#1
| |||
| |||
قصة كفاح عمليـة فـنـلـــو السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسعدنا ان نعرض لكم كل ما هو جديد في مجال المعلومات التاريخية و الشخصيات كل ماهو جديد في المعلومات و التاريخ . - من ملفـات المخـابـرات - ساد القلق أوروبا كلها, في تلك الأيام العصيبة, من نهايات عام1938 م, وبدايات1939 م, ففي تلك الآونة, كانت كل أجهزة المخابرات الأوروبية, وبالذات جهاز المخابرات البريطاني المعروف باسم أي إم ـ6, تبذل قصاري جهدها, لتحديد أهداف هتلر الأساسية, التي تشف عنها خطبه الملتهبة, وتوعداته العصبية..وتحت قيادة الأدميرال سير هوج سنكلير, راح جهاز المخابرات البريطاني يدس جواسيسه, في ألمانيا وأوروبا, لجمع كل المعلومات الممكنة عن نوايا هتلر وطموحاته, واستعداداته لشن أية حروب قادمة.. وجاءت المعلومات مخيفة.. وإلى أقصى حد.. فالزعيم النازي يعيد بناء آلته الحربية, على نحو لم تعرفه أية دولة, في أوروبا كلها.. دبابات.. طائرات.. مدافع طيران.. أسلحة خفيفة.. ذخائر.. كل شيء يتم إنتاجه بالمئات, وبأسلوب لا يمكن أن تسعى إليه دولة, لمجرد الحفاظ على أمن وسلامة حدودها, بل دولة تستعد لشن حرب.. بل حروب.. وكان هذا يستدعي تدخلا حاسما.. وسريعا.. للغاية.. ******* سرت موجة عنيفة من التوتر, في كيان ذلك العميل البريطاني, الذي لم تفصح الوثائق عن اسمه ابدا, وهو يعود إلى منزله, في قلب برلين, في الخامسة من مساء ذلك اليوم, من بدايات1939 م.. فقد كان يمارس لعبة الجاسوسية في هدوء وثقة, وبنشاط جم, ويعود كل يوم إلى منزله, وجيوبه تحمل عشرات ال والوثائق والمعلومات, و... ولكن دوام الحال من المحال, ففي ذلك اليوم, شعر ذلك العميل بأن الأمور لا تسير على ما يرام.. هناك حتما من يراقبه ومن يتبعه, وهذا لا يمكن أن يعني سوى أمر واحد فقط لا غير.. لقد انكشف أمره بوسيلة ما.. وبكل قلق الدنيا, راح الرجل يحث الخطى, محاولا بلوغ أي شارع جانبي, ليتخلص من كل ما تحويه جيوبه, من أوراق و, تكفي لإعدامه في قلب أكبر ميادين برلين, بلا أدني شفقة أو رحمة, في نفس اللحظة التي برز فيها رجل ضخم الجثة أمامه, يتطلع إليه بنظرة وحشية شرسة, قائلا بكل خشونة الدنيا: ـ لقد انتهى أمرك. ومع آخر حروف كلماته, شعر العميل بضربة على مؤخرة رأسه, غاب بعدها عن الوعي تماما.. ووفقا لتقريره, لم يدر كم مضى عليه فاقد الوعي, ولكنه عندما أفاق, وجد نفسه مقيدا بإحكام إلى مقعد ثقيل, داخل قبو رطب, مضاء بمصباح واحد باهت, وسمع صوتا يهتف في قوة: هايل هتلر. وعندئذ أدرك العميل أن ضابطا من الضباط الكبار قد وصل إلى المكان, فرفع عينيه يتطلع إلى ذلك الزي الرسمي, الذي ملأ بصره كله, قبل أن يتطلع إلى وجه الضابط شلنبرج مباشرة.. اتركنا وحدنا... - انطلق صوت شلنبرج بذلك الأمر الصارم, الذي استقبله الرجل بتحية عسكرية قوية, وأسرع ينفذه دون أدنى اعتراض أو مناقشة, حتى أصبح الضابط النازي الوسيم وحده في القبو, يتطلع في صمت صارم, إلى العميل, الذي سرت في جسده قشعريرة باردة كالثلج, حتى سأله شلنبرج فجأة: ـ أنت تعمل لحساب البريطانيين.. أليس كذلك؟! صعقت العبارة العميل, فحدق فيه بكل ذهوله, دون أن يخطر بباله لحظة واحدة أنه يشهد مولد أخطر عملية مخابرات, في تاريخ الحرب العالمية الثانية... وبكل ذهوله, هز رأسه, وكأنما يحاول إيقاظ نفسه مما يسمعه, لو أنه مجرد حلم, وعاد يحدق في شلنبرج, الذي مال نحوه, وتطلع إلى عينيه مباشرة, حتى خيل للرجل أنه قد اخترق كيانه حتى النخاع, وهو يقول بمنتهى الصرامة: ـ أريد موعدا مع رجال المخابرات البريطانية. وكانت مفاجأة للعميل.. مفاجأة مذهلة. ******* وفي نهار أحد أيام أوائل فبراير, عام1939 م, وعلى الرغم مما بدا عليه مبني جهاز المخابرات البريطاني إم ـ أي ـ6, من هدوء وصمت, في تلك الساعة, إلا أن إحدى حجراته كانت تشهد نشاطا مكثفا, ومناقشات حامية