أمراءها في الفترة الواقعة بين سنوات 184- 296هـ، ثم تتابع افتتاح مدنها بعد ذلك حتى تمّ فتح الجزيرة كلها في سنة261هـ. أما قائد الحملة الأغلبية الأولى التي فتحت بها مدينة سرقوسة فهو الفقيه القائد أسد بن الفرات الذي توفي في أثناء الفتوحات الأولى وتحديداً سنة 213هـ.‏
2- بلرم أو بالرمة أو بالرمو: Palermo عاصمة جزيرة صقلية وأشهر مدينة فيها.‏
انظر الموسوعة العربية الميسرة -اشراف محمد شفيق غربال- منشورات مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر دار الشعب، طبعة 1965 (ة طبق الأصل)، ص216.‏
3- السماط: الصف: وسماط القوم: صفهم.‏
انظر ابن منظور: لسان العرب، منشورات دار صادر، بيروت 15 مجلدا، المجلد السابع، ص325.‏
4- ما توقف عنده ابن حوقل متشككاً فيه فيما يتصل بعدد مساجد قرطبة، هو الحق في الواقع، بل لعله يفوق خمسمائة مسجد إلى أكثر من ثلاثة أضعاف هذا العدد. بل لقد زاد بعضهم فجعلها أكثر من ثلاثة آلاف مسجد وثمانمائة وسبعة وسبعين مسجداً. وقد ذكر هذه الأقوال عدد من مؤرخي الأندلس من أمثال ابن حيان صاحب المقتبس من أنباء أهل الأندلس، وابن غالب الأندلسي في كتابه فرحة الأنفس في تاريخ الأندلس، والحميري في الروض المعطار، والمقري في نفخ الطيب من غصن الأندس الرطيب، وعلى كل فهناك تفصيل واسع في الكتب الحديثة التي تناولت هذا الجانب الحضاري من تاريخ الأندلس مما استقاه أصحابها من أولئك المؤرخين، من ذلك مثلاً: قرطبة في العصر الإسلامي، تاريخ حضارة، للدكتور/ أحمد فكري، منشورات مكتبة شباب الجامعة، الاسكندرية، 1983م، ص: 186 وما بعدها.‏
5- المكاتب واحدها: المكتب. والمكتب: موضع الكتاب، والمكتب، والكتاب/ موضع تعليم الكتاب والجمع الكتاتيب والمكاتب. فالمكتب بفتح التاء: موضع التعليم، والمكتب بكسر التاء: المعلم، والكتاب: الصبيان.‏
انظر ابن منظور: لسان العرب، المجلد الأول ص699، والملاحظ أن أهل المغرب والأندلس- وصقلية طبعاً بحكم الجوار- يكثرون استخدام لفظة المكاتب في التعبير عن موضع التعليم بعكس المشارقة الذين تشيع عندهم لفظة الكتاب.‏
6- لعله يقصد لا يفترون دونه، أي الجهاد.‏
7- الطبغرافيا: مصطلح جغرافي حديث، يعني الوصف التفصيلي، خصوصاً على الخريطة للمكان بما في ذلك تضاريسه وأي ظاهرات دائمة نسبياً، سواء أكانت طبيعية أم من صنع الإنسان- يوسف التوني: معجم المصطلحات الجغرافية، منشورات دار الفكر العربي، دمشق، 1977، ص330.‏


مجلة التراث العربي


اقرأ أيضا::


fpe ugld gg'fhui uk hg[yvhtd ,hgvphgm hfk p,rg hgfy]h]d hgHildm hgugldm gvpgji Ygn [.dvm wrgdm ,hgvphgm p,rg hgfy]h]d hgHildm hgugldm gvpgji



رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدليلية (Tags)
الجغرافي, والرحالة, حوقل, البغدادي, الأهمية, العلمية, لرحلته, جزيرة, صقلية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


بحث علمي للطباعه بحث عن الجغرافي والرحالة ابن حوقل البغدادي الأهمية العلمية لرحلته إلى جزيرة صقلية

سياسةالخصوصية


الساعة الآن 02:39 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Content Relevant URLs by vBSEO