LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||
| |||
طفلك يهمنا فكري مشتت بين مشاكل البيت و الدراسه السؤال أدرس هذه السنة في قسم الباكالوريا، وأنتم تعلمون ما تتطلبه هذه السنة من اجتهاد وعمل، وأنا أحاول ذلك بأقصى جهدي، إلا أني كلما حاولت التركيز أجد فكري مشتتا، ومشاكلنا في البيت لا تنتهي، ولا أستطيع التفاهم مع أمي لأنها لا تفهمني، وقد حاولت أن أتكلم معها في أكثر من مرة ولكنها تنهرني وتجرحني بكلماتها. ولست أعرف ماذا أفعل بين احترامي لأمي وبين رغبتي في الدراسة، وفي العادة أنا متميزة في دراستي، ولكن لكل إنسان طاقة على التحمل وأنا طاقتي قد انهارت وكثيرا ما أبكي، وانهار طموحي ليتمركز حول حلم واحد هو الهدوء النفسي، وأشعر بحاجة كبيرة إلى النوم، والظاهر أن جميع حاجاتي أصبحت مهمشة وأن الشيء الوحيد الذي ينتظرني هو الفشل والفشل الذريع، وأشعر أن كل شيء من حولي ينهار، فما توجيهكم؟! الإجابــة فواضح مدى الألم الذي تجدينه في نفسك الآن، خاصة في هذا الوقت الذي تشعرين بأن الضغوط قد زادت عليك من جميع الجهات، فأنت تحاولين التقرب إلى والدتك الكريمة – حفظها الله تعالى – فلربما وجدت شيئاً من معاملتها التي أشرت إلى أنها قد تؤذيك في بعض الأحيان نتيجة لأسلوبها معك في الكلام، وأنت تريدين أن تحصلي الشهادة الدراسية في هذه السنة خاصة والتي هي من أهم السنوات، ثم بعد ذلك تجدين الخوف من الإخفاق فيها، وعندما تنظرين في كتابك للمراجعة تجدين أن ذهنك مشتت وأن التركيز قد بات صعباً عليك، وكل هذا يشعرك بالإحباط ويشعرك بأنك بحاجة إلى الهروب من هذا الواقع ولو كان ذلك بالنوم أو بالتغافل عن هذه الأحوال، وذلك عن طريق سرحان الفكر بعيداً في أمور تتمنينها وتودين لو حصلت قريباً كخروجك إلى بيت زوجٍ صالح تأوين إليه وتجدين فيه سعادتك وتكونين بعيدة عن المنغصات والمضايقات وغير ذلك. فكل هذا قد اجتمع عليك في هذا الوقت ولذلك أنت تشعرين بالإحباط الذي أشرت إليه وتشعرين كذلك بالملل من أن تمسكي كتابا، وأيضاً كذلك بصعوبة أن تركزي على دروسك وعلى مذاكرتك، وهذا الأمر بحمد الله عز وجل ليس هو منتهى الأمر ولكنك قادرة على الخروج من هذا الأمر الذي لديك وذلك بأسلوب لطيف وخطوات هادئة ستجدين أثرها واضحاً وجليًّا بإذن الله عز وجل، فأول ذلك: 1- أن تحرصي على أمر عظيم هو أعظم أمر تقومين به في هذا المقام بل في كل مقام تقومينه، إنه التوجه إلى الرحمن الرحيم جل وعلا، من الذي يعلم سرَّك وجهرك إلا الله، من الذي يعلم حرقة قلبك إلا الله، من الذي يعلم رغبتك في أن تكوني قريبة من أمك وأن تكوني حبيبة إلى قلبها ومدى يعلم احترامك وحبك إياها في داخلة نفسك إلا الله جل وعلا... إذن فلتفزعي إليه، فلتطلبي منه أن يوفقك في حياتك في الدنيا وفي الآخرة، وأن يشرح صدرك وأن يرقق قلب والدتك عليك، اسألي الله جل وعلا لوالدتك الهدى والسداد في القول والعمل، اسأليه أن يرقق قلبها عليك، اسأليه أن يملأ قلبك نوراً وإيماناً وحكمة وأن يزيل همك وأن يكشف كربك، وقد كان من الدعاء العظيم الذي علمناه النبي صلى الله عليه وسلم، والذي قال عنه قال: (ما أصاب أحد قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك بن عبدك بن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحا، فقالوا: يارسول الله أفلا نتعلمهنَّ؟ قال: بلى ينبغي لمن سمعهنَّ أن يتعلمهنَّ)، أخرجه أحمد في المسند. وكذلك دعاء الكرب: (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله برب العرش الكريم، لا إله إلا الله رب السماوات والأرض رب العرش العظيم) أخرجه مسلم في صحيحه. وكذلك دعاء دفع الهم والغم بل الدعاء المستجاب الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما من مؤمن يدعو به إلا استجاب له: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، وهو دعاء يونس عليه الصلاة والسلام الذي قال تعالى بعدها فيه: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} فعليك بالتوجه إلى الله توجهاً عظيماً. 