#1  
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2021
المشاركات: 18,731
افتراضي كلام في الدين من عبق السيرة : المثابرة!


كلام في الدين من عبق السيرة المثابرة!كلام في الدين من عبق السيرة المثابرة!كلام في الدين من عبق السيرة المثابرة!



كامل عمر البلال*

من أوائل السور نزولا على المصطفى صلى الله عليه وسلم سورة (المدثر)، وفيها يقول ربنا تبارك وتعالى: (يا أيها المدثر قم فأنذر. وربك فكبر. وثيابك فطهر. والرجز فاهجر. ولا تمنن تستكثر. ولربك فاصبر)، وفي هذه الآيات القليلة، القصيرة أوامر بعيدة المدى ..

ولكن- في هذا المقال- لنا وقفة مع قوله تبارك وتعالى (قم فأنذر).
أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالقيام، فهل نفّذ النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر؟ الإجابة
بالطبع نعم، فحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يعصي ربه ومولاه.. ويبرز سؤال آخر: لقد قام المصطفى إذن فمتى جلس؟ والإجابة تأتي بعد التفكير قليل: لم يجلس مطلقا.. لم يخلد للراحة والسكون أبدا.. أمره ربه تبارك وتعالى بالقيام فقام وظل- بأبي هو وأمي- قائما لمدة ثلاث وعشرين سنة، لم يركن للراحة ولم يلجأ للدعة والهناء، وإنما حياته كفاح متواصل وعبء مستمر وعمل ممتد، ونشاط لا يخبو، ما أن ينتهي من درس حتى يبدأ غيره، وما أن يفرغ من عبادة حتى يشتغل بغيرها، وما تعود إليه سرية حتى يعقد لواء التي تليها، وما يقلب صفحة جهاد في سبيل الله حتى يشرع في صفحة جديدة، بعد النزول في المدينة واستقرار الوضع بها وقبل بدء الغزوات الكبرى مثل بدر وأحد والأحزاب كان النبي صلى الله عليه وسلم يعقد لواء سرية في كل شهر.. في السنة الأولى من الهجرة : في رمضان، شوال، ذي القعدة.. وفي السنة الثانية في صفر، ربيع الأول، جمادى الأولى، ورجب.. في كل هذه الشهور كان هناك جيش يخرج من المدينة: عشرون أو ثلاثون أو سبعون و أحيانا مائتا مقاتل يخرجون في سبيل الله.. عمل متواصل وكفاح دائب.

وبعد ذلك تبدأ الغزوات، وينهزم المشركون في بدر، ولكنهم يعودون ثانية في أحد وبعد انتهاء المعركة يقول زعيمهم يومها (أبو سفيان): موعدنا بدر العام المقبل.. وفي الموعد يخرج المسلمون لملاقاتهم ولكن القتال لم يقع، ولكن جاءوا بعد قليل بجيش جرار في (الأحزاب) ويعز الله جنده، وينصره عبده، ويهزم الأحزاب وحده ..ولكن تظل المثابرة قائمة ويظل الكفاح الدامي متصلا، فها هو النبي صلى الله عليه وسلم قد فزع من غزوة الأحزاب بعد نصر الله له، ورجع إلى المدينة.. فجاءه جبريل عليه السلام عند الظهر وهو يغتسل في بيت أم سلمة، فقال: أو قد وضعت السلاح؟ فإن الملائكة لم تضع أسلحتهم، وما رجعت الآن إلا من طلب القوم، فانهض بمن معك إلى بني قريظة فإني سائر أمامك أزلزل بهم حصونهم، وأقذف في قلوبهم الرعب.. فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنا فأذّن في الناس: من كان سامعا مطيعا فلا يصلّيَنّ العصر إلا في بني قريظة.. وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في موكبه من المهاجرين والأنصار فكان ما كان من أمر تلك الغزوة ونصرها الباهر.

هي المثابرة إذن والعمل المتصل، لم تكن هناك راحة.. فها هو صلى الله عليه وسلم يعود من غزوة الحصار والثلاثي المرعب: الجوع والبرد والخوف، ولا تتركه الملائكة ليستجم.. ولكن لا بد من المواصلة.. دون انقطاع.
إنها مثابرة لا يقدر عليها إلا أصحاب النفوس الكبيرة!

منقووووووووووووول


اقرأ أيضا::


;ghl td hg]dk lk ufr hgsdvm : hglehfvm!

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدليلية (Tags)
السيرة, المثابرة!

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:40 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Content Relevant URLs by vBSEO