صور حب




منتدي صور حب
العودة   منتدي صور حب > اقسام الصور الــعـــامــة > منتدى الحوار العام

إضافة رد
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2021
المشاركات: 5,887
افتراضي عمرو ابن كلثوم , معلومات عن عمرو ابن كلثوم - موضوع تعبير عن عمرو ابن كلثوم




عمرو ابن كلثوم , معلومات عن عمرو ابن كلثوم - موضوع تعبير عن عمرو ابن كلثوم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسرنا في منتدبات صور حب ان نقدم لكم كل ماهو جديد وحصري في كل المجالات
وحرصا منا على مساعدة اعضاءنا وزوارنا الكرام
يسرنا ان نقدم لكم هذا الموضوع الشامل
والذي يبحث عنه الكثيرون
موضوعنا اليوم عن عمرو ابن كلثوم - بحث عن عمرو ابن كلثوم - موضوع تعبير عن عمرو ابن كلثوم


السيرة الذاتية لحياة الشاعر أو الأديب منذ مولده حتى موته.
أثر البيئة في سيادته وزعامته وأدبه:
1- نشأ "عمرو بن كلثوم" في بيئة ورث منها الزعامة والسيادة والشجاعة والأدب.
2- كان والده " كلثوم بن عتاب" فارس العرب وسيد قومه.
3- أمه " ليلي بن المهلهل بن ربيعة" فهي ابنة البطل الأسطوري الذي عرف في السير الشعبية " بالزير سالم" وكان مثالاً للإقدام والشجاعة.
4- تولي قيادة قومه في سن الخامسة عشر لقومه وفروسيته فقد ضرب به المثل في القوة حتى قيل " أفتك من عمرو".
نشأته وحياته:
ولد " عمرو بن كلثوم" قبل الإسلام بنحو مائتي عام, وتوفي قبل الإسلام بنحو نصف قرن ينتمي لقبيلة "تغلب" في شرق الجزيرة العربية, امتاز بالشجاعة والكرم والكبرياء.
وفاته :
توفي قبل الإسلام بنحو نصف قرن, وقيل أنه جمع أولاده عند موته وأعطاهم بعض النصائح ومنها:
1- حذرهم من :
أ- سب الناس. ب- الإكثار من الكلام.
2- أمرهم :
أ- بالكف عن الشتم والمعايرة.
ب- حسن الجوار وحسن الثناء.
ج- الحلم والروية عند الغضب.
3- أخبرهم :
أ- بأنه بلغ من العمر ما لم يبلغه آبائه.
ب- أنه لابد ذاهب إلي ما ذهب إليه آبائه من الموت.
ج- انه لم يعير أحد بشيء إلا عيره الناس به.
أهم خصائص وسمات شعره:
1- سهولة الألفاظ.
2- المبالغة في الفخر والتعصب للقبيلة.
3- براعة التصوير وجمال الخيال.
4- وضوح المعاني وبعدها عن التعقيد.
العوامل المؤثرة في شعره:
1- طول عمره فقد عاش لأكثر من مائة وخمسين عام.
2- نشأته في قبيلة فصيحة.
3- كثرة المعارك التي خاضها.
4- اتصاله بملوك عصره في الشام والعراق.
5- استعداده الفكري فكان شاعر الطبع البعيد عن التكلف.
شاعر القصيدة الواحدة:
سمي "عمرو بن كلثوم" بذلك لأنه كل ما وصل إلينا من شعره هي المعلقة فقط وبعض المقطوعات الشعرية الصغيرة ويبدو أنه قال الكثير من الشعر ولكنه ضاع مثلما ضاع كثيراً من شعر الشعراء الآخرين أو السبب في ضياع شعره هو الاهتمام الكبير من أهله بمعلقته فنسوا باقي شعره وضاع.
المعلقة والغرض منها:
كتب" عمرو بن كلثوم" المعلقة في ستين بيتاً, وكان الغرض منها الفخر والحماسة والفخر في المعلقة يعتمد علي الفخر القبلي الذي يعلي من شأن القبيلة, ويظهر فيه جانب المبالغة ولكنها مبالغة مقبولة لأنها تلاءم الفخر.
