#1
| |||
| |||
معلومة طبية الفراغ ومشاكله السؤال كنت في إحدى كليات القمة كنت أحب المذاكرة، وبمجرد انتهائي أحاط بي الفراغ ووجدت الوساوس تتسرب إلي وبأشياء خطيرة لا أستطيع تحملها، وأصبحت أخاف من المستقبل، ومللت من نفسي لأني شخصية مرحة بطبيعة الحال. أرجو منكم المساعدة وجزاكم الله ألف خير. الإجابــة فإن هذه الوساوس التي هجمت عليك وهذا الخوف الذي صار يقلقك ويُؤرق مضجعك سببه في الأصل هو الفراغ، ونحن نعني بالفراغ المعنى الشامل العام، فأنت الآن تعيشين فراغًا نفسيًّا وفراغًا عمليًّا، فأما الفراغ العملي فواضح وهو الذي يتعلق بعدم وجود نشاط دراسي أو وظيفة أو عمل معين تنشغلين به، وأما الفراغ النفسي فمرجعه إلى شعورك بأنك كالتائهة التي ليس لها هدف واضح، نعم إن هنالك قدرًا من التشتت والفراغ النفسي الذي جعل هذه الوساوس تتطرق إليك على هذا النحو. إذن فقد عرف السبب، فما هو الحل؟ والجواب: إن عليك أن تجابهي هذه الأسباب بما يضادها وبما يعارضها ويزيلها! فالمطلوب هو خطوات سهلة ميسورة للغاية فاحرصي عليها وستجدين أن هذا الفراغ النفسي تحول إلى سعادة وسكينة تغمرك وتغمر نفسك وقلبك: 1- املئي قلبك بالاستعانة بالله والتوجه إليه، فهذه الوساوس وهذه المخاوف كالخوف من المستقبل ومن الزواج ومن المرض ومن حصول الآفات كل ذلك يندفع بالتوكل على الله، فخاطبي نفسك قائلة: ألست مؤمنة بقدر الله! وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم ليصيبك؟! ألست موقنة بأن الحياة والموت والصحة والمرض والنجاح والخسارة كل ذلك بيد الله تعالى؟! إذن فلماذا هذا القلق وهذا الخوف؟! فهزي نفسك بهذه العقيدة الراسخة وخذي بزمام قلبك إلى اليقين بقضاء الله وقدره وجريان حكمه في الخلق. 2- قال صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيمها كثير من الناس: الصحة والفراغ) رواه البخاري في صحيحه، ومعنى الحديث: أن الصحة والفراغ هما نعمتان كثير من الناس خاسرون فيهما لا يستفيدون منهما بل هم مفرطون في هاتين النعمتين، وهذا حثٌّ على الاستفادة واغتنام الأوقات بالأعمال الصالحة، فمثلاً خذي هذا النظام اليومي لتجدي وقتك مملوءًا بكل خير ونفع ومتعة ولذة عاجلة وآجلة: (أ) بداية يومك تكون بصلاة الفجر في وقتها حاضرة، ثم بعد ذلك تقومين بالجلوس لدقائق تذكرين ربك بأذكار الصباح، ثم بعد ذلك إن شئت أخذت غفوة إلى الضحى. (ب) بعد ذلك تبدئين وقت ضحاك بركعتي الضحى الخفيفتين مع أجرهما العظيم، ثم تتناولين طعام الإفطار ثم تقومين بواجباتك المنزلية الضرورية ثم تجلسين للخطوة الثالثة. (ج) تبدئين في حفظ مقدار خمسة أسطر من كتاب الله تعالى مبتدئة من السور القصيرة كجزء عم وجزء تبارك ونحو هذه الأجزاء، وبهذا يصبح لديك نظام للحفظ اليومي لمدة ساعة في النهار، ثم بعد ذلك إلى: (د) سماع شريط إسلامي في مادة مفيدة لا سيما ما يتعلق في أمور عباداتك وأمور الوعظ والإرشاد وأمور المعاملات الزوجية والأسرية، مع تقييد الفوائد التي تسمعينها من هذا الشريط، وإنما أشرنا بالاستماع للشريط لأنه لا يكلفك جهدًا كالقراءة وإن كانت القراءة مطلوبة ولكن في غير هذا الوقت بل تكون مثلاً في وقت آخر كأن تقرئي صفحات من كتاب مفيدأو كتيب لطيف الحجم بعد صلاة العشاء. (ه) المشاركة في حلقة تجويد للقرآن في المسجد إن أمكن، فإن لم يمكن فمع بعض الأخوات في البيت. (و) تعلم بعض الحرف والفنون المنزلية الممتعة كالخياطة وتدبير المنزل والتجميل ونحو ذلك. (ز) الكتابة كأن تختاري بعض الفوائد من بعض الكتب وتقومين بتقييدها وتعليق شروح لطيفة الحجم من فهمك الخاص كالمذكرات التي تكتب عن النفس. (ح) زيارة الرفقة الصالحة (الزيارات الاجتماعية)، وإن أمكن المشاركة معها في النشاط الدعوي أو العلمي فهذا هو المطلوب. مضافًا إلى ذلك انشغالك بترتيب البيت والعناية به. فلو لاحظت لوجدت أن وقتك قد امتلأ خيرًا ومتعة وسرورًا، فهل ستجد الوساوس بعد ذلك طريقها إليك؟! والجواب أنك بقربك من الله وحرصك على العمل الصالح النافع في الدين والدنيا فلا مجال لهذه الوساوس وهذه الاضطرابات وهذا الملل، فاحرصي على ذلك وخذي به وستجدين اللذة والسرور ومتعة النفس والطمأنينة بإذن الله تعالى. ونسأل الله لك لسانًا ذاكرًا وقلبًا خاشعًا ووقتًا مملوءً بطاعة الله وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يقر عينك. اقرأ أيضا::
المصدر: منتدي صور حب lug,lm 'fdm hgtvhy ,lah;gi |
الكلمات الدليلية (Tags) |
الفراغ, ومشاكله |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
| |