صور حب




منتدي صور حب
العودة   منتدي صور حب > اقسام الصور الــعـــامــة > شخصيات تاريخية - شخصيات مشهورة

اعماله واقواله , بومبي ، مدينة أعيد اكتشافها

شخصيات تاريخية - شخصيات مشهورة

إضافة رد
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2021
المشاركات: 18,731
افتراضي اعماله واقواله , بومبي ، مدينة أعيد اكتشافها





اعماله واقواله بومبي مدينة أعيد اكتشافها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدنا ان نعرض لكم كل ما هو جديد في مجال المعلومات التاريخية و الشخصيات
كل ماهو جديد في المعلومات و التاريخ



في الرابع والعشرين من شهر آب(أغسطس) عام 79 بعد الميلاد،حوّل انفجار بركان فيزوفيوس المدمّر مدينة بومبي الغنية (الثرية) إلى مجرد ذكرى في التاريخ. ومن خلال استخدام أدلّة علمية صوتية ونماذج متطوّرة من (الحواسيب) _ سنتعرف في هذه الحلقة على أحدث الاكتشافات المعاصرة في إحدى أجمل وأكثر المدن حيوية ثم أكثرها دماراً وخراباً في العالم القديم آسيا و أوربا و أفريقيا.





يكتنف الغموض الكثير من آثار إيطاليا التي لم تكتشف منذ ألف وستمئة عام . إنها المدن القديمة التي كانت فيما مضى غنيّة وحيوية وهي ترقد الآن في باطن الأرض كالجثة الهامدة منذ عدة قرون.

لقد أثار الاختفاء المرعب لهذه المدن اهتمام عدد كبير من الطلاب وعلماءالآثار ،منذ أن اكتشفت نصوص لاتينية تؤكد وجودها .

و لكن ,يبدو و الله أعلم أن آثار هذه المدن قد فقدت إلى الأبد فكأنها لم تكن وكأن أهلها ما ولدوا وما عاشوا .

في هذه الحلقة،سنتابع معاً قصة إحدى هذه المدن وما حدث لها منذ وقت طويل.

إنها المنطقة الوسطى في إيطاليا وعاصمتها روما،مركز إمبراطور ية القياصرة وقوّتها التي سيطرت على مساحة كبيرة من العالم القديم.حدث ذلك عام 79 تسعة وسبعين بعد الميلاد أو عام 832 حسب التقويم الروماني .

ضباب رمادي غريب بدأ ينتشر بقدرة الله تعالى فوق أطراف المدينة الجنوبية . كانت ظاهرة غير مألوفة وما زاد من غرابتها أنها حدثت في فصل الصيف ،فبدت كأنها ثلوج رمادية حارة تتراكم بغضب فوق كل شيء.

لكنها لم تكن حالة من أحوال المناخ الاستثنائية بل كانت نتيجة انفجار بركاني هائل حدث على بعد مئتي كيلومتر إلى الجنوب من المدينة .لقد ثار بركان جبل فيزوفيوس بأمر الله عز وجل في ظاهرة مثيرة للخوف و الرعب كانت الكارثة كبيرة والأضرار عظيمة.لقد واجه سكان بومبي و هيركولانيوم وعشرات البيوت المنتشرة على طول خليج نابولي الجميل قدرهم المحتوم نتيجة تماديهم في كفرهم و ضلالتهم و انكبابهم على ملذاتهم و شهواتهم ،فاختنقوا بالغازات السامة واحترقوا بالصهارة الحمراء ومن ثمّ دفنوا تحت طبقات الطين الساخنة والصخور البركانية التي كانت تغطي المكان ببطء وتخفي كل أثر للحياة .ربما لم يسجل التاريخ وقوع مثل هذا العدد الكبير من الضحايا في كارثة مشابهة.

مع مرور الزمن،تم نسيان هذه الكارثة التي نزلت بأولئك المعذبين ولم تذكر هذه الأماكن المنكوبة إلا من خلال ذاكرة بعض الذين عاصروها فقد جعلهم الله أحاديث ومزقهم كل ممزق .

