صور حب


منتدي صور حب
العودة   منتدي صور حب > عالم الصور > صور حلوة

إضافة رد
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2021
المشاركات: 18,816
افتراضي ابحاث علمية جاهزة للتحميل 2021 بحث في اللغة العربية مكانتها . مكانة اللغة .الفصحى في القرآن . بحوث . دراسات .



ابحاث علمية جاهزة للتحميل 2021 بحث في اللغة العربية مكانتها مكانة اللغة .الفصحى في القرآن بحوث دراسات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدنا ان نعرض لكم كل ما هو جديد في مجال البحث العلمي
كل ماهو جديد في ابحاث علمية 2021 - 2021






1- مـقدمــــة الحمد لله رب العالمين ، القائل : ( نزل به الرّوحُ الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين ). وأصلي وأسلم على أشرف الخلق ، وأفصح العرب ، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

وبعـــــد

فهذا بحث عن مكانة اللغة العربيــة ، ومحاولات أعداء اللغة العربية والإسلام لهدمها وتدميرها ، حتى استجبنا لكثير من نعيق وزعيق أعدائها وصار هناك تذمر وشكوى من صعوبة اللغة العربية وعدم الاهنمام بها والإقبال عليها إلا من أجل الامتحان فقط. فرأيت بتوثيق هذا البحث أن يدرك طلاب العلم ما لهذه اللغة من مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة ، فهي وإن كانت لسان العرب إلا أنها لغة الدين ولغة المسلمين في كل مكان ، بها يقرأون كتابهم ، ويتقربون إلى ربهم بالدعاء والعبادة . ثم بينتُ علاقة هذه اللغة بعلوم الإسلام المختلفة من تفسير وحديث وفقه وأصول ، ثم انتقلتُ إلى مسألة في غاية الأهمية ؛ وهي الإشارة إلى ما يضمره أعداء الإسلام من المبشرين والمستشرقين والمستغربين من كيد وشر لهذه اللغة لغة القرآن والنيل منها . ثم أهبتُ بأبناء هذه الأمة بأن يهبوا لخدمة هذه اللغة ؛ ويعلموا أن تعلمها وخدمتها والدفاع عنها ضرب من ضروب العبادة ، إذا ما ابتغى بكل ذلك وجه الله والدار الآخرة. أسأل الله – عز وجل – أن يوفق أبناء الأمة للحفاظ على لغتهم من كيد الكائدين ، وخطط المتآمرين ، وأن يرد عنها سهام الأعداء ، وحراب المتربصين ، إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

2- مكانة اللغــة : للغة العربية مكانة سامية ، ومنزلة رفيعة في نفوس أبنائها المحبين لها ، والغيورين عليها ، والعارفين قدرها ومكانتها ، وذلك لكونها لغة القرآن الكريم، بها تنزل على محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم،( نزل به الروح الأمين . على قلبك لتكون من المنذرين . بلسان عربي مبين ). [AM1] وقد أرسل الله – عز وجل – رسولهصلى الله عليه وسلمللناس كافة بشيراً ونذيراً ، ولم يُرسَلْ إلى العرب خاصة ، كما ي ذلك بعض الجهلة أو الحاقدين ، إنما أرسل لجميع البشر ؛ عربهم وعجمهم، وهو عليه الصلاة والسلام آخر الأنبياء ؛ فجاءت رسالته كاملة شاملة. 3- الفصحى لغة القرآن:



وقد اختار الله - عز وجل – اللغة العربية لتكون آخر كتبه ، لغة القرآن الكريم ( إنا جعلناه قرآنا عربيا لّعلّكم تعقلون)[AM2] وهذا الاختيار من الله - عز وجل – لهذه اللغة إنما تعود إلى ما تمتاز به من مرونة واتساع ، وقدرة على الاشتقاق ، والنحت والتصريف ، وغنى في المفردات والصيغ والأوزان. يقول عباس محمود العقاد : فإذا قيس اللسان العربي بمقاييس علم الألسنة فليس في اللغات لغة أوفى منه بشروط اللغة في ألفاظها ، وقواعدها ، ويحق لنا أن نعتبر أنها أوفى اللغات جميعها بمقياس بسيط واضح لا خلاف عليه وهو مقياس جهاز النطق في الإنسان ، فإن اللغة العربية تستخدم هذا الجهاز الإنساني على أتمه وأحسنه ولا تهمل وظيفة واحدة من وظائفه كما يحدث ذلك في أكثر الأبجديات اللغوية ، فلا التباس في حرف من حروفها بين مخرجين ، ولا في مخرج من مخارجها بين حرفين.., وقد تشاركها اللغات في بعض هذه المزايا ، ولكنها لا تجمعها كما جمعتها ، ولا تفوقها في واحدة منها .. (1)[AM3] ويقول ابن فارس : قال بعض الفقهاء : كلام العرب لا يحيط به إلا نبي ، وهذا كلام حري أن يكون صحيحاً ، وما بلغنا أن أحداً ممن مضى ادعى حفظ اللغة كلها ... (2)[AM4] وقال: وقال بعض علمائنا حين ذكر ما للعرب من الاستعارة والتمثيل والقلب والتقديم والأخير وغيرها من سنن العرب في القرآن . فقال : ولذلك لا يقدر أحد من التراجم على أن ينقله إلى شيء من الألسنة كما نقل الإنجيل عن السريانية إلى الحبشية والرومية وترجمت التوراة والزبور وسائر كتب الله – عز وجل – بالعربية ، لأن العجم لم تتسع في المجاز اتساع العرب...(3)[AM5] ومما لايمكن نقله البتة أوصاف السيف والأسد والرمح ، وغير ذلك من الأسماء المترادفة ن ومن المعلوم أن العجم لا تعرف للأسد اسما غير واحد أما نحن فنخرج له خمسين ومئة اسم ، وحدثني أحمد بن بندار ، قال : سمعت أبا عبد الله بن خالويه الهمذاني يقول جمعت للأسد خمسمئة اسم وللحية مئتين...( 4)[AM6] هذه الخصائص الفريدة والمزايا الكثيرة هي التي رشحت هذه اللغة لتكون لغة القرآن الكريم ، فشرفت بهذا الاختيار ، وازدادت سمواً ورفعة.



