صور حب




منتدي صور حب
العودة   منتدي صور حب > اقسام الصور الــعـــامــة > ابحاث علمية - أبحاث علميه جاهزة

إضافة رد
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2021
المشاركات: 18,681
افتراضي مبتكرات البحوث العلمية النظرية النسوية، نظريات، بحث حول النظرية النسوية، بحوث جاهزة





مبتكرات البحوث العلمية
 النظرية النسوية، نظريات، بحث حول النظرية النسوية، بحوث جاهزة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدنا ان نعرض لكم كل ما هو جديد في مجال البحث العلمي
كل ماهو جديد في ابحاث علمية 2021 - 2021





رغم تعدد المداخل و النظريات الدارسة للواقع الاجتماعي ، إلا أن هذه النظريات و الاتجاهات لا زالت تتوالى و تتوالد من النظريات العظمى، خاصة في ظل عدم مقدرة النظريات السابقة على تفسير كل الحقائق الاجتماعية، أو ما يكون أحياناً من نشوء نظريات هدفها سياسي أكثر منه اجتماعي كما هو في نظرية هنتجنتون في صراع الحضارات ، و لعل النظرية النسوية رغم وجود العديد من المعارضين لأفكارها خاصة في المجتمعات الإسلامية، حيث يرون فيها النزعة لتغيير التركيبة الاجتماعية بما لا ينفع المجتمع بل سيتسبب في دمار أعضاءه كما يقولون، إلا أنها ربما الأكثر تأثيراً حالياً في صدور القوانين و التشريعات كما حدث مؤخراً في مصر حيث وافقت مشيرة خطاب وزيرة الدولة لشئون الأسرة والسكان في مصر على التوقيع على اتفاقية سيداو التي تمنح المرأة الحق في إقامة علاقات جنسية خارج إطار الزوجية، رغم اعتراض الأزهر لما تتضمنه من بنود تخالف الشريعة الإسلامية.
ومن ضمن بنود الاتفاقية التي أثارت الكثير من اللغط حولها، أنها تجهز لإعداد ميثاق عالمي ضد انتهاكات الأديان لحقوق المرأة، وتحديدا المرأة المسلمة، وترفض فكرة حجاب المرأة وتراه نوعا من التمييز السلبي ضدها.
كما تم إقرار قانون الطفل الجديد المثير للجدل, على الرغم من اعتراض المؤسسات الدينية الرسمية وغير الرسمية على كثير من بنوده, لمخالفتها الصارخة للشريعة الإسلامية، ومن أهم بنود هذا القانون الجديد:
1- تحريم ختان الإناث وتجريمه.
2- رفع سن الزواج للفتيات إلى سن 18 سنة.
3- تجريم معاقبة الأطفال.

4- نسب الطفل لأمه عند الطلب، وتسجيل ابنها بنفسها دون حاجة لوثيقة الزواج

و قد أثار هذا البند الرابع العديد من الآراء الجدلية حوله لما فيه من تصديع للمجتمع ، كما يرى البعض بأن في هذا البند مخالفة للشريعة الإسلامية.
من خلال ما سبق يتضح مدى تأثير هذه النظرية و هذه الأفكار الراديكالية على العديد من المجتمعات، و ما أصبح هناك من مجتمع بمنأى عن تأثير هذه الأفكار خاصة أنها تعمل تحت غطاء رسمي و هو الاتفاقيات الدولية و التي تجبر أحياناً بعض الدول على توقيعها و ربطها بالمصالح الاقتصادية لهذه الدولة لأجل الضغط عليها من أجل الموافقة على ما يأتي في هذه الاتفاقيات من قبيل اتفاقية السيداو.
و لأهمية تسليط الضوء على أصول هذه النظرية و ما تحمله من أفكار سوف نستعرض تاريخ النظرية النسوية و مبادئها التي تقوم عليها و سنعرض نهاية لأهم الانتقادات التي تعرضت لها.

