صور حب




منتدي صور حب
العودة   منتدي صور حب > اقسام الصور الــعـــامــة > ابحاث علمية - أبحاث علميه جاهزة

إضافة رد
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2021
المشاركات: 19,010
افتراضي ابحاث علمية جاهزة للطباعة بحث عن المعالم التاريخية في الوطن العربي و وسائل حمايتها وصيانتها وترميمها . بحث ج





ابحاث علمية جاهزة للطباعة
 بحث عن المعالم التاريخية في الوطن العربي وسائل حمايتها وصيانتها وترميمها بحث

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدنا ان نعرض لكم كل ما هو جديد في مجال البحث العلمي
كل ماهو جديد في ابحاث علمية 2021 - 2021



اهز . بحث عن المعالم التاريخية في الوطن العربي . المعالم التاريخية . في الوطن العربي. بحوث متكاملة . بحوث جاهزه
مقدمة:‏
البحث في صيانة وحماية وترميم المعالم التاريخية بالوطن العربي عملية شاقة وطويلة ومتشعبة نظراً لكثرة تلك المعالم وتطور الأساليب والمناهج المتعلقة بالموضوع وإذا أردنا الإحاطة بكافة المعالم مع تفصيلاتها وبيان مشكلاتها فإن الأمر يحتاج إلى فريق عمل متخصص ويحتاج إلى وقت طويل، لذلك فإنني في هذا المقال لا أدّعي الإحاطة بمختلف الجوانب الخاصة بالموضوع وعليه سأسعى إلى تناول الموضوع في إطاره العام دون الغوص في التفاصيل وسأسعى إلى ضرب الأمثلة في الدول العربية كلّما أمكن ذلك.

يختلف العمل في صيانة وترميم المباني التاريخية في الوطن العربي من دولة لأخرى وفقاً لقدرتها المالية والفنية والثقافية ونظرتها إلى التراث بكافة جوانبه، فهناك من يرى ضرورة صيانة ذلك التراث تعبيراً عن الاحترام للماضي والحرص على مواصلة الحوار معه لأن في ذلك ربطاً للماضي بالحاضر وتطلعاً إلى مستقبل زاهر مزدهر ومتطور، وهناك من ينظر إلى التراث نظرة سلبية ويرى فيه دلالةً على تخلّف الماضي وضرورة التخلّص منه، وقد سبب هذا تدمير كثير من المعالم التاريخية، في كثير من البلدان العربية. فقد هُدمت بعض المباني الأثريّة أو التراثية لاستخدام حجارتها في بناء جديد أو هُدمت الأسوار لاستخدام حجارتها في بناء مخافر للشرطة أو منازل لها، فقد نُقل عن البعض أن حجارة التحصينات المائلة في قلعة حلب قُلعت واستخدمت في بناء ثكنة عسكرية أو مشفى عسكري وهُدمت أسوار في مدينة الرقة القديمة لاستخدام قرميدها في بناء مركز للشرطة بالمدينة وهناك أمثلة كثيرة في الدول العربية الأخرى على هذا التصرف. يمكن القول إن الصراع بين مؤيدي التراث المعماري والفني ومعارضيه قد خلّف كثيراً من الضحايا لا زلنا نتحسّر عليها بسبب ضياع كثير من المعالم التاريخية التراثية في تلك المعركة إلى غير رجعة.‏
يعتبر التراث الحضاري المعماري وغيره على اختلاف أنواعه وأشكاله مبعث فخر للأمم واعتزازها ودليلاً على عراقتها وأصالتها، أي أنه معبّر عن الهوية الوطنية وصلة وصل بين الماضي والحاضر، ومن المؤسف أن يكون ذلك التراث حتى وقت قريب مضى عرضةً للضياع والهدم، وبالتالي الاندثار والإهمال الذي تسبب في تلفها وخرابها أو عن طريق التسرّب إلى الخارج، وأخذت تؤسس المؤسسات الخاصة التي تعتني بها وتصونها وترممها، كما أخذت ترصد الميزانيات المناسبة في حدود الإمكانيات المتاحة للإنفاق منها على الترميم والصيانة والتأهيل وشق الطرق وتوفير الخدمات وغيرها.‏
كما صدرت التشريعات التي تضمن حماية تلك الأوابد وعُقدت الاتفاقيات الدولية للمساعدة في صيانة وحماية المعالم التاريخية والتراثية.‏
لقد حَفل الماضي بالكثير من الق والمعابد والمساكن منذ الألف الثالث قبل الميلاد فهناك الق والمعابد والمدن المحصّنة المشيدة باللبن والآجر أو الحجارة مثل أهرامات مصر وزيقورات بلاد ما بين النهرين (العراق القديم)، ومن الألف الثاني قبل الميلاد كان هناك أيضاً ق ومعابد اشتهر منها معبد الأقصر ومعبد حتشبسوت وق أخيتاتون/تل العمارنة في مصر، وقصر أوغاريت/ رأس شمرا، وإبلا/ تل مرديخ، وماري/ تل حريري اليوم بسورية، وغيرها الكثير الذي لا يمكن حصره هنا. وبالرغم من الصلات القائمة بينها وتوفر مجال التأثير والتأثر بين الحضارات فقد ظل لكلّ حضارة أسلوبها الخاص الذي تتميز به في فن العمارة والفنون وكان ذلك محصلة لحاجاتها وثقافاتها وعقائدها، ومن الطبيعي أن تسهم مواد البناء المتوفرة في كل بلد في إعطائها الميزة التي أصبحت تتميز بها فهناك أبنية اعتمدت على اللبن في إشادتها، وهناك من اعتمدت على الأجر وثالثة بُنيت بالحجارة، وهناك من اعتمد على الأخشاب المتوفرة لديهم لإقامة الجدران والسقوف وصناعة الأبواب والنوافذ، ومن الطبيعي أن تكون الأبنية المشادة بالحجر أكثر مقاومة للفناء أي للخراب والدمار وبالتالي فهي أطول عمراً وأكثرها مقاومة لعوامل التلف من أبنية الطين أو الخشب.‏
العرب والتراث:‏
عندما نقلّب صفحات التاريخ العربي الإسلامي نجد فيه دعوة صريحة لحماية ما خلفه الأجداد من تراث، سواءٌ أكان تراثاً معمارياً أو فنياً فهاهو الرحالة العربية المسلم عبد اللطيف البغدادي من القرن الثاني عشر الميلادي يتحدث عن اهتمام السلطات العربية الإسلامية بالمخلّفات الحضارية في كتابه الإفادة والاعتبار في معرض مشاهدته لآثار مصر العظيمة وما زالت الملوك تراعي بقاء هذه الآثار وتمنع من العبث فيها وإن كانوا أعداء لأربابها وكانوا يفعلون ذلك لمصالح، منها ليتبقى تاريخاً يتنبّه به على الأحقاب، ومنها أنها تدل على شيء من أحوال من سلف وسيرتهم وتوافر علومهم وصفاء فكرهم وغير ذلك وهذا كلّه مما تشتاق النفس إلى معرفته وتؤثر الاطلاع عليه.‏
ويتبين من هذا النص الذي أورده عبد اللطيف البغدادي، أن العرب المسلمين كانوا في طليعة الشعوب التي تهتم بالتراث الحضاري وتحافظ عليه، وصولاً إلى خدمة قضايا الأمة الثقافية والقومية والاقتصادية. وفي السياق نفسه تأتي أبيات الشعر التي نظمها القاضي (أبو يعلى المعري) في الع الوسطى (ق 4-6 هـ) وتُعبر تلك الأبيات عن موقف الرأي العام في البلاد العربية الإسلامية من المخلّفات الحضارية ومفهوم الحماية لها لدى الفئة الواعية، حيث قال:‏
مررت برسم في شياث فراعني * * * به زجل الأحجار تحت المعاول‏

