#1
| |||
| |||
منبر الدين أوصى بداره للمساكين أَرَأَيْتَ إِنْ أَوْصَى بِغَلَّةِ دَارِهِ أَوْ بِغَلَّةِ جِنَانِهِ لِلْمَسَاكِينِ , أَيَجُوزُ هَذَا فِي قَوْلِ مَالِكٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ. قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنْ أَوْصَى لِي بِخِدْمَةِ عَبْدِهِ حَيَاتِي , أَيَجُوزُ لِي أَنْ أَبِيعَ ذَلِكَ مِنَ الْوَرَثَةِ فِي قَوْلِ مَالِكٍ ؟ قَالَ : قَالَ مَالِكٌ : مَنْ أَخَدَمَ رَجُلًا عَبْدًا حَيَاتَهُ أَوْ حَبَسَ عَلَيْهِ مَسْكَنًا , فَإِنَّهُ يَجُوزُ لَهُ أَنْ يَشْتَرِيَهُ مِنْهُ , وَلَا يَجُوزُ لِلْأَجْنَبِيِّ أَنْ يَشْتَرِيَهُ مِنْهُ. قَالَ : إلَّا أَنَّ مَالِكًا قَالَ : وَأَرَى أَنَّ كُلَّ مَنْ صَارَ لَهُ مِنْ ذَلِكَ مِمَّنْ يَرْجِعُ إِلَيْهِ مثل الْوَرَثَةِ , أَنَّهُ جَائِزٌ لَهُ أَنْ يَشْتَرِيَهُ كَمَا كَانَ لِصَاحِبِهِ. قَالَ : وَلَقَدْ قَالَ لِي مَالِكٌ فِي الرَّجُلِ يُعْرِي الرَّجُلَ الْعُرْيَةَ ثُمَّ يَبِيعُ بَعْدَ ذَلِكَ حَائِطَهُ أَوْ يَبِيعُ ثَمَرَتَهُ , أَنَّهُ يَجُوزُ لِمُشْتَرِي الثَّمَرَةِ أَنْ يَشْتَرِيَهُ كَمَا كَانَ يَجُوزُ لِصَاحِبِهِ أَنْ يَشْتَرِيَهُ. قُلْتُ : وَكَذَلِكَ هَذَا فِي الْمَسَاكِينِ إِذَا أَسْكَنَ الرَّجُلُ رَجُلًا حَيَاتَهُ فِي وَصِيَّتِهِ أَوْ غَيْرِ وَصِيَّتِهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ. قُلْتُ : أَرَأَيْتَ هَذَا الَّذِي أَوْصَى لِرَجُلٍ بِخِدْمَةِ عَبْدِهِ , أَيَجُوزُ لَهُ أَنْ يَبِيعَهُ مِنَ الْوَرَثَةِ بِدَيْنٍ فِي قَوْلِ مَالِكٍ ؟ قَالَ : لَا أَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا وَلَا أَحْفَظُهُ عَنْ مَالِكٍ. قُلْتُ : وَلَا يَجُوزُ لِي أَنْ أَبِيعَ خِدْمَتَهُ مِنْ أَجْنَبِيٍّ مثل مَا كَانَ يَجُوزُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ الْوَرَثَةِ ؟ قَالَ : قَالَ مَالِكٌ : لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَبِيعَ خِدْمَتَهُ مِنْ أَجْنَبِيٍّ لِأَنَّهُ غَرَرٌ لَا يَدْرِي كَمْ يَعِيشُ إلَّا أَنْ يُوَقِّتَ وَقْتًا قَرِيبًا لَيْسَ بِالْبَعِيدِ. قُلْتُ : وَمَا هَذَا الْقَرِيبُ ؟ قَالَ : السَّنَةُ وَالسَّنَتَانِ وَالْأَمَدُ الْمَأْمُونُ , وَلَا يُكْرِيهِ إِلَى الْأَمَدِ الْبَعِيدِ الَّذِي لَيْسَ بِمَأْمُونٍ ، هَذَا قَوْلُ مَالِكٍ. قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنْ أَكْرَيْتُ مِنْ رَجُلٍ عَبْدًا عَشْرَ سِنِينَ , أَيَجُوزُ هَذَا فِي قَوْلِ مَالِكٍ ؟ قَالَ : سَأَلْتُ مَالِكًا عَنْهُ فَقَالَ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا يَفْعَلُهُ وَمَا أَرَى بِهِ بَأْسًا. قُلْتُ : وَمَا فَرْقُ مَا بَيْنَ الْخِدْمَةِ الَّتِي أَوْصَى بِهَا ، وَهَذَا الَّذِي ابْتَدَأَ إجَارَةَ الْعَبْدِ جَوَّزْتَهُ لِهَذَا وَلَمْ تُجَوِّزْهُ لِذَلِكَ الْأَجَلِ الْبَعِيدِ ؟ قَالَ : لِأَنَّ سَيِّدَ الْعَبْدِ إِذَا مَاتَ ثَبَتَ الْكِرَاءُ لِمَنْ تَكَارَاهُ عَلَى الْوَرَثَةِ حَتَّى يَسْتَكْمِلَ سِنِيهِ , وَلِأَنَّ الْمُوصَى لَهُ بِالْخِدْمَةِ إِذَا مَاتَ بَطَلَ فَضْلُ مَا تَكَارَى إِلَيْهِ لِأَنَّهُ يَرْجِعُ إِلَى الْوَرَثَةِ فَلَا يَجُوزُ مِنْ ذَلِكَ إلَّا الْأَمْرُ الْمَأْمُونُ. قُلْتُ : فَلَوْ أَوْصَى لِرَجُلٍ بِخِدْمَةِ عَبْدِهِ عَشْرَ سِنِينَ , فَأَكْرَاهُ الْمُوصَى لَهُ بِالْخِدْمَةِ عَشْرَ سِنِينَ , أَيَجُوزُ هَذَا فِي قَوْلِ مَالِكٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ , وَلَا يشبه هَذَا الْمُوصَى لَهُ بِالْخِدْمَةِ حَيَاتَهُ , لِأَنَّ مَنْ أَوْصَى لَهُ بِخِدْمَةِ عَبْدِهِ عَشْرَ سِنِينَ ثُمَّ مَاتَ الَّذِي أَوْصَى لَهُ بِخِدْمَةِ الْعَبْدِ فَوَرَثَتُهُ يَرِثُونَ خِدْمَتَهُ بَقِيَّةَ تِلْكَ السِّنِينَ. قُلْتُ : أَرَأَيْتَ الَّذِي أَوْصَى بِخِدْمَةِ الْعَبْدِ حَيَاتَهُ , فَصَالَحَ الْوَرَثَةَ مِنْ خِدْمَتِهِ عَلَى مَالِ أَخَذَهُ , فَمَاتَ الْعَبْدُ وَبَقِيَ الْمُخْدَمُ حَيًّا , هَلْ يَرْجِعُ عَلَيْهِ الْوَرَثَةُ بِشَيْءٍ مِمَّا أَخَذَهُ مِنْهُمْ أَمْ لَا ؟ قَالَ : لَا يَرْجِعُونَ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ. قُلْتُ : وَهَذَا قَوْلُ مَالِكٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ , وَهُوَ بَيْعٌ تَامٌّ لِأَنَّهُمْ إنَّمَا أَخَذُوهُ لِيَجُوزَ فِعْلُهُمْ فِيهِ فَهُوَ كَالشِّرَاءِ التَّامِّ . اقرأ أيضا::
المصدر: منتدي صور حب lkfv hg]dk H,wn f]hvi gglsh;dk f]hvi |
الكلمات الدليلية (Tags) |
أوصى, بداره, للمساكين |
| |