منهج بناء المعلقة:
من المعروف أن المنهج الذي سار عليه الشعراء في بناء قصائدهم يبدأ بالبكاء علي الأطلال والغزل والوصف ثم الغرض والحكمة في خاتمة القصيدة ولكن "عمرو بن كلثوم" بدأ بوصف الخمر ومجلسها فقال: ألا هي بصحنك فاصبحينا ولا تبقي خمور الأندرينا
ثم انتقل إلي الغزل ووصف الظعائف فقال:
قفي قبل التفرق يا ظعينا نخبرك اليقين وتخبرينا
ثم يوجه اللوم والعتاب " لعمرو بن هند" فقال :
بأي مشيئة عمرو بن هند تطيع بنا الوشاة وتذدرينا؟
ثم يفتخر بقبيلته فيقول :
لنا الذين ومن أمسي عليها ونبطش حين نبطش قادرينا.
أسباب كتابة المعلقة :
يظهر الجو النفسي للمعلقة إنها كتبت لسببين وهما:
الأول : أيام التحاكم بين قبيلة الشاعر" تغلب" وقبيلة " بكر" والمفاخرة بينهما بسبب الحرب التي اشتهرت "بحرب البسوس" والتي دامت أربعين سنة وأصلها أن ناقة لأمرأة تدعي " البسوس" نزلت مرعي " كليب بن وائل التغلبي" وكان لا يسمح بدخول الغرباء مرعاه, فضربها بسهم فأصاب ضرعها, فعادت لصاحبتها وهي تسيل دماً مختلطاً باللبن فلما رأتها صاحت : وأذلاه !! فلما سمعها قومها خرجوا علي بني تغلب ودارت الحرب وأبلي فيها عمرو بن كلثوم بلاءاً حسناً وقد انحاز عمرو بن هند إلي قبيلة "بكر".
الثاني : بعد مقتل "عمرو بن هند" ويحكي أن عمر كان ملك متكبر لخدمه وحاشيته هل تعلمون رجلاً تأنف أمه عن خدمه أمي, فقالوا لا نعلم سوي " أم عمرو بن كلثوم" فهي " ليلي بنت المهلهل بن ربيعة" البطل العظيم, وولدها "عمرو بن كلثوم" سيد قومه وفارسهم وزوجها " كلثوم بن عتاب" فارس العرب.
فقال سوف أجعلها تخدم أمي, وأرسل إلي "عمرو بن كلثوم" يطلب زيارته ومعه أمه, فجاء "عمرو وأمه" وكان" ابن هند" قد أوعز لأمه أن تطلب من " ليلي" أن تقضي لها حاجة فلما بدأ الحفل نادت " أم عمرو" وقالت لليلي "ناوليني الطبق" فردت " ليلي" لنقسم صاحبة الحاجة لحاجتها؟ فلما ألحت في طلبها صاحت "ليلي" وقالت وأذلاه !! فسمعها ولدها " عمرو بن كلثوم" فثار وغضب وسل سيفه وأطاح برأس "عمرو بن هند" وعاد للجزيرة.
وأشار لهذه الحادثة في معلقته فقال:
أبا هند فلا تعجل علينا وأنظرنا تخبرك أليقينا.
تهددنا وتوعدنا , رويداً متي كنا لأمك مقتوينا
سبب بقاء المعلقة:
لقد حرص التعلبيون عليها حرصاً شديداً لما فيها من فخر شديد مبالغ فيها, فألهتهم عن باقي شعره, حتى إنهم لم يفكروا في إبداع غيرها ولذلك عاب عليهم الشاعر ذلك وقال فيهم:
ألهي بني تغلب عن كل مكرمة قصيدة قالها عمرو بن كلثوم
يفاخرون بها من كان أولهــم يا للرجال لفخر غير مسئوم
رأي الزيات في عمرو بن كلثوم:
يري أنه شاعر بارع فذ, رائق الأسلوب نبيل الغرض غمر البديهة ولكنه عاب عليه عدم تقبله في فنون الشعر وأنه لم يطع سلطان فربحته.
