LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||
| |||
الاسلام حياة إن قال رجل لرجل : انفض زيتوني هذا فما نفضت منه من شيء فلك نصفه قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنْ قَالَ رَجُلٌ لِرَجُلٍ : انْفُضْ زَيْتُونِي هَذَا فَمَا نَفَضْتَ مِنْهُ مَنْ شَيْءٍ فَلَكَ نِصْفُهُ ؟ قَالَ : لَا يُعْجِبُنِي هَذَا ، قَالَ : وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ مَالِكًا كَرِهَهُ ، قُلْتُ : أَرَأَيْتَ مَالِكًا لِمَ كَرِهَ النَّفْضَ فِي الزَّيْتُونِ ، أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ انْفُضْ لِي زَيْتُونِي هَذَا فَمَا نَفَضْتَ مِنْهُ مِنْ شَيْءٍ فَلَكَ نِصْفُهُ ؟ قَالَ : لِأَنَّهُ لَوْ قَالَ رَجُلٌ لِرَجُلٍ : حَرِّكْ شَجَرَتِي هَذِهِ فَمَا سَقَطَ مِنْهَا مِنْ ثَمَرِهَا مِنْ شَيْءٍ فَلَكَ نِصْفُهَا , فَهَذَا لَا يَجُوزُ لِأَنَّهُ لَا يَدْرِي أَيَسْقُطُ مِنْهَا شَيْءٌ إِذَا نَفَضَهَا أَمْ لَا , وَإِنَّمَا النَّفْضُ تَحْرِيكٌ وَهِيَ إِجَارَةٌ ، فَكَأَنَّهُ عَمَلَ بِمَا لَا يَدْرِي مَا هُوَ وَاللَّقْطُ غَيْرُ هَذَا ، فَهُوَ كُلَّمَا لَقَطَ شَيْئًا وَجَبَ لَهُ نِصْفُ مَا لَقَطَ ، قُلْتُ : وَكَذَلِكَ لَوْ قَالَ : اعْصِرْ زَيْتُونِي هَذَا فَمَا عَصَرْتَ مِنْهُ مِنْ شَيْءٍ فَلَكَ نِصْفُهُ أَوْ قَالَ : اعْصِرْ جُلْجُلَانِي هَذَا فَمَا عَصَرْتَ مِنْهُ مِنْ شَيْءٍ فَلَكَ نِصْفُهُ ؟ قَالَ : لَا خَيْرَ فِي هَذَا عِنْدَ مَالِكٍ لِأَنَّهُ لَا يَعْرِفُ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ ؛ وَلِأَنَّ الْعَصْرَ فِيهِ عَمَلٌ إِذَا بَدَأَ فِي شَيْءٍ مِنْ عَمَلِهِ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى تَرْكِهِ حَتَّى يَخْرُجَ زَيْتُهُ ؛ وَلِأَنَّهُ لَوْ طَحَنَهُ لَمْ يَسْتَطِعْ تَرْكَهُ فَلَا خَيْرَ فِي هَذَا ، فَأَمَّا الْحَصَادُ فَهُوَ حِينَ يَحْصُدُ وَجَبَ لَهُ نِصْفُهُ , وَكَذَلِكَ إِذَا قَالَ : الْقُطْهُ كُلُّهُ فَهُوَ جَائِزٌ ، وَصَارَ بَقِيَّةُ الْعَمَلِ بَيْنَهُمَا , وَالزَّيْتُونُ إِذَا لَقَطَهُ صَارَ لَهُ نِصْفُهُ وَلِرَبِّ الزَّيْتُونِ نِصْفُهُ ، وَِالَّذِي أَخَذَ الزَّيْتُونَ وَالْجُلْجُلَانَ عَلَى أَنْ يَعْصِرَهُ عَلَى نِصْفِ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ قَدْ يَكُونُ فِيهِ عَمَلٌ قَبْلَ أَنْ يَجِبَ لِصَاحِبِ الْجُعْلِ فِيهِ حَقٌّ , فَإِذَا وَقَعَ عَمَلُهُ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَتْرُكَهُ , فَإِنْ عَمِلَ كَانَ يَعْمَلُ بِأَجْرٍ لَا يَدْرِي مَا هُوَ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا يَخْرُجُ مِنْ ذَلِكَ الزَّيْتُونِ وَالزَّرْعِ وَالثَّمَرِ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ , وَفِي اللَّقْطِ وَالْحَصَادِ هُوَ كُلُّ مَا عَمِلَ وَجَبَ لَهُ مِنْ جُعْلِهِ بِقَدْرِ مَا عَمِلَ وَهُوَ إِذَا شَاءَ تَرَكَ ذَلِكَ ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ إِذَا جَمَعَ مِنْهُ شَيْئًا قَلِيلًا , ثُمَّ بَدَا لَهُ أَنْ يَتْرُكَ مَا بَقِيَ تَرَكَهُ وَأَخَذَ حَقَّهُ فِيمَا عَمِلَ وَلَمْ يَلْزَمْهُ مَا تَرَكَ ، وَذَلِكَ إِنْ طَحَنَ وَلَمْ يَعْصِرْ , ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَتْرُكَ بَطَلَ عَمَلُهُ ، قُلْتُ : فَإِنْ قَالَ لَهُ : احْصُدْ زَرْعِي هَذَا أَوْ ادْرُسْهُ عَلَى أَنَّ لَكَ النِّصْفَ مِمَّا يَخْرُجُ مِنْهُ ؟ قَالَ : قَالَ مَالِكٌ : لَا خَيْرَ فِي هَذَا لِأَنَّهُ لَمْ يَجِبْ لَهُ شَيْءٌ إِلَّا بَعْدَ الدِّرَاسِ , وَهُوَ لَا يَدْرِي كَيْفَ تَخْرُجُ هَذِهِ الْحِنْطَةُ وَلَا كَمْ تُخْرِجُ ، قُلْتُ : فَلَوْ قَالَ لَهُ رَجُلٌ : بِعْنِي هَذِهِ الْحِنْطَةَ كُلُّ قَفِيزٍ بِدِرْهَمٍ وَهُوَ زَرْعٌ قَائِمٌ ؟ قَالَ : لَا بَأْسَ بِذَلِكَ عِنْدَ مَالِكٍ ، قُلْتُ : فَمَا فَرْقٌ بَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ الْجُعْلِ وَأَنْتَ قَدْ أَجَزْتَ هَذَا فِي الْبَيْعِ عِنْدَ مَالِكٍ ؟ قَالَ : لِأَنَّ مَالِكًا قَالَ : لَوْ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِرَجُلٍ : بِعْنِي قَمْحَ زَرْعِكَ هَذَا كَذَا وَكَذَا إِرْدَبًّا بِدِينَارٍ أَوْ كَذَا وَكَذَا قَفِيزًا وَذَلِكَ بَعْدَ مَا اسْتَحْصَدَ وَهُوَ سُنْبُلٌ قَائِمٌ لَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ , وَلَوْ قَالَ لَهُ : أَبِيعُكَ زَرْعِي هَذَا كُلَّهُ ، وَقَدْ وَجَبَ لَكَ عَلَى أَنَّ عَلَى الْبَائِعِ حَصَادَهُ وَدَرْسَهُ وَذَرِيهِ لَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ خَيْرٌ لِأَنَّهُ إِنَّمَا بَاعَهُ قَمْحٌ مَا يَخْرُجُ مِنْ زَرْعِهِ فَلَا خَيْرَ فِي ذَلِكَ ، قُلْتُ : فَمَا فَرْقٌ بَيْنَ الَّذِي بَاعَهُ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى أَنَّ عَلَى رَبِّهِ حَصَادَهُ وَدِرَاسَهُ وَجَمِيعًا كُلَّهُ جُزَافًا وَبَيْنَ الَّذِي اشْتَرَى مِنْهُ كُلَّ إِرْدَبٍّ بِدِينَارٍ عَلَى أَنْ يَحْصُدَهُ صَاحِبُهُ وَيَدْرُسَهُ , وَهَذَا فِي الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا الْعَمَلُ عَلَى رَبِّ الزَّرْعِ ؟ قَالَ : لِأَنَّ هَذَا اشْتَرَى بِكَيْلٍ يَعْلَمُ مَا اشْتَرَى ، وَهَذَا اشْتَرَى جُزَافًا فَلَا يَعْلَمُ مَا اشْتَرَى , فَكُلُّ شَيْءٍ اشْتَرَاهُ رَجُلٌ جُزَافًا لَمْ يَصْلُحْ لَهُ أَنْ يَشْتَرِيَهُ حَتَّى يُعَايِنَهُ وَهَذَا إِنَّمَا يُعَايِنُهُ بَعْدَ دَرْسِهِ , وَكُلُّ مَنِ اشْتَرَى كَيْلًا فَرَآهُ فِي سُنْبُلِهِ فَلَا بَأْسَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ إِنَّمَا اشْتَرَى مِنْهُ مِنْ حِنْطَتِهِ هَذِهِ الَّتِي فِي سُنْبُلِهِ كَيْلًا فَلَا بَأْسَ بِذَلِكَ ، قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنْ قَالَ : أَبِيعُكَ حِنْطَتِي الَّتِي فِي بَيْتِي كُلَّ إِرْدَبَّيْنِ بِدِينَارٍ ؟ قَالَ : لَا يَجُوزُ ذَلِكَ عِنْدَ مَالِكٍ حَتَّى يَصِفَهُ أَوْ يُرِيَهُ مِنْهَا ، قُلْتُ : فَمَا فَرْقٌ بَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ الَّذِي فِي سُنْبُلِهِ ؟ قَالَ : لِأَنَّ الَّذِي فِي سُنْبُلِهِ قَدْ عَايَنَهُ فَهَذَا فَرْقُ مَا بَيْنَهُمَا اقرأ أيضا::
المصدر: منتدي صور حب hghsghl pdhm Yk rhg v[g gv[g : hktq .dj,kd i`h tlh ktqj lki lk adx tg; kwti hktq .dj,kd ktqj |
الكلمات الدليلية (Tags) |
لرجل, انفض, زيتوني, نفضت, نصفه |
| |