|
#1
| |||
| |||
 صحة طفلك هل الكمبيوتر سوف ينفع أولادي                                 السؤال عندي ثلاثة أطفال، بنتان تسع سنوات وسنتان، وابن في الخامسة من عمره, ولدي كمبيوتر واحد يتقاسمه الجميع، وبصفة ملخصة أكثر من يستعمل الحاسوب هو زوجي، وابني الذي هو مولع به، ولقلة خبرة ابني في الاستعمال يرتكب أخطاء يجعل زوجي يغضب ويوبخه ويضربه بصفة مستمرة، حتى أصبح الحاسوب نقمة في المنزل. حاولت مرارا أن أنصح زوجي بالصبر عليه؛ لأنه يتعلم، وحاولت مرارا أن أوجه ابني لكي لا يستعمل أشياء لا يعرفها في الحاسوب، ولكن حبه للاطلاع كبير، زوجي ذو صبر قليل، ويغضب لأتفه الأشياء، وابني ذو حركة كثيرة وحب اطلاع، ولكم أن تتصوروا العلاقة والأجواء، وكذلك موقفي من كل هذا. ولكل هذه الأسباب أردت أن أجلب حاسوبا آخر للأولاد، فهل سوف أنفع أولادي بهذا الحاسوب أم سوف أضرهم، خاصة أن ابني سوف يلتحق بالمدرسة العام المقبل؟ وبصفة عامة أولادي صغار في السن، وأخاف أن أفسد تربيتهم بكثرة الأشياء التي يمتلكها؟ الإجابــة فإن من الأمور التي جبل عليها الطفل هي حب الاستشكاف، فهو يحب أن يتعرف على الشيء الذي لا يعرفه ويثيره كثيرًا، وأن يرى أمورًا لا يعلمها، فيحب أن يطلع عليها، وهذه فطرة في الأطفال، وتظهر بصورة بالغة، وهي أيضًا فطرة في الإنسان، فإن الإنسان لديه قدر من حب الاكتشاف، وإن كان العقل يُهذب ذلك ويجعله ينزل الأمور منازلها، ولكن إذا وجدت هذه الرغبة مع الطفولة فإنها قد تؤدي إلى شيء من الحركات التي قد تؤدي إلى إزعاج الكبار في هذا؛ لأنهم يرونها تعديًا على بعض مقتنايتهم، وربما حصل شيء من الفساد لبعض الأجهزة فيؤدي ذلك لغضب الأهل على الأولاد. ولا ريب أن الأسلوب الذي أشرت إليه من أن زوجك الكريم - حفظه الله تعالى ورعاه – يقوم بضربه وتوبيخه بصورة مستمرة فهذا أسلوب فيه نظر، والصواب أن يعامل الولد المعاملة اللطيفة، وأن يبذل الجهد في تفهيميه وتوعيته، ويمكن أن يكون هنالك تنظيم لأمر استعمال الحاسوب بإشراف منك أو والده وحتى لو قدر أنه قد قام ببعض التصرفات التي تزعج الوالد فلا ينبغي أن يكون الأمر على هذا النحو من الضرب والشدة والتوبيخ القاسي الذي أشرت إليه، فإن هذا يضره ضررًا عظيمًا. وأما عن الفكرة التي أشرت إليها وهو أن يكون لهم حاسوب خاص بهم، فهي في مثل هذه الأوضاع من أحسن ما تقومين به؛ لأنك بذلك ستنقذين أولادك من شدة غضب والدهم عليهم، خاصة وقد أشرت إلى أنه سريع الغضب، وأنه لا يحتمل أدنى الأخطاء، ولا ريب أنه سيؤثر على أنفس أولادك، فلو أنك تمكنت من إحضار جهاز خاص بهم لكان هذا خيرًا وأولى، وحينئذ يبقى الإشكال الذي أشرت إليه وهو كيفية التعامل مع هذا الوضع الجديد؛ لأنه قد يأخذ وقت الولد كله. والجواب على هذا الإشكال: أن يكون هنالك قدر من التنظيم لك بحيث تبينين له أن هذا الجهاز هو