عمرو بن كلثوم
هو عمرو بن كلثوم بن عمرو بن مالك بن عتّاب بن سعد بن زهير بن جُشَم بن حُبيب بن غنم بن تغلب بن وائل، أبو الأسود ،,, شاعر جاهلي مشهور من شعراء الطبقة الأولى، ولد في شمالي جزيرة العرب في بلاد ربيعة،,,,
تجول فيها وفي الشام والعراق ونجد. كان من أعز الناس نفساً، وهو من الفتاك الشجعان، ساد قومه تغلب وهو فتى، وعمر طويلاً، وهو الذي قتل الملك عمرو بن هند، فتك به وقتله في دار ملكه وانتهب رحله وخزائنه وانصرف بالتغالبة إلى بادية الشام، ولم يصب أحد من أصحابه.
وأمُّ عمرو، كما قالت رحاب عكاوي في سيرته، هي ليلى بنت المهلهل أخي كليب، اشتهرت بالأنفة وعظم النفس، كما كانت لجلالة محتدها من فضليات السيدات العربيات قبل الإسلام. قيل إنّ المهلهل لما تزوج هنداً بنت بعج بن عتبة ولدت له ليلى فقال المهلهل لامرأته هند: اقتليها، على عادة عرب الجاهلية، فلم تفعل أمها، وأمرت خادماً لها أن تغيّبها عنها. فلما نام المهلهل هتف به هاتف يقول:
كم من فتى مؤمَّلِ وسيّد شَمَرْدَلِ وعُدّةٍ لا تجْهَلِ في بطنِ بنتِ مهلهلِ
فاستيقظ مذعوراً وقال: يا هند أين ابنتي، فقالت: قتلتها. قال: كلاّ وإله ربيعة، وكان أول من حلف بها، فأصدقيني. فأخبرته، فقال: أحسني غذاءها، فتزوّجها كلثوم بن عمرو ابن مالك بن عتّاب. فلما حملت بعمرو، قالت: إنه أتاني آتٍ في المنام فقال:
يـا لـك ليلـى مـن ولديُقـدِمُ إقـدام الأسـدْ=مـن جُشـمٍ فيـه العددْأقـول قيـلاً لا فَـنَـدْ
إني زعيمُ لكِ أمَّ عمروبماجدِ الجدّ كريم النَّجْـرِ=أشجعُ من ذي لبيدٍ هزبرِوقّاص آدابٍ شديد الأشْرِ
وقد قيل إنه كان الأمر كما سمعت وساد عمرو بن كلثوم قومه تغلب وهو ابن خمس عشرة سنة.
وتغلب هم من هم في الشرف والسيادة والمجد وضخامة العدد وجلال المحتد والأرومة.
وأسرة عمرو سادات تغلب ورؤساؤها وفرسانها حتى قيل: لو أبطأ الإسلام لأكلت تغلب الناس. ولد ونشأ في أرض قومه التغلبيين، وكانوا يسكنون الجزيرة الفراتية وما حولها، وتخضع قبيلته لنفوذ ملوك الحيرة مع استقلالهم التام في شؤونهم الخاصة والعامة، والحيرة كما نعلم إمارة عربية أقامها الفرس على حدود الجزيرة العربية وحموها بالسلاح والجنود.
ولد عمرو إذاً بين مجد وحسب وجاه وسلطان، فنشأ شجاعاً هماماً خطيباً جامعاً لخصال الخير والسؤدد والشرف، وبعد قليل ساد قومه وأخذ مكان أبيه، وقال الشعر وأجاد فيه وإن كان من المقلّين.
ويقال إنّ قصيدته المعلقة كانت تزيد على ألف بيت وإنها في أيدي الناس غير كاملة وإنما في أيديهم ما حفظوه منها.
