LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||
| |||
معلومة عن الرجل يكري الرجل الدابة لما يعرف من ناحية رفقه وحسن قيامه قَالَ : لَيْسَ ذَلِكَ لَهُ لِأَنَّ الرَّجُلَ يُكْرِي الرَّجُلَ الدَّابَّةَ لِمَا يَعْرِفُ مِنْ نَاحِيَةِ رِفْقِهِ وَحُسْنِ قِيَامِهِ وَقَدْ تَجِدُ الرَّجُلَ لَعَلَّهُ مِثْلُهُ فِي الْأَمَانَةِ , وَالْحَالُ لَا يَكُونُ لَهُ مِنَ الرِّفْقِ مثل مَا لِصَاحِبِهِ ، قَالَ : فَلَمْ أَرَهُ يَجْعَلُهُ مثل كِرَاءِ الْحُمُولَةِ وَلَا الدَّارِ وَلَا كِرَاءِ السَّفِينَةِ ، قَالَ فِي هَذَا كُلِّهِ : يُكْرِيَهُ فِي حُمُولَةٍ مثل حُمُولَتِهِ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي اكْتَرَى إِلَيْهِ ، وَالدَّارُ لَهُ أَنْ يُكْرِيَهَا مِمَّنْ يَثِقُ بِهِ فَيَسْكُنُ , وَالْمُرْضِعُ عِنْدِي مثل مَنِ اكْتَرَى لِيَرْكَبَ هُوَ نَفْسُهُ ، قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ هَذَا الَّذِي اكْتَرَى هَذِهِ الدَّابَّةَ لَيَرْكَبَهَا هُوَ نَفْسُهُ وَخَرَجَ صَاحِبُ الدَّابَّةِ مَعَ دَابَّتِهِ فَأَرَادَ الْمُكْتَرِي أَنْ يَحْمِلَ عَلَى الدَّابَّةِ مَنْ هُوَ أَصْغَرُ مِنْهُ وَأَخَفُّ ؟ قَالَ : إِنَّمَا سَمِعْتُ مِنْ مَالِكٍ مَا أَخْبَرْتُكَ بِهِ أَنَّهُ لَا يُجِيزُهُ ، قَالَ : وَقَالَ لِي مَالِكٌ : قَدْ كَانَ هَهُنَا رَجُلٌ بِالْمَدِينَةِ يُكْرِيَنِي رَاحِلَتَهُ زَمَانًا لَا يَعْدُونِي إِلَى غَيْرِي فِيهَا , فَلَيْسَ النَّاسُ كَالْحُمُولَةِ ، قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ : وَهُوَ رَأْيِي , فَإِنْ أَكْرَاهَا لَمْ أَفْسَخْهُ ، قُلْتُ : أَرَأَيْتَ امْرَأَةً آجَرَتْ نَفْسُهَا تُرْضِعُ صَبِيًّا لِقَوْمٍ , وَلَيْسَ مِثْلُهَا يُرْضِعُ لِشَرَفِهَا وَغِنَاهَا ، أَيَكُونُ لَهَا أَنْ تَفْسَخَ الْإِجَارَةَ فِي قَوْلِ مَالِكٍ أَمْ لَا ؟ قَالَ : لَيْسَ لَهَا أَنْ تَفْسَخَ هَذِهِ الْإِجَارَةَ لِأَنَّ الْإِجَارَةَ قَدْ لَزِمَتْهَا ، قُلْتُ : لِمَ لَا يَكُونُ لَهَا أَنْ تَفْسَخَ هَذِهِ الْإِجَارَةَ وَهِيَ مِمَّنْ لَا تُرْضِعُ وَلَدَهَا إِلَّا أَنْ تَشَاءَ , وَكَيْفَ لَا يَكُونُ لَهَا أَنْ تَفْسَخَ هَذِهِ الْإِجَارَةَ وَهِيَ مِمَّنْ لَا تُرْضِعُ وَهِيَ تَقُولُ : إِنِّي أَسْتَحِي وَلَيْسَ مِثْلِي يُرْضِعُ وَإِنْ كُنْتُ آجَرْتُ نَفْسِي ؟ قَالَ : إِذَا آجَرَتْ نَفْسَهَا فَذَلِكَ لَهَا لَازِمٌ وَلَا يُنْظَرُ إِلَى شَرَفِهَا فِي الْإِجَارَةِ , أَلَا تَرَى أَنَّهَا إِذَا كَانَتْ ذَاتَ شَرَفٍ قِيلَ لَهَا : لَيْسَ مِثْلُكِ يُرْضِعُ إِلَّا أَنْ تَشَائِي , فَإِنْ شِئْتِ ذَلِكَ لَمْ تُمْنَعِي ، فَهِيَ إِذَا شَاءَتْ أَنْ تُرْضِعَ وَلَدَهَا كَانَ ذَلِكَ لَهَا , فَكَذَلِكَ إِذَا آجَرَتْ نَفْسَهَا , فَقَدْ شَاءَتْ الْإِجَارَةَ فَلَا تُفْسَخُ هَذِهِ الْإِجَارَةُ وَالْإِجَارَةُ لَهَا لَازِمَةٌ ، قُلْتُ : أَتَحْفَظُهُ عَنْ مَالِكٍ ؟ قَالَ : لَا وَهُوَ رَأْيِي ، قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنْ مَرِضَتْ هَذِهِ الظِّئْرُ ، أَيَكُونُ لَهَا أَنْ تَفْسَخَ الْإِجَارَةَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، إِنْ كَانَ مَرَضًا لَا تَسْتَطِيعُ مَعَهُ الرَّضَاعَ , فَإِنْ صَحَّتْ فِي بَقِيَّةٍ مِنْ وَقْتِ الْإِجَارَةِ خُيِّرَتْ عَلَى أَنْ تُرْضِعَ مَا بَقِيَ ، وَكَانَ لَهَا مِنَ الْأَجْرِ بِقَدْرِ مَا أَرْضَعَتْ ، وَيُحَطُّ مِنْ إِجَارَتِهَا بِقَدْرِ مَا لَمْ تُرْضِعْ ، قُلْتُ : وَهَذَا قَوْلُ مَالِكٍ ؟ قَالَ : قَالَ مَالِكٌ فِي الْأَجِيرِ إِذَا اسْتُؤْجِرَ سَنَةً : أَنَّهُ إِذَا مَرِضَ بَعْضَ السَّنَةِ , ثُمَّ صَحَّ فِي بَقِيَّةِ السَّنَةِ ، أَنَّهُ يَخْدُمُ تِلْكَ الْبَقِيَّةِ وَلَيْسَ عَلَيْهِ أَنْ يَخْدُمَ مَا مَرِضَ , وَلَكِنْ يُحَطُّ عَنْهُ مِنَ الْأُجْرَةِ بِقَدْرِ مَا مَرِضَ ، وَكَذَلِكَ هَذِهِ الظِّئْرُ عِنْدِي , فَإِنْ مَرِضَتْ حَتَّى تَمْضِيَ السَّنَتَانِ الَّتِي كَانَتَا وَقْتًا لَهَا , فَلَا تَعُودُ إِلَى الرَّضَاعَةِ لِأَنَّ وَقْتَ الْإِجَارَةِ قَدْ مَضَى , وَقَالَ غَيْرُهُ : إِلَّا أَنْ يَكُونَ فُسِخَ الْكِرَاءُ بَيْنَهُمَا فَلَا تَعُودُ عَلَيْهِ ، قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنِ اسْتَأْجَرْتُ ظِئْرًا تُرْضِعُ لِي صَبِيَّيْنِ سَنَتَيْنِ فَأَرْضَعَتْهُمَا لِي سَنَةً , ثُمَّ مَاتَ أَحَدُهُمَا ؟ قَالَ : يُوضَعُ عَنِ الْأَبَوَيْنِ بِقَدْرِ مَا بَقِيَ مِنْ رَضَاعِ هَذَا الْمَيِّتِ وَذَلِكَ رُبْعُ الْإِجَارَةِ لِأَنَّ النِّصْفَ قَدْ أَوْفَتْهُمَا فِي السَّنَةِ الَّتِي أَرْضَعَتْ لَهُمْ وَبَقِيَ نِصْفُ الْإِجَارَةِ ، فَمَاتَ أَحَدُ الصَّبِيَّيْنِ ، فَبَطُلَ نِصْفُ النِّصْفِ مِنَ الْأُجْرَةِ وَهُوَ رُبْعُ الْجَمِيعِ , وَهَذَا رَأْيِي إِلَّا أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ يَخْتَلِفُ فَيُحْمَلُ عَلَى رُخْصِ الْكِرَاءِ وَغَلَائِهِ فِي إِبَّانِ تِلْكَ السَّنَتَيْنِ ، لَعَلَّهُ يَكُونُ لِلشِّتَاءِ كِرَاءٌ وَلِلصَّيْفِ كِرَاءٌ وَأَسْوَاقُهُ مُخْتَلِفَةٌ ، وَلِلصَّغِيرِ كِرَاءٌ وَلِلصَّبِيِّ إِذَا تَحَرَّكَ كِرَاءٌ آخَرُ ، فَيُحْمَلُونَ عَلَى ذَلِكَ بِحَالِ مَا وَصَفْتُ لَكَ مِنَ الْكِرَاءِ أَوْ الْإِجَارَةِ ، قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِذَا حَطَطْتُ عَنْ هَذِهِ الْمُرْضِعِ قَدْرَ مَا أَصَابَ هَذَا الصَّبِيُّ الَّذِي مَاتَ ، أَيَكُونُ لَهَا أَنْ تَأْخُذَ مَعَ صَبِيِّهِمْ الْبَاقِي صَبِيًّا غَيْرَهُ تُرْضِعَهُ بِأُجْرَةٍ أَمْ لَا ؟ قَالَ : مَا سَمِعْتُ مِنْ مَالِكٍ فِيهِ شَيْئًا ، وَأَرَى ذَلِكَ لَهَا ، قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنِ اسْتَأْجَرْتُ امْرَأَةً تُرْضِعُ لِي صَبِيًّا ، فَأَرَادَتْ أَنْ تُؤَاجِرَ نَفْسَهَا تُرْضِعُ صَبِيًّا آخَرَ مَعَ صَبِيِّي ، أَيَجُوزُ هَذَا فِي قَوْلِ مَالِكٍ ؟ قَالَ : لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ مَالِكٍ وَلَا أَرَاهُ جَائِزًا ، قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنِ اسْتَأْجَرْتُ ظِئْرَيْنِ يُرْضِعَانِ صَبِيًّا لِي ، فَمَاتَتْ إِحْدَاهُمَا فَقَالَتْ الظِّئْرُ الْبَاقِيَةُ : لَا أُرْضِعُ وَحْدِي ، أَيَكُونُ ذَلِكَ لَهَا أَمْ لَا ؟ قَالَ : ذَلِكَ لَهَا أَنْ لَا تُرْضِعَ وَحْدَهَا ، قُلْتُ : لِمَ وَقَدْ كَانَ جَمِيعُ لَبَنِهَا لَهُمْ ، أَرَأَيْتَ هَذِهِ الْبَاقِيَةِ هَلْ يَكُونُ لَهَا أَنْ تَأْخُذَ صَبِيًّا غَيْرَ صَبِيِّهِمْ تُرْضِعَهُ مَعَ صَبِيِّهِمْ قَبْلَ مَوْتِ الَّتِي كَانَتْ مَعَهَا أَوْ بَعْدَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : لَا ، لَيْسَ لَهَا أَنْ تَأْخُذَ مَعَ صَبِيِّهِمْ صَبِيًّا غَيْرَهُ فَتُرْضِعَهُ ، قُلْتُ : فَإِذَا لَمْ يَكُنْ لَهَا أَنْ تَأْخُذَ مَعَ صَبِيِّهِمْ صَبِيًّا غَيْرَهُ فَقَدْ صَارَ جَمِيعُ اللَّبَنِ لَهُمْ ، فَلِمَ تُجْبِرُهَا عَلَى أَنْ تُرْضِعَ هَذَا الصَّبِيَّ وَحْدَهَا بِجَمِيعِ لَبَنِهَا ؟ قَالَ : لَا يَكُونُ ذَلِكَ عَلَيْهَا لِأَنَّهَا تَقُولُ : إِنَّمَا كُنْتُ أَنَا وَصَاحِبَتِي , فَكَانَ لَا يُنْهِكُنِي , وَهُوَ الْآنَ يُنْهِكُنِي , وَكُنَّا نَتَعَاوَنُ فِي عَمَلِهِ فَقَدْ صَارَ الْعَمَلُ كُلُّهُ الْآنَ عَلَيَّ فَلَا أَرْضَى , قَالَ : وَكَذَلِكَ الْأَجِيرَانِ يَسْتَأْجِرُهُمَا الرَّجُلُ يَرْعَيَانِ لَهُ غَنَمَهُ أَوْ يَرْعَيَانِ لَهُ إِبِلَهُ سَنَةً , فَيَمُوتَ أَحَدُهُمَا ، فَيَقُولُ الْأَجِيرُ الْآخَرُ : لَا أَرْعَاهَا وَحْدِي إِنَّ ذَلِكَ لَهُ , وَكَذَلِكَ الظِّئْرَانِ إِذَا اسْتَأْجَرَهُمَا فَمَاتَتْ إِحْدَاهُمَا مثل الْأَجِيرَيْنِ ، قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنِ اسْتَأْجَرْتُ ظِئْرًا تُرْضِعُ لِي صَبِيًّا فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ مَا اسْتَأْجَرْتهَا اسْتَأْجَرْتُ مَعَهَا غَيْرَهَا ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَسْتَغْزِرَ اللَّبَنَ لِوَلَدِي فَمَاتَتْ الثَّانِيَةُ ؟ قَالَ : عَلَى الْأُولَى أَنْ تُرْضِعَهُ لِأَنَّهُ إِنَّمَا تَطَوَّعَ بِرَضَاعِ الثَّانِيَةِ عَلَى ابْنِهِ ، فَلَمَّا مَاتَتْ الثَّانِيَةُ ثَبَتَ الرَّضَاعُ كَمَا كَانَ عَلَى الْأُولَى ، قُلْتُ : فَلَوْ مَاتَتْ الْأُولَى ؟ قَالَ : فَعَلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَ مَعَ الثَّانِيَةِ بِمَنْ تُرْضِعُ مَعَهَا . اقرأ أيضا::
المصدر: منتدي صور حب lug,lm uk hgv[g d;vd hg]hfm glh duvt lk khpdm vtri ,psk rdhli d;vd hgv[g hg]hfm duvt khpdm vtri |
الكلمات الدليلية (Tags) |
الرجل, يكري, الرجل, الدابة, يعرف, ناحية, رفقه, وحسن, قيامه |
| |