4- فضل القرآن على العربية :



للقرآن الكريم الفضل بعد الله _ سبحانه وتعالى _ في المحافظة على اللغة العربية ن إذ بقيت مع مرور الزمن شابة فتيةً ، فقد حفظها القرآن من الضياع كما حفظها منه الضياع. يقول فيليب دي طرازي : أصبح المسلمون بقوة القرآن أمة متوحدة في لغتها ودينها وشريعتها وسياستها ، فقد جمع شتات العرب ، ومن المقرر أنه لولا القرآن لما انتشرت اللغة الفصحى في الخافقين ، ولولا القرآن لما أقبل الألوف من البشر على قراءة تلك اللغة وعلى كتابتها ودرسها والتعامل بها ـ، ولولا القرآن لظل أهل كل بلد من البلدان التي انضمت للإسلام ينطقون بلهجة يستعجمها أهل البلد الآخر ، وقد حفظ القرآن التفاهم بالعربية بين الشعوب الإسلامية وبين العرب.. (5) [AM1] ويقول سيديو: إن اللغة العربية حافظت على وجودها وصفائها بفضل القرآن ..(6)[AM2] وقد أثبتت جميع الدراسات اللغوية أن سبب نشأة اللغة العربية ونموها واتساعها وشمولها هو القرآن الكريم قبل غيره.. 5- موقف السلف من اللغة العربية :



لقد عُني السلف الصالح من خلفاء وأمراء وعلماء بلغة القرآن واهتموا بهخا اهتماماً كبيرا وأولوها عناية خاصة لما لها من مكانة عظيمة في نفوسهم ؛ فأقبلوا على خدمتها وتسابقوا في الدفاع عنها ، حتى الأعاجم أقبلوا بشغف شديد ورغبة قوية على تعلم هذه اللغة وخدمتها ،فأتقنوها وقاموا بالتأليف في علومها المختلفة ، يدفعهم لذلك محبتهم لهذه اللغة التي هي لغة دينهم وكتاب ربهم ، فأيقنوا أن دراستها وتدريسها والتأليف بها وخدمتها بأي شكل من الأشكال ضرب من ضروب العبادة يقربون به إلى الله – عز وجل - . وقد نُقلتْ لنا أخبار كثيرة عن سلف هذه الأمة الأخيار توضح لنا نظرتهم العميقة غلى هذه اللغة ، وأنهم ينزلونها من نفوسهم منزلة رفيعة تتناسب ومكانتها العالية. * فهذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : تفثقهوا في العربية فإنهال تزيد في العقل ، وتثبت المروءة..(7)[AM3].ويقول : تفقهوا في العربية وأعربوا القرآن فإنه عربي .. (8) [AM4]. * وقال الحسين بن علي رضي الله عنه : تعلموا العربية فإنها لسان الله الذي يخاطب به الناس يوم القيامة ..(9)[AM5]. * وروي عن ابن شبرمة أنه قال: إذا سرك أن تعظم في عين من كنت في عينه صغيراً ويصغر من كان في عينك عظيماً فتعلم العربية فأنها تجريك على المنطق وتدنيك من السلطان .. (9)[AM6].ويقــول ابن سيرين : ما رأيت على رجل أحسن من فصاحة ولا على امرأة أحسن من شحم (10)[AM7]. وقال ثعلب: سمعت محمد بن سلام يقول : ما أحدث الناس من مروءة أفضل من طلب النحو.. (11)[AM8] ... وهذا التابعي الجليل قتادة يقول : لا أسأل عن عقل رجل لم يدله عقله على أن يتعلم من العربية ما يصلح به لسانه ....(12)[AM9]... وقال أبي بن كعب رضي الله عنه : تعلموا العربية كما تتعلمون حفظ القرآن ..(13)[AM10].. وقال المأمون لأحد أولاده : ما على أحدكم أن يتعلم العربية فيقيم بها أوده ويزين بها مشهده ويفل بها حجج خصمه بمسكتات حُكمه ويملك مجلس سلطانه بظاهر بيانه أو يســر أحدكم أن يكون لسانه كلسان عبده وأمته.. (14)[AM11].. وقد كره الشافعي لمن يعرف اللغة العربية أن يسمي بغيرها وأن يتكلم بها خالطاً لها بالعجمية..( 15)[AM12] ...ويقول شيخ الإسلام ابن تيميه : وأما اعتياد الخطاب بغير العربية التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن حتى يصير ذلك عادة للمصر وأهله وأهل الدار وللرجل مع صاحبه ....فلا ريب أن هذا مكروه فإنه من التشبه بالأعاجم..(16) [AM13] ..ويقول أيضا : واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين ثأثيراً قوياً بيناً ، ويؤثر في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق..وأيضـــاً فإن اللغة العربية نفسها من الدين ومعرفتها فرض واجب ، فإن فَهْمَ الكتابِ والسنة فرض ، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية ، وملا لايتم الواجب إلا به فهو واجب....(17) [AM14].