وكان خبر ذلك ما ذكره أبو عمر الشيباني، قال: إنّ عمرو بن هند لما ملك، وكان جبّاراً عظيم الشأن والملك، جمع بكراً وتغلب ابني وائل وأصلح بينهم بعد حرب البسوس، وأخذ من الحيّين رهناً من كل حيّ مائة غلام من أشرافهم وأعلامهم ليكفّ بعضهم عن بعض. وشرط بعضهم على بعض وتوافقوا على أن لا يُبقي أحد منهم لصاحبه غائلةً ولا يطلبه بشيءٍ مما كان من الآخر من الدماء. فكان أولئك الرهن يصحبونه في مسيره ويغزون معه، فمتى التوى أحد منهم بحق صاحبه أقاد من الرهن.
وحدث أن سرّح عمرو بن هند ركباً من بني تغلب وبني بكر إلى جبل طيّئ في أمر من أموره، فنزلوا بالطرفة وهي لبني شيبان وتيم اللات أحلاف بني بكر.
فقيل إنهم أجلوا التغلبيين عن الماء وحملوهم على المفازة فمات التغلبيون عطشاً، وقيل بل أصابتهم سموم في بعض مسيرهم فهلك عامّة التغلبيين وسلم البكريّون.
فلما بلغ ذلك بني تغلب غضبوا وطلبوا ديات أبنائهم من بكر، فأبت بكر أداءها. فأتوا عمرو بن هند فاستعدوه على بكر وقالوا: غدرتم ونقضتم العهد وانتهكتم الحرمة وسفكتم الدماء.
وقالت بكر: أنتم الذين فعلتم ذلك، قذفتمونا بالعضيهة وسوّمتم الناس بها وهتكتم الحجاب والستر بادعائكم الباطل علينا.
قد سبقنا أولادكم إذ وردوا وحملناهم على الطريق إذ خرجوا، فهل علينا إذ حار القوم وضلّوا أو أصابتهم السموم! فاجتمع بنو تغلب لحرب بكر واستعدت لهم بكر، فقال عمرو بن هند: إني أرى الأمر سينجلي عن أحمر أصمّ من بني يشكر.
فلما التقت جموع بني وائل كره كل صاحبه وخافوا أن تعود الحرب بينهم كما كانت.
فدعا بعضهم بعضاً إلى الصلح وتحاكموا إلى الملك عمرو.
فقال عمرو: ما كنت لأحكم بينكم حتى تأتوني بسبعين رجلاً من أشراف بكر فأجعلهم في وثاق عندي، فإن كان الحق لبني تغلب دفعتهم إليهم، وإن لم يكن لهم حق خلّيت سبيلهم.
ففعلوا وتواعدوا ليوم يعيّنه يجتمعون فيه.
فقال الملك لجلسائه: من ترون تأتي به تغلب لمقامها هذا? قالوا: شاعرهم وسيّدهم عمرو بن كلثوم.
قال: فبكر بن وائل? فاختلفوا عليه وذكروا غير واحد من أشراف بكر.
قال عمرو: كلا والله لا تفرجُ بكر إلا عن الشيخ الأصمّ يعتز في ريطته فيمنعه الكرم من أن يرقعها قائده فيضعها على عاتقه، وأراد بذلك النعمان بن هرم.
فلما أصبحوا جاءت تغلب يقودها عمر بن كلثوم حتى جلس إلى الملك، وجاءت بكر بالنعمان بن هرم، وهو أحد بني ثعلبة بن غنيم بن يشكر، فلما اجتمعوا عند الملك قال عمرو بن كلثوم للنعمان: يا أصمّ جاءت بك أولاد ثعلبة تناضل عنهم وهم يفخرون عليك. فقال النعمان: وعلى من أظلّت السماء كلها يفخرون ثم لا ينكر ذلك.
فقال عمرو بن كلثوم: أما والله لو لطمتك لطمةً ما أخذوا لك بها. فقال له النعمان: والله لو فعلت ما أفلتّّ بها أنت ومن فضّلك.
