صور حب




منتدي صور حب
العودة   منتدي صور حب > الاقسام الاسرية > صحة المرأة - صحة المرأة الحامل - صحة الطفل

نصيحة لكي يكون التأديب على قدر الذنب وعلى قدر تحمل البدن والنفس

صحة المرأة - صحة المرأة الحامل - صحة الطفل

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2021
المشاركات: 18,996
افتراضي نصيحة لكي يكون التأديب على قدر الذنب وعلى قدر تحمل البدن والنفس




نصيحة لكي يكون التأديب على قدر الذنب وعلى قدر تحمل البدن والنفسنصيحة لكي يكون التأديب على قدر الذنب وعلى قدر تحمل البدن والنفسنصيحة لكي يكون التأديب على قدر الذنب وعلى قدر تحمل البدن والنفسنصيحة لكي يكون التأديب على قدر الذنب وعلى قدر تحمل البدن والنفس



السؤال
ابنتي عمرها 10 أعوام اشتكت معلمتها للقرآن أن ابنتي تأخذ فلوسا من حقيبتها، وأن هذا الأمر قد تكرر منها، وأنها حاولت أن تفهمها أن هذا حرام،
وتحكي لها قصصا عن هذا الأمر دون أن تعلمها أنها تعرف أنها تأخذ منها شيئا.

المهم أن الأمر تكرر منها بعد ذلك، فقمت بمواجهتها واعترفت بذلك، ونصحتها بمدى قبح هذا، وعلم والدها وعنفها، وأعرض عنها ولم يعد يحادثها كنوع من العقاب، وفي ظل هذه الأثناء قامت بسرقة قلم من زميلتها، مع العلم أن والدها ما زال لا يكلمها، وأن الحادثه الأولى لم يمض عليها سوى أسبوع، وأنا لا أرى لها مبرراً؛ لأنها تمتلك أشياء كثيرة، مثل من هم في سنها...فماذا أفعل؟



الإجابــة

فإن هذه المشكلة التي أشرت إليها لابد من الوقوف على أسبابها أولاً ثم بعد ذلك معرفة كيفية حلها، فلاحظي أولاً أن ابنتك - حفظها الله تعالى ورعاها – ليست بالصغيرة التي لا تدرك معاني الحرام والحلال ولا تدرك معاني الخطأ والصواب بل هي في سنٍّ تستطيع أن تستحضر فيه معاني التقرب إلى الله جل وعلا وتستطيع أن تستشعر أنها تقوم بهذا الفعل المحرم الذي يغضب الله ويغضب الوالدين وغير ذلك من الأمور، فسن عشرة أعوام هو سن يصلح للإنسان أن يستحضر معاني القربة لله جل وعلا ومعاني المعصية، بل ويشعر أنه عصى الله كما أنه يشعر أنه أطاع الله؛ ولذلك فإن النبي - صلى الله عليه وسلم – حثّنا على تعليم الأطفال لسن سبع وتأديبهم عليها لسن العاشرة، فخرج أبو داود في السنن عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع) والحديث ثابت عن النبي - صلوات الله وسلامه عليه - .

فأمر بتعليم أولادنا منذ سبع سنوات معاني الصلاة وأحكام الطهارة لأنهم في سن يصلح منهم أن يتعلموا ذلك، وأمر بتأديبهم عليها في سن عشر سنوات؛ لأن هذا سن يصلح فيه حصول معرفة الحلال والحرام؛ ولأنه سن تحتاج إلى رعاية خاصة؛ لأن الطفل في هذا العمر إن لم يحصل له تعود على فعل الخير وابتعاد عن فعل الشر تعود على ذلك وصار أمرًا سهلاً عليه؛ ولذلك كان التأديب عليه أمرًا مطلوبًا، وهذا بحسب المقام وبحسب الترتيب في ذلك، فلا يحسن أن يبدأ الإنسان بالتأديب بالأشد مع إمكان وجود الأخف، فإن القاعدة العامة التي تصلح في تربية الأولاد أن حتى يكون الأمر معتدلاً منضبطًا بالضوابط الشرعية ولا يصل إلى حد الأذية التي تخرج عن حد الشرع الكريم.

فالمقصود أن تصرفكم مع ابنتكم كان تصرفًا حميدًا، فإن والدها - حفظه الله تعالى ورعاه – قد أظهر انزعاجه منها وأعرض عن كلامها وعاملها بمعاملة تشعرها بخطئها، ولكن بعض الأطفال قد لا يؤثر فيهم هذا الأسلوب كثيرًا، بل ربما قاد إلى أمر أسوأ وهو أنه يشعر أن خطأه ليس بالخطأ الكافي لأن يعاقب عليه، لاسيما إذا كنتم تستخدمون أسلوب الضرب أحيانًا معها في بعض الأخطاء فإنها سترى أن خطأها الذي وقعت فيه الآن هو أهون من ذلك الخطأ الذي ضربت عليه، فخذي مجرد هذا المثال وليس من شرط ذلك أن يكون واقعًا:

فلو أن والدين لهما ولد فقام ببعض التصرفات كأن يكون قد كسر بعض الأواني أو قام ببعض الأعمال التي أفسدت بعض الأمور في البيت فحينئذ قد يعاقبه والده بشيء من الضرب – وليس من شرط ذلك أن يكون ضربًا مبرحًا حتى ولو كان ضربًا يسيرًا – ثم بعد ذلك يقع في مثل هذا الخطأ - كالسرقة مثلاً - فلا يعاقب بنفس القدر، فيشعر الولد أن ذنبه هذا هو أدنى من ذنبه ذاك، وأن الأمر لا يحتاج إلى مثل هذه العقوبة، وهذا خطأ يقع فيه كثير من الناس؛ ولذلك ينبغي التفطن لهذا، ولابد من الموازنة في هذا الأمر حتى يصل الولد إلى اقتناع أن ذنبه الذي قام به هو ذنب ليس باليسير بل هو كبير ويحتاج منه إلى أن يتراجع عنه.

فإن قلت: فكيف علاجها الآن وقد تكرر منها الأمر حتى في الوقت الذي أعرض عنها والدها وعاملها هذه المعاملة؟ فالجواب: إن ذلك يكون باستخدام أسلوبين اثنين: فالأسلوب الأول هو:

1- ربطها بطاعة الله عز وجل وتقوية إيمانها وتذكيرها بالجنة والنار بالأسلوب اللطيف الذي يصل إلى عقلها، ثم بعد ذلك القيام بالخطوة الثانية وهي:

2- القيام بشيء من التأديب الذي يليق بالحال، فمثلاً خذيها وأجلسيها إلى جانبك وبيني لها أنك قد وقعت في إحراج عظيم، وأنك الآن تشعرين بالإحراج أمام معلماتها، وأنك لا تستطيعين أن تضعي عينك بها، وأنك الآن بمجرد أن تري هذه المعلمة يصيبك الإحراج نظرًا؛ لأنك ترين أن ابنتك قد قامت بهذا الفعل وتكرر منها والذي يشعرك بأن ابنتك التي من تربيتك والتي هي جزء منكم قد وقعت في هذا الفعل المعيب الذي لا ينبغي أن يقع منها بحال من الأحوال.. ثم بيِّني لها بعد ذلك أنك لا زلت تحبينها وأنك لا زلت تعتبرينها الفتاة الطيبة صاحبة القرآن، فقولي لها: إنك أنت (الشيخة) التي نفرح بها والتي نريد أن تكون قدوة للناس، ألا تحبين أن تكوني (شيخة) لزميلاتك؟ ألا تحبين أن تكوني أنت الفتاة التي يفرح بها والتي تعطي الدروس والتي تساعد الناس؟ فستقول لك: نعم. فقولي لها: فهذا يتنافى حينئذ مع ما قمت به من السرقة، فإن هذه ليست أخلاق المسلمين أن يقعوا في السرقة، بل هي من الأخلاق المذمومة.. وقولي لها: ألم تشعري يا حبيبتي وأنت تأخذين من حقيبة معلمتك أو تأخذين القلم من زميلتك أنها لا تراكِ؟ فستقول لك: نعم لم تكن تراني. فقولي لها: ألم تشعري أن الله جل وعلا يراك في تلك الحالة؟ ألا تستحين من الله جل وعلا وهو يراك في هذه الحالة؟ أليس الله هو الذي أعطاك القوة وأعطاك العقل وأعطاك اللعب التي تلاعبين بها وأعطاك الوالدين اللذان يربيانك وأعطاك الملابس الجميلة وأعطاك السعادة والفرحة؟ فستقول: نعم.. قولي: إذن فكيف تعصين الله والله يراك عز وجل، ألا تستحين من الله جل وعلا؟ فبمثل هذا الأسلوب تنمين في قلبها رادعًا من نفسها وتشعرينها بأن الله مطلع عليها، ثم بعد ذلك تبينين لها أن والدها قد غضب عليها وأنه الآن غاضب عليها وأنه من شدة الحزن لا يريد أن يكلمها وأنه مهموم طوال الوقت لأجل ما وقع من ابنته الحبيبة التي كان يقول دومًا عنها أنها هي البنت المؤمنة وأنها شيخة زميلاتها وأنها هي التي ستكون الإمامة التي تأمر الناس بالخير وتنهاهم عن الشر، فوالدك الآن غاضب عليك، فقومي فرضِّيه وعديه أنك لن تقومي إلى هذا العمل وأنك سوف تتركينه... فبمثل هذا الأسلوب يحصل للبنت شيء من التوازن من جهة النظر إلى الناحية الشرعية ومن جهة النظر إلى الناحية الاجتماعية.. مضافًا إلى ذلك الخطوة الثالثة وهي:

3- أن تعوديها على مضادة هذا الخلق، فطالما أنها سرقت فعلميها أن تعوض عن ذلك، فالمقصود من هذا الأسلوب هو إعطاءها الأسلوب المضاد لأسلوب السرقة، فكما أنها قد مدت يدها لأخذ المال بغير حق أو أخذ متاع بعض زميلاتها كقلم مثلاً، فإن هذا الأسلوب وهو أن تعوديها على الإحسان محسنة متصدقة هو خير ما تعاملينها به، فمثلاً الآن يمكنك أن تعطيها هدية خاصة لهذه الزميلة دون أن تُشعرها أنها السبب وهو تعويضها على قلم سرقته مثلاً منها ودون أن تصرحي بذلك، ولكن فلتأتي لها بهدية حسنة جميلة وتقولين لها: قدمي لزميلتك هذه الهدية، وكذلك بالنسبة للمعلمة، فتعطيها بعض الهدايا اللطيفة لتقدمها لمعلمتها كنوع يعوضها نفسيًّا على أن تكون محسنة وعلى أن تصحح الخطأ بما يضاده، فكما أنها أخذت منها بغير حق فعليها أن تعطيها لتكفر عن سيئتها.

وأيضًا مع إشعارها أن الله جل وعلا لا يرضى منها هذا الفعل، وبهذا التصرف الذي هو إعطاء زميلتها أو معلمتها بعض الهدايا اللطيفة فهذا يشعرها أنها قد كفِّرت عن سيئاتها وأن الله جل وعلا الآن قد رضي عنها لأنها قد استغفرت ربها وتابت إليه. ومن ذلك أيضًا تعويدها على أسلوب لطيف عجيب في تأثيره، فلو أنك قلت لها: أنا وأنت نقوم الآن ونصلي ركعتين، وبعد الركعتين نسأل الله أن يغفر لك عن هذا الذنب الذي وقعت فيه، ثم تجهرين بالدعاء بعد السلام وتقولين: اللهم اغفر لفلانة – باسمها – لأنها وقعت في خطأ، وهي الآن نادمة عليه، ولن تعود إليه بإذنِ الله، اللهم اغفر لها يا أرحم الرحمين... فبهذا تنمين في نفسها مخافة الله وتنمين في نفسها رادعًا من جهة نفسها لا من جهة رقيب عليها من الناس. مضافًا إلى ذلك الخطوة الرابعة وهي:

4- التذكير من حين إلى حين بمعاني الصدقة ومعاني الخير ومعاني الأخلاق الفاضلة، دون أن تركزي على أنها قد سرقت وعلى أنها قد فعلت كذا وكذا بل بيني لها أنك قد غفرت لها وأن الله غفور رحيم، ولكن لابد من التنبيه على مثل هذه الأخلاق، فمثلاً يمكنك أن تسردي لها قصة عن بعض الناس الذين قد وقعوا في بعض الأخطاء، فهذا الذي قد اعتدى على بعض الناس فعاقبه الله جل وعلا بكذا وكذا من العقوبات، ومن ذلك تأتين بذكر السرقة ذكرًا عابرًا دون أن تركزي عليها، حتى يترسخ في نفسها هذه المعاني. والخطوة الخامسة هي:

5- الأسلوب الذي تنتهجونه في عقوبتها وهو حرمانها من بعض الأمور التي تحبها إن اقتضى الأمر، بل والإصرار على ذلك، وكذلك معاملة والدها ومعاملتك أنت أيضًا بشيء من الجفاء حتى تعلن توبتها واستغفارها حتى ولو تكرر منها الأمر، فتعامل بطريقة أشد قليلاً وبالتدرج شيئًا فشيئًا حتى تصل إلى استيعاب أن هذا الأمر يفسد عليها علاقتها بوالديه وعلاقتها بالناس وأيضًا علاقتها بربها وهذا أعظم شيء في هذا الشأن.

فبحسن اختياركم للأوضاع المناسبة للتعامل معها تستطيعون أن تصلوا إلى توعيتها وإلى تفهيمها، وهذا خير من أن تتمادى في هذه الأخطاء فينتشر ذلك عنها وتجلب السمعة السيئة لنفسها ولأهلها.

ونسأل الله عز وجل أن يعينكم على هذه الأمانة العظيمة وأن يشرح صدوركم وأن يوفقها لما يحب ويرضاه وأن يجعلكم من عباد الله الصالحين وأن يرزقكم الذرية الصالحة.

وبالله التوفيق.


اقرأ أيضا::


kwdpm g;d d;,k hgjH]df ugn r]v hg`kf ,ugn jplg hgf]k ,hgkts hgjH]df hg`kf ,ugn jplg



رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدليلية (Tags)
يكون, التأديب, الذنب, وعلى, تحمل, البدن, والنفس


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


نصيحة لكي يكون التأديب على قدر الذنب وعلى قدر تحمل البدن والنفس

سياسةالخصوصية


الساعة الآن 02:16 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Content Relevant URLs by vBSEO