6- موقف السلف من اللحــن

كان سلفنا الصالح يحرصون أشد الحرص على سلامة اللغة وإبعادها عن مواظن الانحراف والزلل ، ويعدون اللحن كبيرة تخدش مكانة اللاحن وسمعته ، وقد مر علينا قول الرسول j : أرشدوا أخاكم فقد ضل. قاله عندما لحن رجل بحضرته .. واعتبر الخروج على القاعدة ومقارفة اللحن ضلالاً ، وطلب ممن حوله من الصحابة أن يرشدوه إلى الطريق الصحيح. وهذا عمر بن الخطاب d يقول لقوم استقبح رميهم : ما أسوأ رميكم ، فيقولون : نحن قوم( متعلمين) فيقول : لحنكم أشد علي من فساد رميكم ..(18)[AM1] وهذا أبو بكر الصديق d يقول : لأن أقرأ فأسقِط أحب إلي من أن أقرأ فألحن...(19)[AM2]. وروي أن كاتباً لأبي موسى الأشعري كتب إلى عمر بن الخطاب d : من أبو موسى فكتب عمر إلى أبي موسى _ رضي الله عنهما _ : إذا أتاك كتابي هذا فاضربه سوطاً واصرفه عن عملك ..(20)[AM3] وكان ابن عمر d يضرب ابنه على اللحن (21)[AM4] ...وقال عمر بن عبد العزيز : إن الرجل ليكلمني في الحاجة يستوجبها فيلحن فأرده عنها وكأني أقضم حب الرمان الحامض لبغضي استماع اللحن ... ويكلمني آخر في الحاجة لا يستوجبها فأجيبه إليها التذاذاً لما أسمع من كلامه.. وقال _ يرحمه الله _ : أكاد أضرس إذا سمعت اللحن..(22)[AM5] وقيل إن عمر بن الخطاب أمير المؤمنين _ أيضاً _ كان يضرب ولده على اللحن ولا يضربهم على الخطأ . ومن الشواهد على ازدراء سلفنا بالذين يلحنون ما يروون : أن رجلاً من علية أهل الشام استأذن على عبد الملك بن مروان وبين يديه قوم يلعبون بالشطرنج فقال : ياغلام غطّها فلما دخل الرجل فتكلم فلحن فقال عبد الملك : يا غلام اكشف عنها الغطاء فليس للاحن حرمة.. (23)[AM6] ويروى عن إبان بن عثمان أنه قال : اللحن في الرجل السري كالتغيير في الثوب الجديد (24)[AM7] ويقول ابن شبرمة :إن الرجل ليلحن وعليه الخــز الأدكن فكأن عليه أخلاقاً ، ويعرب وعليه أخلاق فكأن عليه الخز الأدكن ..(25) وعن الخليل بن أحمد أنه قال : لحن أيوب السختياني في حرف فقال : أستغفر الله (26)[AM8] ولحن محمد بن سعيد بن أبي وقاص لحنه فقال : أحسُّ إني لأجد حرارتها في حلقي (27)[AM9] وهذا الأصمعي يقول : أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل في جملة قول النبي j : من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار لأنه لم يكن يلحن فمهما رويت عنه ولحنت فقد كذبت عليه.(28) وسمع أعرابيٌّ إماماً يقرأ : ولا تَـنكحوا المشركين حتى يؤمنوا بفتح التاء ، فقال سبحان الله هذا قبل الإسلام قبيح فكيف بعده !! فقيل له إنه لحــن وإنما القراءة : ولا تُـنكحوا بالضــم ، فقال : قبحه الله لا تجعلوه بعدها إماماً فإنه يحـل ما حرم الله .. (29)[AM10]
7- علاقـة العربية بعلوم الإسلام

اللسان العربي هو شعار الإسلام كما يقول شيخ الإسلام ابن تيميه في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم ، واللغة العربية من الدين لا تنفصل عنه ، ولا ينفصل عنها بل هي الدين بعينه ، فقد نزل بها كتاب ربنا ، وأصبح تعلمها وإتقانها ومعرفة قواعدها وأسرارها فرضاً واجباً ، لأن فهم الكتاب والسنة ومعرفة أحكام الدين من الأمور المتعينة على المسلم. وهذا لايتم إلا بفهم اللغة العربية لغة القرآن والدين والتراث .. وبهذا يتضح أن العلاقة بين اللغة العربية وعلوم الإسلام من تفسير وحديث وفقه وأصول وغيرها من العلوم علاقة متينة جداً لمن أراد أن يشتغل بأي من العلوم السابقة.

