#1  
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2021
المشاركات: 18,731
افتراضي عطر الجنة إن سبوا رجالا ونساء وذراري فلم يجدوا لهم حمولة


عطر الجنة إن سبوا رجالا ونساء وذراري فلم يجدوا لهم حمولةعطر الجنة إن سبوا رجالا ونساء وذراري فلم يجدوا لهم حمولةعطر الجنة إن سبوا رجالا ونساء وذراري فلم يجدوا لهم حمولة



قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنْ سَبَوْا رِجَالًا وَنِسَاءً وَذَرَارِيَّ فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ حُمُولَةً ، وَلَمْ يُقْوُوا عَلَى إِخْرَاجِهِمْ هَلْ سَمِعْتَ فِيهِمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ ؟ قَالَ : سَمِعْتُ مَالِكًا وَسُئِلَ عن قَتْلِ الْأَسَارَى ؟ قَالَ : أَمَّا كُلُّ مَنْ خِيفَ مِنْهُ ، فَأَرَى أَنْ يُقْتَلَ , قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنْ أَخَذَ الْإِمَامُ أُسَارَى ؟ هَلْ سَمِعْتَ مَالِكًا يَقُولُ : إِنَّ ذَلِكَ إِلَى الْإِمَامِ إِنْ شَاءَ أَنْ يَضْرِبَ رِقَابَهُمْ ، وَإِنْ شَاءَ اسْتَحْيَاهُمْ وَجَعَلَهُمْ فَيْئًا ؟ قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : أَمَّا مَنْ خِيفَ مِنْهُ ، فَإِنَّهُ يُقْتَلُ , قَالَ : أَرَأَيْتَ مَالِكًا فِيمَا وَقَفْتُهُ عَلَيْهِ يَفِرُّ مِنْ قَتْلِ الَّذِينَ لَا يُخَافُ مِنْهُمْ مثل الْكَبِيرِ وَالصَّغِيرِ.

قَالَ سَحْنُونٌ : أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَالَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَبِي لُؤْلُؤَةَ , فَإِذَا كَانَ الْأَسِيرُ مَنْ أَبْغَضَ لِلدِّينِ ، وَعَادَى عَلَيْهِ ، وَأَحَبَّ لَهُ ، وَخِيفَ عَلَيْهِ أَنْ لَا تُؤْمِنَ غِيلَتُهُ , فَهُوَ الَّذِي يُقْتَلُ ، وَأَمَّا غَيْرُ ذَلِكَ فَهُمُ الْحَشْوَةُ ، وَلَهُمْ قُوتِلَ الْمُشْرِكُونَ , وَهُمْ كَالْأَمْوَالِ وَفِيهِمُ الرَّغْبَةُ ، وَبِهِمُ الْقُوَّةُ عَلَى قِتَالِ أَهْلِ الشِّرْكِ وَقَدْ ذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، عن نَافِعٍ ، عن ابْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، أَنَّهُ قَالَ : كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أُمَرَاءِ الْجُيُوشِ يَأْمُرُهُمْ أَنْ يَقْتُلُوا مِنَ الْكُفَّارِ كُلَّ مَنْ قَدْ جَرَتْ عَلَيْهِمُ الْمَوَاسِي , وَلَا تَسْبُوا إِلَيْنَا مِنْ عُلُوجِهِمْ أَحَدًا ، وَكَانَ يَقُولُ : لَا يُحْمَلُ إِلَى الْمَدِينَةِ مِنْ عُلُوجِهِمْ أَحَدٌ ، فَلَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، قَالَ : مَنْ أَصَابَنِي ؟ قَالُوا : غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنُ شُعْبَةَ , فَقَالَ : نَهَيْتُكُمْ أَنْ تَحْمِلُوا إِلَيْنَا مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَعْلَاجِ أَحَدًا فَعَصَيْتُمُونِي وَلَقَدْ سُئِلَ مَالِكٌ عن الرَّجُلِ مِنَ الرُّومِ يَلْقَاهُ الْمُسْلِمُونَ فَيَقُولُ : إِنَّمَا جِئْتُ أَطْلُبُ الْأَمَانَ , فَيُقَالُ لَهُ : كَذَبْتَ ، وَلَكِنَّا حِينَ أَخَذْنَاكَ اعْتَلَلْتَ عَلَيْنَا بِهَذَا.