لم يبق من تلك المدن سوى أسمائها الموجودة على الخرائط القديمة،وكانت هذه الأسماء سبب ولادة أحد أسرار التاريخ .

أثارت هذه المدن المدفونة فضول الناس منذ أكثر من ألف وستمئة عام كان الجميع يعلمون أن حل هذا الأمر مدفون في باطن الأرض وهكذا،وفي أحد الأيام،عثر فلاح يحرث حقله على أحد أهم الاكتشافات في تاريخ علمالآثارالقديمة.

كان ذلك في بداية القرن الثامن عشر الميلادي،عندما عثر الطلاب الذين تدافعوا إلى موقع الاستكشاف على فجوة مفتوحة في الأرض . وتم تكليف أحد الأفراد بالتنقيب في باطن الأرض ، فتحوّل فضوله إلى حماسة عندما وقع مصباح أحد أفراد البعثة على لوحة نقش عليها بعض الحروف اللاتينية:هكذا كانت البداية‍‍‍‍!!! وكان من السهل فك رموزها،فمن خلال كلمة إيركولانسيس اكتشف علماء الآثار أنهم يسيرون عبر مسرح هيركولانيوم ،إحدى المدن التي دمّرها وطمرها بركان فيزوفيوس كان اكتشافاً مدهشاً: فمنذ ثلاثمئة عام وعلماءالآثاريستخرجون الكثير من هذه الجرار الزجاجية التي يكسوها الطين الجاف .





وبالإضافة إلى هذه الأشياء،عثر علماءالآثارعلى اكتشافات أكثر مأساوية:فهذه الهياكل العظمية تعود لبعض سكان مدينة هيركولانيوم الذين غفلوا عن عقاب الله وأمنوا مكره فلم يتوقعوا هذا المصير الحافل بالعبر لبني البشر.كانت هيركولانيوم مدينة غنية تشتهر بمنازلها الأنيقة التي كانت تحتوي على ردهات فائقة الجمال،و تم العثور على عشرات التماثيل البرونزية في العديد من داراتها ولقد وضعت هذه التماثيل فيمتحف نابولي الوطني ,منها هذا الحيوان الصغير وهذه التماثيل أو هذا الصبي الصغير/وغير ذلك من التماثيل البرونزية.

لكن الاكتشاف الأكثر أهمية حصل داخل (فيلا) بابيري التي بقيت مطمورة تحت طبقات الصخور البركانية بشكل جزئي:لقد تم العثور على مكتبة مليئة بآلاف أوراق البردي المحفوظة في لفافات،وهي سليمة ومتفحّمة فحاول الخبراء الإبقاء عليها مفتوحة كي يتمكنوا من معرفة ما فيها ..

شكّل العثور على هذه الأوراق حدثاً مهماً ومهّد الطريق لاكتشاف مدينة بومبيالمفقودة،التي اكتشفت بِقَدَرِ الله تعالى مصادفة بعد عدة أعوام من اكتشاف مدينة هيركولانيوم،وكان ذلك عام 1756م .

وحتى الآن ، لا تزال أجزاء من بومبي مطمورة تحت الصخور البركانية على الرغم من إخراج أعداد كبيرة من كنوزها الدفينة.

دعونا نستخدم هذه الأجزاء كنقطة انطلاق لنا لاكتشاف بومبي القديمة :فالعثور على هذا الوجه (المرسوم) لأحد سكانها بعد عدة قرون من الظلام يتضمن لغزاً آخر.

عثر علماءالآثارعلى قطعة أثرية أخرى أثناء حفرهم لمنزل يقع بين فياستابيانا

وفيادل آبوندانزا الشهير.لقد عثروا على ة مالك المنزل معلّقة على جدار الغرفة اهتم العلماء بإحدى الملاحظات الدقيقة:كانت المرأة الواقفة إلى جانب زوجها في الة تمسك بيدها ورقة شمعية تستخدم للكتابة.استنتج الخبراء أنها كانت تستخدمها لتدوين حسابات المتجر الذي أدارته مع زوجها باكيوس بروكولوس،أحد خبازي بومبي في ذلك الوقت والذي كان ثرياً جداً ويمضي وقته في العمل. وفي الحقيقة استخدم باكيوس منزله مخبزاً ومركز بيع لخبزه .