8- العربيــة والتفســير يُعد علم التفسير من العلوم المهمة والعظيمة لكونه يقوم على تفسير آي الله ، وبيان مراده ،وإيضاح مقاصده ومراميه ، فهو من أشرف العلوم وأجلها ؛ لذا اعتنى به المسلمون عناية خاصة ، وأولوه اهتماماً بالغاً، ولا بد لمن يرغب في الاشتغال بتفسير كتاب الله تفسيراً وتبييناً وتحليلاً من معرفة قواعد اللغة نحوها وصرفها. يقول السيوطي في الإتقان : يجوز تفسير القرآن لمن كان جامعا للعلوم التي يحتاج إليها المفسر ، وهي خمسة عشر علماً: أحــدها : اللغـة لأن يعرف بها شرح مفردات الألفاظ ومدلولاتها بحسب الوضع. الثـــاني: النحــو لأن المعنى يتغير ويختلف بختلاف الإعراب ، فلا بد من اعتباره. الثــالث : التصــريف لأن به تعرف الأبنية والصيغ.. ( 30)[AM1] وإلمام المفسـر بهذه العلوم مهم غاية الأهمية لكونه من تمام العمل ، وعليه يترتب كماله وإتقانه على الوجه المطلوب ، كما لا يجوز لمن لا يملك ثقافة نحوية ولغوية واسعة أن يقدم على تفسير كتاب الله.. يقول مجاهد : لايحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إن لم يكن عالماً بلغات العرب .(31)[AM2] ويُروى أن عمر بن الخطاب d قال : لا يُـقرئ القرآن إلا عالم بلغة العرب..(32)[AM3] والذي دفع أمير المؤمنين عمر أن يقول هذه المقالة ما روي أن أعرابياً قدم إلى المدينة المنورة في خلافة أمير المؤمنين عمر فقال : من يقرئني مما أنزل على محمد j ، فأقرأه رجل سورة براءة فقال : ( أنَّ اللهَ برئ من المشركين ورسولِـه ) بالجر فقال الأعرابي : أوقد برئ الله من رسوله؟ إن يكن برئ من رسوله فأنا أبرأ منه.فبلغ عمر d مقالة الأعرابي فدعاه فقال : يا أعرابي ، أتبرأ من رسول الله؟ فقال يا أمير المؤمنين إني قدمت المدينة ولا علم لي بالقرآن فسألت من يقرئني فأقرأني هذا سورة براءة فقال: ( أنَّ اللهَ برئ من المشركين ورسولِـه ) فقلت : أوقد برئ الله من رسوله؟ إن يكن برئ من رسوله فأنا أبرأ منه فقال عمرd ليس هكذا يا أعرابي ، فقال كيف هي يا أمير المؤمنين؟ فقال : ( أنَّ اللهَ برئ من المشركين ورسولُـه ) فقال الأعرابي : وأنا والله أبرأ مما برئ الله ورسوله منه .فأمر عمر d ألا يقرئ القرآن إلا عالم باللغة..(33)[AM4] وكان الأصمعي يقول : تعلموا النحو فإن بني إسرائيل كفروا بكلمة ، قال الله – عز وجل – يا عيسى أنت نبيٌّ وأنا ولَّـتُـك ، بتشديد اللام معناها أوجدتك وخلقتك فخففوها، فصار كفراً.. (34)[AM5] فمعرفة اللغة والإلمام بقواعد النحو يعين المفسر على معرفة المعنى المراد والغرض المقصود. روى عكرمة عن ابن عباس قال : .. ما كنت أدري ما قوله _ تعالى _ ( ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين) . حتى سمعت ابنة ذي يزن الحميري وهي تقول : أفاتحك يعني أقاضيك .. وقال أيضاً : ما كنت أدري ما فاطر السموات والأرض حتى أتاني عربيان يختصمان في بئر فقال أحدهما : أنا فطرتها يعني ابتدأتها. وجاءه رجل من هذيل فقال له ابن عباس : ما فعل فلان ؟ قال : مات وترك أربعة من الولد وثلاثة من الوراء . فقال ابن عباس : ( فبشرناها بإسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب ) . قال : ولد الولد ..(35)[AM6] وبهذا تتضح العلاقة الوطيدة بين التفسير وعلوم اللغة وأنها إنما نشأت بينهما عندما احتيج إلى ضبط القراءة الخوف على القرآن الكريم من اللحن والخطأ.
9- العلاقة بين الفقــه وعلوم اللغـة

