#1
| |||
| |||
تأملوا في الدين عن الرجل يقذف ولده بالزنا أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَقْذِفُ وَلَدَهُ أَوْ وَلَدَ وَلَدِهِ بِالزِّنَا مِنْ قِبَلِ الرِّجَالِ أَوِ النِّسَاءِ , أَتَحُدُّهُ لَهُمْ فِي قَوْلِ مَالِكٍ ؟ قَالَ : أَمَّا ابْنُهُ فَإِنَّ مَالِكًا كَانَ يَسْتَثْقِلُ أَنْ يَحُدَّهُ فِيهِ وَيَقُولُ لَيْسَ ذَلِكَ مِنَ الْبِرِّ. قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ : وَإِنْ أَقَامَ عَلَى حَقِّهِ كَانَ ذَلِكَ لَهُ وَعَفْوُهُ عَنْهُ جَائِزٌ عِنْدَ الْإِمَامِ. قَالَ : وَأَمَّا وَلَدُ وَلَدِهِ , فَإِنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ مَالِكٍ , وَأَرَى أَنْ يَكُونَ مثل وَلَدِهِ ، قُلْتُ : أَرَأَيْتَ الْأَبَ , أَيُقْتَصُّ مِنْهُ لِوَلَدِهِ أَوْ لِوَلَدِ وَلَدِهِ فِي قَوْلِ مَالِكٍ ؟ قَالَ : سُئِلَ مَالِكٌ عَنِ الرَّجُلِ يَقْتُلُ ابْنَهُ أَيُقْتَلُ بِهِ ؟ قَالَ : أَمَّا مَا كَانَ مِنَ الْعَمْدِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ الْقِصَاصُ مِنْ غَيْرِ الْأَبِ الَّذِي يَكُونُ بَيْنَ النَّاسِ , مثل أَنْ يَضْرِبَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ بِالْعَصَا أَوْ يَرْمِيَهُ بِالْحِجَارَةِ أَوْ يَحْذِفَهُ بِالسَّيْفِ أَوْ بِالسِّكِّينِ فَيَمُوتَ مِنْهُ , فَيَكُونُ عَلَى الْأَجْنَبِيِّ فِيهِ الْقِصَاصُ , فَإِنِّي لَا أَرَى أَنْ يُقْتَصَّ مِنَ الْأَبِ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذَا إلَّا أَنْ يَعْمِدَ الْأَبُ لِقَتْلِ ابْنِهِ , مثل أَنْ يُضْجِعَهُ فَيَذْبَحَهُ ذَبْحًا أَوْ يَشُقَّ جَوْفَهُ , فَهَذَا وَمَا أَشْبَهَهُ مِمَّا يَعْلَمُ النَّاسُ أَنَّهُ إنَّمَا أَرَادَ الْقَتْلَ بِعَيْنِهِ عَامِدًا لَهُ , فَهَذَا يُقْتَلُ بِابْنِهِ إِذَا كَانَ هَكَذَا. وَأَمَّا مَا كَانَ مِنْ غَيْرِ هَذَا مِمَّا وَصَفْتُ لَكَ , مِمَّا لَوْ فَعَلَهُ غَيْرُ الْأَبِ بِهِ كَانَ فِيهِ الْقِصَاصُ أَوِ الْقَتْلُ ، فَإِنَّ ذَلِكَ مَوْضُوعٌ عَنِ الْأَبِ وَعَلَيْهِ فِيهِ الدِّيَةُ الْمُغَلَّظَةُ , وَأَرَى الْجِرَاحَ بِمَنْزِلَةِ الْقَتْلِ مَا كَانَ مِنْ رَمْيَةٍ أَوْ ضَرْبَةٍ فَلَا قِصَاصَ عَلَى الْأَبِ فِيهِ , وَتُغَلَّظُ عَلَيْهِ فِيهِ الدِّيَةُ مثل النَّفْسِ. وَمَا كَانَ مِمَّا تَعَمَّدَهُ مثل أَنْ يُضْجِعَهُ فَيُدْخِلَ إصْبَعَهُ فِي عَيْنِهِ أَوْ يَأْخُذَ سِكِّينًا