صور حب




منتدي صور حب
العودة   منتدي صور حب > اقسام الصور الــعـــامــة > قصائد شعر - قصائد شعرية حب حزينه

من كتاب جنة الحيوان لعميد الادب العربي طه حسين

قصائد شعر - قصائد شعرية حب حزينه

إضافة رد
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
الصورة الرمزية images
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: May 2021
المشاركات: 11,832
افتراضي من كتاب جنة الحيوان لعميد الادب العربي طه حسين




من كتاب جنة الحيوان لعميد الادب العربي طه حسين


اللهم أشهد أني ما ذهبت قط إلى الجامعة أو إلى وزارة المعارف إلا كانت هذه القصة ملء قلبي ، وإلا ذكرت أني كنت سعيداً حين تعلمت على حساب الدولة فمن الحق عليَ أن أتيح بعض هذه السعادة لأكبر عدد ممكن من شباب مصر ولو استطعت لأتحتها لهم جميعاً .
***
لا يكاد السامع يسمعه حتى يستحضر إناء من الزجاج وإناء من الفخار قد أصابه شق يسير فهو لا يرسل الصوت إذا مس لإلا حدثنا بهذا الانحطام .
***
أقبل فحيا ثم تقدم يسعى حتى إذا بلغ مكانه جلس وكأنه الكثيب المنهال فكان الناظر إليه يسأل نفسه لأول وهلة أيرى إنساناً جالساً أم يرى كومة من الرمل قد استخفى فيها شخص ضئيل لا يكاد يظهر منه إلا تقاطيع وجهه ضئيلة غائرة خليقة ألا تُرى .. لولا هذا الصوت الذي يخرج منه ضئيلاً نحيلاً ، ولولا هذا الشرر المتطاير من عينين صغيرتين لا تفتح عنهما الجفون إلا في بطء بطيء وثقل ثقيل كأنهما تشد بخيط قد ركب في قفاه ، وقام شخص من ورائه يجذبه متكلفاً بين حين وحين .
***
رشيق الحركة كثير الاضطراب لا يعرف السعي الهادئ ولا المشي المطمئن وإنما كان يجري على الأرض أو كان يجري فوق الأرض ، كأنه شيء من هذه الحيوانات الصغيرة الخفيفة التي ملئت نشاطاً وقوة وحياة والتي تريد أن تطير في الجو لولا أن الله لم يرزقها جناحين .
***
ولم تكن هذه حاله إذا انتقل من حيز إلى حيز فحسب ، وإنما كانت هذه حاله أيضاً إذا استقر في مكان وأقبل على عمل من الأعمال .
فقد كان متحركاً دائماً مضطرباً دائماً ، لا تكاد العين تلحظه إلا رأت شيئاً في شخصه يتحرك ، فوجهه ملتفت مرة إلى يمين ومرة إلى شمال ، ورأسه يرتفع حيناً أو ينخفض حيناً آخر ، ويداه تذهبان وتجيئان ورجلاه تداعبان الأرض مداعبة متصلة ، ولسانه لا يكاد يستقر في فمه وإنما متحرك ببعض القول .
***
ولم يكن شخصه المعنوي أقل حركة واضطراباً من شخصه المادي ، فقد كان عقله مفكراً دائماً ، وكان قلبه متوثباً دائماً ، وكان انطلاق لسانه في فمه مصوراً دائماً لهذا العقل الذي لايني في التفكير ولهذا القلب الذي لا يفتر عن الشعور .
***
وهاتان الشفتان المنفرجتان اللتان لا تجتمعان إلا في شيء من العناء سواء تكلم صاحبنا أو لبث صامتاً ، وهذا التهدل والترهل في وجهه الضخم ، وجسمه الذي يريد الشحم أن يكسوه فلا يستطيع ، وهذه الحركات البطيئة المتكسرة والمتعسرة التي تخيل إلى من يراها أنها تصدر عن مجموعة عصبية قد شملها الفتور وأخذ يشبع فيها الفناء ..
***
يبلغ سريره فيلقي نفسه عليه إلقاء ويستسلم للنوم استسلاماً ، وما أكثر ما كان يقبل على السرير وهو يبغضهما أشد البغض ، ويمقتهما أقبح المقت ، ولكن لا بد مما ليس منه بد ، على أن النوم لا يلبث أ، يطبق عليه إطباقاً ويضمه ضماً عنيفاً ثقيلاً قصيراً ..


من كتاب جنة الحيوان لعميد الادب العربي طه حسين




اقرأ أيضا::


lk ;jhf [km hgpd,hk guld] hgh]f hguvfd 'i psdk hgh]f hgpd,hk hguvfd psdk



__________________

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدليلية (Tags)
لعميد, الادب, الحيوان, العربي, حسين, كتاب


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


من كتاب جنة الحيوان لعميد الادب العربي طه حسين

سياسةالخصوصية


الساعة الآن 12:34 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Content Relevant URLs by vBSEO