#1
| |||
| |||
تدبر حياتك اذا افلس الرجل وغريمه غائب أَرَأَيْتَ إِذَا فُلِّسَ الرَّجُلُ وَلِقَوْمٍ غُيَّبٍ عَلَيْهِ دَيْنٌ ، أَيَعْزِلُ الْقَاضِي أَنْصِبَاءَهُمْ أَمْ لَا فِي قَوْلِ مَالِكٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ , يَعْزِلُ الْقَاضِي أَنْصِبَاءَهُمْ عِنْدَ مَالِكٍ. قُلْتُ : فَإِنْ ضَاعَ أَنْصِبَاءُ الْغُيَّبِ بَعْدَمَا عَزَلَهَا الْقَاضِي لَهُمْ , كَانَ ضَيَاعُهَا مِنْهُمْ ؟ قَالَ : وَقَالَ مَالِكٌ : نَعَمْ. قَالَ : وَقَالَ مَالِكٌ : وَلَوْ كَانَ لَهُ غَرِيمٌ لَمْ يَعْلَمْ بِهِ , ثُمَّ قَدِمَ رَجَعَ عَلَيْهِمْ جَمِيعًا بِقَدْرِ حِصَّتِهِ , فَأَخَذَ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِقَدْرِ الَّذِي أَخَذَ مِنْ نَصِيبِهِ الَّذِي يَصِيرُ لَهُ فِي الْمُحَاصَّةِ. وَتَفْسِيرُ ذَلِكَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَفْلَسَهُ رَجُلَانِ , لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَيْهِ مِائَةُ دِرْهَمٍ , وَلِرَجُلٍ غَائِبٍ عَلَيْهِ مِائَةُ دِرْهَمٍ أَيْضًا , وَلَمْ يُعْلَمْ بِالْغَائِبِ ، فَفَلَّسُوا هَذَا الْغَرِيمَ فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ إِلَّا مِائَةَ دِرْهَمٍ , فَقُسِّمَتِ الْمِائَةُ بَيْنَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ , فَأَخَذَ هَذَا خَمْسِينَ وَهَذَا خَمْسِينَ , ثُمَّ قَدِمَ الْغَائِبُ وَأَثْبَتَ دَيْنَهُ , فَإِنَّهُ يَصِيرُ لَهُ فِي الْمُحَاصَّةِ مِنَ الْمِائَةِ ثَلَاثَةٌ وَثَلَاثُونَ وَثُلُثُ دِرْهَمٍ , وَقَدْ أَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا خَمْسِينَ , فَقَدْ أَخَذَ صَاحِبَاهُ فَضْلًا عَلَى حَقِّهِ سَبْعَةَ عَشَرَ إِلَّا ثُلُثَ دِرْهَمٍ , فَيَصِيرُ لَهُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ سَبْعَةَ عَشَرَ إِلَّا ثُلُثَ دِرْهَمٍ ، فَيُقَالُ لَهُمَا : ادْفَعَا إِلَيْهِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا سَبْعَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا إِلَّا ثُلُثَ دِرْهَمٍ مَا اسْتَفْضَلْتُمَاهُ بِهِ , وَهُوَ مِقْدَارُ حِصَّتِهِ فِي الْمُحَاصَّةِ ، فَإِنْ أَصَابَ أَحَدُهُمَا عَدِيمًا لَمْ يَكُنْ لَهُ قَبْلَ هَذَا الَّذِي أَصَابَ مَلِيًّا إِلَّا سَبْعَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا غَيْرَ ثُلُثٍ لِأَنَّ بَقِيَّةَ حَقِّهِ إِنَّمَا أَتْلَفَهُ الْآخَرُ , وَيَكُونُ ذَلِكَ دَيْنًا عَلَى الَّذِي أَتْلَفَهُ يَتْبَعُهُ بِهِ , وَهُوَ قَوْلُ مَالِكٍ. وَقَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ فِي الرَّجُلِ يَمْرَضُ فَيُقِرُّ فِي مَرَضِهِ بِدَيْنٍ لِأَجْنَبِيٍّ , وَبِدَيْنٍ لِابْنٍ لَهُ , وَقَدْ تَرَكَ بَنِينَ سِوَاهُ وَتَرَكَ مِائَةَ دِينَارٍ , فَأَقَرَّ أَنَّ لِلْأَجْنَبِيِّ عَلَيْهِ مِائَةَ دِينَارٍ , وَلِابْنِهِ عَلَيْهِ مِائَةَ دِينَارٍ , وَلَا مَالَ لَهُ غَيْرُ الْمِائَةِ , قَالَ : الِابْنُ وَالْأَجْنَبِيُّ يَتَحَاصَّانِ فِي الْمِائَةِ الدِّينَارِ , فَمَا صَارَ لِلْأَجْنَبِيِّ أَخَذَهُ , وَمَا صَارَ لِلْوَارِثِ , فَإِنْ أَجَازَهُ لَهُ الْوَرَثَةُ كَانَ أَوْلَى بِهِ , وَإِلَّا كَانَ مِيرَاثًا بَيْنَهُمْ. وَإِنَّمَا يُحَاصُّ الْوَارِثُ الْأَجْنَبِيَّ مِنْ قِبَلِ أَنَّهُ لَا تُهْمَةَ فِي إِقْرَارِهِ لِلْوَارِثِ حِينَ لَمْ يَتْرُكْ إِلَّا الْمِائَةَ ، لِأَنَّهُ لَوْ شَاءَ أَنْ لَا يُقِرَّ لِلْأَجْنَبِيِّ لَفَعَلَ , فَلَيْسَ لِلْأَجْنَبِيِّ هَهُنَا حُجَّةٌ عَلَى الْمَيِّتِ أَنْ يَقُولَ : فَرَّ عَنِّي بِالْمِائَةِ , وَإِنَّمَا الْحُجَّةُ لَهُ أَنْ لَوْ كَانَ دَيْنُهُ بِبَيِّنَةٍ فَأَدْخَلَ عَلَيْهِ مَنْ يُتَّهَمُ عَلَيْهِ , فَيَكُونُ لَهُ حِينَئِذٍ حُجَّةٌ ، وَهُوَ الَّذِي سَمِعْتُ مِنْ قَوْلِ مَالِكٍ . اقرأ أيضا::
المصدر: منتدي صور حب j]fv pdhj; h`h htgs hgv[g ,yvdli yhzf hgv[g ,yvdli |
الكلمات الدليلية (Tags) |
افلس, الرجل, وغريمه, غائب |
| |