#1
| |||
| |||
كلمات عطرة خطا الطبيب والامام يؤدب أخبرنا الربيع بن سليمان قال : قُلْتُ لِلشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : فَمَا تَقُولُ فِي الرَّجُلِ يَضْرِبُ امْرَأَتَهُ النَّاشِزَةَ ، فَتُؤْتَى عَلَى يَدَيْهِ فَتَمُوتُ ، وَالْإِمَامُ يَضْرِبُ الرَّجُلَ فِي الْأَدَبِ أَوْ فِي حَدٍّ فَيَمُوتُ ، أَوِ الْخَاتِنُ يُؤْتَى عَلَى يَدَيْهِ فَيَمُوتُ ، أَوِ الرَّجُلُ يَأْمُرُ الرَّجُلَ يَقْطَعُ شَيْئًا مِنْ جَسَدِهِ ، فَيَمُوتُ أَحَدٌ مِنْ هَؤُلَاءِ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ أَوِ الْمُعَلِّمُ يُؤَدِّبُ الصَّبِيَّ ، وَالرَّجُلُ يُؤَدِّبُ يَتِيمَهُ فَيَمُوتُ ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ ؟ قَالَ الشَّافِعِيُّ : أَصْلُ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ مِنْ وَجْهَيْنِ : يَكُونُ عَلَيْهِ فِي أَحَدُهُمَا الْعَقْلُ ، وَلَا يَكُونُ عَلَيْهِ فِي الْآخَرِ الْعَقْلُ ، فَأَمَّا مَا لَا يَكُونُ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ عَقْلٌ ، فَمَا كَانَ لَا يَحِلُّ لِلْإِمَامِ ، إِلَّا أَخْذُهُ مِمَّنْ عَاقَبَهُ بِهِ ، فَإِنْ تَلِفَ الْمُعَاقَبُ بِهِ مِنْهُ لَمْ يَكُنْ عَلَى الَّذِي عَاقَبَهُ بِهِ شَيْءٌ ، وَالْمُقِيمُ عَلَيْهِ مَأْجُورٌ فِيهِ ، وَذَلِكَ مِثْلَ أَنْ يَزْنِيَ وَهُوَ بِكْرٌ فَيَجْلِدَهُ ، أَوْ يَسْرِقَ مَا يَجِبُ فِيهِ الْقَطْعُ فَيَقْطَعَهُ ، أَوْ يَجْرَحَ جُرْحًا فَيَقْتَصَّ مِنْهُ ، أَوْ يَقْذِفَ فَيُجْلَدَ حَدَّ الْقَذْفِ ، فَكُلُّ مَا كَانَ فِي هَذَا الْمَعْنَى مِنْ حَدٍّ أَنْزَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ ، أَوْ سُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِنْ مَاتَ فِيهِ فَالْحَقُّ قَتْلُهُ ، فَلَا عَقْلَ ، وَلَا كَفَّارَةَ عَلَى الْإِمَامِ فِيهِ ، وَالْوَجْهُ الثَّانِي الَّذِي يَسْقُطُ فِيهِ الْعَقْلُ : أَنْ يَأْمُرَ الرَّجُلُ بِهِ الدَّاءُ الطَّبِيبَ أَنْ يَبُطَّ جَرْحَهُ ، أَوِ الْأَكْلَةُ أَنْ يَقْطَعَ عُضْوًا يَخَافُ مَشْيَهَا إِلَيْهِ أَوْ يَفْجُرَ لَهُ عِرْقًا , أَوِ الْحَجَّامَ أَنْ يَحْجُمَهُ ، أَوِ الْكَاوِيَ أَنْ يَكْوِيَهُ ، أَوْ يَأْمُرَ أَبُو الصَّبِيِّ ، أَوْ سَيِّدُ الْمَمْلُوكِ الْحَجَّامَ أَنْ يَخْتِنَهُ فَيَمُوتَ مِنْ شَيْءٍ مِنْ هَذَا ، وَلَمْ يَتَعَدَّ الْمَأْمُورُ مَا أَمَرَهُ بِهِ ، فَلَا عَقْلَ وَلَا مَأْخُوذِيَّةَ إِنْ حَسُنَتْ نِيَّتُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ، وَذَلِكَ أَنَّ الطَّبِيبَ وَالْحَجَّامَ ، إِنَّمَا فَعَلَاهُ لِلصَّلَاحِ بِأَمْرِ الْمَفْعُولِ بِهِ ، أَوْ وَالِدِ الصَّبِيِّ ، أَوْ سَيِّدِ الْمَمْلُوكِ الَّذِي يَجُوزُ عَلَيْهِمَا أَمْرُهُ فِي كُلِّ نَظَرٍ لَهُمَا ، كَمَا يَجُوزُ عَلَيْهِمَا أَمْرُ أَنْفُسِهِمَا لَوْ كَانَا بَالِغَيْنِ ، فَأَمَّا مَا عَاقَبَ بِهِ السُّلْطَانُ فِي غَيْرِ حَدٍّ وَجَبَ لِلَّهِ وَتَلِفَ مِنْهُ الْمُعَاقَبُ ، فَعَلَى السُّلْطَانِ عَقْلُ الْمُعَاقَبِ وَعَلَيْهِ الْكَفَّارَةُ ، ثُمَّ اخْتُلِفَ فِي الْعَقْلِ الَّذِي يَلْزَمُ السُّلْطَانُ ، فَأَمَّا الَّذِي أَخْتَارُ ، وَالَّذِي سَمِعْتُ مِمَّنْ أَرْضَى مِنْ عُلَمَائِنَا ، أَنَّ الْعَقْلَ عَلَى عَاقِلَةِ السُّلْطَانِ ، وَقَدْ قَالَ غَيْرُنَا مِنَ الْمَشْرِقِيِّينَ : الْعَقْلُ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ ؛ لِأَنَّ السُّلْطَانَ إِنَّمَا يُؤَدِّبُ لِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ فِيمَا فِيهِ صَلَاحُهُمْ ، فَالْعَقْلُ عَلَيْهِمْ فِي بَيْتِ مَالِهِمْ ، وَهَكَذَا الرَّجُلُ يُؤَدِّبُ امْرَأَتَهُ ، فَتُؤْتَى عَلَى يَدَيْهِ ، فَتَتْلَفُ الْعَقْلُ عَلَى عَاقِلَتِهِ ، وَهَكَذَا كُلُّ أَمْرٍ لَا يَلْزَمُ السُّلْطَانَ أَنْ يَقُومَ بِهِ لِلَّهِ تَعَالَى مِنْ حَدٍّ أَوْ قَتْلٍ ، وَلَمْ يُبِحْهُ الْمَرْءُ مِنْ نَفْسِهِ عَلَى مَعْنَى الْمَنْفَعَةِ لَهُ ، فَنَالَهُ مِنْهُ سُلْطَانٌ أَوْ غَيْرُهُ فَلَا يَبْطُلُ الْعَقْلُ بِهِ . اقرأ أيضا::
المصدر: منتدي صور حب ;glhj u'vm o'h hg'fdf ,hghlhl dc]f ,hghlhl |
الكلمات الدليلية (Tags) |
الطبيب, والامام, يؤدب |
| |