صور حب




منتدي صور حب
العودة   منتدي صور حب > الاقسام الاسرية > صحة المرأة - صحة المرأة الحامل - صحة الطفل

كلمة للام الموازنة في التربية

صحة المرأة - صحة المرأة الحامل - صحة الطفل

إضافة رد
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2021
المشاركات: 19,066
افتراضي كلمة للام الموازنة في التربية




كلمة للام الموازنة في التربيةكلمة للام الموازنة في التربيةكلمة للام الموازنة في التربيةكلمة للام الموازنة في التربية



السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ابني عمره سنة ونصف، وأعمل جاهدا أن أربيه أفضل تربية وأوفر له كل ما يلزمه، ولكني لا أعرف ما هو الأسلوب الأفضل لجعله ينشأ على طاعة الله وعلى عبادته، وأن يكون قوي الشخصية وثقته بالنفس عالية ولا يخشى أقرانه من الأطفال، وأن يكون مجتهدا في مدرسته وأن يكون تحصيله العلمي ممتازا، وأن يكون صبوراً وقادرا على حل مشاكله بنفسه، خصوصا أنه مقبل على فترة تكوّن شخصيته، فهل الشدة في التربية تؤدي إلى مثل هذه النتائج أم الإرشاد؟ ومتى أستخدم الشدة ومتى أستخدم الإرشاد؟!

وشكرا.



الاجابة

فهذا سؤال من يحمل هم هذه الأمانة العظيمة التي قد ألقيت على عاتقه، نعم..إنك تريد أن تُنشئ هذه الذرية النشأة الصالحة التي يرضى الله تعالى عنها، وكأننا بك تجلس وتنظر إلى طفلك الحبيب فتقر به عينك ثم بعد ذلك تنظر إليه نظرة الأب الشفوق الذي يريد له سعادة الدنيا وسعادة الآخرة، ولقد أحسنت في هذا إحسانًا عظيمًا، قال الله تعالى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}، وقال صلوات الله وسلامه عليه: (كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راعٍ ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، فكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته) متفق عليه.

فهذه هي الأمانة التي حمَّلها الله تعالى أولياء الأمور، بل ورد الوعيد الشديد فيمن فرط فيها، وحسبك بذلك ما تقدم من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته)، فهو الوقوف أمام الله بالسؤال عن هذه الرعية، ولذلك ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من راعٍ يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة) والعياذ بالله تعالى.

فسعيك سعي حميد كريم، فإنك قد أشرت إلى ما يجمع له خير الدنيا وخير الآخرة، فأنت تريده ناشئًا على عبادة الله وطاعته وقد بدأت بهذا الأمر فجعلته أول الأمور، ثم بعد ذلك ذكرت ما يصلح أمر دنياه، فهذا هو الذي ينبغي لهذه الذرية النظر في مصلحة دينها ودنياها، وبهذا يحصل المقصود فإن التربية من آكد الواجبات الشرعية التي يلزم الوالدين القيام بها والحرص عليها، وهذا يحتاج منك بداية إلى وقفات عظيمة:

أولها: اللجوء إلى الله جل وعلا والسؤال التوفيق لذريتك، كما كان هو دعاء عباد الرحمن {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً}، وكما حكى الله جل وعلا من دعاء العبد الصالح {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}، وتأمل في دعاء خليل الرحمن بعد نبينا صلوات الله وسلامه عليهم حيث يحكي الله عز وجل من دعائه: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ}، وقال في دعائه الخاشع المخبت المنيب أيضًا: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}، وقال أيضًا في نفس الدعاء: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ}، فتأمل هذا الحرص العظيم كيف يدعو لذريته ويحرص على صلاحهم فسأل الله لهم صلاح الدين والدنيا معًا، فلجوؤك إلى الله جل وعلا وسؤالك إياه أن يوفق ذريتك وأن يشرح صدورها لما يحبه ويرضاه من آكد الأسباب التي تعين على تحصيل المقصود، وهذا هو أساس الأمر وهو التوكل على الله جل وعلا، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}.