حيث تعود الكتابات النسائية النقدية في المجتمعات الغربية إلى نحو 400 عام مضت ، و كانت هناك حركة نسائية منظمة بواسطة النساء و من أجلهن منذ ما يزيد عن 150 عاماً مضت، و تعرف د.نوره المساعد النظرية النسوية أنها معنى واسع يرتكز على المطالبة بحق المرأة السياسي والقانوني وحق الاستقلال الجنسي، وحق التساوي في الفرص، وحق تقرير المصير ( الحق بالإجهاض، و استخدام الموانع(



ويمكن تعريف النظرية النسوية كذلك بما يلي :
- يعرفها معجم أوكسفورد : أنها الإعتراف بأن للمرأة حقوق وفرص مساوية للرجل وذلك في مختلف مستويات الحياة العلمية والعملية على اعتبار اقصاء المرأة منها.
أمام معجم ويبستر فيعرفها على أنها : النسوية هي النظرية التي تنادي بمساواة الجنسين سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وتسعى كحركة سياسية إلى تحقيق حقوق المرأة واهتماماتها وإلى إزالة التمييز االجنسي الذي تعاني منه المرأة.


ويميز كاتسنسثاين Katzenstein بين نوعين من النشطاء في الحركة النسوية:
1- ناشطات جماعات المصالح، ويهدفن إلى التأثير في النخبة السياسية، ومن ثم القرارات السياسية والتشريعات.
2- ناشطات يستخدمن الخطاب الثقافي بشكل رئيسي ويستفدن من الكتابات التي تعكس سيادة الخطاب الذكوري دون غيره من أنواع الخطاب.
ويعتبر النوع الأخير هو الأكثر استخداما من قبل النسويات، الأمر الذي أدى إلى ظهور خطاب نسوي مضاد ومقاوم للخطاب الذكوري ويهدف إلى تغيير البنى الثقافية والاجتماعية السائدة المتسببة في قهر المرأة والتي تكتسب شرعيتها من المعتقدات والأعراف.

وتنطلق الكتابات النسوية من عدة أسس، هي:
1- النساء فئة لا يمكن تجاهلها وحماية حقوق الإنسان تمثل قاعدة لنسوية تركز على المرأة.
2- التركيز على الدين والعرق والثقافة يشكل تهديدا لوحدة النساء في العالم.
3- الليبرالية هي اللغة السياسية المثالية.
4- تعرف النظرية النسوية بماديتها والمادية هي اللغة، فاللغة هي أهم وسيلة للمقاومة السياسية وترسيخ الهوية وتأكيد مكانة ودور المرأة في المنظومة الثقافية.
5- ترفض النظرية النسوية أن تكون نتاجا لتطورات تاريخية وسياسية.
6- النسوية هي وعي فكري ومعرفي وحضارى وهي تختلف عن النسائية التي هي وعي بالجنس وبالبيولوجيا ،(موسى، 2008،ص 11)

أهم أسباب ظهور هذه الحركة النسوية

إن من أهم أسباب ظهور هذه الحركة في الغرب هي ة المرأة في المصادر الثقافية الدينية الغربية أي في التراث اليهودي والمسيحي باعتبار أن الحركة هي نتاج المجتمع الغربي وثقافته وليست نتاج المجتمعات الأخرى، سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية فقد نشأت فيه وانبعثت منه، فمن أهم أسباب وجودها ة المرأة في التراث اليهودي والمسيحي، فالمرأة في هذا التراث هي أصل الخطيئة؛ لأنها هي التي أغرت آدم بالخطيئة عندما أكلت من الشجرة كما هو منصوص عليه في كتبهم الدينية المحرفة، فالرب عندما فعلت هذا الفعل حكم بسيادة الرجل عليها نهائياً، وقد ترتب على هذا الموقف – فيما بعد - أحكام وأوصاف أخرى للمرأة في هذا التراث فهي شيطانة وأنها ملعونة وأن ليس لها روح تستحق من خلال هذه الروح أن تدخل الجنة، بل الأغلب أنها تدخل النار ولا توجد امرأة لديها فضيلة يمكن أن تدخلها إلى الجنة، هذا أحد موجبات وجود هذه الحركة وأسباب انتشار هذه الأفكار التي تجمعت عليها هذه الحركة.

