صور حب




منتدي صور حب

قصة حياة , مدن الفراعنة

شخصيات تاريخية - شخصيات مشهورة

إضافة رد
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2021
المشاركات: 19,010
افتراضي قصة حياة , مدن الفراعنة





قصة حياة مدن الفراعنة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدنا ان نعرض لكم كل ما هو جديد في مجال المعلومات التاريخية و الشخصيات
كل ماهو جديد في المعلومات و التاريخ



ربما لم يحظ أحد في تاريخ الإنسانية، بنفوذ السلطة الذي كان يحظى به فرعونٌ من فراعنة مصر القديمة، وبقوة تفوق قوة قياصرة الرومان ومُلْكَ ملوك بابل.

حكم الفراعنة الشعب بيد من حديد هذا الشعب الذي عبدهم من دون الله لاعتقاده الباطل أنهم متحدرون من سلالة إله الشمس لقد كانوا يعدونهم خالدين وقادرين على قهر قوى الطبيعة وحمل راية التحدي على مر القرون.

هذا التحدي الذي تجسّد بقبور الفراعنة والمعابد التي شيّدت على شرف الآلهة الباطلة، إلا أن هذا لا ينطبق على مدنهم التي اختفت بقدرة الله عن وجه الأرض بشكل غريب وكأن رمال الصحراء ابتلعتها.

اعتادت الحياة المصرية المعاصرة على العيش جنباً إلى جنب مع آثار حقبة الفراعنة، فالمرء يشعر بضخامة الأبنية المشيّدة، فهناك الأهرامات التي تقع على ضفّة نهر النيل اليسرى حيث تغرب الشمس ومعابد الكرنك والأقصر التي بناها الفراعنة على شرف إله مصر المزعوم بعد الجهد الكبير الذي بذله مئات ألوف العاملين.

لماذا إذن وعلى الرغم من مهارة البنائين المصريين القدامى الكبيرة، لم يبق سوى القليل من هذه المدن موجوداً؟

الإجابة على هذا السؤال تكمن في أهمية هذه الأبنية، بينما قدّر للمعابد والأهرامات أن تصمد في وجه قساوة وضراوة القرون، كان يتوجّب على عامة الشّعب الذي يخضع للفراعنة، صناعة بعض التقنيات التي لا نزال نستخدمها حتى يومنا هذا، وذلك باستخدام الطين اللين الطري والتّبن المجفف تحت أشعة الشمس.

هكذا نشأت هذه المدن، ومنها مدينة ممفيس أول عاصمة للفراعنة، حيث ستقودنا أول رحلة لاستكشاف مصر القديمة إلى بعض هذه المدن مما سيتيح لنا التعرف على حياتهم اليومية بة أفضل.

سيكون دليلنا الخيالي الافتراضي، رجلاً عاش خارج بيئته في شوارع إحدى المدن المزدحمة أثناء عهد الفراعنة، لقد اخترنا كاتباً كهذا الشخص الذي يجسّده التمثال الموجود في متحف القاهرة، وسنطلق عليه اسم نيفير.

لعب هذا الكاتب، دوراً مهماً في مصر القديمة، لقد تعلم بعد سنوات من دراسة فنّ الكتابة الهيروغليفية ومبادئها.

لم يكن للكتابة شأن عظيم بين السكان وكان يحيطها الكثير من الغموض.

وجد الكتّاب مهنة مستقلّة لهم، وكسب الكثير منهم لقمة عيشه من خلال تدوين ونسخ القرارات الحكومية والإدارية.

كما لعب الكتّاب دوراً أساسياً في إدارة البلاد،ونتيجة لذلك كانوا موجودين في كل مدينة وخاصة تلك المدن التي شكّلت عواصم المملكة، وتلك هي المدن التي سنزورها خلال رحلتنا الطويلة، عبر مياه نهر النيل.

وجهتنا الأولى ستكون مدينة ممفيس،أول عاصمة للفراعنة ونحن الآن على بعد بضعة أميال من جنوب القاهرة، حيث تشير اللوحة الموضوعة على الطريق إلى قرية ميت راهينه وهذا يعني أننا وصلنا إلى هدفنا.