2- المحافظة على دوام القرب من الله جل وعلا، فهناك محافظة على صلاتك وفي جميع أوقاتها، لاسيما مع صلاة الفجر، وهناك المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وهناك أيضاً المحافظة على حجابك الإسلامي كما أمر الله تعالى لتكوني فتاة داعية إلى الله جل وعلا بلسان مقالك وبلسان حالك، وهذا أمر في غاية الأهمية بالنسبة لك لاسيما وأنت الفتاة المؤمنة الصالحة – إن شاء الله جل وعلا – فحافظي على حجابك ولو كانت الظروف صعبة، ولكن ابذلي وسعك في أن تلتزمي بحاجبك الشرعي، فعليك إذن أن تكوني حريصة على القرب من الله جل وعلا لأن سدادك بذلك وتوفيقك بذلك، فإن أنت شعرت بالهم والغم فافزعي إلى الذي بيده أن كشف الهم والغم، بثي همك وحزنك إلى الله؛ كما قال العبد الصالح يعقوب: {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}، ألا تريدين النجاح في دراستك وفي دنياك وفي آخرتك؟ فاطلبي ذلك من الله جل وعلا، وأيضاً فاطلبيه بالعمل الصالح، فإن من يتق الله لابد أن يفرج الله عنه؛ قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ}، فاعرفي لهذين الخطوتين قدرهما وحقهما والزميهما في جميع شؤونك تظفرين بسعادة الدنيا والآخرة: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. 3- تنظيم وقتك، فإن لربك عليك حقًّا ولنفسك عليك حقًّا ولوالديك عليك حقًّا ولأخواتك وأسرتك عليك حقًّا، فالمطلوب إذن أن تعطي لكل ذي حق حقه؛ فمثلاً ابدئي بتنظيم وقتك الدراسي، فمنذ هذه اللحظة حاولي أن تنطلقي من أوقات الصلوات، فمن وقت صلاة الفجر يكون النظام كذا، ومن وقت صلاة الظهر يكون النظام كذا، ومن وقت العصر والمغرب والعشاء فالنظام كذا، مرتبة أوقاتك، فللمراجعة وقت، ولمساعدة الولادة في البيت وقت آخر، وللراحة وأخذ شيء من الوقت لإجمام نفسك وقت أيضاً؛ فبهذا يحصل لك تنظيم لوقتك وتجدين أن لديك فسحة بعد ذلك في أن ترفهي عن نفسك وأن تقومي بمشاغلك اليومية الاعتيادية. ومن هذا أيضاً أن تنتبهي إلى أسلوب عظيم يحصل لك المعلومات الكثيرة في الوقت اليسير: إنه جمع الذهن على الدرس الذي تريدين أن تدرسيه، فاجمعي ذهنك وفكرك على ما تريدين قراءته وما تريدين تحصيله، بحيث إذا نظرت فيه كان ذهنك مركزاً على هذا الأمر الذي تريدين تحصيله، وأيضاً فاستعيني بتقييد الأمور المُشْكلة في دفتر خاص، وتقييد القواعد والمسائل التي تحتاج إلى تكرار في دفتر خاص، فيسهل عليك بهذا أن تحفظي القواعد وأن تراجعيها في أقرب وقت وأقله أيضاً ويسهل عليك أيضاً الرجوع إلى هذه المسائل، وأيضاً حصر المواضع المهمة التي يغلب أن ترد في الاختبارات، فهذا أيضاً أمر ينبغي أن تحرصي عليه وأن تسجليه في دفتر خاص بالصفحة والفقرة التي ترد في الكتاب، فهذا أمر يعينك كثيراً على هذا المعنى. وأيضاً فحاولي أن تخففي على نفسك، فليس الإخفاق في الدراسة هو أمر محتم في هذا الوقت لاسيما وأنت بحمد الله عز وجل دائماً تحصلين الدرجات الحسنة، وأيضاً فلو قُدِّر أن الإنسان أخفق في بعض الأحيان فلن تنتهي الدنيا فإن الإنسان عرضة للإخفاق وليس من العيب أن يعثر مرة، ولكن من العيب أن يستمر في العثار، فاعرفي هذا واحرصي عليه وهوني على نفسك ولا تحملي نفسك الهموم والغموم فيخرج بك إلى حالة من الكآبة والهم والحزن المركب. وأيضاً فعاملي والدتك باللطف واحرصي على برها ولو كان هنالك شيء من الألفاظ التي قد لا تحبذينها، ولكن بصبرك وبحسن معاملتك وبقبلة رأسها وبهديتك اللطيفة ومساعدتها في البيت وبغض الطرف أمامها وطاعتها ستحصلين محبتها ولو كان في خلقها شيء من الأمور التي قد تزعجك، فعليك بتقوى الله في هذا الأمر، والله يتولاك برحمته ويرعاك بكرمه. ونود دوام مراسلتك للشبكة الإسلامية، نسأل الله لك التوفيق والسداد وأن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك وأن يجعلك من الموفقين في دراستك وحياتك وآخرتك. وبالله التوفيق. اقرأ أيضا::
المصدر: منتدي صور حب 'tg; dilkh t;vd lajj fdk lah;g hgfdj , hg]vhsi lajj lah;g hgfdj |
الكلمات الدليلية (Tags) |
فكري, مشتت, مشاكل, البيت, الدراسه |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
| |