أتتلفها شلّت يمينك خلّها * * * لمعتبر أو زائر أو مسائل‏

منازل قوم حدثتنا حديثهم * * * ولم أرَ أحلى من حديث المنازل‏
وتحضرني هنا عبارة الكاتب الداغستاني رسول حمزتوف فيما يتعلق بحماية التراث حيث قال: (إن من يطلق مسدسه على الماضي فكأنه يطلق مدفعاً على المستقبل) ويدل هذا على أن من يدمر ماضيه فإنه يدمر مستقبله وبالتالي يصبح بلا ماض وبلا حاضر وبلا مستقبل. هذا ونجد كثيراً من الكتّاب والشعراء في الزمن الحديث والمعاش يدعون لحفظ التراث وصيانته واستلهام المفيد منه.‏
لماذا نحمي التراث؟‏
نحمي التراث ونهتم به وصولاً إلى خدمة قضايا الأمة في عدّة مجالات منها:‏
خدمة قضايا الأمة الثقافية والقومية حين نعد المخلفات الحضارية معيناً على دراسة وتطور الحضارة والفنون، ومادة للبحث العلمي وإنماء المعلومات التاريخية، ومنها خدمة الحياة الاقتصادية فهي تؤلف مادة هامة للصناعة السياحيّة فكثرة الآثار والمخلّفات الحضارية والاهتمام بها وصيانتها وترميمها تشجع أفواج السياح وإنفاق ما يدخرونه من أموال وفي هذا فائدة للبلد والزائر لقد غدت المداخيل السياحية أساسية لكثير من البلدان في العالم العربي كمصر وتونس وسورية وغيرها وغيرها. وثالث الفوائد التي نجنيها من حماية الآثار ودفعنا للاهتمام بها يتجلى في كونها تراثاً أصيلاً يتصل بشخصية الأمة ويعطيها الطابع المميز ويعبّر عما تتمتع به من حيوية وقدرة على حل المشاكل الخاصة بالحياة، كما يحدد مستواها في الذوق والحس الإبداعي ودرجة تقدمها في العلوم والفنون. وقد دفع ذلك الأمم كافة إلى الاهتمام بالتراث وحمايته، وقد أصبح اليوم هذا التراث في عُرف الأمم لا يخص أمة من الأمم بعينها إنما هو ملك الإنسانية جمعاء، وهذا ما حدا بالمنظمات الدولية والوطنية المختصة بالتراث الثقافي إلى المساعدة في إنقاذ كثير من الآثار المهددة بالغرق أو المهددة بالمشاريع الإنمائية التي تقيمها بعض الدول، كما حدث بمصر حين أقامت السد العالي حيث نظمت منظمة اليونسكو الحملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة في عام 1960، كذلك الحملة الدولية لإنقاذ آثار الفرات في سورية وكذلك سد الخابور وهناك حملات دولية ساهمت فيها المنظمة الدولية في العراق وغيرها من البلدان العربية.‏
إن الاهتمام العالمي بالتراث وحمايته، وما يرتبط به، قاد إلى إقامة مؤسسات وطنية ودولية لتتولى الاهتمام به وحمايته وبالتالي رعايته خاصةً بعد الحرب العالمية الأولى ومن ثم بعد الحرب العالمية الثانية، حيث قامت منظمة هيئة الأمم المتحدة والمنظمات المتخصصة المتفرعة عنها مثل منظمة اليونسكو التي قامت بالمساعدة على إحداث هيئات تساعد على حماية المباني التاريخية والمواقع الأثرية ICOMOS المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية، والمجلس الدولي للمتاحف الدولي ICOM، المركز الدولي لحماية الممتلكات الثقافية وترميمها (الايكروم)1 CCROM بروما.‏
هناك اتفاقية لاهاي الدولية التي عقدت عام 1954م من أجل حماية الممتلكات الثقافية في حالة وقوع نزاع مسلّح، كما تأسست مؤتمرات دولية لمناقشة قضايا الآثار على مختلف تخصصاتها مثل مؤتمرات الآثار الكلاسيكية ومؤتمرات الآثار الإسلامية وغيرها.‏