لنبدأ زيارتنا إلى المدينة برفقة باكيوس.بينما نحن نسير في الشوارع التي سلكها باكيوس،نجد أنفسنا عالقين في أماكن مزدحمة،لا نستطيع الخروج منها،كما هي الحال في مدننا اليوم عولجت هذه المشكلة قبل ألفي عام بطريقة ذكية وذلك بإنشاء ممرات كبيرة وحديثة وتخصيص مناطق للمشاة تقع ضمن نطاق السوق.

في بومبي وغيرها من المدن الرومانية،كانت الأسواق مراكز للعبادة والسياسة والتجارة.ومن المحتمل أن يكون باكيوس بروكولوس قد أتى إلى هنا للمشاركة في الحياة الشعبية والاجتماعية للمدينة أو ربما ليتنزه مع زوجته أو مع أصدقائه .

إن هذه العتبات المرتفعة للأبنية المقنطرة لم يكن الهدف منها الزخرفة،بل إيقاف العربات وتجنّب حالات الانزلاق المحرجة.

كانت مكاتب المدينة الحكومية تقع في هذه الساحة حيث توجد سجلات المدينة،وبالقرب منها يقع الكوميشيا وهو مكان يذهب إليه سكان بومبيه ومن بينهم باكيوس للإدلاء بأصواتهم الانتخابية. ولم يكن باستطاعة زوجته الإدلاء بصوتها لأن النساء لم يكنّ يملكن حق الانتخاب،إلا أن بإمكانهن التأثير على أزواجهن.

إلى الجهة اليمنى من الساحة العامة يقف بناء شيّدته امرأة ثريّة اسمها إيماشيا،وهي إحدى عابدات الأوثان وهي تنحدر من أسرة تملك نفوذاً في بومبيه بمقاييسه البالغة 60 متراً طولاً و 40 متراً عرضاً،أي ما يقارب نصف مساحة ملعب كرة القدم،يعد هذا البناء من أكبر الأبنية في الساحة العامة.ويعتقد علماء الآثار أنه ربما كان سوقاً مهماً يبتاع منه السكان الثياب والمواد وبة خاصة الصوف.

أحد الاكتشافات الذي شكل مفاجأة كبيرة كان العثور على هذه المنشآت الموجودة قرب مدخل البناء،ويبدو الأمر مقرفاً جداً ويدعو إلى الاشمئزاز إذا علمنا أن الخبراء يعدون هذه المنشآت مَبَاوِلَ،كان يُجْمَعُ فيها بول الزائرين لاستعماله في تبييض وتنعيم الصوف وذلك من نتائج فساد فطرتهم التي فطرهم الله عليها إذ استخدموا هذه النجاسة الكريهة في معالجة ثيابهم التي يلبسونها ليل نهار على أجسامهم .





في وسط الساحة العامة،وفي مكان بارز،يقف معبد جوفيه أو جوبيتر الإله الباطل المزعوم ،وهو أكبر بناء ديني في المدينة بأعمدته الستة وعلى امتداد واجهة المبنى التي يتجاوز ارتفاعها اثني عشر متراً . لم يبق من تماثيل المعبد سوى رأس جوبيتر ويتم الاحتفاظ بهذه النسخة الأصلية فيمتحف نابولي الوطني.

هذا النصب أعيد ترميمه بواسطة رسوم الحاسوب البيانية ليتلائم مع النسخة الأصلية .