الوقفة الثانية: معرفة الطريق السليم في تربية الطفل، فهذا يحتاج منك إلى موازنة سليمة مستقيمة، بحيث لا يكون هناك إفراط ولا تفريط، وشرح هذا الكلام أن يكون هناك إعطاء للولد حقه الفطري الذي يحتاجه كطفل وذلك بإشعاره بالحب والحنان، فضمة منك له على صدره تعطيه دفعة عظيمة يشعر فيها بعمق العاطفة، بل إن هذا يؤثر في نفسه تأثيرًا حسنًا، وباستخدام هذا الأسلوب الفطري، وهو الرعاية العاطفية وإغداق الحنان على طفلك يحصل له نمو لهذه العواطف نموًا سليمًا وتستقر نفسه وتعتدل شخصيته، ولذلك فإن عامة البحوث الاختصاصية تثبت أن أحوج ما يكون الطفل فيه إلى والديه وإلى الحياة الأسرية في مثل هذه السن وما بعدها؛ لأنها تتكون فيه مداركه وشعوره بالجو الأسري والوضع الاجتماعي السليم الذي يُنشئه النشأة الصالحة، فهذا من الناحية العاطفية، وهذا لو تُرك الأمر فيه للفطرة لكان أمرًا حسنًا مستقيمًا، فإن الفطرة تدعو إلى ضم الولد على الصدر وتقبيله، ولذلك كان صلوات الله وسلامه عليه يقبِّل الحسن والحسين ويلاعبهم – بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه –، وكان يحملهما ويضاحكهما صلى الله عليه وسلم، وهذا يزرع في أنفسهم العلاقة الاجتماعية السوية.

وكما أشرنا فهو يُنشئ الشخصية المتكاملة من الناحية العاطفية، وكذلك الإشارة إلى الجانب التربوي، فالطفل في مراحل عمره يحتاج إلى تعديل في كيفية أسلوب التربية، فيعامل الطفل في سن ولدك الحبيب حفظه الله تعالى ورعاه بما يليق بعقله وفهمه، ويعطى من التوجيهات التي يصلح أن يعطاها وبالأسلوب الذي يفهمه وبالقدر المناسب لاستيعابه ومداركه، وهذا بخلاف الولد إذا وصل إلى ثلاث سنوات أو أربع، فإنه يعطى بعد ذلك من التوجيهات ويعامل بأسلوب يختلف عن معاملة الطفل الصغير الذي في مثل سن ولدك، وبهذا يحصل الاعتدال، ويجمعه لك ثلاثة قواعد:

(أ‌) القاعدة الأولى: الرعاية العاطفية الفطرية التي تجعل الطفل يحصل له الإشباع العاطفي.

(ب‌) القاعدة الثانية: إعطاء التوجيه والتنبيه بما يناسب مدارك الطفل.

(جـ) القاعدة الثالثة: إعطاء فسحة تقتضيها طفولته من اللعب والمرح البريء الذي جُبل على تحصيله، وهذه القاعدة تحتاج إلى شرح لطيف وهي الوقفة الثالثة:
بحيث يعطى الطفل حقه من اللعب والمرح بأن يعبر عن طاقاته النفسية بالركض والقفز وغير ذلك من الألعاب التي يهوى أن يقوم بها، ولو قدر أنه صرخ ورفع صوته أثناء اللعب فلا مانع أن يُترك ليعبر عمَّا في نفسه، فإن هذه من مشاعره وطريقة التعبير عن فرحه وابتهاجه بخلاف ما إذا كان جالسًا في حضرة بعض الأهل سواء كان في مجلس الرجال أو مجلس النساء فحصل منه هذا الصراخ الكثير في غير موضعه فحينئذ ينبه ويُرشد إلى أنه لا ينبغي أن يقوم بهذا، ولا مانع أن يُكلَّم حتى أمام الناس في هذه الحالة ولكن ليكن هنالك توجيه له بعد ذلك في حال بقائه مع الوالدين، فهذا أولى وأحسن،

وطريق التوجيه يحتاج أيضًا إلى وقفة وهي: أن يستخدم فيها الأسلوب النافع الذي يؤدي إلى الثمرة، فالطفل في مثل سن ولدك قد لا يستوعب توجيهًا مباشرًا، وحتى لو تم توجيهه إليه فإنه قد لا يستمر عليه، ولكن هناك أساليب حسنة فلتحفظها:

(أ‌) الأسلوب العملي: وذلك بأن تطبق أمامه بعض الآداب التي تريد أن يتعلمها، فخذ مثالاً على ذلك: إذا دخل والدك الكريم – وهو جده – فقمت إليه وقبلت يده فإنه حينئذ لو سلم عليه فقد يقوم بهذا العمل تلقائيًّا لأنه رأى أباه يقبل يد جده، فينطبع في نفسه هذا الأمر ويستقر تلقائيًا ولا حاجة حينئذ للتوجيه بالأمر المباشر، ولا مانع منه إذا اقتضى الأمر، والمقصود هو الأسلوب العملي.

(ب‌) أسلوب الحوار: وهذا يختلف بحسب سن الطفل واستيعاب مداركه فتجري حوارًا مع زوجتك الكريمة لبعض الآداب التي تريد أن تعلمه إياها: فها هي الآن مثلاً تتعمد أن تأكل بطريقة غير حسنة يأكل بها الطفل فتوجهها حينئذ أن هذا الأسلوب لا ينبغي وأن الأفضل أن تقوم بكذا، فتقول: نعم..سأفعل ذلك ثم تطبق الموقف الصحيح، فبهذا ينطبع في نفسه أيضًا هذا الأمر بالسلوك غير المباشر.

(ج) أسلوب الاقتداء: ويكون ذلك باقتدائه بالأطفال المؤدبين الذين يكتسب منهم حسن الخلق والتعامل الحسن، فهذا أيضًا يؤدي إلى أن يقتدي بهم وأن يكتسب منهم أثناء التعامل، وهذا من آكد الأسباب الحسنة التي تحصل له، فإن الأطفال يتعلمون من بعضهم بعضًا، بل إن الناس يتعلمون من بعضهم بعضًا فهم كأسراب الطيور مجبولون على تقليد بعضهم بعضًا، وهذا وكما أشرنا لابد أن يكون بحسب السن وحسب المدارك، ولا ريب أن سن طفلك الحبيب حفظه الله تعالى ورعاه لا يحتمل كثيرًا من هذه الأمور لأنه لا زال في فطرة الطفولة المبكرة التي قد لا يستطيع فيها إدراك بعض هذه المعاني.

الوقفة الخامسة: أن يكون هناك تعويد على طاعة الله عز وجل منذ أن يستوعب معنى القربة ومعنى الثواب ومعنى العقاب عند الله جل وعلا، وهذا وكما هو معلوم قد ثبت فيه الحديث الصحيح الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي خرجه أبو داود في السنن: (مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر)، فيعلم الطفل الصلاة في سن السابعة ويحث عليها ويرغب فيها ويذكر له ما فيها من الأجر ويُصطحب إلى بيت الله عز وجل ليؤديها مع الجماعة في المسجد فيتعود على ذلك وينشأ في نفسه تقوى الله ومعاني الإيمان العظيمة. هذا عدا الوعظ المباشر الذي تستخدمه، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ...} الآيات.

ولاحظ أن لقمان رضي الله عنه قد ذكر في هذه التوجيهات الإيمانية العقدية والتوجيهات الدينية العملية والتوجيهات الأدبية، وتضمنت أيضًا علاقة الولد بربه وعلاقته بوالديه وعلاقته بنفسه وعلاقته بالناس، فكل ذلك في هذه الموعظة الجلية العظيمة، وهذا هو الذي ينبغي أن يتبع أيضًا في تربية الأولاد، ونكرر أيضًا مع القاعدة العظيمة التي لا بد من مراعاتها وهي: مراعاة السن والمدارك واحتمال الفهم لمثل هذه الأمور.

نسأل اللهَ عز وجل أن يشرح صدوركم وأن ييسر أموركم وأن يجعلكم من عباد الله الصالحين وأن يوفقكم لما يحب ويرضى.

وبالله التوفيق.


اقرأ أيضا::


;glm gghl hgl,h.km td hgjvfdm



رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدليلية (Tags)
الموازنة, التربية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


كلمة للام الموازنة في التربية

سياسةالخصوصية


الساعة الآن 04:40 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Content Relevant URLs by vBSEO