لم يكن العالم العربي بعيداً عن تلك التطورات: فقد شاركت دولُهُ في المنظمات التي ذُكرت آنفاً وقامت بدور فاعل ومؤثر في قراراتها وتوصياتها. كما اهتمت جامعة الدول العربية والمنظمات المتفرعة عنها كالأليكسو وغيرها، وبحق فقد قامت هذه المنظمات على مدار تاريخها وفي حدود تطورها التاريخي بدور فاعل في عقد مؤتمرات الثقافة والآثار والتراث وحماية الآثار في الوطن العربي، فقد نظمت سلسلة من المؤتمرات الأثرية الخاصة بالدول العربية بلغ عددها حتى الآن سبعة عشر مؤتمراً وقد قربت تلك المؤتمرات بين وجهات النظر والأفكار المتعلقة بحماية الآثار وصيانتها وترميمها، كما اهتمت بالقضايا الأثرية العربية المغرّبة في البلدان الأجنبية والسعي إلى إعادتها لبلدانها الأصلية (بلدان النشأة) كما ساعدت على حماية وصيانة المدن التاريخية العربية كالقيروان في تونس، إضافة إلى أنها أعدّت عدداً من الاستبيانات لمدن عربية كثيرة في الدول العربية وقد كلّفت أحد المختصين بعمل تحليل لتلك الاستبيانات، هذا إلى جانب أنها أقامت وحدة للمدن التاريخية العربية في إدارة الثقافة بالمنظمة.‏
ومن المهم أن نشير إلى أن المنظمة العربية التي كانت بمثابة الأم للآثار الفلسطينية ساعدت منظمة التحرير الفلسطينية على إقامة الندوة الدولية حول الآثار الفلسطينية بالتعاون مع اليونسكو وجامعة حلب، كما ساعدت على تأسيس مركز الآثار والتراث الفلسطيني في إطار منظمة التحرير بدمشق (وهو الآن مُجمّد) وإصدار مجموعة من الكتب عن المدن التاريخية والحية وهي مستمرة في هذا السياق مع الحكم الذاتي الفلسطيني.‏
كيف تكون حماية المباني الأثرية والتراثية:‏
لابدّ من اتخاذ عدّة إجراءات لحماية المباني الأثرية حتى تكون بمأمن عن التخريب والتهديم أولى هذه الإجراءات هي:‏
1 ـ إجراء مسح أثري أو تراثي للمنطقة المراد حمايتها للتعرف على أهمية المباني الأثرية والتراثية التاريخية والفنية والأثرية وعمل مخططات أولية لها وتوثيقها وتصويرها.‏
2 ـ إعداد قوائم بالمباني الأثرية أو التراثية المراد حمايتها توطئه لإصدار قرارات من السلطة التي هي سلطة إصدار القرارات وبذلك تكون المباني الأثرية أو التراثية قد أصبحت تحت مظلة الحماية القانونية التي تشملها الحماية القانونية أي يمكن تطبيق العقوبات التي تنص عليها القوانين الوضعية.‏
3 ـ المراقبة المكثفة: قد لا تكون الدراسات والتشريعات التي أتينا على ذكرها كافية لحماية المباني التاريخية، فكم من بناء أثري مُسجّل هدمه أصحابه ليقيموا بناءً حديثاً مكانه توخياً لكسب مادي لهم أو أقاموا منشأة حديثة أو أجروا تعديلات أو إصلاحات تسيء إلى أصالته وقيمته التاريخية والمعمارية والفنية، كأن يُستخدم المبنى الأثري استخداماً سيئاً يلحق الضرر به، وأحياناً يُهدم البناء الأثري وتؤخذ حجارته للاستفادة منها في إقامة مبنى حكومي أو خاص أو تُسرق عناصره الفنية المعمارية والزخرفية للاتجار بها وتهريبها إلى الخارج والأمر هنا يحتاج إلى ردع.‏
4 ـ التوعية: وتتلخص بتعريف المواطن على أهمية الآثار الثقافية والاقتصادية له ولغيره وانتهاز الفرص لإثارة اهتمامه بالتراث الحضاري وإشعاره بالمسؤولية.‏
5 ـ إشراك المواطنين في تحمل مسؤولية حماية التراث الحضاري الأثري والتراثي لتحسيسهم بالمسؤولية وذلك بإدخالهم ومشاركتهم في اللجان والمؤسسات الحكومية والأهلية الراعية لذلك الأمر ومن الضروري إحداث مؤسسات حكومية أو أهلية لتساعد على توعية المواطنين وشاغلي الأبنية الأثرية والتراثية والاتصال بالجهات الفاعلة في هذا المجال كالمجالس المحلية وسلطات الحكم المحلي أو سلطات الحكم المركزي كالوزارات المختلفة ومجلس النواب وشرح أبعاد قضية التراث وفائدتها للشعب والهوية وبالتالي مطالبتها بتخصيص الأموال اللازمة لصيانة تلك المباني وترشيد استخداماتها وإصدار التشريعات الناظمة لذلك.‏