متصلة, منذ غروب شمس اليوم السابق, فبمنتهي الدقة, راح مدير المخابرات ـ آنذاك ـ هوج سنكلير, يراجع مع نائبه فنرز, ورجليه بست وستيفنز تفاصيل ذلك العرض المدهش, الذي عاد به عميلهم الألماني, من قلب برلين, ويدرسون كل الاحتمالات, وكل الملابسات, بما فيها احتمالات الخداع والتحايل, وخاصة بعد أن اعلمهم شلنبرج بأنه أحد المنشقين عن النظام النازي, في قلب جهاز مخابراته الرهيب, وعلى الرغم من صعوبة ودقة الموقف, تقرر قبول عرض شلنبرج, خاصة وقد تطورت الأمور بسرعة, في الأشهر القليلة التالية, على نحو مخيف, جعل الاتصال بالميجور الألماني شلنبرج, ومجموعته من المنشقين العسكريين, أمرا حتميا لا يقبل الجدل, أو حتى التأجيل لحظة واحدة. ففجأة بدأ الفوهلر الألماني أدولف هتلر, في تنفيذ مخططاته الاستعمارية التوسعية, لمد نفوذ ألمانيا النازية, الي أوروبا كلها, لم يكن هذا مفاجئا للجميع في حد ذاته, إلا أن البداية جاءت دون أن يتوقعها أحد بحجة استعادة ألمانيا لما فقدته في الحرب العالمية الأولي, بسبب معاهدة فرساي للاستسلام.. وعلى الرغم من وضوح الة وقوتها, التزمت معظم بلدان أوروبا بالحذر, ورفضت إعلان الحرب على ألمانيا ما لم تحتم الظروف هذا.. ولقد التقى بست وستيفنز بالميجور فالتر شلنبرج شخصيا, في مدينة برن السويسرية المحايدة, وقضيا معه بعض الوقت, الذي انتهى باقتناعهما به, وبحماسه الشديد, في مقاومة النظام النازي, وبذل أقصى جهد لإسقاطه.. وبخطوط بسيطة, ودون الدخول في التفاصيل, شرح لهما سلنبرج أسلوب تنظيم المجموعة, وقدراتها, واحتياجاتها, مؤكدا أن كل ما يطلبونه هو بعض الدعم المادي, مع وعد من البريطانيين بعدم استغلال ضعف ألمانيا خلال فترة إسقاط النظام النازي, للانقضاض عليها واحتلالها.. ومن برن, عاد شلنبرج بالميجور إلي برلين, في حين اتجه بست وستيفنز مباشرة إلي لندن, دون أن يدركا أن ما حملاه معهما سيقلب الأمور كلها رأسا على عقب.. وبمنتهى العنف. ******* من الأمور التي يجهلها العديدون, أن عمل أجهزة المخابرات ليس عسكريا بالدرجة الأولي, ولكنه أحد أعمال السيادة والسياسة, ليس لوسائله, ولكن لنتائجه, التي هي في نهايتها نتائج سياسية محضة, مهما اتخذت من وسيطة, خلال مرحلة التنفيذ,, ولهذا السبب, كان من الطبيعي أن يحمل مدير المخابرات البريطانية هوج سنكلير تقارير بست و ستيفنز, ليضعها كلها أمام رئيس الوزاء البريطاني ـ آنذاك ـ نفيل تشامبرلين.. وفي ظروف أوروبية مشتعلة كهذه, كان من الطبيعي أن يلغي رئيس الوزراء البريطاني كل مواعيده, وأن يجتمع طويلا بالأدميرال سنكلير, ويستمع إلى كل التفاصيل, ويقرأ بنفسه كل التقارير. وعندما اتخذ رئيس الوزراء البريطاني قراره, بإمساك العصا من منتصفها, بدأت عملية الاتصال بالمنشقين العسكريين الألمان تتخذ مسارا مميعا إلى حد ما, على الرغم من تواصل الاتصال بالضابط الألماني شلنبرج, الذي شكا أكثر من مرة, من ضعف التمويل, وإضاعة الوقت في روتينيات بيروقراطية معقدة, دون القيام بإجراء حاسم, أو اتخاذ قرارات حازمة... وعلى الرغم من استمرار بست وستيفنز في عملهما, ومن التقائهما بالألماني شلنبرج مرتين أخريين, خلال الفترة من أوائل مارس, وحتى أوائل سبتمبر1939 م, إلا أنهما قد فقدا الحماس للعملية إلى حد ما, ثم فجأة, تطورت الحرب, وتطورت معها كل الأمور... ففي أغسطس1939 م, عقد هتلر مع الاتحاد السوفيتي ميثاق عدم الاعتداء, وأصبح حرا في قطع مفاوضاته مع دول أوروبا, ثم هاجم بولندا, في الأول من سبتمبر, مما دفع انجلترا, وغالبية دول الكومنولث, وفرنسا إلى إعلان الحرب على ألمانيا رسميا, في الثالث من سبتمبر... ومع إعلان الحرب, تم استدعاء هوج سنكلير لمقابلة رئيس الوزراء تشامبرلين فورا, ودون إضاعة لحظة واحدة.. اقرأ أيضا::
المصدر: منتدي صور حب rwm ;thp ulgdJm tJkJgJJJ, |
الكلمات الدليلية (Tags) |
عمليـة, فـنـلـــو |
| |