منهج الدين اخذ الاجرة من صاحب العمل دون اجره

[سهام]

الاجرة , صاحب , العمل , اجره

منهج الدين اخذ الاجرة من صاحب العمل دون اجره

السؤال
جزاكم الله خيرا وجعل هذا في ميزان حسناتكم، إخوتي في الله أنا مغترب في أمريكا واشتغلت مع شخص عنده محل حلال وتحملت البرد والحر وطول الوقت من أجل الحلال وكان دائما يشق علي وأحسست بالظلم الشديد معه بعد أن عرفت أن الناس يحصلون على معاشات أفضل في أماكن أخرى وأحسست أنه استغلني وكنت صغيرا لا أعرف البلد جيدا، والسؤال هو: قمت بأخذ بعض المال من المحل يقارب ألفي دولار أو ثلاثة، بعدما حسبت الساعات التي اشتغلتها زيادة على الظلم الذي ظلمني إياه وأشياء أخرى، وخرجت عنه بعد أن تعرفت على البلد أكثر واشتغلت مع شخص آخر وأخذت من محله حوالي أربعة إلى خمسة آلاف دولار، وقلت آخذها احتياطا لو خدعني، فأغلق المحل، والآن أحس بالذنب ولا أدري هل أرجع لهم الفلوس جميعا أو فقط للشخص الأخير الذي لم يظلمني مع أن معه شركاء في المحل وحالتي المادية ليست جيدة؟ وفي حالة أعدت لهم المال فكيف أعمل وأنا يقتلني الخجل أن أقول لهم هذا الذي أخذت منكم؟ وهل يجوز لي أن أتصدق بها ويكون أجرها لهم؟ أو أتوب إلى ربي وأسغفره وتكون التوبة كافية، أرجوكم أفيدوني.


الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ذكرته عن صاحبك الأول لم تذكر فيه ما يقتضي ظلمه لك وأنه منعك حقك، وإنما ذكرت كونه انتفع بخدماتك مقابل أجر أقل من أجر نظرائك، وهذا ليس ظلما ما دام برضى الأجير، فلا يلزم مساواة أجور العمال ولو كان عملهم واحدا حتى لو كانوا في مؤسسة واحدة، وإن كان هنالك ظلم آخر مثل ما أشرت إليه إشارة من كونك تستحق مقابل ساعات عمل لم يعطك حقها، ولا يمكن الحكم بذلك ما لم يتبين استحقاقك لها فعلا بأن كان العقد بينكما يقتضي تحديد وقت معين والزيادة عليه يستحق العامل مقابلها أجرا، أو يكون طلب منك أداء خدمة ما زيادة على عملك مقابل أجرة سيؤديها إليك ثم لم يعطك حقك وظلمك إياه، فلك حينئذ مطالبته به، فإن لم تستطع الوصول إلى حقك بالطرق المعهودة جاز لك أخذ قدر حقك من ماله ولو دون علمه
لكن أموال الناس معصومة ولا يمكن استحلالها بالتخمين والشك ومجرد الدعوى، ففي الحديث: لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال أموال قوم ودماءهم، ولكن البينة على المدعين واليمين على من أنكر. رواه البيهقي، وصححه الألباني.

وأما أخذك من مال من عملت معهم بعد ذلك تخوفا من الظلم في المستقبل: فهو من الخيانة وأخذ أموال الناس بالباطل، فاستغفر الله تعالى من ذلك وتب إليه بالندم والعزيمة على عدم العودة إلى مثله فيما يستقبل، ولا بد مع ذلك من رد ذلك المال إلى أصحابه ولو بطرق غير مباشرة، فلا يلزم أن تخبرهم بكونه من عندك أو أنك سرقته أو غير ذلك، ولا يجزئ التصدق به عنهم ما أمكن إيصاله إليهم
ومثل هذا يقال فيما أخذته من صاحبك الأول إن لم يكن لك حق شرعي في ذمته يقابل ما أخذته منه.

والله أعلم.

اقرأ أيضا::

• منهج الاسلام هل يبرر ظلم صاحب العمل السرقة ؟

• نبض الدين هل يجوز على صاحب العمل فرض الحجاب على الموظفات

• صحيح الدين ابلاغ صاحب العمل عن خطا ترتكبة زميلة العمل

• منبر الدين حكم الربح من العمل بدون علم صاحب العمل وكيفيه رد هذا الربح

• صحيح الدين لا يجوز إسناد العمل إلى الغير قبل الإستأذان من صاحب العمل

المصدر: منتدي صور حب

---

lki[ hg]dk ho` hgh[vm lk whpf hgulg ],k h[vi whpf hgulg