فغضب عمرو بن هند، وكان يؤثر بني تغلب على بكر، فقال لابنته: يا حارثة، أعطيه لحناً بلسان أنثى، أي شبيه بلسانك.
فقال النعمان: أيها الملك، أعطِ ذلك أحبَّ أهلك إليك. فقال: يا نعمان أيسرُّك أني أبوك? قال: لا، ولكن وددت أنك أمي، فغضب عمرو غضباً شديداً حتى همّ بالنعمان وطرده.
وقام عمر بن كلثوم وأنشد معلقته، وقام بإثره الحارث بن حلّزة وارتجل قصيدته.
وقصيدة عمرو بن كلثوم لم ينشدها على صورتها، كما وردت في أثناء المعلقات، وإنما قال منها ما وافق مقصوده، ثم زاد عليها بعد ذلك أبياتاً كثيرة، وافتخر بأمور جرت له بعد هذا العهد، وفيها يشير إلى شتم عمرو بن هند لأمه ليلى بنت مهلهل.
وقد قام بمعلقته خطيباً بسوق عكاظ، وقام بها في موسم مكة. إلا أن عمرو بن هند آثر قصيدة الحارث بن حلزة وأطلق السبعين بكرياً، فضغن عمرو بن كلثوم على الملك، وعاد التغلبيون إلى أحيائهم.
وما تفضيل الملك عمرو لقصيدة الحارث إلا لأنه كان جباراً متكبّراً مستبدّاً، وكان يريد إذلال عمرو بن كلثوم وإهانته ويضمر ذلك في نفسه، فقضى لبكر حسداً لعمرو لإذلاله بشرفه وحسبه ومجده.
ثم إن الملك عمراً كان جالساً يوماً مع ندمائه، فقال لهم: هل تعلمون أحداً من العرب تأنف أمه من خدمة أمي هند? فقالوا: نعم، أم عمرو بن كلثوم. قال: وَلِمَ? قالوا: لأنّ أباها مهلهل بن ربيعة، وعمها كليب بن وائل أعز العرب، وبعلها كلثوم بن مالك أفرس العرب، وابنها عمرو وهو سيّد قومه، وكانت هند عمة امرئ القيس بن حجر الشاعر، وكانت أم ليلى بنت مهلهل هي بنت أخي فاطمة بنت ربيعة التي هي أم امرئ القيس وبينهما هذا النسب.
فأرسل عمرو بن هند إلى عمرو بن كلثوم يستزيره، ويسأله أن يزير أمه. فأقبل عمرو بن كلثوم من الجزيرة إلى الحيرة في جماعة من بني تغلب، وأقبلت ليلى أمه في ظعن من بني كلثوم من الجزيرة إلى الحيرة في جماعة من بني تغلب، وأم عمرو بن هند برواقه فضرب فيما بين الحيرة والفرات، وأرسل إلى وجوه أهل مملكته فحضروا في وجوه بني تغلب، فدخل عمرو بن كلثوم على الملك عمرو في رواقه، ودخلت ليلى وهند في قبة من جانب الرواق. وكان عمرو بن هند أمر أمه أن تنحي الخدم إذا دعا الطُرُف وتستخدم ليلى.
ودعا الملك عمرو بمائدة، ثم دعا بطرف، فقالت هند: ناوليني يا ليلى ذلك الطبق، فقالت ليلى: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها، فأعادت عليها فصاحت ليلى: واذلاّه، يا لتغلب! فسمعها ابنها عمرو، فثار الدم في وجهه.
ونظر إليه عمرو بن هند فعرف الشرَّ في وجهه، فوثب عمرو بن كلثوم إلى سيف لعمرو بن هند معلق بالرواق، ليس هناك سيف غيره، فضرب به رأس ابن هند وقتله، وكان ذلك نحو سنة 569م، ثم نادى عمرو في بني تغلب فانتبهوا ما في الرواق وساقوا نجائبه وساروا نحو الجزيرة، وجاشت نفس عمرو وحمي غضبه وأخذته الأنفة والنخوة فنظم بعض معلقته في هذه الحادثة يصف فيها حديثه مع ابن هند ويفتخر بأيام قومه وغاراتهم المشهورة.