الموجب الآخر لهذه الحركة المتطرفة هو موقف العديد من المفكرين والفلاسفة الغربيين تجاه المرأة من (أفلاطون) الفيلسوف اليوناني المشهور الذي يصنف المرأة في عدد من كتبه ومحاوراته مع العبيد والأشرار ومع المخبولين والمرضى إلى الفلاسفة المتأخرين مثل (ديكارت) من خلال فلسفته الثنائية التي تقوم على العقل والمادة: فيربط العقل بالذكر ويربط المادة بالمرأة .

أما الفيلسوف (كانط) أحد آباء الفلسفة الغربية: فيصف المرأة بأنها ضعيفة في كافة الاتجاهات بالذات في قدراتها العقلية، كذلك فيلسوف الثورة الفرنسية (جان جاك رسو) يقول: إن المرأة وجدت من أجل الجنس ومن أجل الإنجاب فقط إلى (فرويد) اليهودي رائد مدرسة التحليل النفسي وموقفه المعروف من المرأة الذي يتضمن أن المرأة جنس ناقص لا يمكن أن يصل إلى الرجل أو أن تكون قريبة منه.

هذا الموقف التراثي الديني المنبعث من التحريف الموجود في العهدين القديم والجديد مع موقف هؤلاء المفكرين والفلاسفة هما الموجبان الرئيسان لهذه الحركة النسوية.

فدعاة النسوية يتخذون من هذه الأفكار منطلقاً لنشر الثقافة المضادة عن المرأة التي شكلت مفاهيم وقيم ومبادئ الحركة النسوية الغربية ثم هم يهدفون أن تكون حركة نسوية عالمية.

و قد ترتب على هذه الأفكار أو الموقف التراثي الديني عدة نتائج حسب رؤية النسويين يمكن ذكرها فيما يلي :
نشوء جماعات ذكورية متطرفة في نظرتها إلى المرأة مسيطرة عليها لا تعطي لها فرصة إثبات وجودها مما تسبب في نشوء تمييز على أساس الجنس أي تمييز ضد المرأة، ولذلك أصبح الحل في نظر الحركة النسوية الغربية: هو التخلي عن المنطلقات التي كونت هذه النظرة وهي العقائد والأعراف الدينية والشرائع السماوية باعتبار أن هذا الوضع للمرأة هو إفراز لتلك النظرة في التراث الديني.
ثم برزت فكرة الصراع بين الرجل والمرأة من أجل أن تنتزع المرأة الحقوق التي سلبها الرجل منها أي أن العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة صراع حقوقي، لذا كان من أهم الحلول التي طرحتها الحركة النسوية الغربية هو التخلي عن العقائد ورفض الدين فالفكر النسوي قائم على أساس فكري علماني صرف وهذه حقيقة لابد أن ندركها؛ لأن هذا الفكر اللا ديني تأثرت به معظم المجتمعات الإسلامية .

و في أثناء مسيرة هذا الفكر نشأ تياران داخل الفكر النسوي في المجتمعات الغربية:
التيار الأول: التيار النسوي الليبرالي المعروف بحركة تحرير المرأة، وهو الذي بدأ في العالم الغربي منذ قرن ونصف القرن، ويقوم على مبدأين أساسيين هما المساواة و الحرية، مبدأ المساواة التماثلية بين الرجل والمرأة ومبدأ الحرية شبه المطلقة.

