#1
| |||
| |||
عطر الجنة حكم من تقطع يده وما جاء عن ذلك فَقُلْتُ لِلشَّافِعِيِّ : فَإِنَّا نَقُولُ لَا يَقْطَعُ السَّيِّدُ يَدَ عَبْدِهِ إذَا أَبَى السُّلْطَانُ يَقْطَعُهُ , فَقَالَ الشَّافِعِيُّ : قَدْ كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ مِنْ صَالِحِي وُلَاةِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , فَلَمَّا لَمْ يَرَ أَنْ يُقْطَعَ الْآبِقُ أَمَرَ ابْنَ عُمَرَ بِقَطْعِهِ , وَفِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ وُلَاةَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ كَانُوا يَقْضُونَ بِآرَائِهِمْ ، وَيُخَالِفُونَ فُقَهَاءَهُمْ , وَأَنَّ فُقَهَاءَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ كَانُوا يَخْتَلِفُونَ ، فَيَأْخُذُ أُمَرَاؤُهُمْ بِرَأْيِ بَعْضِهِمْ دُونَ بَعْضٍ , وَهَذَا أَيْضًا الْعَمَلُ ؛ لِأَنَّكُمْ كُنْتُمْ تُوهِمُونَ أَنَّ قَضَاءَ مَنْ هُوَ أَسْوَأُ حَالًا مِنْ سَعِيدٍ ، وَمِثْلُهُ لَا يَقْضِي إلَّا بِقَوْلِ الْفُقَهَاءِ , وَأَنَّ فُقَهَاءَهُمْ زَعَمْتُمْ لَا يَخْتَلِفُونَ ، وليس هو كما توهمتم في قول فقهائهم ولا قضاء أمرائهم ، وقد خالفتم رأي سعيد وهو الوالي وابن عمر وهو المفتي ، فأين العمل ؟ إن كان العمل فيما عمل به الوالي فسعيد لم يكن يرى قطع الآبق ، وأنتم ترون قطعه ، وإن كان العمل في قول ابن عمر فقد قطعه ، وأنتم ترون أَنْ لَيْسَ لَنَا أَنْ نَقْطَعَهُ , وَمَا دَرَيْنَا مَا مَعْنَى قَوْلِكُمُ : الْعَمَلُ , وَلَا تَدْرُونَ فِيمَا خَبَرُنَا , وَمَا وَجَدْنَا لَكُمْ مِنْهُ مَخْرَجًا إلَّا أَنْ تَكُونُوا سَمَّيْتُمْ أَقَاوِيلَكُمُ الْعَمَلَ وَالْإِجْمَاعَ , فَتَقُولُونَ : عَلَى هَذَا الْعَمَلُ ، وَعَلَى هَذَا الْإِجْمَاعُ ، تَعْنُونَ أَقَاوِيلَكُمْ , وَأَمَّا غَيْرُ هَذَا فَلَا مَخْرَجَ لِقَوْلِكُمْ : فِيهِ عَمَلٌ ، وَلَا إجْمَاعٌ ؛ لِأَنَّ مَا نَجِدُ عِنْدَكُمْ مِنْ رِوَايَتِكُمْ وَرِوَايَةِ غَيْرِكُمُ اخْتِلَافٌ ، لَا إجْمَاعُ النَّاسِ مَعَكُمْ فِيهِ لَا يُخَالِفُونَكُمْ. قُلْتُ لِلشَّافِعِيِّ : قَدْ فَهِمْتُ مَا ذَكَرْتُ ، أَنَّا لَمْ نَصِرْ إلَى الْأَخْذِ بِهِ مِنَ الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَالْآثَارِ عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَا تَرَكْنَا مِنَ الْآثَارِ عَنِ التَّابِعِينَ بِالْمَدِينَةِ مِنْ رِوَايَةِ صَاحِبِنَا نَفْسِهِ , وَتَرَكْنَا مِمَّا رَوَى وَخَالَفْنَا فِيهِ ، فَهَلْ تَجِدُ فِيمَا رَوَى غَيْرُنَا شَيْئًا تَرَكْنَاهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ , أَكْثَرُ مِنْ هَذَا فِي رِوَايَةِ صَاحِبِكُمْ لِغَيْرِ قَلِيلٍ , فَقُلْتُ لَهُ : قُلْنَا : عِلْمٌ نُدْخِلُهُ مَعَ عِلْمِ الْمَدَنِيِّينَ , قَالَ : أَيُّ عِلْمٍ هُوَ ؟ قُلْتُ : عِلْمُ الْمِصْرِيِّينَ ، وَعِلْمُ غَيْرِ صَاحِبِنَا مِنَ الْمَدَنِيِّينَ .2 اقرأ أيضا::
المصدر: منتدي صور حب u'v hg[km p;l lk jr'u d]i ,lh [hx uk `g; |
الكلمات الدليلية (Tags) |
تقطع |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
| |