ومن أخبار عمرو بن كلثوم بعد ذلك أنه أغار على بني تميم، ثم مرّ من غزوه ذلك على حي من بني قيس بن ثعلبة، فملأ يديه منهم وأصاب أسارى وسبايا، وكان فيمن أصاب أحمر بن جندل السعدي، ثم انتهى إلى بني حنيفة باليمامة وفيهم أناس من عجل، فسمع بها أهل حجر، فكان أول من أتاه من بني حنيفة بنو سحيم عليهم يزيد بن عمرو بن شمر، فلما رآهم عمرو بن كلثوم ارتجز وقال:
مَن عالَ منا بعدها فلا اجتَبَـرْ=ولا سقى الماءً ولا أرعى الشَّجَرْ
بنو لُجيـمٍ وجعاسيـسُ مُضَـرْ=بجانب الـدوِّ يُديهـونَ العَكَـرْ
فانتهى إليه يزيد بن عمرو فطعنه فصرعه عن فرسه وأسره، وكان يزيد شديداً جسيماً، فشدّه في القدّ وقال له: أنت الذي تقول:
متى تُعقد قرينتُنـا بحبـلٍ=نجذّ الحبلَ أو نَقْصِ القرينا
أما إني سأقرنك إلى ناقتي هذه فأطردكما جميعاً. فنادى عمرو بن كلثوم: يا لربيعة، أمثلة! قال: فاجتمعت بنو لجيم فنهوه، ولم يكن يريد ذلك به، فسار به حتى أتى قصراً بحجر من قصورهم، وضرب عليه قبّة ونحرَ له وكساه وحمله على نجيبة وسقاه الخمر، فلما أخذت برأسه تغنّى:
أأجمعُ صُحبتي الشَّعرَ ارتحالاً=ولم أشْعُرْ بِبَينٍ منـك هـالا
ولم أرَ مثلَ هالَةَ فـي معَـدٍّ=أُشَبّـهُ حسْنَهـا إلاَّ الهِـلالا
ألا أبْلِغ بني جُشَمِ بْـنَ بكـرٍ=وتغلـبَ كلّمـا أتَيـا حَـلالا
بأنَّ الماجدَ القرْمَ ابن عمـرو=غداة نُطاعُ قد صدَقَ القِتـالا
كتيبَـتُـهُ مُلَمْـلـمَـةٌ رَداحٌ=إذا يرمونهـا تُفنـي النّبـالا
جزى الله الأغَرَّ يزيدَ خيـراً=ولقَّـاه المسَـرَّة والجـمـالا
بمآخذِه ابنَ كُلثومَ بنَ عمـرٍو=يزيدُ الخيـرِ نازَلَـهُ نِـزالا
بِجمعٍ مِن بني قـرَّان صِيـدٍ=يُجيلـونَ الطّعـانَ إذا أجـالا
يزيدُ يُقَـدّم السُّفـراءَ حتـى=يُروّي صدرها الأسَلَ النِّهالا
وعنه أخبر ابن الأعرابي، قال: إن بني تغلب حاربوا المنذر بن ماء السماء، فلحقوا بالشام خوفاً، فمرّ بهم عمرو بن أبي حجر الغسّاني فلم يستقبلوه.
وركب عمرو بن كلثوم فلقيه، فقال له الملك: ما منع قومك أن يتلقوني? قال: لم يعلموا بمرورك.
فقال: لئن رجعت لأغزونّهم غزوة تتركهم أيقاظاً لقدومي.
فقال عمرو: ما استيقظ قوم قط إلاّ نبلُ رأيهم وعزّت جماعتهم، فلا توقظن نائمهم. فقال: كأنك تتوعّدني بهم، أما والله لتعلمنّ إذا نالت غطاريف غسّان الخيل في دياركم أن أيقاظ قومك سينامون نومة لا حلم فيها تجتثُّ أصولهم وينفى فلُّهم إلى اليابس الجرد والنازح الثمد.