كما أن العلاقة بين التفسير وعلوم اللغة المختلفة واضحة كل الوضوح فإن العلاقة – أيضاً-بين الفقه وأصوله وبين علوم اللغة من نحو وصرفوغريب ليست بأقل من ذلك . فالفقيه كما يقول أبو العباس بن يحي ثعلب يحتاج إلى اللغة حاجة شديدة(33). وقد بين الله – سبحانه وتعالى – في كتابه العزيز الحلال والحرام ، وفصل فيه مصالح العباد في معاشهم ومعادهم مما يأتون ويذرون ، ولا سبيل إلى معرفة ذلك وكشف كنهه والغوص على معانيه وأسراره إلا بالتبحر في علوم اللغة. ويقول السيوطي في الاقتراح ملخصاً راي الإمام فخر الدين الرازي : اعلم أن معرفة اللغة والنحو والتصريف فرض كفاية ، لأن معرفة الأحكام الشرعية واجبة بالإجماع ، ومعرفة الأحكام دون معرفة أدلتها مستحيل . فلا بد من معرفة أدلتها والأدلة راجعة إلى الكتاب والسنة ، وهما واردان بلغة العرب ونحوهم وتصريفهم ، فإذن توقف العلم بالأحكام على الأدلة ومعرفة الأدلة تتوقف على معرفة اللغة والنحو والتصريف ، وما يتوقف على الواجب المطلق وهو مقدور للمكلف فهو واجب ، فإذن معرفة اللغة والنحو والتصريف واجبة... ومن الأمثلة على الارتباط القوي بين علوم اللغة والفقه ما رواه ياقوت الحموي في معجمه قال : كان الفراء يوماً عند محمد بن الحسن فتذاكرا في الفقه والنحو ففضّل الفراء النحو على الفقه ، وفضّل محمد بن الحسن الفقه على النحو حتى قال الفراء : قلَّ رجل أنعم النظر في العربية وأراد علماً غيره إلا سهُل عليه . فقال محمد بن الحسن : يا أبا زكريا قد أنعمت النظر في العربية وأسألك عن باب من الفقه فقال : هات على بركة الله -تعالى – فقال له : ما تقول في رجل صلى فسها في صلاته وسجد سجدتي السهو فسها فيهما فتفكر الفراء ساعة ، ثم قال : لا شئ عليه فقال له محمد : لم ؟ لأن التصغير ليس له تصغير ، وإنما سجدتا السهو تمام الصلاة ن وليس للتمام تمام . فقال محمد بن الحسن : ما ظننت آدمياً يلد مثلك..(36) [AM7] ومعرفة القاضي ومن يتولى فك الخصومات وفض المنازعات والحكم بين الناس باللغة العربية أمر في غاية الأهمية . يقول ابن قتيبة : ولو أن قائلا قال : هذا قاتلٌ أخي بالتنوين ، وقال آخر: هذا قاتلُ أخي بالإضافة لدل التنوين على أنه لم يقتله ، ودل حذف التنوين على أنه قتله..(37)[AM8] والأمثلة أكثر من أن تحصى ، ومنها نفهم أن يكون الفقيه على دراية تامة ومعرفة واسعةبقواعد اللغة العربية ، لأن هذا سيعينه على حل كثير من المشكلات ، وفهم القضايا التي تعرض له.

1- موقف أعداء الإسلام من لغة القرآن

لقد لفتت هذه العلاقة المتينة والرابطة القوية بين اللغة العربية وعلوم الإسلام المختلفة أنظار أعداء الإسلام ، فقاموا بالتخطيط والتدبير للهجوم على هذه اللغة بكل ما أوتوا من قوة ، مستخدمين كل الوسائل الممكنة من أجل القضاء على هذه اللغة والنيل منها ، لا لكونها لغة من اللغات الحية التي يتكلم بها قوم أو جنس معين بل لكونها لغة القرآن الكريم ولغة المسلمين التي يتوقف عليها فهم الدين واستيعاب أحكامه وتعاليمه .