يصعب تخيّل أن مثل هذه البقعة المهجورة كانت تعد قلب إحدى أكبر وأثرى وأغنى المدن في العالم القديم، فبعد مرور أربعة آلاف عام، لا زلنا نشاهد هنا قاً ومعابد محاطة بشبكة من الشوارع والمنازل، كانت مدينة ممفيس موطناً لكبار المفكرين في تلك الحقبة إضافة إلى أشهر العلماء والنّحاتين والفنانين المحترفين الذين صنعوا تمثال أبي الهول المصنوع من المرمر أو تمثال رعمسيس الثاني الذي يعد أكثر التماثيل تأثيراً في كل أنحاء مصر، ولقد أعيد اكتشافه بعد بقائه مطموراً تحت الرمال آلاف السنين.

في أيامنا هذه، لم يبق شيء من مدينة ممفيس فوق هذه القرية البسيطة المحاطة بالصحراء وبعض أشجار النخيل.

ما الذي جعل هذه العاصمة التي اكتشفها الملك مينيس عام ثلاثة آلاف ومائة ق. الميلاد تتمتع بمثل هذه القوة والضخامة؟ ولا يوجد من ماضيها الآن إلا القليل؟

هذا ما بقي من معبد بتاه الذي كان يعد من أكبر المعابد في مصر القديمة وهو لا يزال مطموراً تحت التلة الصغيرة التي تقع فوقها.

قرية ميت راهينه في أيامنا هذه.

والسبب بسيط، عندما وصلت مدينة ممفيس إلى نهايتها، تم تفكيك آثارها واستخدمت حجارتها لبناء أبنية جديدة.

هكذا كانت تبدو العاصمة بالنسبة إلى نيفير عندما عبر شوارع مركز المدينة المزدحمة، أنه مشهد افتراضي بالطبع، ولكن دراسات علماء الآثار لم تكن متطوّرة بشكل كافٍ لتسمح بإيجاد مخطّط دقيق للمدينة.

على مسافة قريبة، ربما كان نيفير قادراً على رؤية أحد هذه المعابد العديدة التي وُجِدَتْ مدينة ممفيس في المدة الأخيرة.

دعونا نفترض أن أحد الأعمال اليومية الاعتيادية لـنيفير هو وجوده في هذا الفرن، حيث سيبتاع الخبز من أجل الغداء.

لقد تمكن علماء الآثار من إعادة تشكيل هذه الوجبة، الجزء الداخلي الناعم من الرغيف تمت إزالته ورشّ بالماء والخل، وباستخدام مدقة وهاون، تم خلط الفلفل والعسل والنعناع والكزبرة والجبنة والملح والزيت مع بعضها البعض ومن ثم استخدم هذا الخليط لحشو الرغيف المجوّف.

كان الفرن يبيع الخبز للزبائن الذين كانوا يقفون في باحته وذلك باتباع طريقة المقايضة حيث لم يكن هناك تداول للعملة التي صكّت بدءاً من عام خمسمائة ق.م فقط.

لنفترض أن نيفير غادر الفرن بعد ذلك وذهب إلى أحد موظفي مكاتب الولاية الرسمية الذي استخدمه في تدوين بعض الوثائق الحكومية، سنتبع نيفير إلى داخل هذا المنزل الفخم الأنيق حيث يعرض داخل غرفة الطعام الكبيرة مجموعة من الجرار وأواني الزهور الجميلة وأثاث المنزل وهي تدل على ذوق مالك المنزل الرفيع ومنزلته.

كانت الطبقات الاجتماعية العليا تفضل اقتناء الأشياء النفيسة والجميلة، وارتداء الملابس الأنيقة إضافة إلى وضع الشعر المستعار والجواهر، كما كان الرجال يستخدمون العطور ومستحضرات التجميل، ويضعون على رؤوسهم مخروطاً يحتوي على مرهم وهو تقليد متّبع حيث يذوب بفعل حرارة النهار ويشبّع الشعر المستعار والثياب بالرائحة العطرة.