الأخطار التي تهدد المعالم التاريخية:‏
هناك عدد كبير من الأخطار التي تسبب الضرر للمباني التاريخية والأثرية وبالتالي تتسبب في خرابها والتوقف عن استخدام تلك المباني وبالتالي تآكلها التدريجي، ويمكن إجمال تلك الأخطار في الأمور التالية:‏
أولاً ـ الأضرار التي تسببها الطبيعة ومن بين تلك الأضرار:‏
1 ـ الزلازل والصواعق.‏
لا يمكن للإنسان التنبؤ بحدوث الزلازل كيف ومتى إلا قبل وقت قصير من حدوثها وذلك لدرء أخطارها، وتسبب الزلازل أضراراً بالغة للمباني التاريخية والأثرية مثل الخلخلة والتشقق وأحياناً الانهيار وغيرها من الأخطار وتتناسب هذه العملية مع شدة الزلازل ومدتها. أما في حالة الصواعق فأمكن عن طريق تركيب مانعات الصواعق درء أخطارها وفي هذه الحالة لابدّ من دراسة المبنى التاريخي ودراسة توزيع تركيب مانعات الصواعق وإجراء فحص دوري لها رغبة في إبقائها جاهزة الفعالية.‏
خلاصةً يمكن أن نقول أن الزلازل والصواعق تتسبب في تدمير كثير من المواقع والمباني التاريخية وتركها مع الزمن أثراً بعد عين.‏
ب ـ الأمطار والسيول:‏
ومن المخاطر الطبيعية التي تتعرض لها المواقع الأثرية والمعالم التاريخية هطول الأمطار بغزارة ولمدة طويلة أحياناً مما يسبب انجراف التربة التي تقوم فوقها المخلفات الحضارية أو زيادة نسبة الرطوبة النسبية فيها Relative humidity التي تُلحق أضراراً كبيرة إضافة إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية أو ارتفاع منسوب مياه البحار خاصةً في الجزر أو المدن الواقعة على شاطئ البحر أو على شاطئ الأنهار الكبيرة، أما السيول فتتسبب بانجراف التربة وتخلخلها...الخ.‏
ج ـ العوامل الجوية:‏
وتظهر هذه العوامل في التقلبات الطقسية كارتفاع درجات الحرارة أو انخفاضها وشدة الرياح التي تسبب الحت الذي ألحق أضراراً كثيرة بالمعالم التاريخية والأثرية وبالمخلفات الفنية.‏
ثانياً: الأضرار الناتجة عن سلوك الإنسان:‏
هناك عدد من الأمور التي تحدث والتي يكون مصدرها الإنسان مثل: الحرائق والحروب وأعمال الهدم والتخريب.‏
أ ـ فقد يتسبب الإنسان عن قصد أو غير قصد في إشعال النيران في المساكن الخاصة والعامة وتتطور تلك النيران لتأكل الأخضر واليابس فتسبب حرق السقوف الخشبية الملونة الجميلة والتي قد تحمل زخارف نادرة، وتسبب إلحاق الضرر بالحجارة التي تضعف مقاومتها بعد الحريق، ولدينا كثير من الأمثلة في الوطن العربي التي تسببت فيه الحرائق تدمير كثير من المباني التاريخية والأعمال الفنية سواء كان ذلك في الق أو المساجد أو المدارس كحريق المسجد الأقصى المتعمّد وحريق المسجد الأموي في أواخر العهد العثماني.‏
ب ـ أما الحروب التي قد تحدث داخلياً أو نتيجة العدوان فمن أمثلة ذلك الحرائق التي أشعلها العدو الإسرائيلي في المدن والقرى الفلسطينية وفي المساجد والمدارس وغيرها وتلك التي تحدثها احتلال المدن والقرى من قبل العدو ففي كثير من الأحوال يحتل العدو مدينة ويشعل فيها النيران أو يتسبب في تدميرها.‏
ج ـ أعمال الهدم والتخريب:‏
يُشجع ضعف المراقبة أحياناً كثيراً من المؤسسات أو الأفراد على القيام بأعمال تؤدي إلى هدم المباني التاريخية رغبة في تجديدها أو إزالتها لتقيم مكانها بناءً جديداً نتيجة للجهل بالقيمة التاريخية للبناء أو عن عمد في بعض الأحيان. وقد يلجأ بعض متصيدي التحف والعاديات الطامعين في الكسب المادي غير المشروع إلى هدم المباني التاريخية وأخذ عناصرها الزخرفية التاريخية أو أحد الأعمدة أو التيجان أو المخلفات الأخرى قصد بيعها لهواة اقتناء العاديات، وهناك خطر منظم ناتج عن حركة النمو والتطور في مشاريع تنظيم المدن والقرى وإقامة المشاريع الإنشائية الكبيرة كالسدود والسكك الحديدية وشق الطرق ومد أنابيب النفط والغاز وإنشاء المطارات والموانئ البحرية، ومن أمثلة ذلك فلقد أدى الحفر لمد أنابيب البترول في خرائب تدمر السورية إلى تخريب عدد من المدافن التدمريّة الرائعة، كما أدى إنشاء ميناء طرطوس الحديث إلى هدم بقايا الميناء الفينيقي الروماني والأمر نفسه ينطبق على ميناء أوغاريت/ رأس شمرا