خاص بك، ولكن سوف تسمحين له أن يقوم بالدخول عليه في الأوقات المناسبة، وينبغي أن تقومي بهذا الفعل بطريقة لطيفة فيها فائدة عظيمة لو أنك اغتنمت هذه الفرصة، وذلك بأن تجعلي ابنك الكبير - حفظه الله تعالى – يقوم ببعض الأعمال الصالحة كأن يحافظ على الصلاة أو يقوم بحفظ شيء من كتاب الله عز وجل، ثم تكافئينه على ذلك بأن تحضري هذا الجهاز وتقولين له: إنني قد أحضرته مكافئةً لك على مثابرتك وعلى حسن أدبك وعلى حسن محافظتك على الصلاة، وعلى حفظك سورة النبأ مثلاً، فأنت ولد مهذب، وكذلك أنت يا حبيبتي الصغيرة – ابنتك الصغيرة - حفظها الله تعالى ورعاها – وبهذا يكون إحضار الجهاز في هذه الحالة نوع من التعبير والتقدير، وأيضًا مع الإشارة إلى أن هذا الجهاز خاص بك حتى لا يصبح يتعامل معه على أنه جهازه الخاص ولا أحد يتدخل به ويستطيع أن يفتحه وقت ما شاء. وبهذا يا أختي تنهين مشاكل كثيرة تقع في البيت وتحمين كذلك طفلك من الأذى الذي قد يقع عليه من التصرفات التي أشرت إليها، ويمكن تنظيم ذلك بأن تحددي بعض الأوقات التي يمكن أن يدخل عليها أطفالك، وأيضًا أن تشرفي على المواد التي تُعرض فلا تمكني ولدك من أن يدخل على شبكة المعلومات يفعل ما يشاء فيدخل من موقع إلى موقع فإن في ذلك مضرة محققة، ومن المعلوم أن هذه المواقع فيها الغث والسمين والضار والنافع، فلابد إذن من ضبط لهذا الأمر بحيث لا يدخل إلا على المواقع السليمة بإشرافك وبالتحكم في الاتصال بشبكة المعلومات حتى يكون الأمر مضبوطًا، ويمكن أيضًا أن تنزلي له شيئًا من البرامج التي ينتفع بها انتفاعًا حسنًا، والتي قد تتضمن كثيرًا من الفوائد، كأفلام الكرتون الإسلامية، وكقصة طارق بن زياد، وصلاح الدين، ومحمد الفاتح، وغيرها من الأفلام الحسنة التي فيها معانٍ جيدة، عدا ما فيها من السرد التاريخي الذي يجعل الولد على قدر من المعرفة والفهم. مضافًا إلى ذلك: استخدامها في التعليم سواء كان ذلك بالتعليم المدرسي المنهجي أو كان بالتعليم القرآني، فكل هذا يمكن الاستفادة منه وعلى طريقة حسنة، ولابد من ضبط هذا الأمر ومراعاته من جهتك والإشراف عليه. فهذه خطوة الحسنة لو استطعت القيام بها فستحلون بها مشاكل عديدة - بإذن الله عز وجل – ولكن أيضًا مع التنظيم الذي أشرنا إليه. ونسأل الله عز وجل لكم التوفيق والسداد وأن يشرح صدوركم وأن ييسر أموركم وأن يجعلكم من عباد الله الصالحين وأن يوفقكم لما يحبه ويرضاه وأن يزيدكم من فضله وأن يفتح عليكم من بركاته ورحماته، وأن يجعل ذريتك الذرية الصالحة المباركة. وأهلاً وسهلاً بك وبمراسلتك إلى الشبكة الإسلامية التي ترحب بكل رسالة تصلها منك. اقرأ أيضا::
المصدر: منتدي صور حب wpm 'tg; ig hg;lfd,jv s,t dktu H,gh]d dktu  |
 |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| الكمبيوتر, ينفع, أولادي |
| |
العرض العادي
