#1  
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2021
المشاركات: 19,066
افتراضي جميل الدين ما قاله الشافعى رحمه الله عالى


جميل الدين
 ما قاله الشافعى رحمه الله عالىجميل الدين
 ما قاله الشافعى رحمه الله عالىجميل الدين
 ما قاله الشافعى رحمه الله عالى



قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : يَنْبَغِي لِوَالِي الصَّدَقَةِ أَنْ يَبْدَأَ ، فَيَأْمُرَ بِأَنْ يُكْتَبَ أَهْلُ السُّهْمَانِ ، وَيُوضَعُونَ مَوَاضِعَهُمْ ، وَيُحْصَى كُلُّ أَهْلِ صِنْفٍ مِنْهُمْ عَلَى حِدَتِهِمْ ، فَيُحْصَى أَسْمَاءُ الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ ، وَيُعْرَفُ كَمْ يُخْرِجُهُمْ مِنَ الْفَقْرِ أَوِ الْمَسْكَنَةِ إِلَى أَدْنَى اسْمِ الْغِنَى ، وَأَسْمَاءُ الْغَارِمِينَ ، وَمَبْلَغُ غُرْمِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ، وَابْنِ السَّبِيلِ ، وَكَمْ يُبَلِّغُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْبَلَدَ الَّذِي يُرِيدُ ، وَالْمُكَاتَبِينَ ، وَكَمْ يُؤَدِّي كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حَتَّى يَعْتِقُوا ، وَأَسْمَاءُ الْغُزَاةِ ، وَكَمْ يَكْفِيهِمْ عَلَى غَايَةِ مَغَازِيهِمْ ، وَيَعْرِفُ الْمُؤَلَّفَةَ قُلُوبُهُمْ ، وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا ، وَمَا يَسْتَحِقُّونَ بِعَمَلِهِمْ ، حَتَّى يَكُون قَبْضُهُ الصَّدَقَاتِ مَعَ فَرَاغِهِ مِنْ مَعْرِفَةِ مَا وَصَفْتُ مِنْ مَعْرِفَةِ أَهْلِ السُّهْمَانِ أَوْ بَعْدَهَا ، ثُمَّ يُجَزِّئُ الصَّدَقَةَ ثَمَانِيَةَ أَجْزَاءٍ ، ثُمَّ يُفَرِّقُهَا كَمَا أَصِفُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ، وَقَدْ مَثَّلْتُ لَكَ مِثَالًا كَانَ الْمَالُ ثَمَانِيَةَ آلَافٍ ، فَلِكُلِّ صِنْفٍ أَلْفٌ ، لَا يَخْرُجُ عَنْ صِنْفٍ مِنْهُمْ مِنَ الْأَلْفِ شَيْءٌ ، وَفِيهِمْ أَحَدٌ يَسْتَحِقُّهُ ، فَأَحْصَيْنَا الْفُقَرَاءَ ، فَوَجَدْنَاهُمْ ثَلَاثَةً ، وَالْمَسَاكِينَ ، فَوَجَدْنَاهُمْ مِائَةً ، وَالْغَارِمِينَ ، فَوَجَدْنَاهُمْ عَشَرَةً ، ثُمَّ مَيَّزْنَا الْفُقَرَاءَ ، فَوَجَدْنَاهُمْ يَخْرُجُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ مِنَ الْفَقْرِ بِمِائَةٍ ، وَآخَرُ مِنَ الْفَقْرِ بِثَلَاثِ مِائَةٍ ، وَآخَرُ مِنَ الْفَقْرِ بِسِتِّ مِائَةٍ ، فَأَعْطَيْنَا كُلَّ وَاحِدٍ مَا يُخْرِجُهُ مِنَ الْفَقْرِ إِلَى الْغِنَى ، وَمَيَّزْنَا