وهذان المبدآن الرئيسان التي قامت على أساسهما الحداثة الغربية.. ، وقد تم تكريس هذا الفكر على مراحل كالتالي:
1- قامت ثورتان في المجتمع الغربي ترفعان هذين المبدأين، وهي الثورة الأمريكية عام 1779م والثورة الفرنسية عام 1789م ومبادئ هاتين الثورتين ضمنتا في الدساتير التي قامت عليه الدولتان الأمريكية والفرنسية، ثم ترسخت هذه المبادئ في الفكر الغربي المعاصر.
2- قام التنظيم الدولي المعاصر على هذا الأساس، فمبادئ الأمم المتحدة عندما نشأت عام 1945م ضمنت في وثيقتها رفض التمييز على أساس الجنس وتحقيق المساواة التماثلية بالمفهوم الغربي الذي يقوم على فكرة الصراع بين الرجل والمرأة من أجل الحقوق التي يسيطر عليها الرجل.
3- صيغت الصكوك والاتفاقات الدولية على أساس هذه المبادئ، وأهم وثيقتين في هذا الصدد هما:
أ - الإعلان العالمي لحقوق الإنسان(1948م)، وهو ينص على وجوب الالتزام بهذه المبادئ، ويؤكد على عدم التمييز على أساس الجنس وعلى تحقيق المساواة التماثلية بين الرجل والمرأة وعلى حرية الزواج خاصة في المادة السابعة والمادة السادسة عشر.

و يذكر مصطفى عبد الجواد أن في فترة الستينات من القرن الماضي دب النشاط في الحركة النسوية و قد كانت هناك ثلاثة عوامل أسهمت في وجود الموجة الجديدة لنشاط الحركة النسائية و هي : المناخ العام للفكر النقدي الذي ميز تلك الفترة ، و غضب القيادات النسائية النشطة اللاتي احتشدن لتأييد الحركات المناوئة للحرب و حركة حقوق المدنية و الحركات الطلابية و معايشة النساء للتعصب و التفرقة مع دخولهن بأعداد كبيرة إلى مجالي العمل المأجور والتعليم العالي ، و لهذه الأسباب استمرت الحركة النسائية الجديدة في الاتساع خلال السبعينات و حتى الثمانينات يضاف إلى ذلك أن الحركات النشطة بواسطة النساء و من أجلهن أصبحت في هذه السنوات ظاهرة دولية (عبد الجواد،2009، ص 356 )

ب – أما الوثيقة الثانية فهي اتفاقية (سيداوcedaw ) أو (اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة) عام ( 1979م)، وهي اتفاقية مكونة من 30 مادة، وموادها الست عشر الأولى تؤكد على عدم التمييز وتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة وتشجيع الاختلاط بين الجنسين والمساواة بين الزواج والطلاق .
4- مرحلة عولمة هذا الفكر من خلال الصكوك والوثائق الدولية و ترويجها من خلال المؤتمرات الأممية التي تنعقد بين الفينة والأخرى في القضايا الاجتماعية، مثل: مؤتمر السكان في القاهرة عام 1994م ومؤتمر المرأة في بكين عام 1995م، وقد اعتبرت وثيقته مرجعية في مصاف اتفاقية (سيداو) من حيث الأهمية والمتابعة ثم انعقد عام 2000م في نيويورك اجتماع دولي سمي ببكين خمسة لمتابعة تنفيذ ما في هذه الوثيقة و في فبراير هذا العام 2005م انعقد في نيويورك مؤتمر بكين عشره لمتابعة تنفيذ توصيات نفس الوثيقة، وفي كل هذه الاجتماعات يطلب من الدول تقديم تقارير توضح مدى التقدم في تنفيذ هذه التوصيات، وما هي العوائق التي تقف في وجه تنفيذ ما لم ينفذ.