كانت المساحة الداخلية للساحة العامة تبدو هكذا:صفان مختلفان من الأعمدة يقع خلفهما معبد جوبيتر. كانت توجد تحت هذه الأروقة واحدة من أكبر المدارس في بومبي . وتظهر هذه اللوحة الجدارية تلميذاً يجلده معلّمه،تماماً تحت أروقة الساحة بينما ينظر إليه رفاقه بارتياب.فلنتخيّل المشهد:… يجلس الطلاب على الأرض ويشرح المعلمون الدرس في الهواء الطلق ، وقد عرّضوا أنفسهم لمختلف تقلبات المناخ:الريح والبرد والحرارة والرطوبة،أضف إلى ذلك وجود حشود من المارة والباعة المتجوّلين الذاهبين إلى أعمالهم. يقع معبد آبولو وهو من آلهتهم الخرافية الباطلة في الجهة الشمالية من الساحة,كان مكاناً شعبياً للتعبّد لأن أبولو بالنسبة إليهم كان يمثّل الإله الحافظ في بومبي بحسب عقيدتهم الفاسدة وكان الناس يأتون إلى هنا للتحقق من الوقت . وحتى يومنا هذا يمكننا رؤية المزولة (الساعة الشمسية)المعلقة على هذا العمود التي استخدمها كهنة المعبد المكرسون لخدمة أبولو,الإله المزعوم الذي نظم إيقاع وتجانس مرور الوقت حسب أساطيرهم الباطلة.كما مكنتنا رسوم الحاسوب البيانية من رؤية المعبدكما كان عليه في ذلك الوقت على وجه التقريب .

أحد الأمكنة التي ربما أمضى فيها باكيوس الكثير من وقته هيالحمامات البخارية التي شيدت عام 80 قبل الميلاد وهي تقع خلف الساحة العامة.

لهذه الحمامات مدخلان منفصلان أحدهما للرجال والآخر للنساء كما يوجد مصاطب تشكّل أماكن الاستحمام.

داخل هذه الغرفة المسمّاة تيبيداريوم ومعناها الدافئة ,وجد علماءالآثارحوضاً كبيراً للماء الساخن:هذه الغرفة كانت هبة سخية قدّمها صاحب مصنع برونز كوبي يدعى ماركوس نيجيديوس فاكولا.ومن يدري،ربما كان باكيوس يرسل إليه هبات مشابهة؟

في هذه الغرفة المكشوفة السقف كان يوجد حوض غرفة التبريد ، وقد ملئ بالماء البارد ،حيث يغطس فيه المستحمون بعد انتهائهم من الحمام البخاري .

بعد مغادرة الحمامات البخارية وعند تقاطع فيادفورو وفيادينولا نصل إلى معبدفورتونا أوغوستا وهو أحد معابد ديانتهم الوثنية الفاسدة ، وكان مخصصاً لجلب الحظ للقياصرة بمقتضى خرافاتهم المكذوبة قد يبدو مشهد مدينة بومبي مشابهاً لهذا:هذا المعبد عبارة عن نسخة مطابقة من معبد جوبيتر الذي رأيناه في الساحة العامة،وإلى جانبه يقع رواق مع بعض المنازل المأهولة وفي الخلف قنطرة عليها رأس الإمبراطور كاليغولا وكغيرها من المدن الرومانية،كانت مدينة بومبي تحتوي على مدرّج ليتصارع فيه العبيد و الأسرى وهي واحدة من الرياضات المتوحشة التي كانت منتشرة لديهم .

في هذا الموقع بالتحديد،وفي عام تسعة وخمسين بعد الميلاد،جرت واقعة كبيرة استدعت تدخل الإمبراطور نيرون شخصياً ،حيث اندلع قتالٌ عنيفٌ دامٍ خلال إحدى المسابقات أدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف سكان بومبي وسكان مدينة نوسيريا المجاورة ، وكان هذا القتال هو الأعنف .





لقد كان من العار إقفال مدرج القتال في بومبي مدة عشر سنوات بأمر من نيرون وتجريده من مكانته ،و يبدو أنه تم إلغاء هذا القرار بتدخل من الإمبراطورة بوبيّا ابنة مدينة بومبي, وكانت مصارعة الأسرى و العبيد مشهورة جداً فيها وكان الأطفال يحبذونها كثيراً لدرجة أنهم اعتادوا رسم لأبطالهم على جدران المدينة وهم يقاتلون .

