|
#1
| |||
| |||
 هنا شرفيني فقدت أحساسي بالأمان في بيت أهلي                                 السؤال بسبب معاملة والدي القاسية أصبحنا ليس لدينا ثقة بأنفسنا، وعندما نقدم على خطوة في حياتنا إما نندم عليها، وإما لا نقدم عليها خوفا من عواقبها وعدم تحمل مسئوليتها. بالإضافة لهذه المعاملة فنحن قاسينا كثيرا بسبب الوالد، وغير ذلك لم تفلح أي صداقات لنا، إما هي صداقة مصلحة أو في الدراسة فقط. لم أشعر بالأمان في ظل هذه الأسرة أو المجتمع. أرجو أن تساعدوني فأنا الآن لوحدي ولا أحد يشعر بي وأنتم إخوتي في الإسلام وأريد مساعدتكم ووقوفكم بجانبي. الإجابــة فإن من يظن أن هذه المشكلة التي قد عانيتم منها قديمًا وحديثًا هي مشكلة سهلة، فلا ريب أنه مخطئ في ظنه هذا، بل إن هذا الأمر الذي تعرضتم له والذي حرمكم الحنان والشعور بالأمان قد ظهر جليًا في شعوركم الحالي وهو عدم الشعور بالثقة، والشعور بفقدان الأمان. وقبل أن نشير إلى علاج هذا الأمر نود الإشارة إلى أننا نلمس وبوضوح أنك بحمد الله فتاة عاقلة راشدة، فأنت مدركة المشكلة والسبب أيضًا، وهذا الفهم السليم يعين كثيرًا على الخروج من كل الآثار السلبية الناتجة عن هذا الأمر، فهذه أول إشارة. والإشارة الثانية: أن والدك – عفا الله عنه – ومع قسوته التي أشرت إليها، إلا أنه لم يكن يقسو عليكم بغضًا لكم أو نفورًا منكم، ولكنه كان يفعل ذلك إما لطبعه الذي تعود عليه، أو لظنه أن هذا هو الأسلوب في التربية السليمة، فالتمسي له العذر، واسألي له الله تعالى المعافاة والمغفرة في الدنيا والآخرة. وأما عن طريق الخروج من أي أثر أشرت إليه أو لم تشيري إليه، فإن أول خطوة وأجلها هو استعانتك بالله تعالى، واستمدادك القوة والتسديد منه؛ فقد قال تعالى: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} أي فهو كافيه وناصره، وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله). والخطوة الثانية: هي تجديد العزم والنية على أن تكوني أنت الفتاة الصالحة وصاحبة الخلق وصاحبة الدين، نعم – يا أختي – فإن صلاح دينك وحسن خلقك، هو الذي يجعلك الفتاة القوية في إيمانها، والقوية في عزيمتها على النجاح، بل والقوية حتى في رأيها وتفكيرها، فتأملي – مثلاً – كيف قصَّ الله تعالى علينا قصة الفتاة التي سقى لها موسى عليه الصلاة والسلام – هي وأختها – فجاءته وهي مستحية خجلة؛ قال تعالى: {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} ثم لما خلت بأبيها أشارت عليه بأن يستأجر موسى فقال تعالى: {قالت إحداهما يا أبتِ استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين} بهذا العقل الراجح، وبهذا المنطق الواضح، مع الحياء والستر. إذن فالدين والخلق هما أول ما يجعلك تنهضين بنفسك، وترتفعين بهمتك لتقطفي معالي الأمور، وأما عدم حصول الصداقة والصحبة، فإن الغالب أن هذا راجع لنوع الصداقة، فهي كما جاء في كلامك (صداقة مصلحة أو مدرسة) فاجعلي همك في تحصيل الصديقة صاحبة الدين والخلق والحياء، فهذه هي التي تدوم مودتها وعشرتها، بل قال تعالى: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} فاصبري حتى تظفري بمثل هذه الصداقة، ولا تحزني لقلة الوفاء في كثير ممن تخالطين، لأن هذا هو الغالب والشائع. وأيضًا فحاولي استثمار وقتك في كل ما يعود عليك بالنفع في دينك ودنياك، كحفظ سور من كتاب الله تعالى، وكتعليم بعض العلوم النافعة، فابذلي جهدك في الارتقاء بنفسك، وكوني كما قال صلى الله عليه وسلم مرشدًا موجهًا: (إن الله يحب معالي الأمور، ويكره سفسافها) والسفساف هو الحقير، أي يكره محقرات الأمور، وقد أحسن من قال: نفسُ عصامٍ سودتْ عصامًا *** وعلمته الكرَّ والإقداما وصيرتـه ملكًا همامــًا ونحن نود دوام مراسلتك للشبكة الإسلامية لتجدي إخوة لك يقدمون لك كل ما تحتاجينه من النصح والمشورة، ونسأل الله لك التوفيق والهدى والسداد والفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة. وبالله التوفيق. اقرأ أيضا::
المصدر: منتدي صور حب ikh avtdkd tr]j Hpshsd fhgHlhk td fdj Higd Hpshsd fhgHlhk  |
 |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| فقدت, أحساسي, بالأمان, أهلي |
| |
العرض العادي
