|
#1
| |||
| |||
 نصائح غذائية الترويح عن النفس                                 السلام عليكم أعمل محاسبة في شركة منذ فترة تزيد على السنة والنصف، وأحلم أحلاما تشبه الكوابيس فأقوم في الصباح متعبة ومرهقة وكسولة وذهني مشتت، وأصبحت دائمة التفكير، وهو الشيء الذي أثر على عملي بالدرجة الأولى وعلى حياتي، وحين يضيق بي الحال أقوم لأتوضأ وأصلي ثم أدعو الله ليفرج عني وأنام وقلبي مرتاح لأني دعوت الله الحنان المنان القادر المقتدر. وأنا أؤمن بكل هذا مهما يقع لي وبدون أي شك, لكني أحلم حلما أصعب ومخيف وواضح، لدرجة أني يوما فسرت حلما فوجدت أن حياتي ستكون تعيسة، وحاولت التحدي وعدم الاستسلام بأن أكون إيجابية في الحياة وأن أعيش للحق ومن أجل جلب الخير والمنفعة للآخرين وقضاء حوائجهم كي أنال ثواب الدنيا والآخرة مع الأخذ بالأسباب والدعاء لله كي يوفقني، لكني أجدني عاجزة فيزيد خوفي من أن الله لن يجيب دعائي وأنه سبحانه وتعالى غير راض عني. وكل هذا تسبب في نتائج عدة، منها أني أصبحت فاقدة القدرة على الصبر وعصبية، وأحس بالاكتئاب دائما، وأشعر بالتشاؤم من المستقبل ومن كل خطوة أخطوها، وغابت الابتسامة عن وجهي، وصرت أخاف من الغد، وزادت عدم الثقة بالنفس. علما أن المدينة التي أعمل بها غير المدينة المتواجدة فيها أسرتي، فأنا مستأجرة بيتا أنا وصديقتي. فأرشدوني وجزاكم الله خيرا. الإجابــة فإن هذه الكلمات التي شرحت فيها ما تعانينه وبيَّنت فيها بيانا واضحا الحالة التي تمرين بها في هذا الحين تدل على أنك بحمد الله تعالى لا تعانين من حالة شديدة متعذرة، وأن حالتك إنما مردها إلى شيء من ثقل الهموم وكثرة الأحزان، لاسيما وأنت فتاة تودين أن يكون لك الوضع الطبيعي الذي ينبغي أن تكون عليه الفتاة المؤمنة الصالحة، ونحن نود الدخول في بيان الأمر بوضوح. فالظاهر أنك غير متزوجة إلى هذا الحين، وأن احتمال ورود هذا السبب قد أثر عليك تأثيراً بالغاً فأثار لديك المخاوف من المستقبل، وهذا يمكن تلخيصه مثلاً بأسئلة تجول في نفسك: هل سأبقى بدون زواج؟ وهل سأجد الزوج المناسب وقد بلغت هذا السن؟ وهل الفرص ستكون مناسبة في ذلك؟ وأيضاً فحصول الكآبة والهم وضعف الثقة في النفس يمكن ردها لمثل هذا الاحتمال القائم، وحتى مع فرض عدم وجوده فإنك تعانين من قلق يجعلك تشعرين بالرهبة من المستقبل والحزن والهم وضعف الثقة في النفس. فأساس كل ذلك إذن وسببه الأول هو القلق الذي لديك، فأنت صاحبة طبيعة لطيفة رقيقة تتأثر بسرعة (حساسة)، ومع هذا فإنك بحمد الله تعالى تملكين إيماناً وأملاً بالله تعالى، ولكن حتى هذا الأمل والإيمان يحاول الشيطان أن يضعفهما وأن يشوش عليهما فيوهمك بأنك غير مرضي عنك، وأنك لن يستجاب دعاؤك، وأنك كالمطرودة من رحمة الله، فهذا تلبيس عظيم من الشيطان، فإذا أضيفت تلك الأسباب التي أشرنا إليها إلى تخذيل الشيطان فقد استبانت الأسباب التي أدت بك إلى هذه الحالة. فالمطلوب بعد هذا التحليل والتفسير لحالتك أن تبدئي في اتباع خطوات سهلة ميسورة، وستجدين بإذن الله تعالى الشفاء والعافية من كل هذه المعاناة: 1- الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه واللجوء لرحمته، فعليك أن تضطري إلى رحمة الله الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء. 