كان الأسرى والعبيد يتدربون ويعيشون داخل بالايسترا الذي يتضمّن فناءً له قناطر من أربعة جهات وهو جزء من مجمّع وحيد يحتوي على المسرح الكبير و المسرح الأصغر أو قاعة الموسيقى عملياً كانت هذه منطقة التسلية ومن المنطقي أن يكون باكيوس بروكوليوس .

قد أتى إلى هنا برفقة زوجته لمشاهدة المسرحيات أو الحفلات الموسيقية التي كانت تقام في الأوديون . وبمساعدة مجموعة من النقوش تمكن علماءالآثارمن معرفة الشخصين اللذين شيدا هذه المسارح وهما ماركوس بوريكلوس

وكونتياس فالفوس،من أشهر حكام المدينة . كان هذا المسرح مسقوفاً بحيث يتمكن المشاهدون الجالسون على المدرجات من الاستمتاع بصوت أفضل.شيّد المسرح الكبير باتجاه هضبة على الطريقة اليونانية ولم يكن هناك أجرة للدخول وكان يرعى هذه المسرحيات مرشحون للانتخابات تعرض المسرحيات في النهار وتحت الظل لتجنّب حرارة الشمس ومن أجل ذلك تم وضع مظلات مرفوعة على أعمدة كبيرة بينما حمل بعض المشاهدين مظلاتهم الخاصة. وكان يتم تقديم بعض الأطعمة للفقراء في مطعم الحساء .

وقد يكون باكيوس قد قطع هذا الجزء من المدينة بشكل يومي.نحن الآن على مفترق طرق بين فيادل أبوندانزا و فياستابيانا حيث يقع مخبزه . فهذا العمود الموصول إلى صهريج مركزي كبير كان يستخدم لتوزيع المياه… وهذا المجسم الذي أعيد تشييده يدل أنه على كل مفترق طرق كان يوجد نافورة ماء يأتي المواطنون إليها للحصول على المياه التي يحتاجونها ولأخذ فكرة عن منزل رجل ثري شبيه بالمنزل الذي كان يملكه باكيوس في بومبييه .

سنزور بعضاً من أشهر بيوت المدينة يطلق على هذا البيت اسم منزل فيتي

وهما شقيقان متحدران من أسرة عبيد متحررة جمعا ثروتهما من خلال التجارة.هذه الأسرة التي لم تكن تظهر دائماً بمظهر لائق ، تملك العديد من التماثيل المتمركزة في بهو الحديقة وتزيّن المنزل باللوحات الجصية الجدارية التي يفضلها السياح القادمون إلى بومبي, منزل آخر رائع كان يطلق عليه اسم فاون عند تدميره ، كان هذا المنزل الفاخر يغطي مساحة ثلاثة آلاف متر مربع أي ما يوازي ساحة مدينة ويتألف من عدد كبير من الغرف.هذه الدار كانت فيها بعض التماثيل,كهذا التمثال البرونزي في ردهة هذا المنزل الذي تملكه كاسيا وإلى جانب جسدها المتفحّم من حمم البركان، عثر علماءالآثارعلى أقراط للأذن وخاتم وبعض الجواهر المحفوظة داخل حقيبة صغيرة. تقع هذه الدار خارج حدود المدينة . وقبل انفجار بركان فيزوفيوس ،كانت المزرعة تختص بإنتاج الخمور المحلية فيزوفينو هذه نسخة أعاد تشييدها علماء الآثار لمعصرة خشبية مطابقة لتلك التي استخدمت منذ ألفي عام لعصر العنب.وإضافة إلى إنتاج الخمور،كان سكان هذه الدار المشهورة بلوحاتها الجدارية الجصية التي تحمل اسمها يزرعون أشجار الفاكهة وأنواعاً أخرى عديدة من الخضار والحبوب كي يبيعوها في أسواق بومبييه.

