LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||
| |||
لمحة من شرح حديث إنما الاعمال بالنيات - لإبن أبى جمرة - } 106 – حديث إنما الأعمال بالنيات { عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضىَ اللهُ عَنْهُ قَالَ سَمْعتُ رَسُولَ اللهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَ سَلَّم يَقُولُ إنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنّيَّاتِ و إِنَّمَا ( لكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوْى ) فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلَى اللهِ وَ رَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلَى اللهِ وَ رَسُولِهِ وَمَنْ كَاَنتْ إلَى دُنْياَ يُصيبُهَا أَو امْرَأَةٍ يَنْكَحُهَا فَهِجرَتُهُ إلى مَا هَاجَرَ إلَيْهِ ( و لَاَ نيَّةَ للنَّاسِى وَ الْمُخطِئِ ) . ظاهر الحديث يدل على أن لكل امرئ ما نوى و معنى نواه بعمله و أما قولنا فى أثر الحديث و لا نية للناسى و المخطئ فمعناه لا عمل له يجزئ و الكلام عليه من وجوه : ( منها ) أن يقال هل هذا على عمومه فى كل الأعمال أو هو على الخصوص ؟ الظاهر أنه على الخصوص بدليل أن الأعمال على ثلاثة أقسام : نية بلا عمل و هو مثل الإيمان و الكفر و الحب فى الله و البغض فيه و ما هو مثل ذلك الذى الثواب و العقاب فى ذلك على النية لا غير . و عمل بلا نية مثل غسل النجاسة و غسل الميت لأن المقصود من ذلك الفعل لا غير و كذلك كل عبادة معقولة المعنى لا تحتاج إلى نية و فاعلها مأجور عليها و ما اختلف فيه العلماء من أنواع العبادات هل تحتاج فيه إلى نية أو لا تحتاج إلى نية من أجل اختلافهم فى تلك العبادة هل هى معقولة المعنى أو ليس . و عبادة مفتقرة إلى عمل و نية فهذه التى جاء الحديث فيها فيكون اللفظ عاماً و معناه خاص و العمل الذى يحتاج إلى نية إذا نسى صاحب العمل النية أو أخطأ فيها لم يكن له عمل و معنى لم يكن له عمل أى عمل مجزئ عن فرضه إن كان فرضاً أو عن سنته إن كان سنة و لكن لا يخلو صاحبه عن أجر مثال ذلك من يقوم يصلى ظهراً بنية عصر قد أخطأ فى نيته و لا تجزيه عن ظهره و لكن لابد له من أجر فإنه قد أتى بتلاوة و ذكر و ركوع و سجود و تسبيح و نوى بذلك وجه الله تعالى و إن كان لا يجزيه عن فرضه فأجر التلاوة إلى غير ذلك لا يضيع له فإن الله عز و جل يقول ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ) الزلزلة (7) و مثال الناسى الذى يدخل الصلاة بغير نية فلا تجزيه أيضاً عن صلاته و لا يخلو أيضاً من أجر للتعليل الذى قدمناه ثم قوله عليه السلام لكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوْى هذا فيه دليل لمن يقول أن الأعمال و إن تعينت هى أو زمانها لوجه ما من التعبد فإن نية الفاعل لتلك العبادة ما تحققها لما جعلت إليه و أما تصرفها إلى غير ذلك لأن العلماء قد اختلفوا فى ذلك اختلافاً كثيراً مثال ذلك الحج و شهر رمضان من العلماء من يقول أنه إذا صام رمضان و نوى به غيره مثل نذر أو تطوع أنه يجزيه عن فرضه و لا تضره تلك النية لأن الله عز و جل قد عين هذه الأيام لصوم الفرض فلا تخرج عن ذلك و إن أخرجها العبد و قال آخرون إنها تنتقل بنية الفاعل و منهم من قال إن تغيير النية يفسدها و لا تصح فيها نقلها إليه و لا فيما جعلت له و مثل ذلك قالوا فى الحج و هذا الحديث يقوى قول من يقول أنه ينقلب بالنية لكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوْى . و فى مذهب مالك فى ذلك ثلاثة أقوال : القول الأول أنه يجزئ عن الفرض و لا يجزئ عن غيره و العكس و القول الثالث و هو المشهور أنه لا يجزئ عن واحد منهما و هنا بحث و هو هل النية مطلوبة فى جميع أجزاء العمل من أوله إلى آخره و أعنى فى العمل الذى بينا أن النية شرط فى صحته على قولين فمنهم من يقول أنها مطلوبة فى كل أجزاء العمل من أوله إلى آخره و منهم من يقول إنما هى مطلوبة عند استفتاح العمل لكن الذين يقولون بهذا يقولون أن استصحابها فى كل الأركان