ثم رجع عمرو بن كلثوم عنه وجمع قومه وقال:
ألا فاعلم أبيت اللعن أنّا=على عمدٍ سنأتي ما نريدُ
تعلّمْ أنّ محملنا ثقيلٌ وأن =ّزِنـادَ كبَّتنـا شـديـدُ
وأنّا ليس حيٌّ من مَعِـدٍّ=يوازينا إذا لُبسَ الحديـدُ
فلما عاد الحارث الأعرج غزا بني تغلب، فاقتتلوا واشتد القتال بينهم. ثم انهزم الحارث وبنو غسّان وقتل أخو الحارث في عدد كثير، فقال عمرو بن كلثوم:
هلاّ عطفتَ على أخيك إذا دعـا=بالثكل ويل أبيك يا ابنَ أبي شَمِرْ
قذفَ الذي جشّمت نفسك واعترف=فيها أخاك وعامر بن أبي حُجُـرْ
هكذا عاش عمرو بن كلثوم عظيماً من عظماء الجاهلية وأشرافهم وفرسانهم، عزيز النفس، مرهوب الجانب، شاعراً مطبوعاً على الشعر.
وقد عمّر طويلاً حتى إنهم زعموا أنه أتت عليه خمسون ومائة سنة، وكانت وفاته في حدود سنة 600 م.
وقد روى ابن قتيبة خبر وفاته، قال: فانتهى (ويعني يزيد بن عمرو) به إلى حجر فأنزله قصراً وسقاه، فلم يزل يشرب حتى مات.
وذكر ابن حبيب خبراً آخر في موت عمر بن كلثوم فقال: وكانت الملوك تبعث إليه بحبائه وهو في منزله من غير أن يفد إليها، فلما ساد ابنه الأسود بن عمرو، بعث إليه بعض الملوك بحبائه كما بعث إلى أبيه، فغضب عمرو وقال: ساواني بعَوْلي! ومحلوفه لا يذوق دسماً حتى يموت، وجعل يشرب الخمر صرفاً على غير طعام، فلما طال ذلك قامت امرأته بنت الثُوير فقتّرت له بشحم ليقرم إلى اللحم ليأكله، فقام يضربها ويقول:
معاذَ الله تدعوني لِحنْث ولو أقْفَرْتُ أيّاماً قُتارُ
فلم يزل يشرب حتى مات.
ولعمرو ابن اسمه عبّاد بن عمرو بن كلثوم، كان كأبيه شجاعاً فارساً، وهو الذي قتل بشر بن عمرو بن عدس، كما أنّ مرة بن كلثوم، أخا عمرو، هو الذي قتل المنذر بن النعمان بن المنذر ملك الحيرة، وفي ذلك يقول الأخطل التغلبي مفتخراً:
أبني كليب إنّ عميَّ اللـذا=قتلا الملوكَ وفكّكا الأغلالا
وله عقب اشتهر منهم كلثوم بن عمرو العتّابي الشاعر المترسّل، من شعراء الدولة العباسية.
وقد اهتم المستشرقون الغربيون بشعراء المعلقات وأولوا اهتماماً خاصاً بالتعرف على حياتهم، فقد قالت ليدي آن بلنت وقال فلفريد شافن بلنت عن عمرو بن كلثوم في كتاب لهما عن المعلقات السبع صدر في بداية القرن العشرين: يقف عمرو بن كلثوم، شيخ قبيلة بني تغلب، في الصف الأول لشعراء ما قبل الإسلام.
يقال إنه ولد قبل بداية القرن السادس وأصبح شيخاً لقبيلة في سن الخامسة عشرة وتوفي قرابة نهاية القرن، اثنا وعشرون سنة قبل الهجرة.
هكذا وردت الحكاية.