داخل منازل مهمة كهذا المنزل، كان أصحابه يكرمون ضيوفهم بإقامة مآدب سخية، ولكن ماذا يمكن أن تكون أنواع الطعام والشراب التي قدمت على مأدبة مصري ثري؟ ما هو الغذاء الذي تم تقديمه؟ قديماً، كان المصريون يطمحون إلى الوصول إلى سن مائة وعشرة أعوام ولهذا كانت الأطعمة متنوعة ومعقولة.

كانوا يتناولون ثلاث وجبات في اليوم، وجبتان خفيفتان اقتصاديتان، إحداهما في الصباح والثانية في منتصف اليوم وبعد ذلك يتناولون وجبة رئيسية تمثل العشاء، لم يكن هناك سكاكين، بل كان الفرعون وأسرته يتناولون الطعام مستخدمين أصابعهم وكان يسود اعتقاد يعد فيه استخدام ثلاثة أصابع فقط من اليد اليمنى من الخصال الحميدة.

بعد ذلك دخلت صناعة الخبز بأشكاله المتنوعة، حيث كان يعجن باستخدام الأيدي بل حتى الأرجل، على الرغم من الاهتمام الشديد الذي كان يوليه الفراعنة للطعام، كان السكان يعانون دائماً من مشاكل بأسنانهم، كما بيّنت دراسات علماء الآثار من خلال تحليلها لأسنان عدد كبير من المومياء.

لم يكن متوقعاً أن تكون نوعية الغذاء واختلافه هي السبب، بل تكمن المشكلة فعلاً في الخبز! وبما أنه كان يصنع من قمح مطحون بواسطة الحجارة، فكان يحتوي على كميات مرتفعة من الرمال التي كانت سبباً لإصابة أسنان المصريين القدامى.

من المحتمل أن يكون نيفير قد عانى من مشاكل في أسنانه أيضًا وذهب لمعالجتها عند طبيب الأسنان، وكان الناس بحاجة شديدة إلى هذه المهنة.

أحب المصريون تناول الخضار كالثوم والبصل والخيار واللفت والخس, لقد تناولوا أيضًا كميات كبيرة من الحبوب كالحمص والفول إضافة إلى العدس الذي كان يصدّر عبر البحر المتوسط كانت فواكههم المفضلة التين والرمان والبلح، كان اللحم المشوي يعد من الوجبات الشهية، و كانت الأفضلية للطيور كالإوز والبط والحمام والسّمن إضافة إلى طيور البجع التي كان يتناولها الأشخاص الأقل ثراءً، ومن ناحية أخرى، يبدو أن الدجاج لم يظهر أبداً على موائد الفراعنة وأتباعهم.

كانت الخمرة والبيرة الخالية من الكحول تقدم عند العشاء، وكانت الخمرة تحفظ في أباريق مختومة وضعت عليها علامات تظهر اسمها ومصدرها وتاريخ صنعها، هذه العلامات كانت تعد من بين أهم المستندات الغريبة المكتوبة في العالم القديم.

اخترعت الكتابة عام ثلاثة آلاف ق.م تقريباً ولقد انتشرت بسبب عمل كتاب مثل نيفير الذين مهدوا الطريق لإنشاء أول هيئة إدارية حكومية فاعلة، وباشتقاقها من مراقبة الطبيعة بالتحديد، كانت الكتابة الهيروغليفية عبارة عن نظام يهدف إلى تمثيل الأفكار عن طريق الرسم.