إن هدف أعداء الإسلام من هجمتهم الشرسة على هذه اللغة إنما هو قطع الصلة وتحطيم الجسور الواصلة بين المسلمين من العرب وغيرهم ، وبين دينهم وتراثهم وحضارتهم ، وليس لهم سبيل إلى ذلك إلا بإقصاء هذه اللغة والقضاء عليها . فهــدفهم إذن هو الإسلام . يقول واحد من المنصفين منهم هو مستر سيديو إن اللغة العربية حافظت على وجودها وصفائها بفضل القرآن ، ومن ثم فإن كل هذه المحاولات لإفساد جوهرها هي بمثابة هجوم على الإسلام ، يتخفى وراء عبارات كاذبة ومضللة.(1)[AM1] وكان هاجس الوحدة بين المسلمين مما يقلق أعداء الإسلام ، وبما أن هذه اللغة من العوامل الأساس في توحيد الأمة الإسلامية رأى أعداء الإسلام أن تحطيم هذه اللغة سيساعد بلا شك في تفتيت الوحدة الكبرى المأمولة بين الشعوب الإسلامية وسيضعف الأمل في تحقيقها في الوقت الحاضر . وها هو أحد الغربيين يقول : متى تتوارى القرآن ومدينة مكة من بلاد العرب ، يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في سبيل الحضارة التي لم يبعده عنه إلا محمد وكتابه ولا يمكن أن يتوارى القرآن حتى تتوارى لغته . إذن هؤلاء الأعداء هدفهم هو إقصاء القرآن عن التأثير في حياة الأمة لا ليتدرجوا في سبيل الحضارة كما يزعمون ، ولكن ليسهل عليهم إذلال هذه الأمة وضمان تبعيتها للغرب والشرق . وما علم أن هؤلاء أن هذا الدين هو سر قوة هذه الأمة ومصدر عزها ، وأنه ممكن بإذن الله ، ومكتوب له الظهور ، وأن هذا الكتاب محفوظ بحفظ الله ورعايته( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ..) [AM2]ويقول عز من قائل ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون )[AM3]. وهذا الحاكم الفرنسي في الجزائر يقول في ذكرى مرور مئة سنة على استعمار الجزائر : إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرأون القرآن ويتكلمون العربية ، فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم ، وتقتلع اللسان العربي من ألسنتهم..(2)[AM4]. وإمعاناً من أعداء الإسلام في الكيد للإسلام وأمته ولغته اتخــذوا بعض الإجراءات الصارمة في بعض البلاد الخاضعة لنفوذهم وسلطانهم تتعلق بمنع استعمال اللغة العربية ، وعدوا تعلم العربية أو تعليمها في بعض البلاد في فترات معينة جريمة يعاقب عليها القانون . ففي الحبشة-مثلا- وفي عهد (( هيلا سيلاسي )) مُـنِـع تدريس اللغة العربية ، وأجبر المسلمون على تعلم وتعليم اللغة الأمهرية. ويعيد التاريخ نفسه بعد عشرات السنين فها هو قائد الجبهة الشعبية لتحرير أريتريا الصليبي (( أسياس أفورقي )) قد أصدر قراراً يقضي بإلغاء اللغة العربية في أريتريا واستبدل بها اللغة الإنجليزية ، وقد وعد المخلصون من أبناء الأمة هذا القرار تحدياً سافراً للمسلمين ، وجاء على لسان أحد المسؤولين الكبار تعليقاً على هذا القرار يقول : إن إلغاء اللغة العربية يساوي إلغاء دور الإسلام والمسلمين في أريتريا. ومن هذا يتضح أن المؤامرة على الفصحى إنما هي مؤامرة على الإسلام ، وأن هذه المؤامرة مرتبطة بالاستعمار وخططه والتبشير وأهدافه . والعجيب في الأمر أن الذين يحملون لواء محاربة اللغة أكثرهم من غير المسلمين ، ومع هذا يتظاهرون بالإصلاح ، وأنهم إنما يريدون للأمة الخير والتقدم ! (((( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون )))) [AM5]