القديم في منية البيضا حيث أدى إنشاء الميناء العسكري الحديث إلى إزالة كثير من بقاياه القديمة، وفي الرستن أدى قيام السد هناك إلى زوال خان الرستن المشهور ويدخل في هذا السياق الترميم العشوائي أو الترميم الذي يقوم به أناس قليلو الخبرة والمهارة أو الذين لا يسترشدون برأي الأخصائيين والمهرة في الترميم، عموماً يمكن القول إن أعمال الهدم والتخريب التي ألحقها الإنسان بالمخلفات الأثرية نكاد نجدها في كل الوطن العربي مما سبب فقدان الكثير منها بقصد أو بغير قصد وذهبت دون رجعة، وبقي أن نقول بضرورة تضافر الجهود لحفظ وصيانة ما بقي منها خدمة للأجيال القادمة في مجال الفن والثقافة والاقتصاد.‏
درء الأخطار التي تسببها الطبيعة والإنسان وبعض طرق معالجتها:‏
لدرء تلك الأخطار لابدّ من القيام بأعمال من شأنها أن توفر وسائل وقائية وأعمالاً إنقاذية للمباني التاريخية المهدّدة بالأخطار التي تحدثنا عنها سابقاً والتي يسببها الإنسان والطبيعة، ومن أبرز تلك الأعمال مواجهة الأضرار التي تُحدثها الطبيعة كالزلازل. ومن الطبيعي أن لا يكون في مقدور الإنسان عمل شيء لتلافي الأضرار الزلزالية حيث تحدث تلك الزلازل فجأة ودون إنذار مسبق إلا بدقائق معدودة في أحسن الأحوال، وهذه الزلازل تسبب الخراب للمدن والقرى والمنشآت الكبيرة، وهنا يمكن القول أن جهد الإنسان محدود إزاء الزلازل إلا فيما يتعلق بإخلاء بعض المناطق وإنقاذ الناس من بعض الأخطار، وهناك حدث آخر من أحداث الطبيعة وهو الصواعق فقد عرف الإنسان إقامة مانعات الصواعق التي تخفف إلى حد كبير أضرارها المحتملة في المباني الأثرية والقلاع التاريخية وحتى المباني الحديثة، وهناك خطر ثالث من أخطار الطبيعة وهو خطر الأمطار والسيول وهذه الأخطار يصعب تجنبها أحياناً وعليه لابد من اتخاذ تدابير وقائية لمواجهتها والتخفيف من أضرارها من تلك الوسائل عمل قنوات أو خنادق حول بعض المدن والقرى لدرء السيول ليسهل تصريف مياه الأمطار بعيداً عن تلك المدن والقرى، ومنها زيادة مقاومة البناء وإصلاح نقاط الضعف التي تقذفها المياه إلى داخل البناء عبر الشقوق الموجودة بالجدران والسقوف أو الأساسات وهناك عدّة طرق لعلاج مثل تلك الحالات عندما تكون الأبنية طينية أو حجرية أو قرميدية....الخ، وفي حالة سقوف الجدران يمكن علاجها بسد الثغرات والمنافذ ورأب الصدوع باستعمال سائل إسمنتي (الروبة) يناسب تلك الحالة، واستبدال الكحلة القديمة بكحلة جديدة أو مواد أخرى مناسبة وفي حالة السطوح وغالباً ما تكون مغطاة بالقرميد أو الصفائح الرصاصة أو الحجر المرصوف أو الإسمنت أو الطين ولوقاية تلك السطوح من الأضرار التي تسببها مياه الأمطار لابد من استكمال نواقص التغطية (السقفية) وإتقان تلاحم مكونات السقف كأن يلجأ إلى تغيير السقف أو إصلاح الشقوق فيه وفي حالة وجود سطح ترابي فمن المستحسن استبداله بسطح إسمنتي.‏
أما الأساسات العائدة للمباني فهناك عدة طرق لوقايتها من التأثر بالرطوبة وتسرّب المياه فهذه المشكلة سبّبت متاعباً وأضراراً للمباني الأثرية التي تأثرت بها فالمتحف الوطني بحلب والمتحف الوطني بدمشق تضررت مقتنياتهما بسبب المياه والرطوبة العالية المتسربة من مياه نهر بردى أو من المياه المتجمّعة في حوض المتحف بحلب خاصة في فصل الشتاء، ولمعالجة هذا الوضع لابدّ من التفكير في التخلّص من المياه عن طريق إحداث شبكة للصرف لتصريف المياه بعيداً عن المنشأة المتضررة، هذا وقد تستخدم عدّة وسائل لتجفيف المنطقة المتأثرة بالمياه والرطوبة خاصة في المناطق التي ترتفع فيها الرطوبة مثل حقن الأساسات بالإسمنت أو استخدام طرق العزل لمنع نفاذ الرطوبة وذلك باستخدام القار أو الريزن resin أو بمواد صناعية غير راشحة.‏
هناك مشكلة هامة ومؤثرة على المباني التاريخية في كل البلاد العربية وهي نمو النباتات في جدران المباني الأثرية خاصة في المناطق التي ترتفع فيها الرطوبة وترتفع نسبة هطول الأمطار وقد يجد البعض في قطع تلك الأشجار خلاصاً منها إلا أنه في بعض الأحيان تأتي النتائج عكسية وتتعقد المشكلة حين تعود الأشجار إلى النمو بقوة أكبر، وقد جربت عدّة طرق مثل قاذفات اللهب أو المواد الكيميائية التي تحقن بها الأشجار لكنها لم تنجح، ولا تزال الأبحاث جارية على النباتات للتخلّص منها، ويذكر أن شركة من شركات الأدوية (سيبا وجيجي) قد نجحت في التوصل إلى إيجاد مركب كيميائي عرضته على مركز الايكروم Iccrom الذي طبقته على بعض المباني الأثرية في مدينة روما وأحسب أنها حمامات ****لا، ويقال إن المركب الكيميائي قدم نتائج جيدة، فإذا كان ذلك صحيحاً فإن استخدام ذلك المركب الكيميائي قد يُقدم خدمةً جليلة للمشتغلين في مجال ترميم الأبنية التاريخية في العالم.‏
ومن الأخطار التي تسببها الطبيعة انزلاق الأرض أو تأثر المباني بالحت أو المناخ كارتفاع الحرارة وشدّة البرودة، فهذه الأخطار وإن كان أثرها بطيئاً إلا أنها شديدة الخطر.‏
لم يتوصل الإنسان حتى اليوم بخبرته الطويلة إلى حلول ناجحة لدرء الأخطار المناخية فلجأ إلى حلول عالية الكلفة مما يعقد المشكلة ويجعلها غير اقتصادية وبالتالي ينصرف الناس عنها ويمارسون طرقاً أبسط وأقل كلفة، وإن كانت أقل فاعلية. كأن يعمدوا إلى نقل الزخارف أو الأجزاء التي تحمل الزخارف إلى المتاحف أو إلى أماكن تتوفر فيها الحماية، وقد يلجأ إلى تغطيتها بمواد خفيفة لإبعاد تأثير العوامل الجوية كما حدث في ماري/ تل حريري عند تغطية القصر الملكي أو حدث في إبلا/ تل مرديخ على نطاق ضيق، وكاد يحدث في معبد عين دارا إلا أن التكلفة المالية كانت مرتفعة جداً هذا إلى جانب عدم نجاعة ذلك الحل حيث لم يثبت بشكل دقيق معرفة الأسباب التي تسبب تقفع حجارة المعبد البازلتية فتقرر إيقاف العمل وأسلوب التغطية هذا مألوف في كل العالم العربي عندما يلجأ الأثريون إلى تغطية العناصر الفنية أو الأرضيات الفسيفسائية حماية لها من أخطار العوامل الجوية.‏
وقد يلجأ البعض إلى إقامة الحواجز المصنوعة من مادة السليكات الزجاجية لحجب التأثيرات الخارجية مثل التأثيرات المناخية (حرارة أو رطوبة) عن زخارف أو نقوش بعض السطوح وتعرف هذه الطريقة بالتزجيج، وقد ثبت في بعض الحالات أن لهذه الطريقة مخاطرها ذلك أنها نحول دون تنفس الأجزاء المعزولة وتترك الأجزاء المعزولة لتتفاعل داخلياً وقد يؤدي ذلك إلى تلف الجزء المحجوب وتشقق الغطاء الزجاجي وأكبر دليل على ذلك ما حدث لنصب نوبي بالسودان فقد حدث أن أُستقدم خبير في الترميم والصيانة للتعرّف على أسباب تقشّر زخارف النصب، فشخَّص الحالة أنها بسبب العوامل الجوية فأوصى بتغطيته بالمادة الزجاجية سالفة الذكر والذي حدث أن تفاعلت مكونات النصب داخلياً مما أدى تحوّل النصب إلى رماد حالَ تكشفه للهواء.‏
وفيما يتعلّق بمواجهة الأخطار التي تتسبب عن السلوك الإنساني وهي كما ورد معنا الحرائق والهدم والتخريب المقصود أو التمدد العمراني وإشادة الأبنية فالأمر يمكن أن يكون سهلاً إذا توفرت العزيمة وتوفرت القناعة بأهمية التراث الحضاري عندها تسهل المعالجة، ففيما يتعلق بالحرائق فمن الضروري إبعاد مسببات الحريق في المباني الأثرية وذلك بتجنب استخدام النار فيها وعدم اتخاذها مستودعاً للمواد القابلة للاشتعال أو مقاراً لصناعات تستخدم النار فيها كالأفران المتعددة الوظائف وفي حال وجود ذلك تُتخذ الاحتياطات اللازمة لإطفاء الحريق في حال حدوثها بوسائل لا تسبب ضرراً للمباني التاريخية وتكون في الوقت نفسه مجدية وفعّالة ومن الضروري توفر أجهزة إطفاء الحريق بسرعة متناهية عن طريق ما يتوفر في البناء من أجهزة إطفاء أو عن طريق إدارة مكافحة الحريق في البلدية، كذلك من الضروري فحص التمديدات الكهربائية وإصلاحها حتى لا يحدث ما يسبب إشعال الحريق.‏
أما استبعاد الأخطار التي تتولد عن هدم الإنسان وتخريبه المقصود للمباني التاريخية والأثرية أي من جرّاء قيام مالكي المباني بهدمها أو تغيير معالمها أو إضافة شيء حديث لها بدافع من مصلحة شخصية أو بسبب جهلهم بأهمية ممتلكاتهم للتراث الوطني ويرتب هذا نوعية المواطن وإحساسه بأهمية التراث الحضاري لأنه التاريخ ولأنه الهوية وفي نفس الوقت تكثيف المراقبة بشكل جيد استبعاداً لكل تخريب واعتداء على التراث.‏