تألّفت كلمة كاتب من الحروف الهيروغليفية زد إس ولقد صوّرت الأدوات التي يعمل بها الكاتب: لوحة ألوان يوجد بها مكانان للصباغ الأحمر والأسود، جرة أو كيس ماء، قلم من قصب أو أداة لتنعيم ورق البردي، وكلها مربوطة مع بعضها البعض، بمساعدة نظام الكتابة هذا والمخطوطة والنص الهيروغليفي سنظل قادرين على قراءة خرافات المصريين وأساطيرهم ونصوصهم العلمية والتعليمية إضافة إلى رواياتهم ويوميات سفرهم وقصص مغامراتهم، ربما كانت أول قصة مغامرة في التاريخ مصرية وكان اسمها زا استوري أوف سيناها التي كتبت منذ ثلاثة آلاف عام تقريباً.




كان المصريون يشعرون بأحاسيس قوية نحو الأسرة والمرأة التي كانت تتمتع بقدر كبير من المسؤولية، وكانوا يعبرون عن مشاعرهم العاطفية من خلال حك أنوفهم بينما كان التقبيل نادراً، كان الزواج مهماً جداً في مصر القديمة، وكان الفرعون يستطيع الزواج بأكثر من امرأة، وكان لديه الكثير من العشيقات, كانت مهمة الرجل إنجاب طفل واحد على الأقل لكل امرأة في أسرته.

وهذا هو السبب الذي جعل رمسيس الثاني أحد فراعنة مصر الذي تُعرض مومياؤه في متحف القاهرة أباً لأكثر من مائة وأربعين طفلاً.

عندما لا يتمكن معجب من الوصول إلى قلب امرأة، كان يلجأ إلى السحر، وكغيره من المصريين القدامى آمن نيفير أيضًا بقوى السحر، ولقد وصلتنا تفاصيل عن علاجات سحرية للمرض ووصفات طبية تحمي من العين الشريرة وجرعات تجلب الحب وكان ذلك نتيجة الديانة الضالة الوثنية ودجل السحرة والكهنة للإثراء على حساب الناس.

لنغادر الآن مدينة ممفيس وننطلق نحو مدينة الأقصر التي تقع على الضفة اليمنى لنهر النيل على بعد سبعمائة كيلومتر جنوبي القاهرة، إنها اليوم مكان هادئ تنساب فيه الزوارق فوق مياه النهر الهادئة ويقطع فيه السياح شوارع الأسواق الشعبية الضيّقة بواسطة سيارات الأجرة.

كانت هذه المدينة فيما مضى من أقوى مدن العالم، إنها مدينة طيبة التي اتخذت عاصمة بديلة لمدينة ممفيس عندما نجح أمراؤها في طرد شعب الهكسوس الذين غزوا مصر عام ألف وخمسمائة قبل الميلاد، إنها طيبة مدينة المائة بوابة، المدينة التي تفوق فيها رمال الصحراء ثروات نصف مليون شخص من سكانها، وعلى العكس من مدينة ممفيس، تختلف مدينة طيبة كلياً الآن عن ماضيها وأنت بحاجة لأن تفتح عينيك وسيقع نظرك فجأة على أبنية المعابد وشوارع أبي الهول وغيرها من الآثار المتبقية من ماضيها الغابر، إن بقايا المعبد المخصص للإله المزعوم آمون تعطي شاهداً على هذا، لقد تم حفظها من خلال الدراسات التي قام بها علماء الآثار في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي مع انتشار مئات المنازل التي شيّدت فوقها، ومع ذلك لم يتم الانتهاء بعد من بعض عمليات التنقيب، ولا يزال مسجد من القرن الخامس عشر الميلادي يشغل جزءاً من فناء الدار.

يقع المعبد بمحاذاة نهر النيل، وتعد أبعاده كبيرة حقاً، حيث يبلغ طوله مائتان وستون متراً وعرضه ثمانية وخمسون متراً ولمرة واحدة في السنة يصبح المعبد مسرحاً لإقامة موكب حاشد مخصص للإله الباطل آمون.

قال تعالى :

﴿وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّ﴾ [سورة مريم:81 - 82].

وفي تلك المناسبة غادر تمثال آمون مكان إقامته في معبد الكرنك وأرسل على متن قارب عبر القنوات المتصلة بنهر النيل لزيارة هذا المعبد المسمى إيبيت ريسيت أو جناح النساء الجنوبي.