يدرس علماء آثار رسميون من بومبييه العديد من بذور النباتات المزروعة في بومبييه والتي كانت محفوظة بشكل ممتاز حيث تأكد لهم أن الزراعة لعبت دوراً حيوياً في حياة سكانها . وكان كل منزل يملك حديقة خضار خاصة فمثلاً هذه الحديقة تابعة لمنزل (بائع العطور) ولقد زرعها بأشجار الفاكهة وبة خاصة أشجار الزيتون،ضمن صفوف منتظمة محاطة بسياج من النباتات العطرية والشجيرات التي تم الاعتناء بها جيداً.كما زرع أعشاباً وأزهاراً للعديد من النباتات التي كانت تستخدم علاجاً لبعض الأمراض المنتشرة في ذلك الوقت .من هذه البذور ، نجد بذور الخشخاش التي كانت تعرف باسم(بذور الكتان) نظراً لخصائصها المسببة للنعاس وهي تستخدم لمعالجة التهاب الشعب الهوائية ، وهناك بذور الفيجن والأفسنتين والشمّرة التي كانت تستخدم لمعالجة آلام المعدة كما تستخدم اليوم.لم تستخدم أزهار الحبق للطهو بل لاستخراج عطر رائع كان مفضلاً لدى النساء في ذلك الوقت . لم تزرع العديد من النباتات والأزهار الطبيعية من أجل شكلها الجميل بل لاستخدامها لصناعة العطور،فكانت تحلل بالزيت المستخرج من الزيتون الأخضر المشهور بحفظ الأشياء ومن ثم تحفظ في جرار زجاجية صغيرة . كان الكثير من الإنتاج في بومبي يجلب إلى هذه الدكاكين القديمة التي كان عددها مئة وثمانية عشر دكاناً،ويرتادها ما يقارب من عشرة آلاف شخص . وبعبارة أخرى كان يوجد حانوت لكل خمسة وثمانين شخصاً. يعد حانوت آسيليا من حوانيت بومبي الشهيرة وهو يقع في فيادل آبوندانزا . وهذا البناء المستحدث يعطينا فكرة عن هذا الحانوت وكيف كان يرتاده زبائنه الاعتياديون.

كان حانوتاً ضيّقاً جداً وربما اشتهر في بومبي ليس فقط بنوعية مشروباته بل لكونه ماخوراً لممارسة الزنى والفواحش فيه وكانت الفتيات اللاتي يعملن بداخله ،وهن سميرينا وماريا وآيغل . يقدّمن للزبائن العهر و الفجور الذي كان يحدث في غرفة ضيّقة في الطابق العلوي ونحن نعرف أسماءهن بسبب الكتابات التي اكتشفناها على جدار الحانوت الخارجي.إنه بيان انتخابي:انتخبوا إيدل بالتصويت في الشوارع والأبنية الشعبية والدينية . صوّتوا لفتيات حانوت آسيلينا وبشكل خاص سميرينا نطلب مساعدتكم , وهكذا نرى مدى دركات الانحطاط الأخلاقي الذي وصلت إليه هذه المدينة حين يطلب من الشعب انتخاب الزانيات العاهرات . ولهذا فإن عقاب الواحد القهار لم يكن بعيداً عنهم.





لقد أثبت المؤرخون أن ريع مبيعات الزيت والحبوب والنسيج قد سمح لسكان بومبي الأغنياء بإقامة الحملات الانتخابية المكلفة التي كانت تقام عشرين مرة في العام ، من أجل الحصول على بعض المراكز السياسية المتنوعة . ولضمان انتخابهم،أقام المرشحون مآدب باذخة أو نظموا مسابقات متوحشة لاقتتال العبيد والأسرى في مدرجات بومبي ودعوا إليها أكبر عدد ممكن من الناخبين. ووضعوا ملصقات انتخابية كتبت على الجدران بالأحمر والأسود تدعو الناس إلى انتخاب هذا المرشح أو ذاك مستخدمين شعارات مختلفة انتخبوا ترابيوس لوظيفة محتسب.بائعو الخبز يطلبون مساندتكم .انتخبوا سيوس سكوندوس

لمنصب حاكم ... لقد صوّت له البابا! وغير ذلك مثل : انتخبوا كيوس جوليوس بوليفيوس لوظيفة محتسب.إنه يصنع خبزاً رائعاً باختصار لم يهتموا بمضمون الشعار المهم الفوز بالانتخابات والوصول إلى السلطة لزيادة الجاه والثروة.