ومن المستحسن التوصل إلى اتفاق مع الجهات الحكومية والخاصة التي تتولى تنفيذ المشاريع الإنمائية لمعالجة الأخطار التي تهدد التراث المعماري في منطقة عمل تلك الجهات من جرّاء تنفيذ مشاريعها وحيث أن البلدان العربية بمجملها بلدان نامية وتتطور باستمرار، وعليه توجد مشاريع كبيرة قيد التنفيذ أو نُفذت. ففي مصر مثلاً كان هناك مشروع السد العالي الذي كوّن بحيرة كبيرة هي بحيرة ناصر وقد أوجب تكوّن هذه البحيرة إنقاذ عدد من الآثار المهددة بالغرق والتي تضافرت جهود دولية حول ذلك المشروع ناهيك عن إنقاذ آثار كثيرة أخرى، والأمر نفسه نجده في سورية عندما نفذت مشروع سد الفرات الطبقة حيث كوّن السد عند إنجازه بحيرة الأسد (الطبقة) التي غمرت مياهها عدداً من المواقع الأثرية وأوجب نقل عدد منها، وكما حدث في مصر حدث هنا فقد كان هناك تعاون دولي عبر اليونسكو، وقد ساهمت ورشات المديرية العامة للآثار والمتاحف بسورية في عملية الإنقاذ عبر التنقيب الأثري، وعبر نقل مئذنتي بالس/ مسكنه ومئذنة أبي هريرة حيث نُقلت الأولى إلى منطقة مرتفعة بالقرب من مكانها الأصلي ونُقلت الثانية إلى مدينة الطبقة وقد تمّ ذلك بكفاءة وإتقان نال استحسان كثير من الخبراء الدوليين ووفّر على الحكومة أموالاً كثيراً وبالقطع الأجنبي، وفي السودان كان هناك إنقاذ لآثار غمرتها بحيرة ناصر في بلاد النوبة، وفي العراق كان هناك عدّة سدود يتطلب إنقاذ آثارها من الغرق منها سد حمرين وسد حديثه وسدود أخرى وفي سوريا هناك سد الفرات، عموماً إن مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية كثيرة في الوطن العربي وتكاد لا تخلو دولة عربية بها أنهار في مثل تلك المشاريع ناهيك عن مشاريع التخطيط والتنظيم في المدن الكبيرة والقرى بالوطن العربي مثل: مدينة دمشق ومدينة حلب ومدينة فاس ومدينة مراكش ومدينتي القاهرة والإسكندرية وتونس وغيرها من المدن العربية سيما بعد تحسّن الوضع الاقتصادي والثقافي والفني لشعوب الدول العربية وظهور الضرورات لمثل تلك المشاريع أمام ضغط التنمية البشرية التي تطلبت التوسع العمراني والمعماري وبالتالي شق الطرق وإقامة المباني العامة كالمدارس والمساجد والمستشفيات والمراكز الثقافية وغيرها من المباني لصالح الإنسان الذي يعيش في تلك المدن، ومن المؤسف القول أن ذلك التطور أدى إلى زوال كثير من الأبنية التاريخية والأثرية بحجة أن لا فائدة منها فهي تمثل الماضي وأصبح الماضي عبئاً ثقيلاً على الحاضر وأهله، إلا أنه من حسن الحظ أن أُنقذت بعض المباني من ذلك التخريب لأسباب متعددة.‏
ولعلاج هذه المشكلة إذا توفرت الرغبة في الحفاظ على التراث الثقافي، أو التخفيف من الأضرار المحتملة يمكن إنقاذ ما يمكن إنقاذه أو التخفيف من الأضرار باتباع الخطوات التالية:‏
أولاً: دراسة منطقة المشروع بعناية للتعرّف على ما يضمّه من آثار وتراث وممتلكات ثقافية ظاهرة وتقييمها عن طريق خبراء وأخصائيين في العمارة والعمران والآثار والفنون.‏
ثانياً: الاتصال بالمشرفين على المشروع للعمل معاً لحفظ المواقع أو المباني التاريخية وعدم تعرضها لخطر الزوال، ما أمكن ذلك، لاسيما لدى وضع الدراسات التنفيذية النهائية.‏
ثالثاً: عندما يتعذر تعديل بعض الدراسات المتعلقة بالمشروع وبالتالي تصبح بعض المباني أو المخلفات معرّضة للزوال فإنه من الضروري البدء بوضع دراسة ومن ثم خطة لإنقاذها بالسرعة الممكنة، كما حدث في مشروع السد العالي بمصر وسد الفرات بسوريا وغيرها من السدود على نحو ما ذكرناه سابقاً في المشاريع الإنمائية بالوطن العربي.‏
