#1  
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2021
المشاركات: 18,894
افتراضي اربح مع الله فى رجل باع عبده بعشرة دنانير


اربح مع الله
 فى رجل باع عبده بعشرة دنانيراربح مع الله
 فى رجل باع عبده بعشرة دنانيراربح مع الله
 فى رجل باع عبده بعشرة دنانير



أَرَأَيْتَ إِنِ اشْتَرَيْتُ عَبْدًا مَنْ رَجُلٍ بِعَشْرَةِ دَنَانِيرَ عَلَى أَنْ أَبِيعَهُ عَبْدِي بِعَشْرَةِ دَنَانِيرَ ؟ قَالَ : قَالَ مَالِكٌ : ذَلِكَ جَائِزٌ ، قُلْتُ : وَلَا يَكُونُ هَذَا عَبْدًا وَدَنَانِيرَ بِعَبْدٍ وَدَنَانِيرَ , وَقَدْ أَخْبَرْتَنِي أَنَّ مَالِكًا لَا يُجِيزُ الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ مَعَ إِحْدَى الذَّهَبَيْنِ سِلْعَةٌ أَوْ مَعَ الذَّهَبَيْنِ جَمِيعًا مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا سِلْعَةٌ , وَقَدْ أَخْبَرْتَنِي أَيْضًا أَنَّ مَالِكًا قَالَ : لَا يَكُونُ صَرْفٌ وَبَيْعٌ فِي صَفْقَةٍ وَاحِدَةٍ.

قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ : قَالَ مَالِكٌ : لَيْسَ هَذَا صَرْفًا وَبَيْعًا ، وَلَا ذَهَبًا وَسِلْعَةً بِذَهَبٍ وَسِلْعَةٍ ، لِأَنَّ هَذَا عَبْدٌ بِعَبْدٍ , وَالْعَشَرَةُ دَنَانِيرَ بِالْعَشَرَةِ دَنَانِيرَ مُلْغَاةٌ لِأَنَّهَا مُقَاصَّةٌ.

قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ يَكُنْ يُقَاصُّهُ بِهَا ، وَلَكِنَّهُ أَعْطَاهُ عَبْدًا وَعَشْرَةَ دَنَانِيرَ مَنْ عِنْدِهِ ، وَأَخَذَ مِنْ صَاحِبِهِ عَبْدَهُ وَعَشْرَةَ دَنَانِيرَ إِذَا اشْتَرَطَ أَنْ يُخْرِجَ الدَّنَانِيرَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَنْ عِنْدِهِ ؟ قَالَ : هَذَا لَا يَحِلُّ ؛ لِأَنَّ هَذِهِ دَنَانِيرُ وَعَبْدٌ بِدَنَانِيرَ وَعَبْدٍ ، قُلْتُ : وَإِنَّمَا يَنْظُرُ مَالِكٌ إِلَى فِعْلِهِمَا وَلَا يَنْظُرُ إِلَى لَفْظِهِمَا.

