صور حب


منتدي صور حب
العودة   منتدي صور حب > عالم الصور > صور حلوة

إضافة رد
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2021
المشاركات: 19,010
افتراضي روحانيات الكرامة‏..‏ في منطق الإسلام


روحانيات
 الكرامة‏..‏ في منطق الإسلامروحانيات
 الكرامة‏..‏ في منطق الإسلامروحانيات
 الكرامة‏..‏ في منطق الإسلام


تأملات إسلامية





الكرامة‏..‏ جزء من شخصية الإنسان‏,‏ ان لم تكن هي المحور الذي يغلف هذه الشخصية ويدور حولها وتدور هي حوله‏,‏ ولذلك عني الإسلام بكرامة أبنائه وبأوطا نهم‏.‏ لأن هذه الكرامة مرادف للعزة والاعتزاز بالنفس‏..‏

ليس بالكبر والخيلاء والاستعلاء علي الغير‏,‏ ولكن بالحق والعدل وداخل إطار منهج الله‏.‏

فليس من الكرامة مثلا‏..‏ أن تقابل السباب والشتائم من سفيه بمثله لأنك حينئذ ستكون صورة منه‏..‏ وقد نظر الإسلام إلي حياتنا الدنيا علي أنها عرض زائل بالرغم من أنه أمرنا بأخذ حظنا منها وكأننا نعيش أبدا‏,‏ ولكنها في البداية والنهاية امتحان علي الإنسان ان يجتازه للعبور إلي الهدف الاسمي وهو الحياة الآخرة حيث الخلود في مقام أمين ومكانة سامية لاتضاهيها أي مكانة في الحياة الدنيا‏,‏ فالذين يريدون الدنيا ومتاعها ولهوها والانشغال بها يؤتهم الله منها وليس لهم في الآخرة من نصيب‏,‏ والذين يريدون الآخرة ويسعون إليها وهم مؤمنون فإن الله يشكر سعيهم ويكافئهم عليه بالجزاء الذي يعلي من كرامتهم ومكانتهم‏.‏

من هنا نظر الإسلام إلي الكرامة علي أنها هي التقوي فالأكثر تقوي هو الأكرم علي الله وعلي خلق الله‏,‏ وهنا يسقط التعصب لما نطلق عليه كرامة العشيرة والقبيلة والعائلة‏..‏ لأن الناس سواسية لأفضل لأحد علي اخر إلا بالتقوي‏,‏ فكلهم لآدم وآدم من تراب‏..‏ ولو طبقنا ذلك فلن نجد اثرا لعادة الثأر وضحاياها‏.‏

والمعني المقصود هنا أن الكرامة ليست أنك ابن فلان الذي يشار إليه بالبنان ومن عائلة كذا التي تتحدث عنها العائلات ولكن الكرامة في منطق الإسلام هي من عمل صالحا يستفيد بثمرته هو ومن حوله ومجتمعه الذي يعيش فيه‏..‏ وإذا عادت بنا الذاكرة إلي الأب الثاني للبشريةنوح عليه السلام وكرامته علي الله كبيرة‏,‏ ومكانته عظيمة‏..‏ وجدنا ابن نوح الذي خالف دعوة ابيه‏,‏ ضيع الكفر كرامته وقذف به في اليم فأغرقه الطوفان‏,‏ بالرغم من توسل نوح لربه تعالي‏:‏ رب ابني من أهلي وأن وعدك الحق وأنت احكم الحاكمين‏,‏ ويأتي الرد الالهي واضحا‏:‏ إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلاتسألن ماليس لك به علم بل ان بقية الرد توجهه في حسم‏:‏ إني اعظك أن تكون من الجاهلين وهنا يسارع نوح بالاعتذار والاستغفار‏:‏ رب إني اعوذ بك أن اسألك ماليس به علم وإلا تغفرلي وترحمني أكن من الخاسرين‏,‏ ويأتي العفو من الله‏:‏ يانوح اهبط بسلام منا وبركات عليك‏...‏

وعلي الجانب الآخر‏..‏ نجد إنسانا عاديا فقيرا أعمي ليس نبيا ولاابن نبي‏,‏ هو عبد الله بن أم مكتوم يحفظ الإيمان كرامته حين نزلت في حقه سورة عبس‏:‏ عبس وتولي أن جاءه الأعمي‏,‏ ومايدريك لعله يزكي‏,‏ أو يذكر فتنفعه الذكري‏,‏ وجاءت الآيات عتابا للنبي صلي الله عليه وسلم لأنه انصرف عنه طامعا في إسلام مجموعة من وجهاء قريش الذين اسقط الكفر كرامتهم ولذلك يخاطب الله جميع البشر في أوطانهم‏:‏ ياأيها الناس إن خلقناكم من ذكر وانثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير‏,‏ فالله تعالي اعلم بصاحب المنزلة والمكانة‏,‏ خبير بالتقي‏,‏ النقي‏,‏ الصالح‏.‏ الصادق‏,‏ المؤمن الحق‏,‏ وهو وحده المطلع علي القلوب وبيده الخفض والرفع والتكريم والتحقير‏,‏ يعز من يشاء ويذل من يشاء‏,‏ فالكرامة عند الله أفضل لأن البشر لايملك أي منهم للآخر نفعا أو ضرا‏..‏ وهنا نسأل‏:‏ مافائدة ان يكون إنسان ما في أعلي المناصب وهو عاص لله‏,‏ فغضب له‏,‏ والآية الكريمة تقول‏:‏ ومن يهن الله فماله من مكرم‏.‏