التيار الثاني: الذي أفرزه الفكر النسوي الغربي عبارة عن تيار نسوي متطرف يطالب بتغيير البنى الاجتماعية و الثقافية والعلمية واللغوية والتاريخية باعتبار أنها متحيزة للذكر، وفي داخل هذا التيار نشأت عدة أفكار تدعو إلى دين جديد (الوثنية النسوية)
(femal paganism) أو دين المرأة الجديد الذي يقوم على أساس تأليه المرأة مقابل الأديان الذكورية التي فيها الإله ذكر فلا بد للمرأة أن تكون آلهة في الدين الجديد.
أهم مبادئ هذا التيار:
- التخلي عن الأفكار التي أخذت صفة القدسية ويعنون بها نصوص الوحي والتراث الديني وهذا موقف يلتقون به مع التيار الأول فمحاربة الأديان قاسم مشترك بين التيارين.
- التخلي عن الأنوثة باعتبار أن الأنوثة هي سبب ضعف المرأة وسبب هيمنة الرجل عليها، فالأنوثة تقود إلى الزواج، والزواج يقود إلى الأمومة، والأمومة تقود إلى تكوين الأسرة، ففي كل هذه المراحل تكون المرأة الطرف الأضعف، والرجل يكون الطرف المهيمن.


و يبدو أن السؤال المهم هنا هو كيف يمكن التخلي عن الأنوثة في نظرية هذا التيار؟
و يتم ذلك عن طريق عدد من الإجراءات :
ا- تغيير النظام الأسري الذي يصنع نظاماً طبقياً ذكورياً يقهر المرأة، وهذا لا يتم إلا بتقويض مفهوم الأسرة المعروف وإحلال الأسرة الديمقراطية محلها.
ب- حق المرأة في الإجهاض بحرية حسب الطلب، وتسهيل ذلك.
ج- ممارسة الجنس المثلي (اللواط والسحاق)، وهذا يعطي المرأة الحرية في أن تمارس حقها الجنسي بحرية فلا تبقى بحاجة إلى ذكر في المسألة الجنسية.
د- صياغة نظرية نسوية لتحقيق المساواة التماثلية بين الجنسين ولا يتم ذلك إلا بخلخلة الثنائية السيكولوجية والاجتماعية التقليدية بين الذكر والأنثى وإيجاد بديل عنها وهو مصطلح (الجندر) أو الجنوسة وهو النوع الاجتماعي بدلاً عن مصطلح الجنس.

و في سبيل تحقيق هذه الأهداف تم إدخال العديد من المفاهيم و تم بعد ذلك محاولة تجذيرها و تقديمها وكأنها ذات أسس علمية صحيحة لا بد من الأخذ بها ، فهي السبيل نحو حياة أفضل لجنس البشرية كما يسوق لها !
و أهم هذه المفاهيم نجد مفهوم الجندر ، تقول ( سيمون دي بوفوار):لا يولد المرء امرأة ، بل يصير كذلك
و نرى هنا كيف أشارت سيمون و بشكل موجز لمعنى مفهوم الجندر ، حيث يقوم هذا المفهوم على أساس تغيير الهوية البيولوجية والنفسية الكاملة للمرأة، و يقوم أيضاً على إزالة الحدود النفسية التي تفرق بين الجنسين على أساس بيلوجي أو نفسي أو عقلي، كذلك يزيل الهوية الاجتماعية التي تحدد دوراً مختلفاً لكل واحد من الجنسين في الحياة وتمايزه عن الجنس الأخر.

و يعود سبب التمييز والاختلاف بين الرجل والمرأة حسب تفسير هذا التيار المتطرف للحركة النسوية: أن التنشئة الاجتماعية والأسرية تتم في مجتمع ذكوري أي أن الأنظمة ذكورية والآلهة ذكورية حتى عقيدة التثليث المسيحية هي ذكورية فالأب والابن وروح القدس كلهم ذكور يرمز لهم بـ (He) ضمير المذكر وليس (She) ضمير المؤنث.

هذه التنشئة الاجتماعية والأسرية والبيئية التي يتحكم بها الذكر على الأنثى تحدد دور المرأة في المجتمع فتنشئ تمييزاً جنسياً، فالأنثى اكتسبت خصائص الأنوثة بسبب التنشئة الاجتماعية و البيئية وبسبب المصطلحات اللغوية التي تميز بين الذكر والأنثى، التي أبرزتها كأنثى، بينما الذات الواحدة يمكن أن تكون مذكراً أو مؤنثاً حسب القواعد الاجتماعية السائدة، فلا توجد ذات مذكرة في جوهرها ولا ذات مؤنثة في جوهرها.

