|
#1
| |||
| |||
 كلمة للام الحرص الزائد على المال                                 السؤال نحن أسرة تتكون من والدي وثلات بنات، والدتي متوفية، ونحن نعيش على نفقة أختي، مع العلم أنها هي التي تتحمل مصاريف البيت، منذ أن اشتغلت وكرست حياتها للعمل من أجلنا؛ حتي أنها لم تتزوج! والدي يعيش معنا، وهو يمتلك محلا تجاريا، ولا يساهم في مصاريف البيت إلا قليلا، ولكن ليست هذه هي المشكلة، فنحن مستورون والحمد لله، ولكن الذي يؤلمنا ويحزننا، أنه لا يطلعنا على ممتلكاته، وليس لدينا أدنى معلومة عن المحل الذي يمتلكه، علما بأنه يشكو من مرض مزمن. إن الآباء عموما يطلعون أبناءهم على ما يمتلكون، أقول قولي هذا ليس طمعا في المال، ولكن أليس الابناء أحق من غيرهم؟ خصوصا إذا كان الآباء متقدمين في السن، ولو من باب العلم بالشيء. الإجابــة فقد ذكرت أن والدك لا يقوم بالنفقة عليكم وأنت وأخواتك إلا بالمشاركة اليسيرة، وأن المتكفل بذلك هو أختك التي وهبت نفسها لخدمتكم وللقيام بالإنفاق عليك، ولا ريب أن هذا الفعل من أختك المذكورة، هو فعل عظيم، وتضحية جليلة القدر، والله جل وعلا لن يضيع أجرها بإذنه تعالى. وأما والدك - عفا الله عنه - فلقد قصر تقصيراً عظيماً في ذلك، فإن الإنفاق عليكن من واجباته الشرعية التي فرضها الله عليه، طالما أنه ليس لديكن مورد تنفقن منه، هذا مع كون أختك قد ضاع شبابها في العمل والتحصيل لأجلكم، ومن الظاهر جداً أن لدى والدك مراعاة كبيرة لتحصيل المال والحرص عليه، وهذا يفسر السبب الذي لأجله لا يعلمكم بأدني معلومة عن أملاكه، وحتى عن محله التجاري، وهذا الطبع موجود في كثير من الناس، ممن قد ابتلوا ب، فحملهم حرصهم هذا على منع الحقوق الواجبة، وكتمان كل ما يتعلق بممتلكاتهم حتى عن أقرب الناس إليهم كما هو الحال الواقع معكم. ولا ريب أن إخباركم بكل ممتلكاته، وبجميع تحصيله هو أمر لا يلزمه شرعاً ولا يجب عليه، غير أنه مقصر في حق نفقتكم الواجبة، وهذا هو المذموم شرعاً والمعيب في تصرفه، ولكن مع عدم لزوم إخباركم بهذه الأموال إلا أن الأحسن والأفضل لو أعلمكم بعموم هذه الممتلكات، حتى تكونوا على بينة من أمر حقوقكم لو طرأ له طارئ، أو توفى، فأنتم ورثته الوحيدون، وإخباركم فيه مصلحة عظيمة، ولكن قد حصل الأمر بخلاف المطلوب من جهة والدك عفا الله تعالى عنه. والمقصود، أن الواجب عليكم هو الصبر، وعدم المجاهرة بهذا المطلب مع والدكم طالما أن سيغضب عليكم لذلك، بل لعله يظن أنكم تطمعون في أمواله وفي حياته قبل مماته، فربما حصل بذلك سوء ظن كبير، بل وربما حصل الشقاق بينكم، ولذلك فإن تفويض الأمور إلى الله تعالى، والصبر حتى يحكم الله بحكمه هو الفعل الصواب في حالتكم هذه مع ملاحظة الدعاء لوالدكم، وطلب المغفرة له، والصبر على جفائه أو سوء عشرته، كما قال تعالى: { وبالوالدين إحساناً } وقال تعالى: {وصاحبهما في الدنيا معروفاً } وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( وأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسراً ) ونسأل الله لكم التوفيق والصلاح والمعافاة. اقرأ أيضا::
المصدر: منتدي صور حب ;glm gghl hgpvw hg.hz] ugn hglhg hg.hz]  |
 |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| الحرص, الزائد, المال |
| |
العرض العادي