ومهما ارتفع ذكر الإنسان في الدنيا وذاعت شهرته وأصبح ذا جاه وسلطان‏..‏ ولكنه غارق في الرذائل والذنوب‏..‏ تكون هذه الأشياء حجة عليه في يوم الحساب‏..‏ ولذلك يقول النبي صلي الله عليه وسلم‏:‏ إن العبد لالينشرر له من الذكر مابين السماء والأرض لايساوي عند الله جناح بعوضة‏.‏

علي أن الكرامة بمنطق الإسلام ومنهجه تجنح إلي العفو والتسامح والصفح‏..‏ بعكس مفهومها الذي نمارسه في عاداتنا فهي تجنح إلي الانتقام‏..‏ وكلما كان الإنسان قادرا علي العفو والاحسان كان أكثر كرامة عند الله وعند الناس‏,‏ ولهذا يقول الله تعالي‏:‏ والكاظمين الغيط والعافين عن الناس والله يحب المحسنين‏.‏

ومنطق الآية الكريمة مضاد للمنطق السائد في عاداتنا‏..‏ فمن سبك أو اساء إليك ترد ذلك إليه مضاعفا تحت ادعاء أنه وضع كرامتك في التراب‏..‏ غير أن الإنسان المؤمن حقيقة هو الذي يكون قادرا علي ان يكظم غيظه‏,‏ فإن ارتقي أكثر عفا عمن اساء إليه‏..‏ ويظل يرقي حتي يصل إلي درجة الاحسان‏,‏ وفي ذلك يقول القرآن الكريم‏:‏ ادفع بالتي هي احسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم‏,‏ ومايلقاها إلا الذين صبروا ومايلقاها إلا ذو حظ عظيم‏.‏

وبهذا يحل التسامح محل الانتقام ويسود الصفاء مكان التشاحن والخصام وتتجه طاقات التدمير والانتقام في الإنسان إلي البناء وإعمار الكون‏,‏ كما تتجه إلي أعداء الله وأعداء الوطن والمفسدين في الأرض‏..‏ وإذا كان المنطق السائد أن الكرامة تقتضي عدم قبول الاعتذار والتمادي في الخصام‏..‏ فإن الإسلام بعيد عن ذلك‏,‏ لأن المتخاصمين حين يلتقيان خيرهما الذي يبدأ بالسلام كما يقول النبي صلي الله عليه وسلم‏.‏

إن كرامة الإنسان‏..‏ في صلته بالله عز وجل‏,‏ وفي طاعته والسير علي منهجه في قرآنه وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم‏,‏ وفي العفو عند القدرة عليه‏,‏ وفي الصفح والتسامح‏,‏ وفي البعد عن السيطرة والهيمنة علي عباد الله بغير حق‏,‏ وفي استمداد القوة والعزة من الله عز وجل وفي الكسب الحلال والعمل الصالح للدنيا والأخرة والانتماء للدين والوطن واداء حقهما‏,‏ وفي بر الوالدين وصلة الأرحام ورعاية اليتامي‏,‏ وفي نشر العدل والحق والأمن والسلام وعدم الاعتداء علي الآخرين‏..‏ أما غير ذلك فيبتعد بك عن منطق الإسلام في نظرته إلي كرامة الإنسان فاختر لنفسك مايجعلك صاحب كرامة عند الله والناس‏.‏

وفي بداية عام ميلادي جديد نقدم خالص التهاني لأخوة الوطن والأرض أقباط مصر بعيدهم وعيدنا‏..‏ وماهي إلا أيام قلائل ويلحتم العام الهجري الجديد بالعام الميلادي الجديد فيضمان بين اجنحته شعبا واحدا من المسلمين والمسيحيين عاشوا معا علي مر الحقب والعصور لاتؤثر فيهم فتنة ولاتفرقهم مؤامرة بل كانوا أو سيبقون دائما يدا واحدة وقلبا واحدا نقيا يسبح باسم الله‏..‏ وكل عام وأنتم جميعا في خير وعافية‏.‏


اقرأ أيضا::


v,phkdhj hg;vhlm‏>>‏ td lk'r hgYsghl hg;vhlm‏‏ lk'r hgYsghl

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدليلية (Tags)
الكرامة‏‏, منطق, الإسلام


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:05 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Content Relevant URLs by vBSEO