#1
| |||
| |||
صور ايمانية اللعان على الازواج قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَلَمَّا ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اللِّعَانَ عَلَى الْأَزْوَاجِ مُطْلَقًا كَانَ اللِّعَانُ عَلَى كُلِّ زَوْجٍ جَازَ طَلَاقُهُ وَلَزِمَهُ الْفَرْضُ , وَكَذَلِكَ عَلَى كُلِّ زَوْجَةٍ لَزِمَهَا الْفَرْضُ ، وَسَوَاءٌ كَانَ الزَّوْجَانِ حُرَّيْنِ مُسْلِمَيْنِ أَوْ كَانَ أَحَدُهُمَا حُرًّا وَالْآخَرُ مَمْلُوكًا ، أَوْ كَانَا مَمْلُوكَيْنِ مَعًا ، أَوْ كَانَ الزَّوْجُ مُسْلِمًا وَالزَّوْجَةُ ذِمِّيَّةً أَوْ كَانَا ذِمِّيَّيْنِ تَحَاكَمَا إِلَيْنَا ، لِأَنَّ كُلًّا زَوْجٌ وَزَوْجَةٌ يَجِبُ عَلَيْهِ الْفَرْضُ فِي نَفْسِهِ دُونَ صَاحِبِهِ ، وَفِي نَفْسِهِ لِصَاحِبِهِ وَلِعَانُهُمْ كُلِّهِمْ سَوَاءٌ لَا يَخْتَلِفُ الْقَوْلُ فِيهِ ، وَالْقَوْلُ فِي نَفْيِ الْوَلَدِ ، وَتَخْتَلِفُ الْحُدُودُ لِمَنْ وَقَعَتْ لَهُ وَعَلَيْهِ ، وَسَوَاءٌ فِي ذَلِكَ الزَّوْجَانِ الْمَحْدُودَانِ فِي قَذْفٍ وَالأَعْمَيَانِ ، وَكُلُّ زَوْجٍ يَجِبُ عَلَيْهِ فَرْضٌ ، وَسَوَاءٌ قَالَ الزَّوْجُ : رَأَيْتُهَا تَزْنِي ، أَوْ قَالَ : زَنَتْ ، أَوْ قَالَ : يَا زَانِيَةُ ، كَمَا يَكُونُ ذَلِكَ سَوَاءً إِذَا قَذَفَ أَجْنَبِيَّةً , وَإِذَا قَذَفَ الزَّوْجُ الَّذِي لَا حَدَّ عَلَيْهِ امْرَأَتَهُ ، وَهِيَ مِمَّنْ عَلَيْهِ الْحَدُّ ، أَوْ مِمَّنْ لَا حَدَّ عَلَيْهِ ، فَسَوَاءٌ وَلَا حَدَّ عَلَيْهِ ، وَلَا لِعَانَ ، وَلَا فُرْقَةَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا ، وَلَا يَنْفِي الْوَلَدَ إِنْ نَفَاهُ عَنْهُ ، وَلَا طَلَاقَ لَهُ لَوْ طَلَّقَهَا , وَكَذَلِكَ الْمَعْتُوهُ ، وَكُلُّ مَغْلُوبٍ عَلَى عَقْلِهِ بِأَيِّ وَجْهٍ كَانَتِ الْغَلَبَةُ عَلَى الْعَقْلِ غَيْرَ السُّكْرِ ، لِأَنَّ الْقَوْلَ وَالْفِعْلَ يَلْزَمُ السَّكْرَانَ ، وَلَا يَلْزَمُ الْفِعْلُ ، وَلَا الْقَوْلُ مَنْ غُلِبَ عَلَى عَقْلِهِ بِغَيْرِ سُكْرٍ , وَكَذَلِكَ الصَّبِيُّ لَمْ يَسْتَكْمِلْ خَمْسَ عَشَرَةَ أَوْ يَحْتَلِمْ قَبْلَهَا ، وَإِنْ كَانَ عَاقِلًا فَلَا يَلْزَمُهُ حَدٌّ وَلَا لِعَانٌ ، قَالَ : وَمَنْ عَزَبَ عَقْلُهُ مِنْ مَرَضٍ فِي حَالٍ ، فَأَفَاقَ فِي أُخْرَى فَمَا صَنَعَ فِي حَالِ عُزُوبِ عَقْلِهِ سَقَطَ عَنْهُ ، وَمَا صَنَعَ فِي الْحَالِ الَّتِي يَثُوبُ فِيهَا عَقْلُهُ لَزِمَهُ طَلَاقٌ وَلِعَانٌ وَقَذْفٌ وَغَيْرُهُ ، وَإِنِ اخْتَلَفَ الزَّوْجَانِ ، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ : قَذَفْتَنِي فِي حَالِ إِفَاقَتِكَ ، وَقَالَ : مَا قَذَفْتُكِ فِي حَالِ إِفَاقَتِي ، وَلَئِنْ كُنْتُ قَذَفْتُكِ مَا قَذَفْتُكِ ، إِلَّا وَأَنَا مَغْلُوبٌ عَلَى عَقْلِي ، فَالْقَوْلُ قَوْلُهُ ، وَعَلَيْهَا الْبَيِّنَةُ إِذَا كَانَتِ الْمَرْأَةُ تُقِرُّ , أَوْ كَانَ يُعْلَمُ أَنَّهُ يَذْهَبُ عَقْلُهُ , وَلَوْ قَذَفَهَا ، فَقَالَ : قَذَفْتُكِ وَعَقْلِي ذَاهِبٌ مِنْ مَرَضٍ ، وَقَالَتْ : مَا كُنْتَ ذَاهِبَ الْعَقْلِ ، فَإِنْ لَمْ يُعْلَمْ أَنَّهُ كَانَ فِي الْوَقْتِ الَّذِي قَذَفَهَا فِيهِ وَقَبْلَهُ وَمَعَهُ فِي مَرَضٍ قَدْ يَذْهَبُ عَقْلُهُ فِيهِ فَلَا يُصَدِّقُ وَهُوَ قَاذِفٌ يَلْتَعِنُ أَوْ يُحَدُّ ، وَإِنْ عُلِمَ ذَلِكَ صُدِّقَ وَحَلَفَ ، قَالَ : وَإِذَا كَانَ الزَّوْجُ أَخْرَسَ يَعْقِلُ الْإِشَارَةَ وَالْجَوَابَ أَوْ يَكْتُبُ فَيَعْقِلُ فَقَذَفَ لَاعَنَ بِالْإِشَارَةِ أَوْ حُدَّ ، فَإِنْ لَمْ يَعْقِلْ فَلَا حَدَّ وَلَا لِعَانَ ، وَإِنِ اسْتَطْلَقَ لِسَانَهُ ، فَقَالَ : قَدْ قَذَفْتُ وَلَمْ يَلْتَعِنْ حُدَّ إِلَّا أَنْ يَلْتَعِنَ , وَإِنْ قَالَ : لَمْ أَقْذِفْ وَلَمْ أَلْتَعِنْ لَمْ يُحَدَّ وَلَا تُرَدُّ إِلَيْهِ امْرَأَتُهُ بِقَوْلِهِ لَمْ أَلْتَعِنْ ، وَقَدْ أَلْزَمْنَاهُ الْفُرْقَةَ بِحَالٍ وَيَسَعُهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى أَنْ يُمْسِكَهَا , وَكَذَلِكَ لَوْ طَلَّقَ ، فَأَلْزَمْنَاهُ الطَّلَاقَ ، ثُمَّ أَفَاقَ ، فَقَالَ : مَا طَلَّقْتُ لَمْ نَرُدَّهَا إِلَيْهِ وَوَسِعَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى الْمَقَامُ عَلَيْهَا , وَلَوْ أَصَابَهُ هَذَا مِنْ مَرَضٍ تَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى يُفِيقَ أَوْ يَطُولَ ذَلِكَ بِهِ وَيُشِيرُ إِشَارَةً تُعْقَلُ أَوْ يَكْتُبُ كِتَابًا يُعْقَلُ فَيَصِيرُ كَالْأَخْرَسِ الَّذِي وُلِدَ أَخْرَسَ ، قَالَ : وَإِذَا كَانَتْ هِيَ الْخَرْسَاءُ لَمْ نُكَلِّفْهَا لِعَانَهُ ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ تَعْقِلُ ، لِأَنَّهُ لَا مَعْنَى لَهَا فِي الْفُرْقَةِ وَلَا نَفْيِ الْوَلَدِ ، وَلِأَنَّهَا غَيْرُ قَاذِفَةٍ لِأَحَدٍ يَسْأَلُ أَنْ نَأْخُذَ لَهُ حَقَّهُ اقرأ أيضا::
المصدر: منتدي صور حب w,v hdlhkdm hgguhk ugn hgh.,h[ |
الكلمات الدليلية (Tags) |
اللعان, الازواج |
| |