#1
| |||
| |||
تأملوا في الدين اذا كان اهل الصدقة يريدون الجهاد قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : إِذَا لَمْ تَكُنْ مُؤَلَّفَةٌ ، وَلَا قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ يُرِيدُونَ الْجِهَادَ ، فَلَيْسَ فِيهِمْ أَهْلُ سَهْمِ سَبِيلِ اللَّهِ ، وَلَا سَهْمِ مُؤَلَّفَةٍ , عَزَلْتُ سِهَامَهُمْ , وَكَذَلِكَ إِنْ لَمْ يَكُنِ ابْنُ سَبِيلٍ ، وَلَمْ يَكُنْ غَارِمٌ , وَكَذَلِكَ إِنْ غَابُوا فَأُعْطُوا مَا يُبَلِّغُهُمْ وَيَفْضُلُ عَنْهُمْ , أَوْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ السُّهْمَانِ مَعَهُمْ شَيْءٌ مِنَ الْمَالِ ، عُزِلَ أَيْضًا مَا يَفْضُلُ عَنْ كُلِّهِمْ ، ثُمَّ أُحْصِيَ مَا بَقِيَ مِنْ أَهْلِ السُّهْمَانِ الَّذِينَ لَمْ يُعْطَوْا , أَوْ أُعْطُوا فَلَمْ يَسْتَغْنُوا ، فَابْتُدِئَ قَسْمُ هَذَا الْمَالِ عَلَيْهِمْ ، كَمَا ابْتُدِئَ قَسْمُ الصَّدَقَاتِ ، فَجُزِّئَ عَلَى مَنْ بَقِيَ مِنْ أَهْلِ السُّهْمَانِ , سَوَاءٌ كَانَ بَقِيَ فُقَرَاءُ وَمَسَاكِينُ لَمْ يَسْتَغْنُوا , وَغَارِمُونَ لَمْ تُقْضَ كُلُّ دُيُونِهِمْ ، وَلَمْ يَبْقَ مَعَهُمْ مِنْ أَهْلِ السُّهْمَانِ الثَّمَانِيَةِ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ , فَيُقْسَمُ جَمِيعُ مَا بَقِيَ مِنَ الْمَالِ بَيْنَهُمْ عَلَى ثَلَاثَةِ أَسْهُمٍ , فَإِنِ اسْتَغْنَى الْغَارِمُونَ بِسَهْمِهِمْ , وهُوَ ثُلُثُ جَمِيعِ الْمَالِ ، أُعِيدَ فَضْلُ سَهْمِهِمْ عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ ، فَيُقْسَمُ عَلَى أَهْلِ هَذَيْنِ الْقِسْمَيْنِ حَتَّى يَنْفَدَ , فَإِنْ قُسِمَ بَيْنَهُمْ فَاسْتَغْنَى الْفُقَرَاءُ بِبَعْضِهِ رُدَّ مَا بَقِيَ عَلَى الْمَسَاكِينِ حَتَّى يَسْتَغْنُوا , فَإِنْ قَالَ : كَيْفَ رَدَدْتَ مَا يَفْضُلُ مِنَ السُّهْمَانِ عَنْ حَاجَةِ أَهْلِ الْحَاجَةِ مِنْهُمْ ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ سَهْمٌ مِنْ أَهْلِ السُّهْمَانِ مِثْلُ الْمُؤَلَّفَةِ وَغَيْرِهِمْ ، إِذَا لَمْ يَكُونُوا عَلَى أَهْلِ السُّهْمَانِ مَعَهُمْ ، وَأَنْتَ إِذَا اجْتَمَعُوا جَعَلْتَ لِأَهْلِ كُلِّ صِنْفٍ مِنْهُمْ سَهْمًا ؟ قَالَ الشَّافِعِيُّ : فَإِذَا اجْتَمَعُوا كَانُوا شَرْعًا فِي الْحَاجَةِ ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَطْلُبُ مَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُ وَهُمْ ثَمَانِيَةٌ , فَلَا يَكُونُ لِي مَنْعُ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُ , وَذِكْرُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُمْ وَاحِدٌ ، لَمْ يُخَصِّصْ أَحَدًا مِنْهُمْ دُونَ أَحَدٍ ، فَأَقْسِمُ بَيْنَهُمْ مَعًا ، كَمَا ذَكَرَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَعًا , وَإِنَّمَا مَنَعَنِي أَنْ أُعْطِيَ كُلَّ صِنْفٍ مِنْهُمْ سَهْمَهُ تَامًّا , وَإِنْ كَانَ يُغْنِيهِ أَقَلُّ مِنْهُ ، أَنْ بَيَّنَّا وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ أَنَّ فِي حُكْمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُمْ إِنَّمَا يُعْطَوْنَ بِمَعَانٍ سَمَّاهَا اللَّهُ تَعَالَى ، فَإِذَا ذَهَبَتْ تِلْكَ الْمَعَانِي ، وَصَارَ الْفَقِيرُ وَالْمِسْكِينُ غَنِيًّا ، وَالْغَارِمُ غَيْرَ غَارِمٍ ، فَلَيْسُوا مِمَّنْ قَسَمَ لَهُ , ولَوْ أَعْطَيْتهمْ كُنْتَ أَعْطَيْتَ مَنْ لَمْ أُؤْمَرْ بِهِ , ولَوْ جَازَ أَنْ يُعْطَوْا بَعْدَ أَنْ يَصِيرُوا إِلَى حَدِّ الْغِنَى وَالْخُرُوجِ مِنَ الْغُرْمِ جَازَ أَنْ يُعْطَاهَا أَهْلُ دَارِهِمْ ، وَيُسْهَمَ لِلْأَغْنِيَاءِ ، فَأُحِيلَتْ عَمَّنْ جُعِلَتْ لَهُ إِلَى مَنْ لَمْ تُجْعَلْ لَهُ , وَلَيْسَ لِأَحَدٍ إِحَالَتُهَا عَمَّا جَعَلَهَا اللَّهُ تَعَالَى لَهُ ، وَلَا إِعْطَاؤُهَا مَنْ لَمْ يَجْعَلْهَا اللَّهُ لَه , وَإِنَّمَا رَدِّي مَا فَضَلَ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ السُّهْمَانِ عَلَى مَنْ بَقِيَ مِمَّنْ لَمْ يَسْتَغْنِ مِنْ أَهْلِ السُّهْمَانِ ، بِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَوْجَبَ عَلَى أَهْلِ الْغِنَى فِي أَمْوَالِهِمْ شَيْئًا يُؤْخَذُ مِنْهُمْ لِقَوْمٍ بِمَعَانٍ , فَإِذَا ذَهَبَ بَعْضُ مَنْ سَمَّى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ أَوِ اسْتَغْنَى , فَهَذَا مَالٌ لَا مَالِكَ لَهُ مِنَ الْآدَمِيِّينَ بِعَيْنِهِ ، يُرَدُّ إِلَيْهِ كَمَا يُرَدُّ عَطَايَا الْآدَمِيِّينَ وَوَصَايَاهُمْ ، لَوْ أَوْصَى رَجُلٌ لِرَجُلٍ فَمَاتَ الْمُوصَى لَهُ قَبْلَ الْمُوصِي كَانَتِ الْوَصِيَّةُ رَاجِعَةً إِلَى وَارِثِ الْمُوصِي , فَلَمَّا كَانَ هَذَا الْمَالُ مُخَالِفًا لِلْمَالِ يُورَثُ هَهُنَا لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَوْلَى عِنْدَنَا بِهِ فِي قَسْمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , وَأَقْرَبَ مِمَّنْ سَمَّى اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ هَذَا الْمَالَ ، وَهَؤُلَاءِ مِنْ جُمْلَةِ مَنْ سَمَّى اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ هَذَا الْمَالَ ، وَلَمْ يَبْقَ مُسْلِمٌ يَحْتَاجُ إِلَّا وَلَهُ حَقٌّ سِوَاهُ , أَمَّا أَهْلُ الْفَيْءِ فَلَا يَدْخُلُونَ عَلَى أَهْلِ الصَّدَقَةِ ، وَأَمَّا أَهْلُ صَدَقَةٍ أُخْرَى ، فَهُوَ مَقْسُومٌ لَهُمْ صَدَقَتُهُمْ , ولَوْ كَثُرَتْ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهِمْ غَيْرُهُمْ ، وَوَاحِدٌ مِنْهُمْ يَسْتَحِقُّهَا ، فَكَمَا كَانُوا لَا يُدْخِلُونَ عَلَيْهِمْ غَيْرَهُمْ ، فَكَذَلِكَ لَا يَدْخُلُونَ عَلَى غَيْرِهِمْ مَا كَانَ مِنْ غَيْرِهِمْ مَنْ يَسْتَحِقُّ مِنْهَا شَيْئًا , ولَوِ اسْتَغْنَى أَهْلُ عَمَلٍ بِبَعْضِ مَا قُسِمَ لَهُمْ ، فَفَضَلَ عَنْهُمْ فَضْلٌ ، لَرَأَيْتُ أَنْ يُنْقَلَ الْفَضْلُ عَنْهُمْ إِلَى أَقْرَبِ النَّاسِ بِهِمْ نَسَبًا وَدَارًا . اقرأ أيضا::
المصدر: منتدي صور حب jHlg,h td hg]dk h`h ;hk hig hgw]rm dvd],k hg[ih] dvd],k |
الكلمات الدليلية (Tags) |
الصدقة, يريدون, الجهاد |
| |