يضع كيوس جوليوس بوليفيوس وهو خباز غني مثل باكيوس ملصقات انتخابية على جدران منزله،متوسلاً إلى ضيوفه كي يمنحوه أصواتهم .

نحن نعرف الآن تقريباً كيف كان يبدو كيوس جوليوس بوليفيوس ،إضافة إلى اثنين من أقاربه المفترضين.هذه الرؤوس أعيد تركيبها بمساعدة جماجم عثر عليها خلال تنقيب مختبرالآثارالبيئية في بومبي،وهي مؤسسة تضم خبراء وتقنيين من مختلف الاختصاصات.بمساعدة أكثر التقنيات المتطوّرة .

وها هو كيوس جوليوس بوليفيوس أحد المرشحين لمنصب حاكم في انتخابات عام تسعة وسبعين بعد الميلاد،يظهر بأنفه المعقوف وشفتيه الرفيعتين وجبهته شديدة الانحدار.

وهذا هو وجه أحد أقربائه،في العقد الرابع من عمره،له أنف عريض وحاجبان كثيفان ويبلغ طوله مئة وسبعين سنتمتراً ،وكان يعد طويلاً في تلك الأيام .

ولكننا نعرف الآن أوجه وهيئات أشخاص آخرين من سكان بومبي القديمة . فهذا الشخص هو نوكيوس كاسيلياس جوكوندوس كان صاحب مصرف وخبيراً في إبرام اتفاقيات البيع.وكانت أفكاره رائجة جداً.

في الجانب الآخر كان هناك كيوس نورباموس سوريس،الذي يستدل من تعابيره على أنه ربما كان ممثلاً .

وجل ما نعرفه عن شخص يدعى روفوس،الذي اعتاد التردد على منزل العجائب،هو تخمينات حصلنا عليها من خلال دراستنا لهذا الرسم الناقد .

نحن نعرف أيضاً تفاصيل جوهرية عن غيرهم من سكان بومبي من خلال النقوش المتبقية على الجدران التي اكتشف علماء الآثار غموضها.لقد تم العثور على كل أنواع الشعارات كالفكاهات والحب والسخرية كما أظهروا لنا مجتمعاً ينظر إلى الجانب الفاشل في حياته بشيء من السخرية واللامبالاة.

(سالفيلا) بدينة جداً كيف يمكن لأحد أن يحبها كتبت هذه الجملة فوق جدار أحد المدابغ القديمة فولونسيا.

مقولة أخرى تخبرنا بأن شخصاً يدعى سوافيس لم يكن يحلم بشيء آخر غير الطعام والشراب ومن الطبيعي في هذه المدينة الفاسدة وجود كتابات لأحد العشاق مثل:ليقتلني الحب إن رغبت يوماً بهجرك هذه العبارات كان يكتبها أحد سكان بومبي على جدار منزل إحدى النساء.





وهكذا كانت بومبي مدينة مفعمة بالحياة والعمل كما كانت مليئة بالفساد والانحراف ولقد عرف سكانها كيف يستغلون طريقة حياتهم البسيطة التي نسميها اليوم:الحياة القروية وهي تختلف كثيراً عن تعقيدات الحياة المتكلّفة في روما عاصمة الإمبراطورية الرومانية . إنها قريبة جداً ولكن مختلفة جداً أيضاً.

ولكن مشاعر الحب والفرح والمعاناة التي كانت سائدة في أحد أيام الصيف المشمسة ، أخمدت في لحظة رهيبة من لحظات انتقام رب العالمين ممن كفر وفجر وفسد من عباده .