هذا الاعتقاد هو الذي قاد إلى فكرة (الجندر) أي النوع الاجتماعي باعتبار أنه إذا بقي الوصف بالجنس (ذكر وأنثى) لا يمكن أن تتحقق المساواة مهما بذل من محاولات لتحققها فلابد من إزالة صفة الأنوثة لتحقيق المساواة أو تخفيفها على الأقل لتخفيف التمييز وبناء على ذلك لا يقسم المجتمع على أساس الجنس ولا تقوم الحياة الاجتماعية ولا تؤسس العلاقات الاجتماعية على أساس الذكر والأنثى إنما يكون نوع إنساني (Gender)، وبذا تتخلخل هذه الثنائية الاجتماعية المكونة من المذكر والمؤنث.

الت الإسلامي لقضايا المرأة :

لا زالت القضايا المرتبطة بالمرأة في المجتمعات الإسلامية مدخلا للعديد من الأطماع السياسية أو الفكرية، و كما يتضح سابقاً كيف تم و يتم استغلال قضايا المرأة و مشاكلها للتعديل و التحريف في الأديان بل و التدخل في الحريات الإنسانية بحجة العمل على التحرير وعدم التمييز ، و هنا سنتعرض للت الإسلامي لقضية المرأة حيث يعرض د.مثني في دراسته للت الإسلامي لمجمل قضية المرأة المعاصرة من خلال تفعيل القواعد الإسلامية التي تقدم البدائل المناسبة لما يعتري حياة المرأة من مشاكل و ما قد يكون في المجتمع من نظريات تخالف الشرع، و ينطلق هذا البديل المناسب من اعتماد ( الحاكمية لله) مرجعية شاملة،وسيادة الشريعة بما تحويه من أحكام المرأة والمجتمع ككل ، وينبني الت الإسلامي على ضرورة أن تكون الأخلاق والقيم ثابتة وليست متغيرة كما تفعل الأنثوية التي تشكك وتعبث بكل القيم، كما يركز الت الإسلامي على اعتبار الأمومة وظيفة مقدسة خاصة بالمرأة، كما يعلى الإسلام أمر الفطرة وضرورة مسايرتها، لا لمعاكستها.
كما قيدت الشريعة الإسلامية الحريات ، وجعلتها تدور في فلك حفظ مصالح الفرد والمجتمع، كما ردت الدراسة على عدة شبهات تثار حول رؤية الإسلام للمرأة مثل: ( القوامة - ونشوز الزوجة).

وتختم الدراسة بمناقشة عامة لوضع المرأة المسلمة، ودورها في بناء المجتمع مطالبا بضرورة بناء حركات نسائية واعية بمشكلات المرأة المعاصرة، وتدفع بعجلة التنمية المتكاملة دون تهميش للمرأة ، ودون استدراج للمرأة المسلمة إلي متاهات الفكر الغربي الذي انطلق من واقع ظالم، ليس للمرأة فقط، بل لفئات كثيرة من المجتمع (العبيد- النساء- السود) لكون أن التربية الإسلامية خصبة بالعدالة والمساواة والتكريم الإلهي للمرأة والرجل والحيوانات والنبات والبيئة ، تقديراً لدور كل منهم في الحياة المستقرة الكريمة.


