#1
| |||
| |||
اشتري حياتك ما جاى عن التدبير وحكم الاخلاف فيه قَالَ الشَّافِعِيُّ : ثُمَّ ذَكَرْتُ أَنَّ قَائِلَ هَذَا الْقَوْلِ يَقُولُ : لَوْ قَالَ لِعَبْدٍ : إذَا مِتّ أَنَا وَفُلَانٌ فَأَنْتَ حُرٌّ ، كَانَ لَهُ أَنْ يَبِيعَهُ , وَلَوْ قَالَ : إذَا جَاءَتِ السَّنَةُ فَأَنْتَ حُرٌّ ، كَانَ لَهُ أَنْ يَرْجِعَ فِيهِ , فَقُلْتُ : فَكَيْفَ زَعَمْتَ أَنَّ لَهُ أَنْ يَرْجِعَ فِي هَذَا ، وَلَا يَرْجِعَ فِي قَوْلِهِ : إذَا مِتّ فَأَنْتَ حُرٌّ ؟ فَقَالَ : مَا هُمَا فِي الْقِيَاسِ إلَّا سَوَاءٌ , وَالْقِيَاسُ أَنْ يَرْجِعَ فِيهِ كُلِّهِ ؛ لِأَنَّ أَصْلَ الْأَمْرِ فِيهِ أَنَّ هَؤُلَاءِ مَمَالِيكُ لَهُ ، أَوْصَى لَهُمْ بِالْعِتْقِ فِي وَقْتٍ لَمْ يَقَعْ ، فَثبت لَهُمْ بِهِ حُرِّيَّة , قُلْنَا : فَهَذِهِ الْحُجَّةُ عَلَيْكَ فِي الْمُدَبَّرِ , قَالَ : وَأَخْرَجْتَ الْمُدَبَّرَ اتِّبَاعًا , وَالْقِيَاسُ فِيهِ أَنَّ لَهُ أَنْ يَرْجِعَ فِيهِ , قُلْنَا : فَمَنِ اتَّبَعْتَ فِيهِ إنْ كَانَ قَالَ قَوْلَكَ أَحَدٌ أَكْثَرُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَاذْكُرْهُ , فَقَدْ خَالَفْتَ الْقِيَاسَ كَمَا زَعَمْتَ ، وَخَالَفَتِ السُّنَّةَ وَالْأَثَرَ ، وَأَنْتَ تَتْرُكُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَقَاوِيلَ لَهُ لَا يُخَالِفُهُ فِيهَا أَحَدٌ ، وَتَزْعُمُ أَنْ لَيْسَتْ عَلَيْكَ فِيهِ حُجَّةٌ , وَالَّذِينَ احْتَجَجْتَ بِمُوَافَقَتِهِمْ مِنْ أَهْلِ نَاحِيَتِنَا يُخَالِفُونَكَ فِي الْمُدَبَّرِ نَفْسِهِ ، فَيَبِيعُونَهُ بَعْدَ مَوْتِ سَيِّدِهِ إذَا كَانَ عَلَى سَيِّدِهِ دَيْنٌ وَلَمْ يَدَعْ مَالًا , قَالَ : هَؤُلَاءِ بَاعُوهُ فِي الْحِينِ الَّذِي صَارَ فِيهِ حُرًّا ، وَمَنَعُوهُ مِنَ الْبَيْعِ قَبْلَ أَنْ يَصِيرَ حُرًّا , قُلْتُ : وَيَقُولُونَ أَيْضًا : إذَا كَانَ الْعَبْدُ بَيْنَ اثْنَيْنِ فَدَبَّرَهُ أَحَدُهُمَا تَقَاوَمَاهُ , فَإِنْ صَارَ لِلَّذِي لَمْ يُدَبِّرْ بَطَلَ التَّدْبِيرُ , فَقَالَ : وَهَذَا أَعْجَبُ مِنَ الْقَوْلِ الْأَوَّلِ ؛ لِأَنَّهُمْ أَبْطَلُوا التَّدْبِيرَ ، وَالسَّيِّدُ لَا يُرِيدُ إبْطَالَهُ ، وَجَبَرُوا الْمَالِكِينَ عَلَى التَّقَاوُمِ وَهُمَا لَا يُرِيدَانِهِ ، وَلَا وَاحِدٌ مِنْهُمَا ، فَهَذَانِ أَبْعَدُ قَوْلَيْنِ قالهُمَا أَحَدٌ مِنَ الصَّوَابِ , قُلْتُ : فَإِذَا كَانَتْ حُجَّتُكَ بِأَنْ وَافَقَكَ هَؤُلَاءِ فِي مَعْنًى مِنْ قَوْلِكَ ، وَأَنْتَ تَسْتَدْرِكُ فِي قَوْلِهِمْ ، مَا تَقُولُ فِيهِ هَذَا الْقَوْلَ , أَفَتَرَى فِيكَ وَفِيهِمْ حُجَّةً عَلَى أَحَدٍ لَوْ خَالَفَكُمْ ؟ قَالَ : مَا فِينَا حُجَّةٌ عَلَى أَحَدٍ , قُلْتُ : وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مَعَ مَنْ خَالَفَكُمْ سُنَّةٌ وَلَا أَثَرٌ , قَالَ : وَلَوْ قُلْتُ : فَإِنَّ الْحُجَّةَ فِي السُّنَّةِ , قَالَ : الْحُجَّةُ مَعَ مَنْ مَعَهُ السُّنَّةُ , قُلْتُ : وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مَعَ مَنْ خَالَفَكُمْ سُنَّةٌ ، كَانَتِ الْحُجَّةُ مَعَ مَنْ مَعَهُ الْأَثَرُ ؟ قَالَ : نَعَمْ , قُلْتُ : فَهُمَا مَعًا مَعَنَا , قُلْتُ : وَلَوْ لَمْ يَكُنْ أَثَرٌ كَانَتِ الْحُجَّةُ مَعَ مَنْ مَعَهُ الْقِيَاسُ ؟ قَالَ : نَعَمْ , قُلْتُ : وَأَنْتَ وَغَيْرُكَ تَشْهَدُ لَنَا أَنَّ السُّنَّةَ وَالْأَثَرَ وَالْقِيَاسَ مَعَنَا , فَكَيْفَ ذَهَبْتَ عَنْ هَذَا كُلِّهِ ؟ فَرَجَعَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْهُمْ عِنْدَهُمْ إلَى قَوْلِنَا فِي الْمُدَبَّرِ اقرأ أيضا::
المصدر: منتدي صور حب hajvd pdhj; lh [hn uk hgj]fdv ,p;l hghoght tdi ,p;l |
الكلمات الدليلية (Tags) |
التدبير, وحكم, الاخلاف |
| |