صور حب


منتدي صور حب
العودة   منتدي صور حب > عالم الصور > صور حلوة

إضافة رد
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
الصورة الرمزية images
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: May 2021
المشاركات: 11,832
افتراضي قصة الغلام الذي فرح الرسول بمولده


قصة الغلام الذي فرح الرسول بمولده


نحن الآن في السنة السابعة قبل الهجرة في مكة ورسول الله صلوات الله

وسلامه عليه يعاني من أذي قريش له ولأصحابه ما يعاني .. وفيما هو كذلك أشرقت فـــي

حياته بارقة سرور , فلقد جاءه البشير يبشّره أن " أم أيمن " وضعت غلاماً . فمن يكون هذا الغلام السعيد

الذي أدخـــــل علي رسول الله صل الله عليه وسلم كل هذا الســــــــــرور؟!!!

إنه أسامة بن زيد , ولم يستغرب أحد من صحابة رسول الله بهجته بالمولود الجديد وذلــك

لموضع أبويه منه ومنزلتهما عنده, فأم الغلام هي " بركة الحبشية " المكنّاة بأم أيمن وقد كانت مملوكــــة

لآمنة بنت وهب أم الرسول صل الله عليه وسلم فربته في حياتهــــــــــــا

وحضنته بعد وفاتها ففتح عينيه علي الدنيا وهو لا يعرف لنفسه أمّا غيرها , فأحبها أعمق

الحب وأصدقه وكثيراً ما كان يقول هي أُمي بعد أُمي , وبقية من أهل بيتي , هذه أم الغلام , أما أبوه فهو

" حبُّ " رسول الله صل الله عليه وسلم زيد بن حارثة وابنه بالتّبنّــــــي

قبل الاسلام وصاحبه وموضع سره , وأحد أهله وأحب الناس اليه بعد الإســـــــــــــلام

وقد فرح المسلمون بمولد أسامة بن زيد واطلقوا علي الغلام المحظوظ لقب " الحبُّ وابن الحبُّ " ولم يكن

المسلمون مبالغون حين أطلقوا هذا اللقب علي الصبي الصغيــــــــــر

أسامة فقد أحبه الرسول صل الله عليه وسلم حُباً تغبطه عليه الدنيا كلها فقـــد كان

مقارباً في السن لسبطه الحسن بن فاطمة الزهراء , وكان الحسن أبيض شديد الشّبه بجده صل الله عليه

وسلم وكان أسامة أسود البشرة أفطس الانف شديد الشبه بأمـــــــــه

الحبشية , لكن رسول الله ما كان يُفرّق بينهما في الحب , فكان يأخذ أسامة فيضعه

علي إحدي فخذيه ويأخذ الحسن فيضعه علي فخذه الاخر ثم يضمهما معــــــاً الي صـــــدره ويقـــــــــــــول

( اللهم إنّي أُحبهمــــا فأحبّهمـــــا )


وقد بلغ من حب الرسول لأسامة أنّه عثر ذات مرة بعتبة الباب فشجت

جبهته وسال الدم من جرحه فقام اليه النبي وجعل يمص شجته ويمج الدم وهو يطيب

خاطره بكلمات تفيض عذوبه وحناناً , وكما أحب الرسول أسامة في صغره أحبه في شبابه , فقد أهـــدي

حكيم بن حزام أحد أشراف قريش لرسول الله صل الله عليه وسلم حُلّة

ثمينة شراها من اليمن بخمسين ديناراً ذهباً كانت " لذي يزن " أحد ملوكهم فأبــــــي

رسول الله صل الله عليه وسلم ان يقبل هديته لأنه كان يومئذ مشركا وأخذها منه بالثمن , وقد لبسهــــا

النبي صل الله عليه وسلم مرة واحدة في يوم جمعة ثم خلعها وألبسها

أسامة بن زيد فكان يروح بها ويغدو بين أترابه من شبّان المهاجــــرين والانصــــــــــار

ولما بلغ أسامة بن زيد أشُدّه بدا عليه من كريم الشمائل وجليل الخصال ما يجعله جديراً بحب الرســــول


ففي يوم "أُحد " جاء أسامة بن زيد مع نفر من صبيان الصحابة يريدون

الجهاد في سبيل الله , فأخذ الرسول منهم من أخذ وردّ منهم من ردّ لصغر أعمارهم

فكان في جملة المردودين أسامة بن زيد فتولّي وعيناه الصغيرتان تفيضان من الدمع حزناً ألا يجاهــــــــد

تحت راية رسول الله صل الله عليه وسلم , وفي غــــــــزوة " الخندق "

جاء أسامة بن زيد ايضا ومعه نفر من فتيان الصحابة وجعل يشد قامته الي أعلي ليأذن

رسول الله فرقّ له النبي صل الله عليه وسلم وأجازه فحمل السيف جهاداً في سبيل الله وهو ابن خمس

عشرة سنة , وفي " حُنين " حين إنهزم المسلمون , ثبت أسامـــة

بن زيد مع العباس عم الرسول , وأبي سفيان بن الحارث ابن عمّه وستّة نفر آخرين

من كرام الصحابة فاستطاع الرسول صل الله عليه وسلم بهذه الفئة الصغيرة المؤمنة ان يحوّل هزيمة

أصحابه الي نصر وأن يحمي المسلمين الفارّين من أن يفتك بهم

المشركون , وفي يوم " مؤتة " جاهد أسامة تحت لواء أبيه زيد بن حارثة وسنّه دون

الثامنة عشرة فرأي بعينيه مصرع أبيه فلم يهن ولم يتضعضع وإنما ظل يقاتل تحت لواء جعفر بن أبي