ومن الأمثلة التي حدثت بدمشق عندما تعذر تعديل المخطط التنظيمي، على قول بعض المخططين في أمانة العاصمة آنذاك (محافظة مدينة دمشق اليوم) فقد تقرر نقل بعض المباني الأثرية المهددة، فقد نقلت التربة الحافظية وتربة المدرسة الشبلية وكلاهما تعودان إلى العصر الأيوبي حيث نقلتا إلى حديقتين متجاورتين بالقرب من مكانهما الأصلي، وقد اتبع في طريقة النقل تلك الطرق التقليدية المعروفة، حيث دُرست الجدران ورُقمت حجارتها حجراً حجراً ثم أُعيدت في المكان الجديد بعد صيانتها، ومن طرف آخر فقد ذهبت المدرسة النورية الزنكية في منطقة الحريقة عندما تعذر تعديل المخطط في منطقة الحريقة بدمشق، ومن المؤسف القول إن كثيراً من المباني الأثرية أو التراثية قد زالت بهذه الطريقة في دمشق وغيرها من المدن الأخرى، والحق أقول إن مثل تلك الأبنية التي هُدمت وأُزيلت تمثل مرحلة تاريخية مهمة لا يمكن تعويضها وكان بالإمكان إنقاذها بطريقة أو بأخرى لو كان هناك رغبة ونية لدى المخطط لإنقاذها بسبب عدم وجود خلفية تراثية لدى المخطط العمراني أو المهندس المعماري الذي يتولى التخطيط، فهناك أمثلة كثيرة صادفناها إبان العمل في هذا المجال فأذكر أن أحد المهندسين كان يُحضر اللجنة الإقليمية لتخطيط المدن والقرى وكانت تلك اللجنة منبثقة عن وزارة الشؤون البلدية والقروية وعندما جاء دور المخطط التنظيمي لإحدى المدن السورية القديمة اعترض على حفظ المركز التاريخي للمدينة وقال لماذا هذا؟ لابدّ من إزالته للاستفادة من أرضه لإقامة الأبنية الحديثة فلماذا نحافظ على الماضي وهو رمز تخلّف للبلد ولكن تصدى له كثير من المهندسين المتواجدين في اللجنة وسفَّهوا آراءه وذكروا له إن مسألة المحافظة على التراث مسألة دولية متعارف عليها، ولكن التقدم العلمي والثقافي في البلاد العربية يساعد على انحسار تلك الظاهرة، ولن يمر وقت طويل حتى تتقلص بنسبة كبيرة جداً أو تنتهي عندها ستكون الفرحة لدى دعاة حفظ التراث التاريخي والأثري كبيرة جداً.‏
ومن أمثلة النقل الأخرى، ولكن ليس بسبب عجز المخططين عن حفظ المواقع والمباني الأثرية، لكن بسبب مشكلة الغمر في بعض المناطق نتيجة قيام سدود تحجز خلفها بحيرات كبيرة مما يؤدي إلى غمر كثير من المباني التاريخية، وقد حدث هذا عند تنفيذ الجمهورية العربية السورية مشروع إقامة سد الفرات وسدود أخرى على الأنهار في سورية أو في العراق أو في غيرها من البلدان العربية حيث كانت هناك حملات دولية لإنقاذ التراث الحضاري في تلك الدولتين هذا إلى جانب السدود الأخرى التي أقيمت على الأنهار الأخرى في سوريا مثل نهر الخابور. ففي سوريا تمّ نقل مئذنة مسكنة من مكانها القديم الذي كان مهدداً بالغمر إلى مكان جديد مرتفع، كما تم نقل مئذنة أبي هريرة من مكانها القديم إلى مدينة الطبقة على نحو ما أسلفنا، لقد تم النقل بمهارة فائقة وتولى ذلك خبراء محليون من سوريا ذلك بأن جرت دراسة المئذنتين ودرست درجة مقاومة القرميد التي بنيت به المئذنتان، بعد ذلك جرى تقطيع المئذنتين إلى قطع تكاد تكون متساوية بعد تقويتها بأربطة حديدية تغلفها أغلفة مطاطية حتى لا يتأثر القرميد بالمرابط الحديدية، وقد نقلت القطع بحذر شديد إلى الأمكنة الجديدة وأُعيد تركيبها هناك بحذر شديد أيضاً وقد تطلّب الأمر إقامة قاعدة لكل مئذنة من الإسمنت المسلّح بالحديد لتستطيع حمل وزن المئذنة الثقيل، بعد الانتهاء من تركيب المئذنة رُقمت وجرى ربط القطع بالإسمنت والقضبان الحديدية، ولا يفوتنا هنا القول إن الأمر تطلّب مهارات من المهندسين والعمال من نوع خاص، لأن العملية وضعت الخبرة المحلية في امتحان صعب وقد تم اجتيازه بنجاح. وقد تكرر الأمر نفسه في العراق بالطريقة نفسها عندما تم نقل مئذنة عانة من الجزيرة إلى مكان جديد وقد تكرر الأمر في مكان آخر بالوطن العربي وتنقل أوابد أثرية دون تقطيع.‏

يتبع


اقرأ أيضا::


hfphe ugldm [hi.m gg'fhum fpe uk hgluhgl hgjhvdodm td hg,'k hguvfd , ,shzg plhdjih ,wdhkjih ,jvldlih > [ hgjhvdodm hg,'k hguvfd ,shzg plhdjih



رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدليلية (Tags)
المعالم, التاريخية, الوطن, العربي, وسائل, حمايتها, وصيانتها, وترميمها

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


ابحاث علمية جاهزة للطباعة بحث عن المعالم التاريخية في الوطن العربي و وسائل حمايتها وصيانتها وترميمها . بحث ج

سياسةالخصوصية


الساعة الآن 02:54 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Content Relevant URLs by vBSEO