فَيَقْطَعَ أُذُنَهُ أَوْ يَدَهُ , فَأَرَى أَنْ يُقْتَصَّ مِنْهُ. وَكَذَلِكَ قَالَ مَالِكٌ فِي النَّفْسِ وَالْجَدِّ فِي وَلَدِ وَلَدِهِ بِمَنْزِلَةِ الْوَلَدِ فِي وَلَدِهِ. وَكَذَلِكَ بَلَغَنِي عَنْ مَالِكٍ فِي الْجَدِّ وَهُوَ رَأْيِي. قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنْ قَالَ لِابْنِهِ : يَا ابْنَ الزَّانِيَةِ. فَقَامَ بِحَدِّ أُمِّهِ , أَيُحَدُّ لَهُ الْأَبُ فِي قَوْلِ مَالِكٍ أَمْ لَا ؟ قَالَ : نَعَمْ يُحَدُّ لَهُ , لِأَنَّ الْحَدَّ هَهُنَا لَيْسَ لَهُ , إنَّمَا الْحَدُّ لِأُمِّهِ , وَإِنَّمَا قَامَ هُوَ بِالْحَدِّ لِأُمِّهِ ، قَالَ : وَهَذَا إِذَا كَانَتِ الْأُمُّ مَيِّتَةً , فَأَمَّا إِذَا كَانَتِ الْأُمُّ حَيَّةً فَلَيْسَ لِلْوَلَدِ أَنْ يَقُومَ بِذَلِكَ إلَّا أَنْ تُوَكِّلَهُ. قَالَ : وَلَقَدْ سَمِعْتُ مَالِكًا , وَسَأَلَهُ قَوْمٌ عَنِ امْرَأَةٍ كَانَتْ لِرَجُلٍ فَفَارَقَهَا وَلَهُ مِنْهَا وَلَدٌ فَتَزَوَّجَتْ رَجُلًا فَوَلَدَتْ لَهُ وَلَدًا فَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَلَدِهِ مِنْهَا كَلَامٌ ، فَقَالَ : أُشْهِدُكُمْ أَنَّهُمْ لَيْسُوا بِوَلَدِي. فَقَامَ إخْوَتُهُمْ لِأُمِّهِمْ ، بَنُو الْمَرْأَةِ مِنْ غَيْرِهِ ، فَقَالُوا : نَأْخُذُكَ بِحَدِّ أُمِّنَا لِأَنَّكَ قَذَفْتَهَا وَقَامَتِ الْأُمُّ بِذَلِكَ. قَالَ مَالِكٌ : أَرَى أَنْ يَحْلِفَ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ مَا أَرَادَ قَذْفًا , وَمَا قَالَ لَهُمْ ذَلِكَ إلَّا كَمَا يَقُولُ الرَّجُلُ لِوَلَدِهِ : لَوْ كُنْتُمْ وَلَدِي لَأَطَعْتُمُونِي وَمَا يشبه هَذَا مِمَّا يَقُولُهُ الرَّجُلُ لِوَلَدِهِ , فَإِنْ حَلَفَ سَقَطَ عَنْهُ الْحَدُّ. قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ : وَأَرَى أَنَّهُ إِنْ لَمْ يَحْلِفْ جُلِدَ الْحَدَّ. قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِذَا قُذِفَتِ الْمَرْأَةُ وَهِيَ مَيِّتَةٌ أَوْ غَائِبَةٌ فَقَامَ بِحَدِّهَا وَلَدٌ ، أَوْ وَلَدُ وَلَدٍ ، أَوْ أَخٌ ، أَوْ أُخْتٌ ، أَوِ ابْنُ أَخٍ ، أَوْ عَمٌّ ، أَوْ أَبٌ , أَيُمَكَّنُ هَؤُلَاءِ مِنْ ذَلِكَ ؟ قَالَ : أَمَّا فِي الْمَوْتِ فَنَعَمْ ، وَأَمَّا فِي الْغَيْبَةِ فَلَا . اقرأ أيضا::
المصدر: منتدي صور حب jHlg,h td hg]dk uk hgv[g dr`t ,g]i fhg.kh dr`t ,g]i |
الكلمات الدليلية (Tags) |
الرجل, يقذف, ولده, بالزنا |
| |