2- وسائل الأعداء في محاربة اللغة

سلك أعداء الإسلام وخصوم الفصحى سبلاً شتى وطرقاً مختلفة في حربهم للغة القرآن ، ومن تلك الوسائل : 1-الدعوة إلى العامية وإحياء اللهجات المحلية : اهتم أعداء الفصحى بالدعوة إلى هجر الفصحى وإقصائها من حياتهم ، لأنها سبب تأخرهم والعائق دون تقدمهم ولحاقهم لركب الحضارة ن ودعوا في الوقت نفسه إلى إحياء العامية واستخدامها في التأليف والمخاطبة ، وألقوا في ذلك المحاضرات ، وعقدوا الندوات ن وألفوا الكتب ، وكتبوا التقارير . وأول من دعا إلى ذلك والف فيه الدكتور / ولهم اسبيتا .. الألماني الجنسية والذي كان مديراً لدار الكتب المصرية . ففي سنة 1880م وضع كتاباً عنوانه قواعد العربية العامية في مصر (3)[AM1] وهذا الكتاب يعده الباحثون أول محاولة جدية لدراسة لهجة من اللهجات العربية المحلية ، ودعا سبيتا في كتابه إلى اتخاذ العامية لغة أدبية بحجة صعوبة اللغة العربية الفصحى ، وأشار بطريقة ما كرة إلى فتح العرب لمصر ، ونشر لغتهم العربية بين أهلها وقضائها على اللغة القبطية لغة البلاد الأصلية. وهو يحاول بهذا إثارة العنصرية العرقية المصرية ضد اللغة العربية . وقد تلا مستر سبيتا في الدعوة إلى العامية { اللورد دوفرين} الوزير البيطاني الذي قام بزيارة مصر لإي أول سنوات الاحتلال وبالتحديد عام 1882م. فرفع بعد زيارته تقريراً إلى وزير الخارجية البريطاني دعا فيه إلى معارضة الفصحى ، وتشجيع لهجة مصر العامية .ويعد (( ويلكوكس )) الذي مات عام 1932مبعد أن قضى من عمره في مصر 49عاماً في عمل دائب وجهد متواصل من أجل دعوته على مهاجمة اللغة العربية والتبشير بدينه الفاسد. ويعد (( ويلكوكس )) من أطول المبشرين نفساً وأكثرهم إلحاحاً، فقد بذل جهوداً كبيرة بين التأليف والمحاضرات من أجل دعوته ، فمثلاً في سنة 1926م نشر ويلكوكس رسالة بعنوان : سوريا ومصر وشمال أفريقيا تتكلم البونية لا العربية . وقد وجه الدعوة في هذه الرسالة إلى ضرورة اتخاذ العامية لغة للتعليم بدل العربية الفصحى . واقترح تحديد مدة زمنية مقدارها عشر سنوات ، ورأى أن هذه المدة كفيلة بتخليص المصريين من الصخرة الثقيلة التي يعانون منها باستخدام العربية الفصحى . وقد تلا (( ويلكوكس )) القاضي الإنجليزي (( سلدن ولمور )) وبعده الإنجليزي ((باول )) عام1926م الذي اشترك مع زميله (( فيليوت )) أستاذ اللغات الشرقية بجامعة (كمبردج) في وضع كتاب باللغة الإنجليزية أسمياه ( المقتضب في عربية مصر ) وهو يتناول الدعوة إلى اتخاذ العامية بدلا من الفصحى . وقد حاولا في كتابهما أن يضعا قواعد لتسهيل تعليم اللغة العامية .. ولم ينسيا أن يذكرا بألم وحرقة ما تعانيه اللغة العربية من صعوبة. ولم يقف الأمر عند هذه الجهود الفردية ، بل إن حكومات الاحتلال قد سعت وشجعت إنشاء جرائد باللغة الدارجة ، وقد صدر منها عام 1900م وحده سبع عشرة جريدة.(4)[AM2] لقد تبنى عدد من العرب الذين يحملون الحقد لهذا الدين من المأجورين والمستغربين أمثال سلامة موسى الذي أثنى على ويلكوكسوأشاد بجهوده وعده أحد المخلصين لمصرثم قام بعده أحمد لطفي السيد (5)[AM3] الذي يعد من أوائل المصريين الذين حملوا لواء الدعوة إلى العامية بعد أن مهد لها أعداء الإسلام واللغة من المستشرقين. وقد دعا إلى تمصير اللغة العربية ، وكتب في ذلك عدداً من المقالات نشرت عام 1913م في صحيفة الجريدة ، ثم جاء بعدذلك قاسم أمين ، والخوري مارون غصن ، ومحمود تيمور ، وسعيد عقل ، وأنيس فريحة ، ولويس عوض .. وغيرهم ( 6).[AM4] ولعل من المناسب أن نشير إلى أقطاب دعاة العامية في العالم العربي لم يجرؤ أحد منهم على كتابة آرائه وأفكاره في أي من كتبه باللهجة العامية ، لأنه يعلم قبل غيره أنه بذلك يحكم عليه بالموت شنقاً ساعة الولادة .فهذا – مثلاً – سلامة موسى ظل يدعو إلى هجر اللغة العربية الفصحى والكتابة باللغة العامية ما يزيد على خمسين سنة ، ولم يجرب يوماً أن يكتب بها مقالاً واحداً ، مع أن له مئات المقالات ، فهم أول من يتنكر لها ، ولكنهم يهدفون إلى شئ آخر هو عزل المسلمين عن مصادر عزتهم ومجدهم وفصلهم عن دينهم وتراثهم. 2-- إلغـاء الحرف العربي والكنابـة بالحرف اللاتيني : ومن الوسائل التي سلكها أعداء الفصحى الدعوة إلى إلغاء الحرف العربي والاستعاضة عنهخ بالحرف اللاتيني ، وذلك بعد أن شعر اعداء الإسلام بأن الدعوة إلى العامية لم تجد قبولاً مناسباً ، ففكروا في طريقة أخرى تحقق لهم ما يريدون ، فجاءت ه الفكرة الشيطانية. وقد افتتح هذه الدعوة المستشرق الفرنسي لويس ماسينون عندما ألقى محاضرة في جمع من الشباب العربي في باريس عام 1929م، ومما جاء في محاضرته:ط إنه لا حياة للغة العربية إلا إن كتبت بحروف لاتينية(7)[AM5]وقد تحمس لهذه الفكرة وتبناها عبد العزيز فهمي ، فدعا إلى استبدال الحروف العربية بالحروف اللاتينية ، وطرح فكرته هذه في الجلسة التي عقدها مجمع اللغة العربية في 3 مايو سنة 1943م.