الْمَسَاكِينَ هَكَذَا ، فَوَجَدْنَا الْأَلْفَ يُخْرِجُ الْمِائَةَ مِنَ الْمَسْكَنَةِ إِلَى الْغِنَى ، فَأعطَيْناهُمُوهَا عَلَى قَدْرِ مَسْكَنَتِهِمْ كَمَا وَصَفْتُ فِي الْفُقَرَاءِ ، لَا عَلَى الْعَدَدِ ، وَلَا وَقْتَ فِيمَا يُعْطَى الْفُقَرَاءُ وَالْمَسَاكِينُ إِلَى مَا يُصَيِّرُهُمْ إِلَى أَنْ يَكُونُوا مِمَّنْ يَقَعُ عَلَيْهِمُ اسْمُ أَغْنِيَاءَ ، لَا غِنَى سَنَةٍ وَلَا وَقْتٍ ، وَلَكِنْ مَا يُعْقَلُ أَنَّهُمْ خَارِجُونَ بِهِ مِنَ الْفَقْرِ أَوِ الْمَسْكَنَةِ ، دَاخِلُونَ فِي أَوَّلِ مَنَازِلِ الْغِنَى ، إِنْ أَغْنَى أَحَدَهُمْ دِرْهَمٌ مَعَ كَسْبِهِ أَوْ مَالِهِ لَمْ يُزَدْ عَلَيْهِ , وَإِنْ لَمْ يُغْنِهِ الْأَلْفُ أُعْطِيَهَا إِذَا اتَّسَعَتِ الْأَسْهُمُ , فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لَا حَظَّ فِيهَا لِغَنِيٍّ ، وَالْغَنِيُّ إِذَا كَانَ غَنِيًّا بِالْمَالِ ، وَلَا لِقَوِيٍّ مُكْتَسِبٍ ؛ يَعْنِي وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ : وَلَا فَقِيرٍ اسْتَغْنَى بِكَسْبِهِ ؛ لِأَنَّهُ أَحَدُ الْغِنَاءَيْنِ ، وَلَكِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَّقَ الْكَلَامَيْنِ لِافْتِرَاقِ سَبَبِ الْغِنَاءَيْنِ ؛ فَالْغِنَى الْأَوَّلُ : الْغِنَى بِالْمَالِ ، الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَهُ تَرْكُ الْكَسْبِ ، وَيَزِيدُ فِيهِ الْكَسْبُ , وهُوَ الْغِنَى الْأَعْظَمُ , وَالْغِنَى الثَّانِي : الْغِنَى بِالْكَسْبِ , فَإِنْ قِيلَ : قَدْ يَذْهَبُ الْكَسْبُ بِالْمَرَضِ ، قِيلَ : وَيَذْهَبُ الْمَالُ بِالتَّلَفِ , وَإِنَّمَا يُنْظَرُ إِلَيْهِ بِالْحَالِ الَّتِي يَكُونُ فِيهَا الْقَسْمُ ، لَا فِي حَالٍ قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا ؛ لِأَنَّ مَا قَبْلَهَا مَاضٍ ، وَمَا بَعْدَهَا لَا يُعْرَفُ مَا هُوَ كَائِنٌ فِيهِ , وَإِنَّمَا الْأَحْكَامُ عَلَى يَوْمِ يَكُونُ فِيهِ الْقَسْمُ ، وَالْقَسْمُ يَوْمَ يَكُونُ الِاسْتِحْقَاقُ ، وَوَجَدْنَا الْغَارِمِينَ ، فَنَظَرْنَا فِي غُرْمِهِمْ ، فَوَجَدْنَا الْأَلْفَ تُخْرِجُهُمْ مَعًا مِنَ الْغُرْمِ عَلَى اخْتِلَافِ مَا يُخْرِجُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ، فَأَعْطَيْنَاهُمُ الْأَلْفَ كُلَّهَا ، عَلَى مِثَالِ مَا أَعْطَيْنَا الْفُقَرَاءَ وَالْمَسَاكِينَ ، ثُمَّ فَعَلْنَا هَذَا فِي الْمُكَاتَبِينَ كَمَا فَعَلْنَاهُ فِي الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْغَارِمِينَ ، ثُمَّ نَظَرْنَا فِي أَبْنَاءِ السَّبِيلِ فَمَيَّزْنَاهُمْ ، وَنَظَرْنَا الْبُلْدَانَ الَّتِي يُرِيدُونَ , فَإِنْ كَانَتْ بَعِيدَةً أَعْطَيْنَاهُمُ الْحُمْلَانَ وَالنَّفَقَةَ , وَإِنْ كَانُوا يُرِيدُونَ الْبُدَاءَةَ ، فَالْبُدَاءَةُ وَحْدَهَا , وَإِنْ كَانُوا يُرِيدُونَ الْبُدَاءَةَ وَالرَّجْعَةَ ، فَالْبُدَاءَةُ وَالرَّجْعَةُ وَالنَّفَقَةُ مَبْلَغُ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالْكِرَاءِ , وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ مَلْبَسٌ ، فَالْمَلْبَسُ بِأَقَلَّ مَا يَكْفِي مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ صِنْفٍ مِنْ هَذَا وَأَقْصَدِهِ , وَإِنْ كَانَ الْمَكَانُ قَرِيبًا ، وَابْنُ السَّبِيلِ ضَعِيفًا فَهَكَذَا ، وَإِنْ كَانَ قَرِيبًا ، وَابْنُ السَّبِيلِ قَوِيًّا , فَالنَّفَقَةُ دُونَ الْحَمُولَةِ إِذَا كَانَ بِلَادًا يَمْشِي مِثْلَهَا مَأْهُولَةً مُتَّصِلَةَ الْمِيَاهِ مَأْمُونَةً , فَإِنِ انْتَاطَتْ مِيَاهُهَا , أَوْ أَخَافَتْ , أَوْ أَوْحَشَتْ أُعْطُوا الْحَمُولَةَ ، ثُمَّ صُنِعَ بِهِمْ فِيهَا ، كَمَا وَصَفْتُ فِي أَهْلِ السُّهْمَانِ قَبْلَهُمْ يُعْطَوْنَ عَلَى الْمُؤْنَةِ لَا عَلَى الْعَدَدِ ، وَيُعْطَى الْغُزَاةُ الْحَمُولَةَ ، وَالرَّحْلَ ، وَالسِّلَاحَ ، وَالنَّفَقَةَ ، وَالْكِسْوَةَ , فَإِنِ اتَّسَعَ الْمَالُ زِيدُوا الْخَيْلَ , وَإِنْ لَمْ يَتَّسِعْ ، فَحَمُولَةُ الْأَبْدَانِ بِالْكِرَاءِ ، وَيُعْطَوْنَ الْحَمُولَةَ بَادِئِينَ وَرَاجِعِينَ , وَإِنْ كَانُوا يُرِيدُونَ الْمُقَامَ أُعْطُوا الْمُؤْنَةَ بَادِئِينَ ، وَقُوَّةً عَلَى الْمُقَامِ بِقَدْرِ مَا يُرِيدُونَ مِنْهُ عَلَى قَدْر مَغَازِيهِمْ وَمُؤْنَاتِهِمْ فِيهَا ، لَا عَلَى الْعَدَدِ ، وَمَا أُعْطُوا مِنْ هَذَا فَفَضْلٌ فِي أَيْدِيهِمْ لَمْ يُضَيَّقْ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَمَوَّلُوهُ ، وَلَمْ يَكُنْ لِلْوَالِي أَخْذُهُ مِنْهُمْ بَعْدَ أَنْ يَغْزُوا , وَكَذَلِكَ ابْنُ السَّبِيلِ .4


اقرأ أيضا::


[ldg hg]dk lh rhgi hgahtun vpli hggi uhgn hgahtun vpli hggi

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدليلية (Tags)
قاله, الشافعى, رحمه, الله, عالى

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:32 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Content Relevant URLs by vBSEO