|
#1
| |||
| |||
 مهم جدا أبي لا يتخلى عن أموالي في البيت                                 السؤال أنا أبلغ من العمر 27 عاماً، ومنذ 7 سنوات وأنا أعمل وأصرف على إخواني وأخواتي، ووالدي من النوع الذي لا يُقدِّر القرش، وشعاره في الدنيا ربنا بكرة بيسر، وشعاري أنا اعقلها وتوكل، ومصروف البيت زاد عن المنطقي مع أننا عائلة كبيرة وبسيطة جداً وليس لدينا ما يؤمن مستقبلنا. ولقد أخبرت والدي مؤخراً أنني لن أساهم في مصروف المنزل بعد الآن لأنني أريد إكمال دراستي، وأريد أن أوفر بعض النقود لشراء منزل أو أرض لتأمين أمي وأخواتي، ولكن والدي غضب علي ولم يعد يحادثني بحجة أنه رب الأسرة الذي يجب ان يقرر كيف يُصرف كل فلس حتى ولو كان من عمل غيره، وهذا يشمل زوجة أخي أيضاً حيث أصبح يطالبها بأن تسلمه راتبها، وكل ما خاطبه أحدٌ في هذا الموضوع أجاب قائلاً: أنت ومالك لأبيك. فأين الصواب؟ وهل هذه الحياة ترضي رب العالمين؟! الإجابــة فمن الواضح بحمد الله تعالى أنكِ فتاةٌ مؤمنة عاقلة تحرصين على تحقيق مصالحك الدينية والدنيوية، وهذا هو تمام العقل وكمال الفهم؛ فإن المؤمن يحرص على ما ينفعه في دينه، وعلى ما ينفعه أيضاً في دنياه، فيجمع بين الأمرين ويظفر بمزايا المسلكين. وهذا الأصل العظيم قد بيَّنه النبي صلى الله عليه وسلم بياناً عظيماً جامعاً لكل هذه المعاني في كلمات يسيرات لطيفات؛ فقال صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز) رواه مسلم، فبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن المؤمن يحرص على كل ما ينفعه في دينه ودنياه، ثم بيَّن الأصل الأعظم الذي يحقق به الإنسان هذه المصالح وهو الاستعانة بالله والتوكل عليه، ولذلك قال: (واستعن بالله)، ثم بعد ذلك يكون تحصيل الأسباب المُوصلة إلى هذه المصالح فقال صلى الله عليه وسلم: (ولا تعجز) أي ابذل وسعك في الأسباب الموصلة إلى هذا الأمر الذي تريده. وأنتِ بحمد الله تعالى ساعيةٌ في أسباب تحقيق مصالحك الدينية والدنيوية، لا سيما وأنت تقصدين بذلك توفير منزل الأسرة الذي يجمعها والذي يجعلها تشعر بالأمان والاستقرار، فهذا مقصدٌ عظيم صالح. مضافاً إلى ذلك أنكِ فتاة غير متزوجة إلى هذا الحين فتحتاجين إلى تهيئة نفسك للزواج، ولا مانع أن يكون لديك من المال ما يعين زوجك في المستقبل بإذن الله تعالى، فحرصكِ بحمد الله تعالى هو حرصٌ غير مذموم، ولكن نود لفت نظرك الكريم إلى أن الأسلوب الذي اتبعته مع والدك الكريم لم يكن بالأسلوب الأنسب في هذا المقام، فإنكِ قد بيَّنت لوالدكِ أنك لن تشاركي في مصروف المنزل بعد الآن بسبب الدراسة وبسبب نية شراء المنزل للأسرة، فهذا الأسلوب يُشعر والدكِ وكأنكِ قد خرجت عن طوعه وطرحت كلامه وراء ظهرك - هذا من وجهة نظره - وكان الأولى أن تتخذي في ذلك أسلوباً ألطف وأيسر، فمثلاً لو جئتِ إلى والدك ممهدة للكلام بأن تقولي مثلاً: ما رأيك يا أبي في إكمال دراستي فإنني أود الدراسة في هذا العام؟ ففي الغالب لن تجدي الممانعة، وتلقائياً ستجدين أنك قد اقتطعت المبلغ اللازم لمصاريف الدراسة من راتبك دون أي إحراج أو إزعاج، وكذلك الشأن في شراء المنزل أو الأرض، فهذا يكون بإثارة هذه الفكرة أولاً وتزيينها ومشاركة الوالدة في الإقناع، ثم بعد ذلك تكون الموافقة الرفيقة السهلة من والدك، فإن والدك – حفظه الله تعالى – يشعر أنه رب الأسرة وقائدها، فهو رُبان السفينة ويريد من ركابها أن يكونوا مطاوعين له لاسيما وهم فلذات أكباده الذين سهر عليهم وبذل نفسه وماله لأجلهم، فلا يتصور منهم إلا الطاعة والموافقة والإجلال والإكرام، وحُقَّ له ذلك فإنه مستحقٌ لكل هذا. ومع هذا فإن نظرته إلى مال الولد وكيفية التصرف معه في هذا المال فيها نظر؛ فإن لكِ الحق في أن تدخري من مالك الذي تكسبينه بجهدك وعرقك. وأما ما أشرتِ إليه من عبارة (أنتَ ومالك لأبيك) هو حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه أبو داود في السنن، وليس معناه أن الولد أو البنت جميع مالهما ملكٌ للأب، ولكن المعنى أن الولد – بنتاً كان أم ابناً – إذا كان لديه مال واحتاج أبوه إلى هذا المال لينفق على أموره الضرورية فحينئذٍ يتوجه عليه أن يعينه، وليس المعنى أن مال الولد ملك الأب فيفعل فيه ما يشاء وقت ما يشاء، فهذا المعنى غير مراد وليس هو مورد الحديث. ومع هذا فلا بد من التلطف مع والدك ومن إقناعه بالأسلوب اللطيف، فبالكلمة الطيبة تُحَصِّلين ما تريدين وزيادة، فتلطفي وارفقي في الأسلوب والتعامل، فهذا خيرٌ من حصول الشقاق بينك وبين والدك، والذي ربما ينسحب على باقي الأسرة، واستعيني بالله وتوكلي عليه، واحرصي دوماً على التمهيد لما تريدين بالأسلوب المقنع السهل الذي يجنبكم أسباب الشقاق والخلاف. ونسأل الله لكم جميعاً التوفيق والسداد. وبالله التوفيق. اقرأ أيضا::
المصدر: منتدي صور حب lil []h Hfd gh djogn uk Hl,hgd td hgfdj Hl,hgd  |
 |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| يتخلى, أموالي, البيت |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
| |
العرض العادي