قَالَ : نَعَمْ ، إِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَى فِعْلِهِمَا ، فَإِنْ تَقَاصَّا بِالدَّنَانِيرِ كَانَ الْبَيْعُ جَائِزًا ، وَإِنْ لَمْ يَتَقَاصَّا بِالدَّنَانِيرِ ، وَأَخْرَجَ هَذَا الدَّنَانِيرَ مِنْ عِنْدِهِ وَهَذَا الدَّنَانِيرَ مِنْ عِنْدِهِ ، فَهَذَا الَّذِي لَا يَحِلُّ إِذَا كَانَ مَعَ الذَّهَبَيْنِ سِلْعَةٌ مِنَ السِّلَعِ أَوْ مَعَ إِحْدَى الذَّهَبَيْنِ سِلْعَةٌ مِنَ السِّلَعِ ، إِذَا كَانَ بِذَلِكَ وَجَبَ بَيْعُهُمَا ، قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنِ اشْتَرَيْتَ مَنْ رَجُلٍ عَبْدَهُ بِعَشْرَةِ دَنَانِيرَ ، عَلَى أَنْ أَبِيعَهُ عَبْدِي بِعَشْرَةِ دَنَانِيرَ ، وَضَمِيرُنَا عَلَى أَنْ يُخْرِجَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا الدَّنَانِيرَ مِنْ عِنْدِهِ ، فَيَدْفَعُ إِلَى صَاحِبِهِ عَبْدَهُ وَعَشْرَةَ دَنَانِيرَ مَنْ عِنْدِهِ ، فَأَرَدْنَا بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ نَتَقَاصَّ بِالدَّنَانِيرِ وَلَا نُخْرِجُ الدَّنَانِيرَ ، وَيَدْفَعُ عَبْدَهُ وَأَدْفَعُ عَبْدِي ، أَيَجُوزُ هَذَا الْبَيْعُ فِي قَوْلِ مَالِكٍ أَمْ لَا ؟ قَالَ : إِذَا كَانَ ذَلِكَ الضَّمِيرُ هُوَ عِنْدَهُمْ كَالشَّرْطِ فَلَا خَيْرَ فِيهِ وَإِنْ تَقَاصَّا فَالْبَيْعُ بَيْنَهُمَا مُنْتَقَضٌ ، لِأَنَّ مَالِكًا قَالَ : لَوِ اشْتَرَطَا أَنْ يُخْرِجَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا الدَّنَانِيرَ مِنْ عِنْدِهِ كَانَ الْبَيْعُ بَاطِلًا ، وَلَمْ يَجُزْ لَهُمَا أَنْ يَتَقَاصَّا بِالدَّنَانِيرِ ، لِأَنَّ الْعُقْدَةَ وَقَعَتْ حَرَامًا , فَلَا يَجُوزُ هَذَا الْبَيْعُ عَلَى حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ ، قُلْتُ : فَلَوْ بِعْتُهُ عَبْدِي بِعَشْرَةِ دَنَانِيرَ عَلَى أَنْ يَبِيعَنِي عَبْدَهُ بِعِشْرِينَ دِينَارًا ؟ قَالَ : قَالَ مَالِكٌ : لَا بَأْسَ بِذَلِكَ ، إِنَّمَا هُوَ عَبْدٌ بِعَبْدٍ وَزِيَادَةُ عَشْرَةِ دَنَانِيرَ ، قُلْتُ : فَإِنْ كَانَا اشْتَرَطَا أَنْ يُخْرِجَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا الدَّنَانِيرَ مِنْ عِنْدِهِ ؟ قَالَ : أَرَى ذَلِكَ حَرَامًا لَا يَجُوزُ ، قُلْتُ : فَإِذَا وَقَعَ اللَّفْظُ مِنَ الْبَائِعِ وَالْمُشْتَرِي فَاسِدًا لَمْ يَصْلُحْ هَذَا الْبَيْعُ فِي قَوْلِ مَالِكٍ بِشَيْءٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، لِأَنَّ اللَّفْظَ وَقَعَتْ بِهِ الْعُقْدَةُ فَاسِدَةً ، قُلْتُ : وَكَذَلِكَ إِنْ كَانَ اللَّفْظُ صَحِيحًا وَوَقَعَ الْقَبْضُ فَاسِدًا ، فَسَدَ الْبَيْعُ فِي قَوْلِ مَالِكٍ ؟ قَالَ : قَالَ مَالِكٌ : إِنَّمَا يُنْظَرُ فِي الْبُيُوعِ إِلَى الْفِعْلِ ، وَلَا يُنْظَرُ إِلَى الْقَوْلِ , فَإِنْ قَبُحَ الْقَوْلُ وَحَسُنَ الْفِعْلُ فَلَا بَأْسَ بِهِ ، وَإِنْ قَبُحَ الْفِعْلُ وَحَسُنَ الْقَوْلُ لَمْ يَصْلُحْ ، قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنْ بَاعَ سِلْعَةً بِعَشْرَةِ دَنَانِيرَ إِلَى أَجَلٍ عَلَى أَنْ يَأْخُذَ بِهَا مِائَةَ دِرْهَمٍ ، أَيَكُونُ هَذَا الْبَيْعُ فَاسِدًا أَمْ لَا ؟ قَالَ : لَا يَكُونُ فَاسِدًا ، وَلَا بَأْسَ بِهَذَا عِنْدَ مَالِكٍ ، قُلْتُ : لِمَ ؟ قَالَ : لِأَنَّ اللَّفْظَ هَاهُنَا لَا يُنْظَرُ إِلَيْهِ لِأَنَّ فِعْلَهُمَا يَئُوبُ إِلَى صَلَاحٍ وَأَمْرٍ جَائِزٍ ، قُلْتُ : وَكَيْفَ يَئُوبُ إِلَى صَلَاحٍ وَهُوَ إِنَّمَا شَرَطَ الثَّمَنَ عَشْرَةَ دَنَانِيرَ يَأْخُذُ بِهَا مِائَةَ دِرْهَمٍ ؟ قَالَ : لِأَنَّهُ لَا يَأْخُذُ بِهَا الدَّنَانِيرَ أَبَدًا ، إِنَّمَا يَأْخُذُ دَرَاهِمَ , فَقَوْلُهُ عَشْرَةُ دَنَانِيرَ لَغْوٌ ، فَلَمَّا كَانَتِ الْعَشَرَةُ فِي قَوْلِهِمَا لَغْوًا ، عَلِمْنَا أَنَّ ثَمَنَ السِّلْعَةِ إِنَّمَا وَقَعَ بِالْمِائَةِ دِرْهَمٍ ، وَإِنْ لَفَظَا بِمَا لَفَظَا بِهِ ، قُلْتُ : فَالَّذِي بَاعَ سِلْعَةً بِعَشْرَةِ دَنَانِيرَ عَلَى أَنْ يَشْتَرِيَ مِنْ صَاحِبِهِ سِلْعَةً أُخْرَى بِعَشْرَةِ دَنَانِيرَ عَلَى أَنْ يَتَنَاقَدَا الدَّنَانِيرَ ، فَلَمْ يَتَنَاقَدَا الدَّنَانِيرَ وَتَقَابَضَا السِّلْعَتَيْنِ ، لِمَ أَبْطَلْتَ الْبَيْعَ بَيْنَهُمَا , وَإِنَّمَا كَانَ اللَّفْظُ لَفْظَ سُوءٍ وَالْفِعْلُ فِعْلٌ صَحِيحٌ ؟ قَالَ : لِأَنَّهُمَا لَمَّا اشْتَرَطَا تَنَاقُدَ الدَّنَانِيرِ نُظِرَ إِلَى فِعْلِهِمَا هَلْ يَئُوبُ إِلَى فَسَادٍ ، إِنْ أَرَادَا أَنْ يَفْعَلَا ذَلِكَ قَدَرًا عَلَيْهِ ، فَإِنْ كَانَ يَئُوبُ إِلَى فَسَادٍ إِذَا فَعَلَا ذَلِكَ وَيَقْدِرَانِ عَلَى أَنْ يَفْعَلَاهُ , فَالْبَيْعُ بَاطِلٌ بِاللَّفْظِ , وَإِنْ لَمْ يَفْعَلَاهُ لِأَنَّهُمَا إِذَا كَانَا يَقْدِرَانِ عَلَى أَنْ يَفْعَلَا ذَلِكَ فَيَكُونُ فَاسِدًا ، فَإِنَّهُمَا وَإِنْ لَمْ يَفْعَلَا فَكَأَنَّهُمَا قَدْ فَعَلَاهُ ، وَقَدْ وَقَعَتِ الْعُقْدَةُ عُقْدَةُ الْبَيْعِ عَلَى أَمْرٍ فَاسِدٍ يَقْدِرَانِ عَلَى فِعْلِهِ ، قُلْتُ : وَالْأَوَّلُ الَّذِي بَاعَ سِلْعَتَهُ بِعَشْرَةِ دَنَانِيرَ عَلَى أَنْ يَأْخُذَ بِالدَّنَانِيرِ مِائَةَ دِرْهَمٍ لِمَ فَرَّقْتَ بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ هَذَيْنِ ؟ قَالَ : لِأَنَّ لَفْظَ هَذَيْنِ كَانَ غَيْرَ جَائِزٍ وَلَفْظُهُمَا يَئُوبُ إِلَى صَلَاحٍ ، وَلَا يَئُوبُ إِلَى فَسَادٍ ؛ لِأَنَّهُمَا لَا يَقْدِرَانِ عَلَى أَنْ يَجْعَلَا فِي ثَمَنِ السِّلْعَةِ فِي فِعْلِهِمَا إِلَّا الدَّرَاهِمَ ، لَا يَقْدِرَانِ عَلَى أَنْ يَجْعَلَا فِي ثَمَنٍ السِّلْعَةِ دَنَانِيرَ ثُمَّ دَرَاهِمَ ؛ لِأَنَّهُ شَرَطَ ثَمَنَ السِّلْعَةِ دَنَانِيرَ عَلَى أَنْ يَأْخُذَ بِهَا دَرَاهِمَ ، فَإِنَّمَا يَئُوبُ فِعْلُهُمَا إِلَى صَلَاحٍ حَتَّى يَصِيرَ الَّذِي يَأْخُذُ فِي ثَمَنِ السِّلْعَةِ دَرَاهِمَ لَا يَقْدِرَانِ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ ، فَلِذَلِكَ جَازَ .


اقرأ أيضا::


hvfp lu hggi tn v[g fhu uf]i fuavm ]khkdv fuavm

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدليلية (Tags)
عبده, بعشرة, دنانير

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:57 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Content Relevant URLs by vBSEO