كما أصدرت عالمة الاجتماع الفرنسية جوليت مانس كتابا بعنوان القرآن والنساء خصصته للحديث عن أوضاع المرأة في القرآن وموقف النبي محمد صلى الله عليه وسلم منها ومعاملته لها في الحياة اليومية .
وحاولت مانس التي سبق وان كرست الكثير من وقتها لدراسة المجتمعات الإسلامية ووضع النساء داخلها, متابعة وضع المرأة في المجتمع العربي ما قبل الإسلام حتى بدء الدعوة الإسلامية وانتشار الإسلام .
وأظهرت الكاتبة في كتابها الذي أعادت طباعته الآن بعد ان كان صدر لأول مرة عام 1996 أن النبي محمد كان متعاطفا مع المرأة ولم تعكس ممارساته وتصرفاته العملية أي احتقار لها , بقدر ما كانت تلك التصرفات تظهر رقته وتسامحه إزاء المرأة , كما هو الحال مع زوجته الشابة عائشة .
ورأت الكاتبة أن زوجة النبي الأولى خديجة كانت تتسم بالإقدام وقوة الشخصية والذهنية المتحررة .
وذكرت وكالة يونايتد برس انترناشيونال نقلا عن الكاتبة التي أشارت إلى أن نبي الإسلام لم يلغ طوال دعوته للدين الإسلامي مساهمة المرأة في الحياة العامة, مشيرة إلى أن النساء كن يساهمن في النقاشات الدائرة آنذاك حول الإسلام وحول مواضيع أخرى مختلفة.

وذكرت جوليت مانس أن القرآن يساوي بين النساء والرجال ( المؤمنات والمؤمنين ) في نفس الدرجة فيما يخص الثواب والعقاب في الحياة الأخرى .
.


بعض النماذج المعاصرة من نساء يؤيدن أو يعملن بفكر الحركة النسوية :

لعل أبرزهن على الساحة الفكرية و الاجتماعية هي المفكرة المصرية الجنسية نوال السعداوي و التي تثير العديد من ردود الفعل الساخطة على آراءها، حيث تبرز ما بين يوم و آخر لتطرح قضية ما يكثر الجدل حولها ، و بعد أن أثارت قضية تحريم ختان الإناث عادت لتذكر بأن ختان الذكور كذلك ضار طبياً ! و ترى بأن الحجاب ما هو إلا خطوة للوراء ! و كذلك طرحت لها آراء في تقبيل الحجر الأسود و في طقوس الحج التي ترى أنها جاءت قبل ظهور الأديان! و العديد من الأفكار التي لا تزال تشهد ردود الفعل المستنكرة خاصة ممن يعرفون بالإسلاميين و غيرهم من المحافظين .

أما النموذج الآخر الذي نطرحه فهو لكاتبة سعودية برزت مؤخرا على الساحة و أثارت الجدل من خلال مقالتها المعنونة بــ ( أنا و أزواجي الأربعة ) !!و هي نادين البدير حيث تقول في بداية مقالتها :
ائذنوا لى أن أزف إلى أربعة.. بل إلى خمسة. أو تسعة إن أمكن. فلتأذنوا لى بمحاكاتكم.
ائذنوا لى أن أختارهم كما يطيب لجموح خيالى الاختيار. أختارهم مختلفى الأشكال والأحجام. أحدهم ذو لون أشقر وآخر ذو سمرة. بقامة طويلة أو ربما قصيرة.أختارهم متعددى الملل والديانات والأعراق والأوطان. وأعاهدكم أن يسود الوئام. لن تشتعل حرب أهلية ذكورية، فالموحد امرأة.

و لا يخفى بالتأكيد لما ذكرت رقم تسعة تحديدا ، فهذا العدد هو عدد زوجات النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم و رغم أن مقالتها تجئ كدعوة للزواج الأحادي بطريقة فجة ، إلا أنها بهذا الأسلوب تنضم إلى صفوف المحتجين على ما تأتي به الفطرة السليمة و تنادي به التشريعات و الأعراف و القيم، و بالتأكيد هناك العديد من النماذج في هذا العصر و فيما سبقه من أزمنة مثل نظيرة زين الدين في حديثها عن السفور و الحجاب ، إلا أننا نتجاوزها طلباً للاختصار.