قَالَ : قَالَ مَالِكٌ : وَمَا يَدْرِيهِمْ هَذِهِ أُمُورٌ مُشْكِلَةٌ , قَالَ مَالِكٌ : فَأَرَى أَنْ يُرَدَّ إِلَى مَأْمَنِهِ.

قُلْتُ : أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ يَدْخُلُ إِلَى بِلَادِ الْإِسْلَامِ بِغَيْرِ أَمَانٍ ، فَيَأْخُذُهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ , أَيَكُونُ لَهُ أَمْ يَكُونُ فَيْئًا لِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ ؟ قَالَ : لَمْ أَسْمَعْ مِنْ مَالِكٍ فِيهِ شَيْئًا , إِلَّا أَنَّ مَالِكًا قَالَ فِيمَا وُجِدَ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ مِنْ سَوَاحِلِ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْعَدُوِّ ، فَزَعَمُوا أَنَّهُمْ تُجَّارٌ ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ , إِنَّ ذَلِكَ لَا يُقْبَلُ مِنْهُمْ ، وَلَا يَكُونُونَ لِأَهْلِ قَرْيَةٍ إِنْ سَقَطُوا إِلَيْهِمْ , وَلَكِنَّ ذَلِكَ إِلَى وَالِي الْمُسْلِمِينَ يَرَى فِيهِمْ رَأْيَهُ , وَأَنَا أَرَى أَنَّ ذَلِكَ فَيْءٌ لِلْمُسْلِمِينَ ، وَيُجْتَهَدُ فِيهِ الْوَالِي.

قُلْتُ : أَرَأَيْتَ الرُّومِيَّ يَحِلُّ بِسَاحِلِنَا تَاجِرًا ، فَيَنْزِلُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُعْطَى أَمَانًا , فَيَقُولُ : ظَنَنْتُ أَنَّكُمْ لَا تَتَعَرَّضُونَ لِمَنْ جَاءَكُمْ تَاجِرًا حَتَّى يَبِيعَ تِجَارَتَهُ ، وَيَنْصَرِفَ عنكُمْ , أَيُعْذَرُ بِهَذَا ، وَلَا يَكُونُ فَيْئًا ؟ قَالَ : سَمِعْتُ مَالِكًا ، وَسَأَلَهُ أَهْلُ الْمِصِّيصَةِ فَقَالَ : إِنَّا نَخْرُجُ فِي بِلَادِ الرُّومِ ، فَنَلْقَى الْعِلْجَ مِنْهُمْ مُقْبِلًا إِلَيْنَا , فَإِذَا أَخَذْنَاهُ قَالَ : إِنَّمَا جِئْتُ أَطْلُبُ الْأَمَانَ أَتَرَى أَنْ نُصَدِّقَهُ ؟ قَالَ : وَقَالَ مَالِكٌ : هَذِهِ أُمُورٌ مُشْكِلَةٌ ، وَأَرَى أَنْ يُرَدَّ إِلَى مَأْمَنِهِ , فَأَرَى هَؤُلَاءِ مِثْلَهُ إِمَّا قَبِلْتَ مَا قَالُوا ، وَإِمَّا رَدَدْتَهُمْ إِلَى مَأْمَنِهِمْ ، وَرَوَى ابْنُ وَهْبٍ ، عن مَالِكٍ فِي قَوْمٍ مِنَ الْعَدُوِّ يُوجَدُونَ قَدْ نَزَلُوا بِغَيْرِ إِذْنٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى ضِفَّةِ الْبَحْرِ فِي أَرْضِ الْمُسْلِمِينَ , فَيَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ تُجَّارٌ ، وَأَنَّ الْبَحْرَ لَفَظَهُمْ هُنَا ، وَلَا يَعْرِفُ الْمُسْلِمُونَ تَصْدِيقَ ذَلِكَ إِلَّا أَنَّ مَرَاكِبَهُمْ قَدِ انْكَسَرَتْ بِهِمْ وَمَعَهُمُ السِّلَاحُ , أَوْ يَشْكُونَ الْعَطَشَ الشَّدِيدَ ، فَيَنْزِلُونَ لِلْمَاءِ بِغَيْرِ إِذْنِ الْمُسْلِمِينَ ؟ قَالَ مَالِكٌ : ذَلِكَ إِلَى الْإِمَامِ يَرَى فِيهِمْ رَأْيَهُ , وَلَا أَرَى لِمَنْ أَخَذَهُمْ فِيهِمْ خُمْسًا لَا وَالٍ وَلَا غَيْرَهُ.