طالب حتي صرع علي مرأي منه ومشهد , ثم تحت لواء عبد الله

بن رواحة حتي لحق بصاحبيه , ثم تحت لواء خالد بن الوليد حتي استنقذ الجيـــش

الصغير من براثن الروم , ثم عاد أسامة بن زيد الي المدينة محتسباً أباه عند الله , تاركا جسده الطاهر

علي تخوم الشام وراكباً جواده الذي استشهد عليـــــــــــــــــــه


وفي السنة الحادية عشرة للهجرة , أمر الرسول الكريم بتجهيز جيش لغزو الروم

وجعل فيه أبا بكر وعمر بن الخطاب , وسعد بن أبي وقاص وأبا عبيدة بن الجراح وغيرهم من جلّة الصحابة

وأمّر علي الجيش أسامة بن زيد وهو لم يتجاوز العشرين بعد

وأمره أن يوطئ الخيل تخوم " البلقاء " و " قلعة الدّاروم " القريبة من " غزّة " من

بلاد الروم , وفيما كان الجيش يتجهّز , مرض رسول الله صل الله عليه وسلم ولمّا اشتد عليه المرض توقف

الجيش عن المسير انتظاراً لما تسفر عنه حال رسول الله

قال أسامة " ولمّا ثقل علي نبي الله المرض , أقبلت عليه وأقبل الناس معي فدخلت

عليه فوجدته قد صمت فما يتكلم من وطأة الدّاء فجعل يرفع يده الي السماء ثم يضعها عليّ فعرفت أنه يدعو لي

ثم ما لبث ان فارق الرسول صل الله عليه وسلم الحياة وتمت

البيعة لأبي بكر فأمر بإنفاذ بعث أسامة , لكن فئة من الأنصار رأت أن يؤخر البعث وطلبت

من عمر بن الخطاب ان يكلم في ذلك أبا بكر وقالت له : فإن أبي إلا المضيّ , فأبلغه أن يولّي أمرنا رجلاً

أقدم سناً من أسامة , وما أن سمع الصديق من عمر رسالة الانصار

حتي وثب له وكان جالساً وأخذ بلحية الفاروق وقال مغاضباً : ثكلتك أمّك وعدمتك يا بن

الخطاب ... ولاه رسول الله صل الله عليه وسلم وتأمرني أن أنزعه ؟ والله لا يكون ذلك أبداً , ولما رجع عمر

الي الناس , سألوه عمّا صنع , فقال ": أمضوا ثكلتكم أُمهاتكم , فقد

لقيت ما لقيت في سبيلكم من خليفة رسول الله , ولما أنطلق الجيش بقيادة قائده

الشاب , شيعه خليفة رسول الله ماشياً وأسامة راكباً , فقال أسامة : ياخليفة رسول الله : والله لتركبنّ

أو لأنزلنّ , فقال أبو بكر : والله لا تنزل ووالله لا أركب ... وما عليّ أن

أُغبّر قدمي في سبيل الله ساعة ؟ ثم قال لأُسامة : أستودعك الله دينك وأمانتك وخواتيم

عملك وأوصيك بإنقاذ ما أمرك به رسول الله صل الله عليه وسلم ثم مال عليه وقال: إن رأيت ان تُعينني

بعمر بن الخطاب فائذن له بالبقاء معي , فأذن أسامة لعمر بالبقاء


مضي أسامة بن زيد بالجيش , وأنفذ كل ما أمره به رسول الله صل الله عليه وسلم فأوطأ

خيل المسلمين تخوم " البلقاء " و " قلعة الدّاروم " من أرض فلسطين ونزع هيبة الروم من قلوب المسلمين

ومهد الطريق أمامهم لفتح ديار الشام ومصر , والشمال الافريقي

كله حتي بحر الظلمات , ثم عاد أسامة ممتطياً صهوة الجواد الذي استشهد عليه أبوه

حاملاً من الغنائم ما زاد عن تقدير المقدّرين حتي قيل " إنه ما رئي جيش أسلم وأغنم من جيش أسامـــــة


ظل أسامة بن زيد ما امتدت به الحياة موضع إجلال المسلمين وحبهم

وفاءً لرسول الله صل الله عليه وسلم وإجلالاً لشخصه , فقد فرض له الفاروق عطاءً أكثر ممّا

فرضه لابنه عبد الله بن عمر فقال عبد الله لأبيه : ياأبت , فرضت لأُسامة أربعة آلاف وفرضت لي ثلاثة آلاف

وما كان لأبيه من الفضل أكثر مما كان لك , وليس له من الفضل أكثر مما لي "

فقال الفاروق : هيهـــات إن أباه كان أحب الي الرسول من أبيك , وكان هو أحب الي رسول الله

منك , فرضي عبد الله بن عمر بما فرض له من عطاء , وكان عمر بن الخطاب إذا لقي أسامة بن زيـــد قــــال

مرحباً بأميري ... فإذا رأي أحد يعجب منه قال : لقد أمّره عليّ رسول الله

صل الله ىعليه وسلم .... رحم الله هذه النفوس الكبيرة , فما عرف التاريخ أعظم ولا أكمل ولا أنبـــــل

من صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم



اقرأ أيضا::


rwm hgyghl hg`d tvp hgvs,g fl,g]i hgvs,g hgyghl

__________________

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدليلية (Tags)
الذي, الرسول, الغلام, بمولده


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:49 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Content Relevant URLs by vBSEO