#1
| |||
| |||
كلمات من نور عن الرجل يعفو عن من قذفه رَأَيْتَ إِنْ عَفَا عَنْ قَاذِفِهِ , ثُمَّ أَتَى بِهِ بَعْدَ زَمَانٍ فَأَرَادَ أَنْ يَحُدَّهُ وَلَمْ يَكُنْ كَتَبَ عَلَيْهِ بِذَلِكَ كِتَابًا ؟ قَالَ : قَدْ أَخْبَرْتُكَ عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ : لَا يُحَدُّ وَالْعَفْوُ جَائِزٌ. قَالَ : وَقَالَ مَالِكٌ فِي رَجُلٍ قَالَ لِآخَرَ : يَا مُخَنَّثُ. إنَّهُ يُجْلَدُ الْحَدَّ إِنْ رَفَعَهُ إِلَى الْإِمَامِ إلَّا أَنْ يَحْلِفَ الْقَائِلُ يَا مُخَنَّثُ , بِاللَّهِ أَنَّهُ لَمْ يُرِدْ بِذَلِكَ قَذْفًا. فَإِنْ حَلَفَ عَفَا عَنْهُ بَعْدَ الْأَدَبِ وَلَمْ يُضْرَبْ حَدَّ الْفِرْيَةِ , فَإِنْ هُوَ عَفَا عَنْهُ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ السُّلْطَانُ ثُمَّ طَلَبَهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ لَا يُحَدُّ لَهُ. قَالَ سَحْنُونٌ : وَقَدْ ذَكَرَ بَعْضُ الرُّوَاةِ عَنْ مَالِكٍ أَنَّ الْقَاذِفَ إنَّمَا تُقْبَلُ يَمِينُهُ إِذَا زَعَمَ أَنَّهُ لَمْ يُرِدْ بِذَلِكَ قَذْفًا إِذَا كَانَ الْمَقْذُوفُ , فِيهِ تَأْنِيثٌ وَلِينٌ وَاسْتِرْخَاءٌ , فَحِينَئِذٍ يُصَدَّقُ وَيَحْلِفُ أَنَّهُ لَمْ يُرِدْ قَذْفًا وَإِنَّمَا أَرَادَ تَأْنِيثَهُ ذَلِكَ. وَأَمَّا إِذَا كَانَ الْمَقْذُوفُ , لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ , ضُرِبَ الْحَدَّ وَلَمْ تُقْبَلْ يَمِينُهُ إِذَا زَعَمَ أَنَّهُ لَمْ يُرِدْ بِذَلِكَ قَذْفًا , وَهُوَ عِنْدِي أَفْضَلُ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ الْقَاسِمِ. قِيلَ لَهُ : إِنَّ عِنْدَنَا بِالْأَنْدَلُسِ لَا يَعْرِفُونَ مَنْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَرَادَ بِهِ إلَّا الْفِعْلَ , فَأَرَى أَنْ يُحَدَّ وَلَا تُقْبَلُ مِنْهُ يَمِينُهُ. قَالَ : وَقَدْ بَلَغَنِي عَنْ مَالِكٍ فِي رَجُلٍ قَذَفَ رَجُلًا فَعَفَا عَنْهُ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ بِهِ إِلَى السُّلْطَانِ , ثُمَّ بَدَا لَهُ أَنْ يَقُومَ بِهِ قَالَ مَالِكٌ : لَيْسَ ذَلِكَ لَهُ وَلَا حَدَّ عَلَيْهِ. وَقَدْ أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ مَنْ أَثِقُ بِهِ وَهُوَ رَأْيِي. قُلْتُ : أَرَأَيْتَ الْقَذْفَ , أَيَقُومُ بِهِ مَنْ قَامَ بِهِ مِنَ النَّاسِ ؟ قَالَ : لَا يَقُومُ بِهِ عِنْدَ مَالِكٍ إلَّا الْمَقْذُوفُ. قُلْتُ : فَلَوْ أَنَّ قَوْمًا شَهِدُوا عَلَى رَجُلٍ أَنَّهُ قَذَفَ فُلَانًا وَفُلَانٌ يُكَذِّبُهُمْ وَيَقُولُ : مَا قَذَفَنِي ؟ قَالَ لَا يُلْتَفَتُ إِلَى شَهَادَةِ الشُّهُودِ عِنْدَ مَالِكٍ. قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إنِ ادَّعَى الْمَقْذُوفُ أَنَّ الْقَاذِفَ قَذَفَهُ وَأَقَامَ عَلَى ذَلِكَ الْبَيِّنَةَ عِنْدَ السُّلْطَانِ , ثُمَّ إِنَّ الْمَقْذُوفَ قَالَ لِلسُّلْطَانِ بَعْدَمَا شَهِدَتْ شُهُودُهُ : إنَّهُمْ شَهِدُوا بِزُورٍ ؟ قَالَ : هَذَا قَدْ بَلَغَ الْإِمَامَ وَقَدْ شَهِدَ الشُّهُودُ عِنْدَ الْإِمَامِ بِالْحَدِّ وَهُوَ مُدَّعٍ لِلْقَذْفِ , فَلَمَّا وَجَبَ الْحَدُّ قَالَ : كَذَبَتْ بَيِّنَتِي. فَلَا يُنْظَرُ فِي قَوْلِهِ لِأَنَّ الْحَدَّ قَدْ وَجَبَ , فَهَذَا يُرِيدُ إبْطَالَهُ ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ لَوْ عَفَا لَمْ يَجُزْ عَفْوُهُ , فَكَذَلِكَ إكْذَابُهُ الْبَيِّنَةَ لَا يُنْظَرُ فِي ذَلِكَ بَعْدَمَا وَجَبَ الْحَدُّ عِنْدَ السُّلْطَانِ , وَيُضْرَبُ الْقَاذِفُ الْحَدَّ وَهُوَ رَأْيِي , وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ مَالِكٍ. قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنْ قَالَ : لَمْ يَقْذِفْنِي ؟ قَالَ : هَذَا وَمَا فَسَّرْتُ لَكَ سَوَاءٌ. قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنْ قَالَ الشُّهُودُ بَعْدَمَا وَجَبَ الْحَدُّ : مَا شَهِدْنَا إلَّا بِزُورٍ ؟ قَالَ : يُدْرَأُ الْحَدُّ عَنْهُ. قُلْتُ : لِمَ دَرَأْتَهُ بِرُجُوعِ الشُّهُودِ وَلَمْ تَدْرَأْهُ بِتَكْذِيبِ الْمُدَّعِي إيَّاهُمْ ؟ قَالَ : لِأَنَّ هَذَا الْأَمْرَ كَانَ لِلْمُدَّعِي حَتَّى يَبْلُغَ السُّلْطَانَ , فَلَمَّا بَلَغَ السُّلْطَانَ وَقَامَتِ الْبَيِّنَةُ انْقَطَعَ مَا كَانَ لِهَذَا الْمَقْذُوفِ فِيهِ مِنْ حَقٍّ , وَصَارَ الْحَقُّ لِلَّهِ فَلَا يَجُوزُ لَهُ هَهُنَا قَوْلٌ. وَالْبَيِّنَةُ إِنْ رَجَعَتْ عَنْ شَهَادَتِهِمَا لَمْ أَقْدِرْ أَنْ أُقِيمَ الْحَدَّ وَلَا بَيِّنَةَ ثَابِتَةٌ عَنِ الشَّهَادَةِ. قُلْتُ : تَحْفَظُ هَذَا عَنْ مَالِكٍ ؟ قَالَ : هَذَا رَأْيِي. قُلْتُ : أَرَأَيْتَ الْقِصَاصَ الَّذِي هُوَ لِلنَّاسِ , إِنْ عَفَوْا عَنْ ذَلِكَ بَعْدَ بُلُوغِهِمِ السُّلْطَانَ , أَيَجُوزُ ذَلِكَ أَمْ لَا فِي قَوْلِ مَالِكٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ . اقرأ أيضا::
المصدر: منتدي صور حب ;glhj lk k,v uk hgv[g dut, r`ti |
الكلمات الدليلية (Tags) |
الرجل, يعفو, قذفه |
| |