** وزن معلقة عمرو بن كلثوم والحارث أقصر من الآخرين، لكن معلقة عمرو ليست بأقل من الأخريات. لعلها أفضل للسمة الجدلية للقصائد وبها إيقاع ما ورنين في غاية الجاذبية. تروق المواضيع التي تتطرق إليها المعلقات، سياسية في معظمها، بقوة إلى القارىء الإنجليزي المعاصر، غير أنها تتحلى بالنسبة لمن يعرف الشعر العربي المعاصر بأهمية خاصة جداً لأنها تظهر كم قليلاً تغير عالم البدو في أفكاره السياسية أو حتى في وضعه السياسي في 1400 سنة الماضية. يصعب وجود فكرة عبر عنها المدافعون عن قضية لا تسمع اليوم من أفواه شيوخ القبائل المتنازعة الذين ارتحلوا إلى حايل لإنهاء خلافاتهم أمام ابن رشيد. الفرق الوحيد أن خطب المتنافسين اليوم لم تعد تقدم عبر القصائد.
**وقال عنه دبليو إى كلوستون في كتاب من تحريره عن الشعر العربي: كان عمرو بن كلثوم أميراً من قبيلة أرقم، أحد فخوذ بني تغلب. كانت أمه ليلى ابنة المهلهل وهند، التي أراد والدها وأدها كما كانت عادة العرب، لكنه سمع صوتاً في منامه يقول له إن ابنته ستصبح أم بطل. طلب إعادتها إلى البيت وكانت ما تزال على قيد الحياة. تزوجت ليلى من كلثوم وحلمت بعد مولد عمرو أنه سيكون أشجع المحاربين.
دارت حرب طويلة بين تغلب وبني بكر إثر مقتل كليب بن ربيعة. اتفق على وقف الحرب وليحكم فيها عمرو بن هند، ملك الحيرة، الملك نفسه الذي أمر بقتل طرفه. كان عمرو بن كلثوم المدافع عن بني تغلب والحارث بن حلزة المدافع عن بني بكر. يورد النقاش في معلقته. وحيث إن الملك لم يسر بتفاخر عمرو بن كلثوم، حكم لصالح بني بكر، فقتله عمرو بن كلثوم ثأراً، كما يظن لقتله طرفه، آخرون يرون وربما هم أصوب، لحكمه ضد بني تغلب.
ذكرت ظروف مقتل الملك على النحو التالي:
نظم عمرو بن كلثوم علاوة على معلقته بعض قصائد الهجاء المرير للنعمان ملك الحيرة وأمه التي كانت ابنة صائغ.
لما حضرت عمرو بن كلثومٍ الوفاة وقد أتت عليه خمسون ومائة سنة، جمع بنيه فقال: يا بني، قد بلغت من العمر ما لم يبلغه أحد من آبائي، ولا بد أن ينزل بي ما نزل بهم من الموت. وإني والله ما عيرت أحداً بشيء إلا عيرت بمثله، إن كان حقاً فحقاً، وإن كان باطلاً فباطلاً. ومن سب سب؛ فكفوا عن الشتم فإنه أسلم لكم، وأحسنوا جواركم يحسن ثناؤكم، وامنعوا من ضيم الغريب؛ فرب رجلٍ خير من ألف، ورد خير من خلف. وإذا حدثتم فعوا، وإذا حدثتم فأوجزوا؛ فإن مع الإكثار تكون الأهذار . وأشجع القوم العطوف بعد الكر، كما أن أكرم المنايا القتل. ولا خير فيمن لا روية له عند الغضب، ولا من إذا عوتب لم يعتب . ومن الناس من لا يرجى خيره، ولا يخاف شره؛ فبكؤه خير من دره، وعقوقه خير من بره. ولا تتزوجوا في حيكم فإنه يؤدي إلى قبيح البغض."


اقرأ أيضا::


ulv, hfk ;ge,l < lug,lhj uk - l,q,u jufdv



رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدليلية (Tags)
موضوع, معلومات, تعبير, كلثوم, عمرو


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


عمرو ابن كلثوم , معلومات عن عمرو ابن كلثوم - موضوع تعبير عن عمرو ابن كلثوم

سياسةالخصوصية


الساعة الآن 06:33 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Content Relevant URLs by vBSEO