كان قد حل الظلام ، في الوقت الذي وصلنا فيه إلى أحد أهم مواقع التنقيب عنالآثار .لم يتم كشف النقاب عن مدينة بومبي بشكل كلي ، وهذه هي دار كاست لافيرز

كما ترون من خلال هياكل الحيوانات العظمية التي لا تزال ملقاة هنا ومن الجرار الواقعة ،يجسّد هذا الموقع كتاباً مفتوحاً يوضّح اللحظة المأساوية التي حدث فيها انفجار بركان فيزوفيوس الرهيب،قبل نزول العقاب كان يوجد هنا فرن له طواحين ومخازن وملاجئ للحيوانات ومنزل المالك الذي يحتوي على لوحات جدارية كغيره من منازل بومبي .

وبسبب هذا الموقع أيضاً،تمكن علماء آثار رسميون من بومبي من معرفة التاريخ الدقيق الذي حدث فيه الانفجار البركاني.لقد حدث في الساعة الواحدة من بعد الظهر ، في الرابع والعشرين من شهر آب (أغسطس).

لقد عكست اكتشافات الخبراء المعاصرين الحالة التي كانت عليها المدينة في ساعاتها الأخيرة قبل حلول العقاب،حيث انتابتها حالة من الرعب الشديد. بين الساعة السادسة والسابعة من صباح اليوم التالي، في الخامس والعشرين من شهر آب (أغسطس) ، وقعت أكثر الأحداث مأساوية:أولاً،بدأت مجموعة طويلة ومخيفة من السّحب الحمراء الساخنة تغمر المدينة ، ثم ظهرت كتل من الرماد البركاني والغازات الملتهبة وهي ترتفع مئات الأمتار فوق فوهة البركان وأخذت تزحف على جوانبه بسرعة تفوق مئة كيلومتر في الساعة.تسببت تلك السحب الكثيفة بخنق وحرق سكان بومبي حتى الموت ولم يكن هناك مفر من قدر الله المحتوم وعقابه الأليم .

تسبب البركان في تدمير ألفي مسكن داخل المدينة،وما يزال الخطر ظاهراً حتى اليوم كلما تم الكشف عن جثث جديدة،أي بعد مئتين وخمسين عاماً من بدء أول تنقيب عنالآثارفي هذه المدينة .

هذا جسد صبي في الثانية عشرة من عمره،وهو مغطى بالصفيح،وهذه الأجساد هي لأشخاص كانوا يحاولون الاحتماء من غضب الله .لقد جمدهم الموت وهم يحاولون الهرب من السحب الملتهبة.

ترى،كيف كان باكيوس وغيره من سكان بومبي غير آبهين بالخطر الوشيك الذي كان ينتظرهم؟

لقد حذّر يت سترابون العالم اليوناني الشهير،سكان بومبي من خطر انفجار بركان فوسيفيوس قبل حدوثه بمئة عام،على الرغم من أنهم كانوا يعدونه جبلاً آمناً تكسوه أشجار الزيتون والعنب , واليوم نسير عبر شوارع بومبي متعجبين من هول العذاب الذي حل بتلك المدينة الفاسدة.

قال تعالى :

? أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ ?97? أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ ?98? أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ?

[سورة الأعراف : 97-99 ]

وما يدعو إلى العجب عودة الحياة إلى بومبي بقدوم آلاف الزائرين إليها يومياً،حيث يزورها ما يزيد عن مليوني سائح سنوياً ومن كل بقاع الأرض، يأتونها للسياحة والتنزه ولكن عسى أن يتعظوا بما حل بتلك المدينة من عقاب الله وانتقامه من الكافرين الفاسدين وقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيارة الديار التي حل بها عذاب الله .

النهاية


اقرأ أيضا::


hulhgi ,hr,hgi < f,lfd K l]dkm Hud] h;jahtih l]dkm Hud]



رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدليلية (Tags)
بومبي, مدينة, أعيد, اكتشافها


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


اعماله واقواله , بومبي ، مدينة أعيد اكتشافها

سياسةالخصوصية


الساعة الآن 03:04 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Content Relevant URLs by vBSEO