#1  
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2021
المشاركات: 18,929
افتراضي تفكر في الدين أبكى حزنا لعدم صلاة أبى وأمى فكيف أدعوهم؟


تفكر في الدين
 أبكى حزنا لعدم صلاة أبى وأمى فكيف أدعوهم؟تفكر في الدين
 أبكى حزنا لعدم صلاة أبى وأمى فكيف أدعوهم؟تفكر في الدين
 أبكى حزنا لعدم صلاة أبى وأمى فكيف أدعوهم؟



السؤال

أعاني من مشكلة تجعلني أبكي دائما، ولا أدري ماذا أفعل؟!

أبي وأمي لم يحافظوا على الصلاة، ولا أستطيع أن أكلمهم؛ لأنني خجولة جدا، فأرجو الحل؛ لأنني أحبهم جدا، وأخشى عليهم عذاب الله.

الاجابة

والله إنه لأمر جدير بأن تنزل دموعك لأجله.. نعم إن عدم المحافظة على الصلاة ليس بالأمر اليسير الذي يمر بالمسلم مرورًا عاديًا، بل هو أمر عظيم عند الله جل وعلا، كيف وقد قال تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} – والعياذ بالله عز وجل – كيف وقد قال - صلوات الله وسلامه عليه – وقد ذكر الصلاة: (من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف) – والعياذ بالله عز وجل – والحديث خرجه أحمد في المسند، وهو ثابت عن النبي - صلوات الله وسلامه عليه - .

وكذلك قال - صلوات الله وسلامه عليه -: (أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة فإن صلحت صلح له سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله) – والعياذ بالله عز وجل – . والحديث أخرجه الطبراني في المعجم.

فشأن الصلاة هو الشأن العظيم الذي يجعلها ميزانًا لصلاح كل أعمال العبد كما نطق بذلك الصادق المصدوق - صلوات الله وسلامه عليه – بل تأملي في الوعيد العظيم الذي بيَّنه - صلوات الله وسلامه عليه – في المفرط في صلاة واحدة، فقال - صلوات الله وسلامه عليه -: (ومن ترك صلاة العصر فقد حبط عمله) أخرجه مسلم في صحيحه.

(من فاتته صلاة العصر فكأنما وِتِر أهله وماله) أخرجه البخاري في صحيحه. ومعنى (وِتِر أهله وماله) أي فَقَد أهله وماله – والعياذ بالله عز وجل – ولذلك قال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه: (إن أهم أمركم عندي الصلاة، فمن ضيعها فهو لما سواها أضيع) خرجه مالك في الموطأ.

وها هو ربنا جل وعلا يمدح عبده الصالح الرسول الأمين ابن الرسول الأمين إسماعيل بن إبراهيم – عليهما الصلاة والسلام – فيقول: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً}. بل هذا الأمر هو الأمر الذي جاء لنبينا - صلوات الله وسلامه عليه – صريحًا في قوله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}.

فأمره جل وعلا أن يأمر أهله بأعظم ركن بعد الإيمان بالله جل وعلا فدخل في ذلك جميع الأمر بطاعة الله الرحمن.

ولا ريب أنك مطلعة على هذا الأمر، وهو الذي يحملك على أن تبكي على حال والديك الحبيبين، فأنت تحبينهما الحب الصادق، وتريدين لهما النجاة في الدنيا والآخرة، وترين عِظَم البلاء الذي يقع فيه الإنسان عندما يفرط في الصلاة أو يتهاون فيها، ولكن يا أختي ليس الأمر مقصورًا على الحزن وعلى البكاء فقط – وإن كنت معذورة ومأجورة أيضًا على هذا – ولكن لابد فوق ذلك من العمل ولابد من نصحهما، فخجلك يمنعك من أن تقومي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإرشاد والديك وإنقاذهما من هذا الأمر هو ليس بالخجل في الحقيقة، ولكنه ضعف؛ لأن الحياء لا يحمل إلا على الخير كما قال - صلوات الله وسلامه عليه - : (الحياء خيرٌ كله). وفي لفظ آخر: (الحياء كله خير) متفق عليهما. وقال - صلوات الله وسلامه عليه -: (إن لكل دين خلقًا وخلق هذا الدين الحياء) أخرجه مالك في الموطأ. وقال - صلوات الله وسلامه عليه -: (الحياء لا يأتي إلا بخير) متفق عليه.

فهذا نوع من الضعف أمام الوالدين، ونحن نود منك أن تحرصي على البيان الواضح لهما، فما أحسن أن تجلسي مع والدتك الكريمة تقبلين يدها وتقبلين رأسها، ثم تصرحين لها بشفقتك عليها، وتتلين على مسامعها نحوًا من هذه الأحاديث التي ذكرناها لك وسردناها لتستعمليها في إرشادهما - حفظهما الله تعالى ورعاهما – فهذا هو السبيل.

وتأملي في وعظ إبراهيم لأبيه، مع كفر أبيه وعناده، إلا أنه لم يمنعه ذلك من أن يقول له بالعبارة الرقيقة {يَا أَبَتِ} وأن يرشده إلى طريق الحق، كما قال تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً * يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً}.

فعليك إذن أن تنهجي هذا النهج الواضح البيِّن، فهذا لا يتنافى مع إكرامهما ومع احترامهما، ومع الرفق بهما، ولكن بيِّني لهما عظيم الخطر الذي يقفان عليه عندما يفرطان في صلاتهما، والوعيد الشديد الذي يعرضهما لسوء الخاتمة، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (إنما الأعمال بالخواتيم)، فلابد إذن من أن تكوني حريصة على نصحهما وإرشادهما بالأسلوب الرفيق الرقيق، فأنت تتلين على مسامعهما هذه الأحاديث الكريمة وتقدمين لهما شريطًا إسلاميًا يتناول هذا الأمر ويبينه لهما، تقدمين لهما كتيبًا نافعًا يقرءانه، تطلبين من والدك الكريم أن يقوم فيؤمكم بالصلاة فتصلون صلاة الجماعة، فهكذا - يا أختي - فلتبذلي جهدك ولا تيأسي، ولا تجعلي هنالك حرجًا من أن تصلحيهما، بل ابذلي جهدك في إنقاذهما والسعي في إرشادهما، فهذا هو الذي ينبغي أن تحرصي عليه ولا مانع أيضًا من أن تطلعيهما على مثل هذه الاستشارة مع هذا الجواب، فالظن بهما هو الخير، وأنهما يكونان - إن شاء الله - ممن قال الله تعالى فيهم: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ}.

فبيني لهما ذلك واحرصي عليه وتوكلي على ربك، وكما أشرنا فهذا لا يتنافى مع الأدب ولا يتنافى مع الرفق، ولكن واجب الأمر بالمعروف هو الذي يجعلك تقدمين أمر الله عز وجل على كل أمر، فهذا الذي تحرصين عليه.


اقرأ أيضا::


jt;v td hg]dk Hf;n p.kh gu]l wghm Hfn ,Hln t;dt H]u,il? p.kh gu]l wghm ,Hln t;dt

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدليلية (Tags)
أبكى, حزنا, لعدم, صلاة, وأمى, فكيف, أدعوهم؟

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:04 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Content Relevant URLs by vBSEO