|
#1
| |||
| |||
 اهتمي بصحتك طفلة فيها عيوب خلقية متعددة                                 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لدي طفلة ولدت بعيب خلقي، وهو انسداد فتحة الشرج (ARMF- High type)، وقد أجريت لها عملية جراحية لإجراء فتحة للشرج، وقد استغرقت العملية أكثر من 6 ساعات، وبعد خروجها من العملية أفاد الجرّاح بأنه وجد أن إحدى الكليتين عبارة عن كيس مائي، وأنه قام باستئصاله، وبعد أن خرجت الطفلة من العملية وفي ساعات الليل أصيبت بحمي بلغت 40 درجة مئوية، وحاول الطبيب المناوب استدعاء الجراح ولكنه لم يجب، فقام الطبيب المناوب بإعطائها حقنة لتخفيف الألم، ولكنها فارقت الحياة بعد ذلك. وبناء على ذلك فإني أشعر بأن هناك حلقة مفقودة في هذه الواقعة، وأعتقد أن هناك خطأ طبي فادح يستدعي تحريك دعوى جنائية ضد هذا الطبيب، ومن منطلق مبدأ الدين النصيحة أرجو أن لا تبخلوا علي برأيكم في هذه الواقعة! وشكراً. الإجابــة فإني أعتقد أنه من الواضح أن الطفلة كانت تعاني من عيوب خلقية متعددة، وهذا يعني أن حياتها من الممكن أن تنتهي نتيجةً للمشاكل العديدة التي تعانيها، وبالطبع تم إجراء الجراحة في عمر أيام واستغرقت مدة طويلة، والطفل في عمره الأول لا يتحمل بالإضافة إلى أنه مُعرّض للمضاعفات، والعملية كان لا بد من إجرائها لأنه لا يمكن للطفل بأن يرضع عن طريق الفم إلا بإجرائها. وأعتقد بأنه لا يوجد خطأ طبي فادح وإنما الأمر يأتي في حدود المضاعفات الممكن حدوثها، والأمر مقبول، وعليك بالصبر على ابتلاء الله، والحمد والشكر والرضا هو الطريق الصواب. وبالله التوفيق. _____________________________________________ انتهت إجابة الدكتورة سامية النملة اخصائية النساء والولادة وتليها إجابة الشيخ أحمد الهنداوي المستشار الشرعي. فأول ما نبدأ به هو أننا نسأل الله عز وجل أن يتغمد هذه الطفلة برحمته التي وسعت كل شيء أن يجعلها في ميزان حسناتك يوم تلقاه، فإن هذه الذرية إذا ابتلي بها العبد فصبر واحتسب كان له فيها الأجر العظيم، بل ثبت في الحديث أنها تكون في ظل عرش الرحمن وأنك تجدها - إن شاء الله جل وعلا – ذخرًا لك بل وتكون معك - بإذن الله ومنَّه وكرمه - في الجنان، ولعل الله أن يجعلها كذلك سببًا لرفع درجاتك بما صبرت واحتسبت، فقد قال - صلوات الله وسلامه عليه -: (عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له) رواه مسلم في صحيحه. مضافًا إلى ذلك أن المؤمن إذا أصابته مصيبة استرجع وحمد الله جل وعلا فكان له الأجر العظيم والهداية التامة كما قال - صلوات الله وسلامه عليه - (ما مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أؤجرني في مصيبتي واخلفني خيرًا منها؛ إلا آجره الله في مصيبته وأخلفه خيرًا منها) أخرجه مسلم في صحيحه. وأما عن سؤالك الكريم فإن ها هنا وقفتان: فالوقفة الأولى تتعلق بالناحية الشرعية في أن تسأل عن سبب وفاة ابنتك وأن تطالب بفتح تحقيق في هذا الأمر، فهذا من الناحية الشرعية لك فيه الحق الكامل وهذا حق حفظته لك هذه الشريعة الكاملة، فلك الحق في أن تطلب معرفة سبب وفاة ابنتك وهل كان ذلك بسبب خطئ أم لا، فهذا من حقك الشرعي ولك أن تقوم به وبلا كراهة شرعية. والوقفة الثانية تتعلق في الموقف الأفضل وهو أن تطوي هذه الصفحة وألا تلتفت إليها حتى لا تفتح المواجع على نفسك والآلام على والدة الفتاة وأن تتصبر وأن تسأل الله العوض وأن تسأله جل وعلا أن يبارك لك في ذريتك وأن تحمد الله جل وعلا على ما قدره من هذا الأمر، فإن هذه الفتاة – وكما أشرت – قد وُلدت بعيب خِلقي – وهو انسداد فتحة الشرج – وأن إحدى كليتيها قد استؤصلت أثناء الجراحة، فهذا الأمر قد يكون من رحمة الله جل وعلا بكم وبها، فإن هذه الفتاة لا تدري لو أنها عاشت ماذا سيكون الشأن، فالله جل وعلا هو الرحمن بخلقه والرحيم بهم، فهو الذي يقدر لهم جل وعلا ما هو الأفضل وما هو الأحسن لو أنهم صبروا واحتسبوا – وأنت كذلك إن شاء الله – والمقصود بهذا الكلام أن يحصل لك نظر إلى أن هذا الذي وقع فيه الخير العظيم لكم - إن شاء الله جل وعلا - لأن المؤمن بين أمرين بين صبر على المصيبة وبين شكر الله جل وعلا على النعمة، كما تقدم في الحديث الثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم – هذا عدا الجزاء العظيم كما قال - صلوات الله وسلامه عليه -: (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط) رواه الترمذي. (ما يصيب المسلم من نصب – أي تعب – ولا وصب – أي مرض – ولا هم ولا حزنٍ ولا أذىً ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) متفق على صحته. فهذا هو الأولى وهو الصبر والاحتساب وعدم فتح هذا الأمر حتى لا تصل إلى حالة من القلق والهم والغم ودوام حضور هذا الأمر في أذهانكم، عدا أن الطبيب الذي قد قام بحقن الفتاة إنما يريد بذلك علاجها والإحسان إليها ولم يقصد ضرها، هذا لو قُدر أنه أخطأ في ذلك، مع أن الغالب هو عدم حصول الخطأ كما هو الظاهر في معظم الحالات.. فقد بيَّنا لك كلا الأمرين من الناحية الشرعية ومن ناحية النصيحة التي استنصحتنا بها، فهذا هو الذي نشير عليكم به لتطووا هذه الصفحة ولتوكلوا أمركم إلى الله ولعل الله جل وعلا أن يرزقكم ما تقر به أعينكم، والحمد لله الذي عافاكم في دينكم وعافاكم في دنياكم. ونسأل الله عز وجل أن يتغمد ابنتكم برحمته التي وسعت كل شيء وأن يجعلها لكم ذخرًا يوم القيامة وأن يجعلها في موازين حسناتكم. وبالله التوفيق. اقرأ أيضا::
المصدر: منتدي صور حب hijld fwpj; 'tgm tdih ud,f ogrdm lju]]m tdih ud,f ogrdm  |
 |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| طفلة, فيها, عيوب, خلقية, متعددة |
| |
العرض العادي