قَالَ ابْنُ وَهْبٍ : قَالَ مَالِكٌ : وَلَا يَكُونُ الْخُمْسُ إِلَّا فِيمَا أُوجِفَتْ عَلَيْهِ الْخَيْلُ وَالرِّكَابُ , خَمَّسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرَيْظَةَ ، وَقَسَّمَ النَّضِيرِ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ ، وَثَلَاثَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ , سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، وَأَبِي دُجَانَةَ ، وَالْحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةِ.

ابْنُ وَهْبٍ ، وَابْنُ لَهِيعَةَ ، عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ : لَيْسَ لِلْعَدُوِّ الْمُحَارَبِ إِذَا قَدِرَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ فِي نَفْسِهِ قَضَاءٌ , وَلَا أَمَرَهُمْ يَقْضُونَ فِي أَمْرِهِ مَا أَحَبُّوا لَيْسَ لِلْعَدُوّ أَنْ يَنْزِلُوا بِأَرْضِ الْمُسْلِمِينَ لِلتِّجَارَةِ ، وَلَا يُقْبَلُ مِنْهُمْ , إِلَّا أَنْ يَكُونُوا رُسُلًا بُعِثُوا فِي أَمْرٍ فِيمَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَعَدُوِّهِمْ , فَأَمَّا مَنْ أَخَذَهُ الْمُسْلِمُونَ ، فَزَعَمَ فَزَعَمَ أَنَّهُ جَاءَ لِلتِّجَارَةِ ، أَوْ مُسْتَأْمَنًا بَعْدَمَا أُخِذَ ، فَلَا أَمَانَ لَهُ.

ابْنُ وَهْبٍ.

قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ .

وَقَالَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ : إِنْ كَانُوا مِنْ أَرْضِ مَتْجَرٍ قَدْ أَمِنُوا بِالتِّجَارَةِ فِيهِمْ وَالِاخْتِلَافِ إِلَيْهِمْ ، فَهُمْ عَلَى مَنْزِلَةِ أَمَانٍ يَشْرَبُونَ مِنَ الْمَاءِ ، وَيَقْضُونَ حَاجَاتِهِمْ , وَإِنْ كَانُوا مِنْ أَرْضِ عَدُوٍّ ، وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَكُمْ وَلَا بَيْنَهُمْ ذِمَّةٌ ، وَلَمْ تَكُنِ التِّجَارَةُ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ عُذْرٌ بِقَوْلِهِمْ إِنَّا جِئْنَا تُجَّارًا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَعَدُوِّهِمْ بِحَبْلٍ قَدْ ثَبَتَ ، وَأَمْرٍ قَدْ جَرَى , وَلَوْ تُرِكَ أَشْبَاهُ هَذَا مِنَ الْعَدُوِّ لَمْ تَزَلْ عَيْنٌ مِنَ الْعَدُوِّ مُطِلَّةً عَلَى الْمُسْلِمِينَ يُحَذِّرُونَهُمْ ، وَيَطْمَعُونَ بِضَعْفِهِمْ.

وَقَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ وَلَقَدْ سَأَلْتُ مَالِكًا عن الرُّومِ يَنْزِلُونَ بِسَاحِلِ الْمُسْلِمِينَ مَعَهُمُ التِّجَارَاتُ بِأَمَانٍ ، فَيَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ ، ثُمَّ يَرْكَبُونَ الْبَحْرَ رَاجِعِينَ إِلَى بِلَادِهِمْ , فَإِذَا أَمْعنوا فِي الْبَحْرِ رَمَتْهُمُ الرِّيحُ إِلَى بَعْضِ بُلْدَانِ الْمُسْلِمِينَ غَيْرَ الْبِلَادِ الَّتِي كَانُوا أَخَذُوا فِيهَا الْأَمَانَ ؟ قَالَ : قَالَ مَالِكٌ : لَهُمُ الْأَمَانُ أَبَدًا مَا دَامُوا فِي تَجْرِهِمْ حَتَّى يَرْجِعُوا إِلَى بِلَادِهِمْ ، وَلَا أَرَى لَهُمْ أَنْ يُهَاجِرُوا


اقرأ أيضا::


u'v hg[km Yk sf,h v[hgh ,kshx ,`vhvd tgl d[],h gil pl,gm v[hgh ,kshx ,`vhvd d[],h

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدليلية (Tags)
سبوا, رجالا, ونساء, وذراري, يجدوا, حمولة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:28 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Content Relevant URLs by vBSEO