يظهر على مدخل المعبد مسلّتان، ونحن اليوم لا نستطيع سوى رؤية واحدة منهما، فماذا حدث لتوأمها التي كان ارتفاعها خمسة وعشرون متراً وتزن أكثر من مائتين وثلاثين طناً؟ ربما نجد بعض آثارها في الداخل؟ كما يمكننا مشاهدة تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني الفرعون الذي كان محارباً قوياً وبنّاءً متمكناً، لقد وسع رمسيس الثاني المعبد وجعل له هذا المدخل الأثري.

من الركن الشمالي الغربي لساحة المعبد الأولى، نستطيع مشاهدة تماثيل الفراعنة أمنحوتب ثلاثة ورمسيس الثاني الموجودة بين الأعمدة.

لِنَعُدِ الآن إلى مدخل معبد آمون ونرى كيف كان يبدو في الع القديمة، كانت الواجهة مزيّنة بمشاهد من الملحمة القتالية التي خاضها رمسيس الثاني ضد الحيثيين في بلاد قادش عام ألف ومائتين وخمسة وثمانين ق.م، تلك البلاد تسمى سوريا اليوم ولقد احتلت هاتان المسلّتان الكبيرتان مدخل المعبد.

تم عام ألف وثمانمائة وخمسة وثلاثين م الكشف عن الغموض الذي أحاط باختفاء المسلة الثانية لقد أهداها حاكم مصر محمد علي باشا إلى ملك فرنسا لويس فيليب حيث استغرق وصول هذه المسلّة الضخمة إلى ساحة الكونكورد في باريس مدة عامين، ولقد وضعت هناك فوق قاعدة مزخرفة بمشاهد تصف الجهود التي بذلت لنقلها ومن ثم تركيزها في موضعها الجديد.

تبعد الأقصر عن الكرنك مسافة ثلاثة كيلومترات ويوجد في الكرنك موقع كبير مخصص للآلهة الثلاثة الخرافية الباطلة.

له عشر بوابات ضخمة،وتحيط به جدران ضخمة ومئات الأعمدة المنتصبة فوق مساحة مسطحة يزيد طولها على ألف ومائتين وخمسين متراً ويبلغ عرضها ستمائة متر، مما يجعله أكبر معبد وثني مبني على سطح الأرض.

استغرق بناؤه ألفي عام، ولقد قدم جميع الفراعنة شيئاً ما لتصميمه النهائي.

عند الانتهاء من عبور المعبد، نصل إلى أكبر الساحات الداخلية الموجودة في كل المعابد الفرعونية، عرضها مائة متر وطولها ثمانون متراً.في وسط الساحة الداخلية لم يبق من الأعمدة العشرة التي كانت تشكل الدير سوى عمود واحد، ولقد بني هذا الدير للفرعون تاهاركا عام ستمائة وسبعين ق.م تقريباً.

هذا هو المكان الذي كان يوجد فيه قارب الشمس الذي كان يستخدم للمواكب الدينية من الكرنك إلى الأقصر، نستطيع تكوين فكرة عن الموقع بمساعدة مجسم واقعي.

كان الدير مؤلفاً من عشرة أعمدة يبلغ طول كل منها عشرين متراً، خلف هذه الأعمدة يمكننا إلقاء نظرة على زخرفة البوابة الثانية التي بناها رعمسيس الثاني في الوسط، كان هناك قاعدة ينقل فوقها تمثال آمون لوضعه داخل القارب، أما أبعاد هذه المساحة فهي كبيرة حتماً.

بعد عبور البوابة الثانية، ندخل إلى أحد النصب التذكارية، سقف ضخم مرتكز على أعمدة يبلغ عرضه مائةً ومترين وعمقه ثلاثة وخمسون متراً وله مائة أربعة وثلاثون عموداً، تعد الأعمدة الاثنا عشر المكوِّنة للممشى الرئيسي هي الأكبر ولها تيجان متنوعة الأشكال، كما ترتفع عوارض ضخمة مرتكزة على أعمدة يبلغ ارتفاعها ثلاثة وعشرين متراً، أما الأعمدة الجانبية المائة والاثنين والعشرين التي لها تيجان على شكل ورق البردي، فهي أقل ارتفاعاً وهذا ما سمح ببناء نوافذ تترك أثراً جميلاً من الضوء والظلال.

