#1
| |||
| |||
عطروا حياتكم مال المرتد قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : إِذَا ارْتَدَّ الرَّجُلُ ، وَكَانَ حَاضِرًا بِالْبَلَدِ ، وَلَهُ أُمَّهَاتُ أَوْلَادٍ ، وَمُدَبَّرَاتٌ ، وَمُدَبَّرُونَ ، وَمُكَاتَبَاتٌ ، وَمُكَاتَبُونَ ، وَمَمَالِيكُ ، وَحَيَوَانٌ ، وَمَالٌ سِوَى ذَلِكَ وُقِفَ ذَلِكَ كُلُّهُ عَنْهُ ، وَمُنِعَ إِصَابَةَ أُمِّ وَلَدِهِ وَجَارِيَةٍ لَهُ غَيْرُهَا , وَالْوَقْفُ أَنْ يُوضَعَ مَالُهُ سِوَى إِنَاثِ الرَّقِيقِ عَلَى يَدَيْ عَدْلٍ وَرَقِيقُهُ مِنَ النِّسَاءِ عَلَى يَدَيْ عَدْلَةٍ مِنَ النِّسَاءِ ، وَيُؤْمَرُ مَنْ بَلَغَ مِنْ ذُكُورِ رَقِيقِهِ بِالْكَسْبِ ، وَيُنْفِقُ عَلَيْهِ مِنْ كَسْبِهِ ، وَيُؤْخَذُ فَضْلُ كَسْبِهِ ، وَتُؤْمَرُ ذَوَاتُ الصَّنْعَةِ مِنْ جَوَارِيهِ ، وَأُمَّهَاتِ أَوْلَادِهِ وَغَيْرِهِمْ بِذَلِكَ ، وَيُؤَاجِرُ مَنْ لَا صَنْعَةَ لَهُ مِنْهُنَّ مِنِ امْرَأَةٍ ثِقَةٍ ، وَمَنْ مَرِضَ مِنْ رِجَالِهِمْ وَنِسَائِهِمْ ، وَمَنْ لَمْ يَبْلُغْ كَسْبًا أُنْفِقَ عَلَيْهِ مِنْ مَالِهِ حَتَّى يُفِيقَ فَيَقْوَى عَلَى الْكَسْبِ أَوْ يَبْلُغَ الْكَسْبَ ، ثُمَّ يُؤْمَرَ بِالْكَسْبِ كَمَا وَصَفْنَا ، وَإِنْ كَانَ الْمُرْتَدُّ هَارِبًا إِلَى دَارِ الْحَرْبِ أَوْ غَيْرِ دَارِ الْحَرْبِ ، أَوْ مُتَغَيِّبًا لَا يَدْرِي أَيْنَ هُوَ ؟ فَسَوَاءٌ ذَلِكَ كُلُّهُ وَيُوقَفُ مَالُهُ وَيُبَاعُ عَلَيْهِ الْحَيَوَانُ كُلُّهُ ، إِلَّا مَا لَا يُوجَدُ السَّبِيلُ إِلَى بَيْعِهِ مِنْ أُمَّهَاتِ أَوْلَادِهِ أَوْ مُكَاتَبِيهِ أَوْ مُرْضِعٍ لِوَلَدِهِ ، أَوْ خَادِمٍ يَخْدُمُ زَوْجَةً لَهُ ، وَيُنْفِقُ عَلَى زَوْجَتِهِ وَصِغَارِ وَلَدِهِ وَزَمْنَاهُمْ ، وَمَنْ كَانَ هُوَ مَجْبُورًا عَلَى نَفَقَتِهِمْ مِنْ خِدْمَةٍ وَأُمَّهَاتِ أَوْلَادِهِ مِنْ مَالِهِ ، وَيُؤْخَذُ كِتَابَةُ مُكَاتَبِيهِ وَيَعْتِقُونَ إِذَا أَدَّوْا وَلَهُ وَلَاؤُهُمْ وَمَتَى رَجَعَ إِلَى الْإِسْلَامِ رَدَّ مَالَهُ عَلَيْهِ ، وَلَمْ يَرُدَّ مَا بِيعَ مِنْ مَالِهِ ، لِأَنَّهُ بَيْعٌ وَالْبَيْعُ نَظَرٌ لِمَنْ يَصِيرُ إِلَيْهِ الْمَالُ ، وَفِي حَالٍ لَا سَبِيلَ لَهُ فِيهَا عَلَى الْمَالِ ، وَإِذَا انْقَضَتْ عِدَّةُ امْرَأَتِهِ قُطِعَتْ عَنْهَا النَّفَقَةُ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ عَلَيْهَا سَبِيلٌ إِذَا رَجَعَ بَعْدَ انْقِضَاءِ عِدَّتِهَا ، وَلَوْ بُرْسِمَ أَوْ غُلِبَ عَلَى عَقْلِهِ بَعْدَ الرِّدَّةِ تُرُبِّصَ بِهِ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً ، فَإِنْ أَفَاقَ ، وَإِلَّا بِيعَ عَلَيْهِ كَمَا يُبَاعُ عَلَى الْغَائِبِ الْهَارِبِ ، وَمَا كُسِبَ فِي رِدَّتِهِ ، فَهُوَ كَمَا مُلِكَ قَبْلَ الرِّدَّةِ إِذَا قَدَرَ عَلَيْهِ ، فَإِذَا رَجَعَ إِلَى الْإِسْلَامِ دُفِعَ إِلَيْهِ مَالُهُ كُلُّهُ ، وَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الْإِسْلَامِ خُمِّسَ مَالُهُ ، فَكَانَ الْخُمُسُ لِأَهْلِ الْخُمُسِ ، وَالْأَرْبَعَةُ الْأَخْمَاسِ لِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ ، وَهَكَذَا نَصْرَانِيٌّ مَاتَ لَا وَارِثَ لَهُ يُخَمَّسُ مَالُهُ ، فَيَكُونُ الْخُمُسُ لِأَهْلِهِ وَأَرْبَعَةُ أَخْمَاسِهِ لِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ , وَلَوْ قَالَ وَرَثَةُ الْمُرْتَدِّ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ أَسْلَمَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ كُلِّفُوا الْبَيِّنَةَ ، فَإِذَا جَاءُوا بِهَا دُفِعَ إِلَيْهِمْ مَالُهُ عَلَى مَوَارِيثِهِمْ ، وَإِنْ لَمْ يَأْتُوا بِهَا فَهُوَ عَلَى الرِّدَّةِ حَتَّى تُعْلَمَ تَوْبَتُهُ ، وَإِنْ كَانَتِ الْبَيِّنَةُ مِمَّنْ يَرِثُهُ لَمْ تُقْبَلْ ، وَكَذَلِكَ لَوْ كَانَ أَوْصَى بِوَصِيَّةٍ ، فَقَالَ : مَتَى مِتُّ فَلِفُلَانٍ وَفُلَانٍ كَذَا , ثُمَّ مَاتَ فَشَهِدَ الْمُوصَى لَهُمَا بِأَنَّهُ رَجَعَ إِلَى الْإِسْلَامِ لَمْ يُقْبَلَا ، لِأَنَّهُمَا يَجُرَّانِ إِلَى أَنْفُسِهِمَا جَوَازَ الْوَصِيَّةِ الَّتِي قَدْ أُبْطِلَتْ بِرِدَّتِهِ ، وَلَوْ كَانَ تَابَ ، ثُمَّ مَاتَ فَقِيلَ ارْتَدَّ ، ثُمَّ مَاتَ مُرْتَدًّا فَهُوَ عَلَى التَّوْبَةِ حَتَّى تَقُومَ بَيِّنَةٌ بِأَنَّهُ ارْتَدَّ بَعْدَ التَّوْبَةِ ، لِأَنَّ مَنْ عُرِفَ بِشَيْءٍ فَهُوَ عَلَيْهِ حَتَّى تَقُومَ بَيِّنَةٌ بِخِلَافِهِ ، وَلَوْ قَسَمَ الْحَاكِمُ مَالَهُ فِي الْحَالَيْنِ حِينَ مَاتَ ، وَقَدْ عُرِفَتْ رِدَّتُهُ ، فَقَامَتْ بَيِّنَةٌ عَلَى تَوْبَتِهِ ، رَجَعَ بِهَا الْحَاكِمُ عَلَى مَنْ دَفَعَهَا إِلَيْهِ حَيْثُ كَانُوا حَتَّى يَرُدَّهَا إِلَى وَرَثَتِهِ ، وَكَذَلِكَ لَوْ قَسَمَهَا فِي مَوْتِهِ بَعْدَ تَوْبَتِهِ ، ثُمَّ قَامَتِ الْبَيِّنَةُ عَلَى رِدَّتِهِ بَعْدَ التَّوْبَةِ وَمَوْتِهِ مُرْتَدًّا رَجَعَ الْحَاكِمُ عَلَى وَرَثَتِهِ حَيْثُ كَانُوا ، وَأَهْلِ وَصَايَاهُ وَأَخَذَ مِنْهُمْ مَا أَعْطَاهُمْ مِنْ مَالِهِ حَتَّى يَصِيرَ لِأَهْلِ الْخُمُسِ وَالْمُسْلِمِينَ اقرأ أيضا::
المصدر: منتدي صور حب u'v,h pdhj;l lhg hglvj] |
الكلمات الدليلية (Tags) |
المرتد |
| |