#1
| |||
| |||
قبس من نور ﴿ وَرَحْمَتِي وسعت كل شيء ﴾ الرحمن الرحيم وهما اسمان كريمان؛ بلغا غاية في الحسن والجمال والجلال. وقد تضمن هذان الاسمان الجليلان الكريمان صفة الرحمة الخاصة والعامة لجميع الخلق وبدون استثناء ؛ حيث دلت الأدلة الصحيحة على صفة الرحمة التي لا نقص فيها بوجه من الوجوه لله تعالى. فمن الأدلة على ذلك قوله تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر:53]، وقال تعالى: ﴿ وَرَحْمَتِي وسعت كل شَيْءٍ ﴾ [الأعراف:156]، وقال تعالى: ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الحجر:49]، وقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْت كل شيء رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾ [غافر: 7]، وقال تعالى: ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة:163]. فهذه الآيات الكريمات من كلام الله تعالى دلت دلالة واضحة على اتصافه -سبحانه وتعالى- بصفة الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء. وهذه الرحمة العظيمة لله تعالى بادية للعيان في مخلوقاته؛ وآثارها ظاهرة في بديع آياته. فمن آثار هذه الرحمة: · رحمة الخلائق فيما بينها؛ فهذه الرحمة من خلق الله تعالى؛ فقد روى البخاري في صحيحه من حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بِسَبْيٍ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْيِ تَبْتَغِي، إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أَخَذَتْهُ فَأَ أَرْضَعَتْهُ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: أَتَرَوْنَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ؟ قُلنَا: لَا وَاللهِ، وَهِي تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا تَطْرَحَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا). · ومن رحمته تعالى وعظم سعتها أن الرحمة التي يتراحم بها الخلائق في هذه الحياة هي جزء واحد من مائة جزء؛ يؤكد ذلك ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (جعل الله الرحمة في مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءًا، وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه). · ومن آثار رحمته تعالى إحياؤه للموتى، حيث أوجدهم بعد أن لم يكونوا شيئًا مذكورًا؛ وإحياؤه للأرض الميتة بإنزال المطر عليها كما قال تعالى: ﴿ فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شيء قَدِيرٌ ﴾ [الروم:50]، وقال تعالى: ﴿ وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [الشورى: 28]. · ومن آثار رحمته في خلقه إيجاده وخلقه لليل والنهار ليسكن فيهما العباد؛ ويقضوا فيهما معايشهم؛ وتستقيم بهما حياتهم، حيث قال تعالى: ﴿ وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [القصص:73]. اقرأ أيضا::
المصدر: منتدي صور حب rfs lk k,v ﴿ ,QvQpXlQjAd ,suj ;g adx ﴾ ,QvQpXlQjAd ,suj |
الكلمات الدليلية (Tags) |
﴿, وَرَحْمَتِي, وسعت, ﴾ |
| |