كانت المشاهد الزخرفية على الجدران الداخلية للردهة تصف احتفالات المواكبة والتتويج هنا نستطيع رؤية رمسيس الثاني يقدم الولاء لإله زبان المزعوم.

قال تعالى:

﴿وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورً﴾ [سورة الفرقان: 3].

لقد أخذ كهنة آمون القارب في احتفال مواكبه وهم يرتدون ملابس مخلوقات خرافية حيث يقودنا محور المعبد الأوسط إلى أهم جزء في هذا الاحتفال المعقد، الغرفة التي تحتوي على القارب المقدس عندهم.

هذه هي إحدى المسلّتين اللتين بنتهما الملكة حتشبسوت يبلغ ارتفاعها ثلاثون متراً وتعد من أطول المسلات في مصر القديمة وبعد موت حتشبسوت قام ابن زوجها الفرعون تحتمس الثالث الذي يبدو أنه كان يكرهها بشدة، ببناء جدار حول هذه المسلة ليطمس أية ذكرى عن الملكة المتوفاة، حُوِّلَتْ قاعة الاحتفالات التي شيَّدت للفرعون تحتمس الثالث في العصر الروماني إلى كنيسة نصرانية كما نرى هنا من وجوه الكهنة التي يمكن رؤيتها على الأعمدة.

ومن بين الغرف العديدة في المعبد، يوجد غرفة تُعرف باسم الحديقة النباتية وهي مزيّنة بالنباتات الغريبة والحيوانات التي تدل على حب الفراعنة الواضح لحدائقهم والزراعة لقد طغت الألوان المشرقة على هذه الأشكال الهندسية.

تنتهي زيارتنا عند البحيرة الكبيرة حيث اعتاد كهنة أمون رع تطهير أنفسهم في المياه المقدسة بزعمهم الفاسد التي تصب هنا عبر قنوات من نهر النيل.

يرجع تاريخ الجُعل الرخامي العملاق إلى عهد الفرعون أمنحوتب الثالث وهو أحد أهم المواقع التي يفضلها السياح حيث تقول الخرافة الكاذبة: إن من يطوف حوله يصبح محظوظاً.

وبسلوكنا مجرى نهر النيل شمالاً،نصل إلى مدينة القاهرة الكبرى عاصمة مصر الحديثة التي يقطنها عشرون مليون نسمة لم تكن القاهرة موجودة في عهد الفراعنة، فخلال حكمهم كان يوجد قرية صغيرة اسمها كيري أها وهي تعني مكان القتال ولقد اكتسبت هذا الاسم نسبة إلى الأساطير الكاذبة الخرافية التي تقول أنه في هذا المكان تقاتل الإلهان الخرافيان حورس وسيت.

الشيء الوحيد الذي نعرفه عن ماضي المدينة أنها كانت مركزاً تجارياً مهماً، وللعثور على آثار من تلك الحقبة عليك القيام بزيارة إلى حي من أقدم أجزاء القاهرة، حيث يحتوي على أهم المعابد في كنيسة النصرانية، الكنيسة التي لعبت دور المضيف للأسرة المقدسة هولي فميلي؟ والمسيح عليه السلام خلال وجودهم في مصر حسب الروايات النصرانية.

خلال سيطرة الرومان بنى الإمبراطور تراجان حصناً يحيط به برجان مستديران كبيران، ولقد تم تجديد ما تبقى من البرج الجنوبي بشكل جزئي، بينما ألحق البرج الشمالي بكنيسة جورج.

ستقودنا رحلتنا إلى مدينة الإسكندرية، المدينة التي بناها الإسكندر الكبير عام ثلاثمائة واثنين وثلاثين ق.م إنها آخر عاصمة لمصر القديمة،حيث عاشت وماتت فيها كليوباترا آخرة المتحدرات من سلالة الفراعنة.

