#1
| |||
| |||
كن مع الحور ما يحل ويحرم اكله من الطيور قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَالْأَصْلُ فِيمَا يَحِلُّ وَيَحْرُمُ مِنَ الطَّائِرِ وَجْهَانِ ؛ أَحَدُهُمَا : أَنَّ مَا أَذِنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُحْرِمِ بِقَتْلِهِ , مِنْهُ مَا لَا يُؤْكَلُ ؛ لِأَنَّهُ خَارِجٌ مِنْ مَعْنَى الصَّيْدِ الَّذِي يَحْرُمُ عَلَى الْمُحْرِمِ قَتْلُهُ لِيَأْكُلَهُ ، وَالْعِلْمُ يَكَادُ يُحِيطُ أَنَّهُ إنَّمَا حَرُمَ عَلَى الْمُحْرِمِ الصَّيْدُ ، الَّذِي كَانَ حَلَالًا لَهُ قَبْلَ الْإِحْرَامِ , فَإِذَا أَحَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَتْلَ بَعْضِ الصَّيْدِ , دَلَّ عَلَى أَنَّهُ مُحَرَّمٌ أَنْ يَأْكُلَهُ ؛ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لَا يَحِلُّ قَتْلُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَالْحِدَأَةُ وَالْغُرَابُ مِمَّا أَحَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتْلَهُ لِلْمُحْرِمِ ، فَمَا كَانَ فِي مِثْلِ مَعْنَاهُمَا مِنَ الطَّائِرِ , فَهُوَ دَاخِلٌ فِي أَنْ لَا يَجُوزَ أَكْلُ لَحْمِهِ , كَمَا لَا يَجُوزُ أَكْلُ لَحْمِهِمَا ؛ لِأَنَّهُ فِي مَعْنَاهُمَا , وَلِأَنَّهُمَا أَيْضًا مِمَّا لَمْ تَكُنْ تَأْكُلُ الْعَرَبُ , وَذَلِكَ مِثْلُ مَا ضَرَّ مِنْ ذَوَاتِ الْأَرْوَاحِ مِنْ سَبُعٍ وَطَائِرٍ , وَذَلِكَ مِثْلُ الْعُقَابِ ، وَالنَّسْرِ ، وَالْبَازِي ، وَالصَّقْرِ ، وَالشَّاهِينِ ، وَالْبَوَاشِقِ , وَمَا أَشْبَهَهَا , مَا دَامَ يَأْخُذُ حَمَامَ النَّاسِ وَغَيْرَهُ مِنْ طَائِرِهِمْ , فَكُلُّ مَا كَانَ فِي هَذَا الْمَعْنَى مِنَ الطَّائِرِ ، فَلَا يَجُوزُ أَكْلُهُ لِلْوَجْهَيْنِ اللَّذَيْنِ وَصَفْتُ ، مِنْ أَنَّهُ فِي مَعْنَى الْحِدَأَةِ ، وَالْغُرَابِ , وَدَاخِلٌ فِي مَعْنَى مَا لَا تَأْكُلُ الْعَرَبُ ، وَكُلُّ مَا كَانَ لَا يَبْلُغُ أَنْ يَتَنَاوَلَ لِلنَّاسِ شَيْئًا مِنْ أَمْوَالِهِمْ مِنَ الطَّائِرِ , فَلَمْ تَكُنِ الْعَرَبُ تُحَرِّمُهُ إقْذَارًا لَهُ , فَكُلُّهُ مُبَاحٌ أَنْ يُؤْكَلَ , فَعَلَى هَذَا هَذَا الْبَابُ كُلُّهُ وَقِيَاسُهُ ، فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : نَرَاكَ فَرَّقْتَ بَيْنَ مَا خَرَجَ مِنْ أَنْ يَكُونَ ذَا نَابٍ مِنَ السَّبُعِ , مِثْلُ الضَّبُعِ وَالثَّعْلَبِ , فَأَحْلَلْتَ أَكْلَهَا , وَهِيَ تَضُرُّ بِأَمْوَالِ النَّاسِ أَكْثَرَ مِنْ ضَرَرِ مَا حَرَّمْتَ مِنَ الطَّائِرِ ، قُلْتُ : إنِّي وَإِنْ حَرَّمْتُهُ فَلَيْسَ لِلضَّرَرِ فَقَطْ حَرَّمْتُهُ , وَلَا لِخُرُوجِ الثَّعْلَبِ وَالضَّبُعِ مِنَ الضَّرَرِ أَبَحْتهَا , إنَّمَا أَبَحْتُهَا بِالسُّنَّةِ , وَهِيَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ إذْ نَهَى عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ , فَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُ أَبَاحَ مَا كَانَ غَيْرَ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ , وَأَنَّهُ أَحَلَّ الضَّبُعَ نَصًّا , وَأَنَّ الْعَرَبَ لَمْ تَزَلْ تَأْكُلُهَا , وَالثَّعْلَبَ ، وَتَتْرُكُ الذِّئْبَ ، وَالنَّمِرَ ، وَالْأَسَدَ ، فَلَا تَأْكُلُهُ ، وَأَنَّ الْعَرَبَ لَمْ تَزَلْ تَتْرُكُ أَكْلَ النَّسْرِ ، وَالْبَازِي ، وَالصَّقْرِ ، وَالشَّاهِينِ ، وَالْغُرَابِ ، وَالْحِدَأَةِ ، وَهِيَ ضِرَارٌ , وَتَتْرُكُ مَا لَا يَضُرُّ مِنَ الطَّائِرِ فَلَمْ أُجِزْ أَكْلَهُ , وَذَلِكَ مِثْلُ الرَّخَمَةِ وَالنَّعَامَةِ , وَهُمَا لَا يَضُرَّانِ , وَأَكْلُهُمَا لَا يَجُوزُ ؛ لِأَنَّهُمَا مِنَ الْخَبَائِثِ ، وَخَارِجَانِ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ، وَقَدْ قُلْتُ مِثْلَ هَذَا فِي الدُّودِ , فَلَمْ أُجِزْ أَكْلَ اللُّحَكَاءِ ، وَلَا الْعَظَاءِ ، وَلَا الْخَنَافِسِ , وَلَيْسَتْ بِضَارَّةٍ ، وَلَكِنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ تَدَعُ أَكْلَهَا , فَكَانَ خَارِجًا مِنْ مَعْنَى الطَّيِّبَاتِ , دَاخِلًا فِي مَعْنَى الْخَبَائِثِ عِنْدَهَا .7 اقرأ أيضا::
المصدر: منتدي صور حب ;k lu hgp,v lh dpg ,dpvl h;gi lk hg'd,v h;gi |
الكلمات الدليلية (Tags) |
ويحرم, اكله, الطيور |
| |