2- علاج كل هم وحزن وخوف من المستقبل وضعف في النفس إنما يكون بالتقرب إلى الله تعالى واستمداد القوة منه، فقلب المؤمنة المطيعة قلب ثابت مطمئن بقضاء الله، فالخوف من المستقبل قد يكون خوفاً طبيعيًّا بحسب الفطرة الإنسانية ولكن أن يتحول إلى هم وقلق فهذا علاجه التوكل على الله وإحسان العمل بطاعته وملء القلب بالأمل بالله تعالى، فإذا شعرت بالمخاوف والأحزان والهموم فقومي إلى صلاتك واسجدي لله متذللة متضرعة، أو فلترفعي يديك مستغيثة: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)، (رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين)، (رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر الهدى إلي وانصرني على من بغى عليَّ). فعلى قدر صدق لجوئك واضطرارك إلى الله على قدر ما ستجدين إن شاء الله تعالى من المعونة والفرج القريب، وليكن أيضاً من دعائك: (رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً)، ومن الدعاء الثابت عنه صلى الله عليه وسلم والذي يفرج الكرب ويزيل الهم ويعجل بالرحمة (حسبنا الله ونعم الوكيل)، (ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم)، فالهجي بهذا الدعاء واجعليه قرة عينك وصلتك بربك. 3- التعامل مع الواقع بهدوء نفس، فعلى سبيل المثال النظر إلى هموم الوظيفة أو إلى هم تأخر الزواج لا بد أن يكون نظراً معتدلاً بحيث ينظر إلى هذه الهموم أنها هموم تكفر الخطايا وتمحو الذنوب وترفع الدرجات، وأن كثيراً من الناس لديهم أعظم بكثير من هذه الهموم ومن هذه الابتلاءات، فخففي على نفسك وسلِّيها بتلمُّح ثواب الله تعالى، وبالنظر أيضاً إلى النعم الكثيرة التي حباك الله بها. 4- وإجمامها بالأمور المباحة، فعاملي نفسك معاملة لطيفة وقوديها إلى الخير برفق حتى لا تستوحش ولا تمل، وخذي بالمباحات التي تسلي النفس من النزهة البريئة مع أهلك ومن تناول الطيبات واستعمال الطيب الذي يشرح النفس في أوقاته المشروعة التي لا تخالطين فيها الرجال الأجانب، فخففي على نفسك باستعمال المباحات المشروعة، وخففي على قلبك بطرد الأفكار المقلقة وعدم الاسترسال فيها وهي الخطوة الخامسة. 5- لا بد من الانتباه إلى عدم الاسترسال في الخواطر المقلقة والأفكار التي تُهِمُّك وتقلقك، فإذا شعرت بهجمة هذه الخواطر فعليك بالدعاء والتضرع لله تعالى والاشتغال عنها. 6- الحرص على الصحبة الصالحة التي تتعاونين معها على غاية عظيمة هي أجل الغايات وهي طاعة الله، فاجعلي لنفسك صاحبات صالحات يعنِّك على طاعة الله وتجدين منهنَّ الرفقة والمؤانسة والملاطفة. 7- الأمل بالفرج من عند الله، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسراً) رواه أحمد في المسند. 8- استعمال الرقية المشروعة، فعليك أن ترقي نفسك بنفسك بكتاب الله وبالأدعية المشروعة كقراءة الفاتحة، والإخلاص، والفلق، الناس، والشرح، وآية الكرسي، ثم تنفثي في يديك وتمسحي بهما بدنك، مع المحافظة على الأذكار المشروعة عند النوم والأوقات المخصوصة وستجدين بإذن الله تعالى زوال هذه الأحلام المزعجة المقلقة. اقرأ أيضا::
المصدر: منتدي صور حب kwhzp y`hzdm hgjv,dp uk hgkts  |
 |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| الترويح, النفس |
| |
العرض العادي