نقد النظرية النسوية :

تنظر النظرية النسوية في العالم من زاوية أقلية غير معترف بها و غير منظورة حتى الآن و هي النساء ، أملا في اكتشاف الطرق الأساسية التي بواسطتها تساعد أنشطة هذه الأقلية في خلق عالم النساء ، و قد أسهمت هذه الرؤية في تنقيح فهمنا لمعظم الموضوعات و منها الحياة الاجتماعية و من هذا المنطلق بدأ أنصار النظرية النسوية في تحدي نظرية علم الاجتماع ، و من يجاهرن بهذا التحدي يزعمن أن علماء الاجتماع يرفضون بإصرار رؤى العلم الجديد للمرأة في فهم علم الاجتماع للعالم الاجتماعي، و بذا انعزلت عالمات الاجتماع النسوي عن التيار الرئيسي لعلم الاجتماع و اختزلت النظرية النسوية الشاملة للتنظيم الاجتماعي إلى متغير بحثي واحد هو الجنس و إلى نمط بسيط للدور الاجتماعي هو النوع الاجتماعي ( الجندر ).

و الحقيقة أن هناك عدة أسباب وراء تحاشي علم الاجتماع للنظرية النسوية، منها الشك في المصداقية العلمية للنظرية النسوية التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالنشاط السياسي و الحذر المتولد من المضامين الردايكالية للنظرية النسوية بالنسبة للنظرية و المنهج في علم الاجتماع ، و مع ذلك فقد بدأت هذه الكتابات تأخذ لنفسها مكاناً مهماً ، وبدأت النظرية النسوية تتحرك على نحو متسارع صوب الاتجاه الرئيسي في علم الاجتماع ، و من المؤشرات على هذا الاتجاه الجديد وجود فصل في كتاب رتيرز عن النظرية النسوية المعاصرة. (عبد الجواد، 2009، ص 357ــ358)

هذا التخوف و الشك في مدى مصداقية هذه النظرية أو الحركة أتبعه العديد من الانتقادات حيث يرى بعض العلماء أن النسوية هي بدايات نظرية فقط، بل أن هناك من لا يعتبرها نظرية بل اتجاها فقط في العلاقات الدولية على اعتبار أن مبادئها كانت مجرد انتقادات للنظريات الرجالية المهيمنة خاصة منها الواقعية.

تعتبر النسوية حركة اجتماعية أكثر منها اتجاها أو نظرية في العلاقات الدولية، لأنها ركزت خاصة في بداية ظهورها على المطالبة بالحقوق الاجتماعية خاصة للفئات التي تم تهميشها في المجتمع.

و على الرغم مما سبق ذكره من آراء لبعض العلماء سواء علماء اجتماع أو قضايا إسلامية ، فإن هذه الحركة تزداد تأثيراً في العديد من المجتمعات خاصة في ظل ارتباطها بالنشاط السياسي ، لذا فإننا بحاجة لتوعية الجمهور بخصوص خطرها على المبادئ الاجتماعية و الاستقرار النفسي و الاجتماع للفرد و المجتمع.


المراجع :

• عبد الجواد، مصطفى خلف، نظرية علم الاجتماع المعاصر، عمان، دار المسيرة، 2009م
• موسى، غادة علي، حقوق المرأة في خطاب المؤسسات النسوية العربية: نماذج من مؤسسات رسمية أهلية، ورقة مقدمة إلى ندوة حقوق الإنسان في الخطاب السياسي والحقوقي المعاصر في الدول العربية،2008، قطر،


اقرأ أيضا::


lfj;vhj hgfp,e hgugldm hgk/vdm hgks,dmK k/vdhjK fpe p,g fp,e [hi.m hgks,dmK k/vdhjK



رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدليلية (Tags)
النظرية, النسوية،, نظريات،, النظرية, النسوية،, بحوث, جاهزة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


مبتكرات البحوث العلمية النظرية النسوية، نظريات، بحث حول النظرية النسوية، بحوث جاهزة

سياسةالخصوصية


الساعة الآن 05:12 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Content Relevant URLs by vBSEO