#1
| |||
| |||
تدبر في الدين اتساع السهمان عن بعض وعجزها عن بعض قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : فَإِذَا كَانَتِ السُّهْمَانُ ثَمَانِيَةَ آلَافٍ ، فَكَانَ كُلُّ سَهْمٍ أَلْفًا ، فَأَحْصَيْنَا الْفُقَرَاءَ ، فَوَجَدْنَاهُمْ خَمْسَةً يُخْرِجُهُمْ مِنَ الْفَقْرِ خَمْسُ مِائَةٍ ، وَوَجَدْنَا الْمَسَاكِينَ عَشَرَةً يُخْرِجُهُمْ مِنَ الْمَسْكَنَةِ خَمْسُ مِائَةٍ ، وَوَجَدْنَا الْغَارِمِينَ عَشَرَةً يُخْرِجُهُمْ مِنَ الْغُرْمِ خَمْسَةُ آلَافٍ ، فَسَأَلَ الْغَارِمُونَ أَنْ يُبْدَأَ بِالْقَسْمِ بَيْنَهُمْ فَوْضَى عَلَى قَدْرِ اسْتِحْقَاقِهِمْ بِالْحَاجَةِ ، فَلَيْسَ ذَلِكَ لَهُمْ ، وَيُعْطَى كُلُّ صِنْفٍ مِنْهُمْ سَهْمَهُ ، حَتَّى يَسْتَغْنِيَ عَنْهُ , فَإِذَا اسْتَغْنَى عَنْهُ رُدَّ عَلَى أَهْلِ السُّهْمَانِ مَعَهُ ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِأَحَقَّ بِهِ مِنْ جَمِيعِ أَهْلِ السُّهْمَانِ ، ثُمَّ هَكَذَا يُصْنَعُ فِي جَمِيعِ أَهْلِ السُّهْمَانِ ، وَفِي كُلِّ صِنْفٍ مِنْهُمْ سَهْمُهُ ، وَلَا يَدْخُلُ عَلَيْهِ غَيْرُهُ حَتَّى يَسْتَغْنِيَ ، ثُمَّ لَا يَكُونُ أَحَدٌ أَحَقَّ بِالْفَضْلِ عَنْهُ مِنْ أَهْلِ السُّهْمَانِ مِنْ غَيْرِهِ , فَإِنِ اخْتَلَفَ غُرْمُ الْغَارِمِينَ فَكَانَ عِدَّتُهُمْ عَشَرَةً ، وَغُرْمُ أَحَدِهِمْ مِائَةٌ ، وَغُرْمُ الْآخَرِ أَلْفٌ ، وَغُرْمُ الْآخَرِ خَمْسُ مِائَةٍ ، فَسَأَلُوا أَنْ يُعْطَوْا عَلَى الْعَدَدِ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ لَهُمْ ، وَجُمِعَ غُرْمُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ، فَكَانَ غُرْمُهُمْ عَشَرَةَ آلَافٍ ، وَسَهْمُهُمْ أَلْفًا ، فَيُعْطَى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عُشْرَ غُرْمِهِ بَالِغًا مَا بَلَغَ , فَيُعْطَى الَّذِي غُرْمُهُ مِائَةٌ عَشَرَةً , وَالَّذِي غُرْمُهُ أَلْفٌ مِائَةً , وَالَّذِي غُرْمُهُ خَمْسُ مِائَةٍ خَمْسِينَ ، فَيَكُونُونَ قَدْ سُوِّيَ بَيْنَهُمْ عَلَى قَدْرِ غُرْمِهِمْ لَا عَلَى عَدَدِهِمْ ، وَلَا يُزَادُ عَلَيْهِ , فَإِنْ فَضَلَ فَضْلٌ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ السُّهْمَانِ مَعَهُمْ عِيدَ بِهِ عَلَيْهِمْ وَعَلَى غَيْرِهِمْ ، فَأُعْطِيَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَا يُصِيبُهُ لِعُشْرِ غُرْمِهِ , فَإِذَا لَمْ تَكُنْ رِقَابٌ ، وَلَا مُؤَلَّفَةٌ ، وَلَا غَارِمُونَ ، ابْتَدَأَ الْقَسْمَ عَلَى خَمْسَةِ أَسْهُمٍ ، فَفُضَّتِ الثَّمَانِيَةُ أَسْهُمٍ عَلَيْهِ أَخْمَاسًا , وَهَكَذَا كُلُّ صِنْفٍ مِنْهُمْ لَا يُوجَدُ , وَكُلُّ صِنْفٍ اسْتَغْنَى عِيدَ بِفَضْلِهِ عَلَى مَنْ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ السُّهْمَانِ , وَلَا يُخْرَجُ مِنَ الصَّدَقَةِ شَيْءٌ عَنْ بَلَدِهِ الَّذِي أُخِذَتْ بِهِ , قَلَّ وَلَا كَثُرَ , حَتَّى لَا يَبْقَى وَاحِدٌ مِنْ أَهْلِ السُّهْمَانِ إِلَّا أُعْطِيَ حَقَّهُ , لَوْ فُقِدَ أَهْلُ السُّهْمَانِ كُلُّهُمْ إِلَّا الْفُقَرَاءَ وَالْعَامِلِينَ , قُسِمَتِ الثَّمَانِيَةُ عَلَيْهِمْ , حَتَّى يُوَفَّى الْفُقَرَاءُ مَا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الْفَقْرِ , وَيُعْطَى الْعَامِلُونَ بِقَدْرِ إِجْزَائِهِمْ .4 اقرأ أيضا::
المصدر: منتدي صور حب j]fv td hg]dk hjshu hgsilhk uk fuq ,u[.ih |
الكلمات الدليلية (Tags) |
اتساع, السهمان, وعجزها |
| |