(8)[AM6] ولنستمع إلى تفنيد هذه البدعة من باحث غربي هو إدوارد بنسون(9)[AM7] مدير مدرسة اللغات الشرقية في لندن ، حيث قال : حذار من ا يعني استعمال الحروف اللاتينية في كتابة اللغة العربية ..لأن الحروف العربية هي حروف لغة القرآن ، وإذا مسستم الحروف العربية مسستم القرآن ، بل هدمتم صرح وحدة الإسلام لأن الإسلام أساسه اللغة العربية ، فإذا ضاعت ضاع الإسلام. ويقول الأستاذ / عبدالقادر حمزة(10) [AM8] فأولى للذين يقولون بالحروف اللاتينية أن يكشفوا القناع عن وجوههم ، وأن يقولوا : إنهم يريدون في الحقيقة هدم اللغة العربية. والهدف الذي يعلنونه إنما هو تسهيل اللغة العربية وتخفيفها ، ولكن الهدف الذي يرمون إليه – ولكنهم يخفونه – إنما هو تضييع اللغة وتدميرها ، لأنه لو تمت الكتابة بالحرف اللاتيني فإن اثني عشر حرفا من حروف العربية ستضيع لعدم وجود الحرف المقابل لها في الحرف اللاتيني ، وهذه الحروف هي : الثاء والجيم والحاء والدال والذال والصاد والضاد والطاء والظاء والعين والغين والقاف ، لأنه لايوجد في الحروف اللاتينية ما يقابلها بنصها، وسوف تدخل في حروف أخرى وتضيع الحروف الأصلية ، وهذا هو هدف أعداء الإسلام . ثم ماذا سيكون مصير ذلك التراث العلمي الضخم الذي انتجته العقول المسلمة على مدار التاريخ؟؟ وماذا سيكون مصير القرآن والسنة؟؟ إن الهدف هو هدم العرب وتدمير الإسلام. 3-المناداة باللغة الوسطى: بعد أن جرب الأعداء الدعوة إلى العامية وإحياء اللهجات وهجر الفصحى ُم الدعوة إلى الكتابة بالحرف اللاتيني، ورأوا أن تأثيرهما محدود فكروا في وسيلة ثالثة وهي اتخاذ لغة وسطى، وهي لغة الصحافة دون الفصحى وفوق العامية ، وهي محاولة ماكرة هدفها فصل اللغة العربية الفصحى عن لغة الكتابة والتحدث لتكون تمهيدا لاستخدام العامية ، فأرادوا التدرج في ذلك. وقد حمل لواء هذه الدعوة منهم : فريد أبوحديد ، وأميتن الخولي ، وتوفيق الحكيم. 4- قضية تطوير اللغــة: بعد أن سلك الأعداء شتى السبل لهدم الفصحى وجدوا أن النتائج التي توصلوا لها لم تكن مرضية ومشجعة ، ففكروا في وسائل أخرى أكثرتأثيراً فخرج من ينادي بتطوير اللغة وإصلاحها وتهذيبها وتيسيرها، وكلها أسماء ومصطلحات براقة وجذابة ، والهدف المعلن جميل ونبيل ، وهذه الدعوة أو هذه الوسيلة من أخطر الوسائل كما يقول د/ محمد محمد حسين في كتاب حصوننا مهددة من داخلها ص:213 :....وليس الخطر الكبير في الدعوة إلى العامية ولا هو في الدعوة إلى الحروف اللاتينيةأو الدعوة إلى إبطال النحو وقواعد الإعراب أو إسقاط بعضها فالداعون بهذه الدعوات من ضغار الهدامين ومغفليهم الذين ليس لهم خطر العتاة ممن يعرفون كيف يخدعون الصيد بإخفاء الشراك، وكيف يستدرجون الناس بتزوير الكلام إن الخطر الحقيقي في الدعوات التي يتولاها خبثاء الهدامين ممن يخفون أغراضهم الخطيرة ، ويضعونها في أحب ال إلى الناس، ولا يطمعون في كسب عاجل ولا يطلبون انقلاباً سريعاً. الخطر الحقيقي هو في قبول مبدأ التطوير نفسه لأن التسليم به والأخذ فيه لا ينتهي عند حد معين ، ولأن التزحزح عن الحق قيد أنملة مرة واحدة يهون عليه أمثالها مرة ثم مرات ، حتى يسقط إلى الحضيض. ومن اعتراه شك في حقيقة ما يراد بقرآننا وبلغته وبإسلامنا وكل تراثه فليقرأ قول طه حسين في كتابه : مستقبل الثقافة في مصر: وفي الأرض أمم متدنية كما يقولون ، وليست أقل منا إيثاراً لدينها ، ولا احتفاظاً به ، ولا حرصاً عليه . ولكنها تقبل في غير مشقة ولا جهد أن تكون لها لغتها الطبيعية المألوفة التي تفكر بها وتصطنعها لتأدية أغراضها . ولها في الوقت نفسه لغتها الدينية الخالصة التي تقرأ بها كتبها المقدسة وتؤدي فيها صلواتها... وقد تولى كبر هذه الدعوة وتصدى لها الدكتور/ طه حسين . والهدف المنشور من وراء مبدأ التطوير إنما هو التحلل من قواعد النحو واللغة والتخلص من قوانينها وأصولها الثابتة... وهذا يعني أن تراثنا العلمي الضخم في كل الفنون والعلوم سيُحكَمُ عليه بالفناء وسيكون مجرد أطلال نقف عليها للبكاء. يتبع

.
.
.


اقرأ أيضا::


hfphe ugldm [hi.m ggjpldg 2021 fpe td hggym hguvfdm l;hkjih > l;hkm >hgtwpn hgrvNk fp,e ]vhshj hguvfdm l;hkjih

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدليلية (Tags)
اللغة, العربية, مكانتها, مكانة, اللغة, الفصحى, القرآن, بحوث, دراسات


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:08 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Content Relevant URLs by vBSEO