اليوم، ومع سكانها الذي يبلغ عددهم ستة ملايين نسمة، تعد الإسكندرية ثاني أكبر مدينة في مصر، إنها بقعة جميلة تطل على البحر المتوسط،على الرغم من أن حركة السير المشوشة فيها تأخذ بعضاً من هذا الجمال.

في الع القديمة كانت موقعاً لمكتبة شهيرة - أعيد بناؤها حديثاً - عمل فيها الآلاف ووربما كان منهم نيفير الذي رافقنا منذ بدء رحلتنا ولكن كل من يحاول العثور على أي أثر لتلك المكتبة القديمة سيصاب بالإحباط، لقد دفنت المدينة القديمة كلياً تحت الأحياء الجديدة.

لم يبق من المنارة الكبيرة التي بنيت عام مائتين وتسعة وسبعين ق.م سوى القليل وما تبقى منها تم دمجه مع القلعة الموجودة في الميناء، في الحقيقة تعرضت هذه المدينة لعقاب الله تعالى فلحق بها الدمار بفعل العديد من الزلازل التي أصابتها على مر الع إلى أن جاء السلطان قايتباي عام ألف وأربعمائة وثمانين ميلادي، واستخدم قسماً كبيراً من بقايا المنارة لبناء هذه القلعة التي تعد تحفة الفن الحربي، كما يمكن رؤية بعض الأعمدة الرخامية التابعة للمنارة عند مدخل البرج الرئيسي وفي الجدران المحيطة الغارقة في البحر.

يصعب اليوم تخيل المنارة على الرغم من كل تاريخها القديم، فبارتفاعها البالغ مائة وعشرين متراً، كانت معلماً بارزاً في مدينة الإسكندرية التي عاشت وماتت فيها الملكة كليوباترا وقد شهدت مع انتحار الملكة، نهاية ثلاثة آلاف عام من حكم الفراعنة، وفي الحقيقة فقدت مصر استقلالها وأصبحت إقليماً محتلاً في الإمبراطورية الرومانية.

بعد ذلك، هٌجِرَ العديد من وَحَلَّ بها الدمار، وعلى مر الع اختفت المنازل المبنية من القرميد الطيني، وأصبح العديد من النصب التذكارية فريسة للهواء الطلق واستخدمت حجارتها لتشييد أبنية أخرى، لقد أخذت الحجارة أيضًا من الأهرامات.

هذا ما حدث لمدرسة السلطان حسن التي تقع في مدينة القاهرة، إنها كلية جامعية تَمِّ إنجاز بنائها عام ألف وثلاثمائة واثنين وستين م، وهي تحفة الفن والهندسة الإسلامية.

يبدو القصر أكبر قليلاً من البناء نظراً لاعتماده على حجارة مأخوذة من الأهرامات، كان هذا حال العديد من النصب التذكارية في العاصمة عبر مر الع، حيث شيّدت باستخدام مواد وحجارة تخص أبنية شيدها الفراعنة فيما مضى، كان قدراً محتوماً من عند الله تعالى لأن مصر القديمة والجديدة عادتا معاً بطريقة لم تحدث في أي بلد في العالم.

وعلى الرغم من ذلك، وصل إلينا بعض النصب التذكارية التي خلّفتها الحضارة المصرية القديمة وبهذه النصب عادت حياتهم إلى الذاكرة ولقد ترك لنا الشعب كتاباته، نصوص مهمة وثانوية عن حياتهم اليومية إضافة إلى الشعر والروايات.

قال تعالى:

﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إن رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ [سورة الفجر: 6 - 14].


المجد الوثائقيه


اقرأ أيضا::


rwm pdhm < l]k hgtvhukm



رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدليلية (Tags)
الفراعنة


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


قصة حياة , مدن الفراعنة

سياسةالخصوصية


الساعة الآن 06:17 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Content Relevant URLs by vBSEO