#1
| |||
| |||
كلمة ومعلومة رفض أبي الصلاة في جماعة السؤال أنا شاب من عائلة محافظة ، إلا أن المشكلة هي أن أخي وأبي غير متوافقين ، والسبب هو التالي: بدأ أخي في الصلاة والحمد لله منذ حوالي سنة، وقد صار منذ ذلك الحين كثير الصلاة والتعبد ، مع العلم أنه طالب يدرس ، ولم يعارضه أبي كثيراً على ذلك ، غير أن قلة الانسجام بينهما بدأت عندما صار أبي يعتقد أن لآخي علاقة بتنظيمٍ إسلامي مشبوه ، فصار يمنع أخي في كثير من الأحيان من الصلاة في المسجد الصلوات الخمس جماعة ، وهو ما لا ينصاع له أخي دوماً، مما ولّد نوعاً من الفتور في علاقتهما . سيدي الفاضل ، ماذا تقول لأخي؟ أرجو الإجابة على سؤالي بوضوح ، وجزاكم الله كل خير وفضل. الإجابــة فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك ولدنا العزيز المكي ، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يبارك فيك ، وأن يكثر من أمثالك في المسلمين ، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء ، وأن يثبتك على الحق ، وأن يجعلك من عباده الرحماء الذين يحبون الخير لأهليهم والناس أجمعين . وبخصوص ما ورد بسؤالك وطلبك ، فأحب أن أبداً بالحديث مع والدك -حفظه الله ووفقه- فأقول: إلى الأب الفاضل ، أسأل الله تعالى أن يبارك لك في أولادك ، وأن يجعلهم قرة عين لك ولأهلك في الدنيا والآخرة ، وألا يريك فيهم مكروهاً أبداً . وبخصوص التعامل مع ولدك : فأنصح أن تستخدم الرفق واللين والإقناع ؛ حتى يتفهم ولدك وجهة نظرك ، ولا يخرج عن أمرك ؛ لأن المنع بالقوة لا يؤدي إلا إلى مزيدٍ من النفرة والهروب والتحايل ، وتكون بذلك قد أفسدت من حيث أردت أن تصلح ، لذا أنصح بمزيد من التفاهم وشرح وجهة نظرك بهدوء ورحمة ، وبيان ما في نفسك لولدك بكل أمانة وإخلاص وإقناع ، حتى ولو لم يستجب لك ، فعلى الأقل لن يقاطعك ، وسيظل يحترم فيك أبوتك له وحرصك عليه ، ولن تر منه ما يسؤوك ، وهذا هو الذي ينبغي أن يكون ، ولا تنس أن الشباب ثورة وطيش ومغامرة ، فحاول أن تتعامل مع تلك الفترة الحرجة من سن ولدك بغاية الانتباه واليقظة مع اللطف والرحمة ؛ حتى لا تدفع به من حيث لا تدري ، إلى أن يرتمي في أحضان بعض الجماعات الغير سوية ، والتي تحمل في عقيدتها ومنهجها ما يخالف هدى النبي صلى الله عليه وسلم . وإلى ولدي الحبيب أقول : ألم تسمع أيها المبارك إلى قول الحق جل جلاله: ((وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً)) ؟ ألم تسمع قوله تعالى: ((وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً ))؟ ألم تقرأ قوله سبحانه: ((فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً))؟ ألم تقرأ قصة الثلاثة الذي دخلوا الغار وانسد عليهم باب الغار ، ولم ينجيهم مما هم فيه إلا صالح الأعمال ، والتي كان على رأسها بر الوالدين؟ ألم يمر بك قول حبيبك صلى الله عليه وسلم: (لن يدخل الجنة عاق لوالديه )؟ ألم تقرأ قول صلى الله عليه وسلم: (رضى الله من رضا الوالدين وسخط الله من سخطهما ) ؟ أعتقد أن هذه النصوص لم تخف عليك ، وأنك حريص فعلاً على تطبيقها ، ولكنك تقول إن الوالد لا يساعدني ولا يتفهم وجهة نظري ، ويشك في قدرتي على التمييز بين الخير والشر ، ويريد أن يمنعني من التعامل مع من كان سبباً في هدايتي واستقامتي ، كل ذلك قد يكون حدث فعلاً ورغم ذلك أنت ما زلت وستظل مطالبا بالتعامل بالمعروف ، والتواضع الشديد ، والسمع والطاعة لوالديك حتى لو كانا على غير الإسلام . لماذا لا تجلس مع والدك وتشرح له وجهة نظرك بهدوء وتواضع وإقناع ؟ لماذا لا تذهب معه إلى العلماء الثقات في بلادكم ليستمع منهم مالا تستطيع أن توصله له؟ لماذا لا تحضر بعض هؤلاء الأخوة لمقابلة والدك ما دمت ترى أنك على الحق ، وأن هذه الجماعة ليست جماعة سرية مشبوهة ، وأنها على منهج أهل السنة والجماعة حقاً، وأنها لا تدعو إلى البدع المكفرة أو الضلالات المخالفة للشرع؟ وإذا حدث ذلك كله ولم يقتنع والدك ، فيجب عليك أيضاً السمع له والطاعة ، وعدم مقاطعته ، والصبر عليه ، واحتمال كلامه ، وإرضائه بكل والوسائل الممكنة ، ولا تنس أن تحضر له بعض المواد الدعوية التي تقرؤها وترى أنها تشرح وجهة نظرك، وإذا كنت داعية حقاً فلماذا لا تبدأ بدعوة والدك ، وعرض هذه الدعوة عليه ما دامت حقاً ولا تتعارض مع منهج الإسلام الصافي وفهم السلف الصالح، حاول أن تكسب والدك ، وأن تجتهد في رضاه ، وأن تتأكد من أن هذه الجماعة ليست سرية ولا مشبوهة ، وأنها تعمل في وضح النهار بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة كما أخبرنا الله جل جلاله . مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد ، والهداية إلى الصراط المستقيم ، وبالله التوفيق. اقرأ أيضا::
المصدر: منتدي صور حب ;glm ,lug,lm vtq Hfd hgwghm td [lhum |
الكلمات الدليلية (Tags) |
الصلاة, جماعة |
| |