LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||
| |||
الاسلام حياة في الزرع يشتركان فيه , فيأتي كل واحد منهما بثوره وبغلامه قُلْتُ : هَلْ يَجُوزُ لِلشَّرِيكَيْنِ أَنْ يَشْتَرِكَا , عَلَى أَنْ يَحْتَطِبَا الْحَطَبَ , فَمَا احْتَطَبَا مَنْ شَيْءٍ ، فَهُوَ بَيْنَهُمَا نِصْفَيْنِ ؟ قَالَ : إِنْ كَانَا يَعْمَلَانِ جَمِيعًا مَعًا فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ فَلَا بَأْسَ بِذَلِكَ وَذَلِكَ جَائِزٌ , وَإِنْ كَانَا يَحْتَطِبَانِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى حِدَةٍ , فَمَا حَطَبَ هَذَا فَهُوَ بَيْنَهُمَا وَمَا حَطَبَ هَذَا فَهُوَ بَيْنَهُمَا , فَهَذَا لَا يَجُوزُ , مثل مَا قَالَ فِي الْخَيَّاطَيْنِ يَعْمَلَانِ , هَذَا فِي حَانُوتٍ ، وَهَذَا فِي حَانُوتٍ. قُلْتُ : وَكَذَلِكَ إِنِ اشْتَرَكَا عَلَى أَنْ يَحْتَشَّا الْحَشِيشَ , أَوْ يَجْمَعَا بَقْلَ الْبَرِّيَّةِ وَأَثْمَارَ الْبَرِّيَّةِ فَيَبِيعَانِهِ , فَمَا بَاعَا بِهِ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ بَيْنَهُمَا , أَوِ اشْتَرَكَا عَلَى أَنَّهُمَا إِذَا جَمَعَا ذَلِكَ اقْتَسَمَاهُ بَيْنَهُمَا ؟ قَالَ : إِنْ كَانَا يَعْمَلَانِ ذَلِكَ مَعًا , فَمَا احْتَشَّا اقْتَسَمَاهُ بَيْنَهُمَا , أَوْ مَا جَمَعَا مِنَ الثِّمَارِ ، أَوْ بَاعَا مِنْ ذَلِكَ , فَالثَّمَنُ بَيْنَهُمَا فَلَا بَأْسَ بِذَلِكَ. قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنِ اشْتَرَكَا عَلَى أَنْ يَحْتَطِبَا عَلَى دَوَابِّهِمَا , أَوْ عَلَى غِلْمَانِهِمَا , أَوْ يَحْتَشَّا عَلَيْهِمْ , أَوْ يَلْقُطَا الْحَبَّ ، أَوِ الثِّمَارَ , أَوْ يَحْمِلَاهُ عَلَى الدَّوَابِّ فَيَبِيعَانِ ذَلِكَ , أَتَجُوزُ هَذِهِ الشَّرِكَةُ فِي قَوْلِ مَالِكٍ ، أَمْ لَا ؟ قَالَ : إِذَا كَانَا جَمِيعًا , يَعْمَلَانِ فِي عَمَلٍ وَاحِدٍ لَا يَفْتَرِقَانِ , فَذَلِكَ جَائِزٌ. وَهَذَا بِمَنْزِلَةِ لَوْ عَمِلَا بِأَيْدِيهِمَا فِي شَيْءٍ وَاحِدٍ. وَقَدْ قَالَ مَالِكٌ فِي الزَّرْعِ يَشْتَرِكَانِ فِيهِ , فَيَأْتِي كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِثَوْرِهِ وَبِغُلَامِهِ ، وَمَا أَشْبَهَ هَذَا مِنْ أَدَاةِ الْحَرْثِ ، قَالَ مَالِكٌ : هَذَا جَائِزٌ , وَهَذَا بِمَنْزِلَتِهِ. قُلْتُ : فَمَا تَقُولُ فِي الرَّجُلَيْنِ يُخْرِجَانِ دَابَّتَيْهِمَا , عَلَى أَنْ يُكْرِيَاهُمَا , وَيَعْمَلَا جَمِيعًا مَعًا , فَمَا رَزَقَ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ؟ قَالَ : لَا يُعْجِبُنِي هَذَا , لِأَنَّ الْكِرَاءَ , رُبَّمَا أَكْرَى أَحَدُهُمَا ، وَلَمْ يُكْرِ الْآخَرُ , وَلَيْسَ هُوَ أَمْرًا يَدُومُ الْعَمَلَ عَلَيْهِمَا , مثل الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ يَعْمَلَانِ بِأَيْدِيهِمَا , ذَانِكَ يَعْمَلَانِ فِيمَا قَلَّ ، أَوْ كَثُرَ مِمَّا اسْتَعْمَلَا , وَلَوْ أَجَزْتُ لَكَ هَذَا لَأَجَزْتُ لَكَ أَنْ يَشْتَرِكَ الرَّجُلَانِ , عَلَى أَنْ يَحْمِلَا عَلَى رِقَابِهِمَا. فَهَذَا لَا يَجُوزُ عَلَى أَنْ يَكُونَا حَمَّالَيْنِ عِنْدِي , لِأَنَّ هَذَا يَحْمِلُ إِلَى حَارَةِ بَنِي فُلَانٍ , وَهَذَا إِلَى حَارَةِ بَنِي فُلَانٍ , وَالْعَمَلُ مُفْتَرَقٌ. وَلَا تَجُوزُ الشَّرِكَةُ فِيهِ , وَكِرَاءُ الدَّوَابِّ كَذَلِكَ عِنْدِي , وَهُوَ مُفْتَرِقٌ. وَلَا أَحْفَظُ مِنْ مَالِكٍ فِيهِ شَيْئًا أَقُومُ لَكَ عَلَيْهِ السَّاعَةَ , إِلَّا أَنْ يَكُونَا مُجْتَمَعَيْنِ فِي كُلِّ مَا يَعْمَلَانِ وَلَا يَفْتَرِقَانِ , فَلَا بَأْسَ بِهِ. وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ ، وَلَا بُدَّ مِنَ افْتِرَاقِهِمَا فَلَا خَيْرَ فِيهِ اقرأ أيضا::
المصدر: منتدي صور حب hghsghl pdhm td hg.vu dajv;hk tdi < tdHjd ;g ,hp] lkilh fe,vi ,fyghli dajv;hk tdHjd ,hp] lkilh fe,vi |
الكلمات الدليلية (Tags) |
الزرع, يشتركان, فيأتي, واحد, منهما, بثوره, وبغلامه |
| |