شرط كمال و هو مستحب و دار الأمر على أن أوله متفق على وجوبها فيه و باقيه قيل واجب و قيل مستحب و فيه إشارة إلى تفضيل طريق أهل السلوك لأنهم يتمون أعمالهم بحسن نياتهم كما قد تقدم فى غير ما حديث يؤخذ ذلك من قوله عليه السلام لكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوْى لأنه فتح باب الزيادة فى العمل برفع النية فيه فمغبن نفسه بسوء نيته و مريح لها بحسن نيته. و مثال ذلك شخصان يتباحثان فى مسئلة فقهية و نية الواحد بيان حكم الله و طلب الصواب فيه إيماناً و احتساباً و لا يبالى من الذى جاء بالحق فيهما هو أو صاحبه فهذا قد رفع عمله بحسن نيته لأن هذه أعلا المراتب و يدخل فى حد الربانيين الذين هم ورثة الأنبياء عليهم السلام و الآخر كانت نيته المباهاة و الفخر و قصده الظهور على أخيه لأن ينسب إلى الفضلاء فهذا بأبخس الأحوال و إن ظهر على أخيه و إن ارتفعت منزلته فى الدنيا لأنه أول ما تسعر به النار يوم القيامة فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أول ما تسعر النار بثلاث و عد فيهم العالم الذى هذه صفته لأنه يقول يا رب تعلمت فيك و علمت فيك فيقول الله له كذبت و تقول الملائكة له كذبت إنما فعلت ذلك ليقال فقد قيل فيؤمر به إلى النار و ليس هذا فى العلم وحده بل ذلك فى جميع أعمال البر و إنما ذكرنا العلم لأنه صلى الله عليه و سلم قال أعمال البر و الجهاد فى العلم كبصقة فى بحر فإذا كان ذلك فى الأعلى فمن باب الأحرى فى غيره . و هنا بحث و هو أن يقال لم جعل للنية هذا الحظ العظيم من الأجر حتى أن بها يرتفع العمل أو يذهب ؟ فإن قلنا تعبداً فلا بحث و إن قلنا لحكمة تلحق بالعقل لمن نظر فى قواعد الشريعة فما هى ؟ فنقول و الله المستعان لوجوه : (منها) أنه قد تقرر من الشريعة أن أعلى أفعال البر هو الإيمان بالله و أن محله القلب فكل ما كان فى المحل الذى هو وعاء لأرفع الأعمال وجب بمقتضى الحكمة أن يكون هو أعلى من غيره و قد جاء ذلك فى الشرع كثير مثل الأيام المباركة و البقع المباركة تضاعف فيها الأعمال من أجل بركتها و نهى عن الإثم فيها لكثرة العقاب عليه بالزيادة فيه على غيره و قد قال الله عز و جل (مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ) التوبة (36) و قال تعالى (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) الحج (25) و قد جاء فى صوم عاشوراء يكفر السنة و الآى و الأثر فى هذا كثير و قد قال عليه السلام إن الله لا ينظر إلى صوركم و لكن ينظر إلى قلوبكم و ليس المقصود تلك الجارحة نفسها و إنما المقصود ما فيها و هو الإيمان و حسن النية و قد قال صلى الله عليه و سلم من أصبح و أمسى و لا ينوى ظلم أحد غفر له ما جنا (ومنها) أنه أكثر تعب للنفس فإنها تحتاج فى كل حركة و سكون حضور النية على ما ينبغى و هذه مجاهدة خفية و قد قال جل جلاله ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) العنكبوت (69). (ومنها) أنه يحصل لمن التزم هذا حظ كبير من الفقه العلمى و الحالى لأنه يحتاج أن يعرف من طريق الفقه كيفية ذلك و المتفق عليه و المختلف فيه و من طريق الحال تعرف خبايا النفس و مكرها و كيف يحرر عمله و نيته مع ذلك و هو من أجل المقامات عند أرباب هذا الشأن و يترقى منه إلى مراتب سنية يطول وصفها و قد كان بعض من له شئ من هذا الحال إذا سئل فى مسئلة علم سكت ساعة و حينئذ يجاوب فقيل له فى ذلك فقال أنظر أيما خير لى السكوت أو الجواب رحمهم الله هكذا يكون من له همة و يعلم أنه بعين من يعلم خائنة الأعين و ما تخفى الصدور ( و يترتب ) عليه من الحكمة أنه من قوى إيمانه قويت حرمته عند خالقه و رجحت نيته فى عمله على غيره و فى ذلك فليتنافس المتنافسون . من منقولات جابريه اقرأ أيضا::
المصدر: منتدي صور حب glpm lk avp p]de Yklh hghulhg fhgkdhj - gYfk Hfn [lvm Yklh hghulhg fhgkdhj |
الكلمات الدليلية (Tags) |
حديث, إنما, الاعمال, بالنيات, لإبن, جمرة |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
| |