|
#1
| |||
| |||
 موضوع للام أهلي ضيعوا لحظة سعادتي بخطبتي                                 السؤال نويت الزواج، ورشحت أمي ابنة زميل لها في العمل، ورأيت الفتاة، وأعجبت بها جدا! فهي على قدر كبير من التدين والأدب، كما أنها طيبة ومتقاربة معي من الناحية الفكرية، وهي ملتزمة، وتريد طاعة الله، وأنا كذلك. وقد اتفقنا على كل شيء، حتى اصطدمنا بنقطة كيفية الفرح! فأنا وهي وأهلها نريده إسلاميا! وأهلي يريدونه غير ذلك! وبعد شد وجذب استطعنا التوصل إلى فرقة إسلامية قريبة إلى الأفراح العادية في إطار ملتزم، ووافق أبي وأمي على مضض. الحفل كان في نادي من أندية الجيش؛ فاشترطوا بقاء الفرقة لمدة ساعة، وقال لي أبي أن الفرقة إذا أعجبت الناس، فسوف يدعها تستمر. لم نستطع الفصل بين الرجال والنساء، وارتضينا أن تجلس العائلات مع بعضها، وبدأ الحفل، وبدأت الفرقة، ورأيتها ممتعة جدا! ولا تفرق في شيء عن العادية، غير أن النساء لا يرقصن. ولاحظت أن عائلتي ليست متجاوبة مع الفرقة! فأشرت إلى أبي، ولاحظت عليه أمارت الغضب؛ فأخبرني أن العائلة تشعر بالضجر، وأنه سوف يأمر فرقة النادي بالعمل؛ فحاولت منعه! ولكنه غضب مني! ومنعني سوء وحرج الموقف من الجدال! وبالفعل تحول الفرح إلى النقيض، وبان أثر الحزن على خطيبتي! وانتهى الفرح! وعدت إلى المنزل؛ ليثور علي أبي وأمي ثورة عارمة، وسبوني بألفاظ مهينة لكرامتي! وأني بعتهم وسرت وراء خطيبتي، وأني لست رجلا! وأني فضحتهما، وأنهم يكرهون خطيبتي وأهلها! باختصار قضيت أسوأ ليلة في حياتي! ماذا أفعل معهم!؟ أنا أحبهم كثيرا! ولا أسير خلف خطيبتي كما يتصورون، بل أنا أريد إرضاء ربي! وأعلم أن ما تقوله خطيبتي صحيح، وأنا مقتنع به من قبل أن تقوله! إن سمعت كلام ربي، أغضبت أمي وأبي، واتهموني بأني تابع لخطيبتي، وإن أرضيتهما، غضب ربي! ماذا أفعل!؟ الإجابــة فلقد ختمت سؤالك –حفظك الله تعالى– بهذا السؤال: (إن سمعت كلام ربي أغضبت أمي وأبي، واتهموني بأني تابع لخطيبتي وإن أرضيتهما غضب ربي... ماذا أفعل ..؟ والجواب وبكل وضوح أطع ربك، نعم، أطع ربك الذي لا مجال لك في عصيانه، ولا متسع لك إلا في طاعته. أنت عبد لله، ولست عبداً لأحد سواه، ومن كان ذلك فلا ينبغي أصلاً أن يحتار فيمن يطيع، ومن هو الأحق بالطاعة والإذعان، إن جواب سؤالك قد تقرر – من قبل – في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله – صلى الله عليه وسلم . قال تعالى: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون}. فإن بذل والداك كل جهدهما وطاقتهما في أن يجعلاك تعصي خالقك ومولاك، فالجواب واضح (فلا تطعهما) ولا تلتفت إلى أمرهما؛ لأنك أولاً وأخيراً عبداً لله ولست عبداً لهما. نعم. ينبغي لك أن ترفق بهما وأن تتلطف معهما، ولو فعلا ذلك وأصرا على الباطل، وهو قوله تعالى {وصاحبهما في الدنيا معروفا }. فأنت بين أمرين، إما طاعة الله، وإما طاعة غيره، فعليك إذن بطاعة الملك العظيم جل وعلا، وقد أخرج الإمام أبو عيسى الترمذي في السنن، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس) فهذا الحديث الصحيح هو جوابك، وهو أيضاً شفاؤك، وليس في هذا الأمر فقط بل في كل أمر يعارض أمر الله جل وعلا . وقد أجمع العلماء على تحريم طاعة الوالدين وغيرهما في معصية الله، , والمقصود أن تكون صلباً في طاعة الله، لا ترضى بمعصيته، ولا تطع أحداً في ذلك ولو كان الآمر بالمعصية هو الوالدان ، واعلم أنك تتعرض لاختبار وبلاء ، فكن كما يريدك الله، لا كما يريدك الناس. إذا عُلم هذا، فليُعلم أن بالإمكان أن تتلطف مع والديك، ولكن مع الوضوح والصراحة. فبالإمكان أن تبين لهما مدى حبك لهما، وحرصك على رضاهما، ثم تبين لهما أنك إنما تخالفهما طاعةً لربك وخالقك، وأن هذا هو الواجب عليك في هذا الأمر وغيره مما يتعارض مع حكم الله تعالى، وبعد ذلك تستعين بمن تراه عاقلاً رشيداً من أهلك في ذلك، بحيث يعينك على مجاوزة هذا العقبات. نسأل الله تعالى لوالديك الهداية والتوفيق، ولك ولعروسك، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وبالله التوفيق. اقرأ أيضا::
المصدر: منتدي صور حب l,q,u gghl Higd qdu,h gp/m suh]jd fo'fjd qdu,h gp/m suh]jd  |
 |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| أهلي, ضيعوا, لحظة, سعادتي, بخطبتي |
| |
العرض العادي
