#1
| |||
| |||
كلمات من نور الدعوى فى بيع الخيار أَرَأَيْتَ لَوْ أَنِّي اشْتَرَيْتُ سِلْعَةً عَلَى أَنِّي بِالْخِيَارِ ثَلَاثًا فَجِئْتُ بِهَا فِي أَيَّامِ الْخِيَارِ لِأَرُدَّهَا ، فَقَالَ الْبَائِعُ : لَيْسَتْ هَذِهِ سِلْعَتِي ؟ قَالَ : الْقَوْلُ قَوْلُ الْمُشْتَرِي ؛ لِأَنَّ الْبَائِعَ قَدْ ائْتَمَنَهُ عَلَى السِّلْعَةِ ، قُلْتُ : أَتَحْفَظُ هَذَا عَنْ مَالِكٍ ؟ قَالَ : لَا ، قُلْتُ : أَرَأَيْتَ لَوْ اشْتَرَيْتُ جَارِيَةً عَلَى أَنِّي بِالْخِيَارِ ثَلَاثًا فَغِبْتُ بِالْجَارِيَةِ ثُمَّ أَتَيْتُ بِهَا فِي أَيَّامِ الْخِيَارِ لِأَرُدَّهَا ، فَقَالَ الْبَائِعُ : لَيْسَتْ هَذِهِ جَارِيَتِي الْقَوْلُ قَوْلُ مَنْ ؟ قَالَ : أَرَى أَنْ يَحْلِفَ الْمُبْتَاعُ أَنَّهَا جَارِيَتُهُ الَّتِي اشْتَرَاهَا مِنْهُ عَلَى أَنَّ لَهُ الْخِيَارَ وَيَرُدُّهَا ، قُلْتُ : أَتَحْفَظُهُ عَنْ مَالِكٍ ؟ قَالَ : لَا ، إِلَّا أَنَّ مَالِكًا قَالَ فِي الرَّجُلِ يَدْفَعُ إِلَى الرَّجُلِ الذَّهَبَ يَقْضِيهِ إِيَّاهَا مِنْ دَيْنٍ كَانَ لَهُ عَلَيْهِ فَيَقُولُ لَهُ : خُذْهَا وَانْظُرْ إِلَيْهَا وَقَلِّبْهَا ، فَيَأْخُذُهَا عَلَى ذَلِكَ ثُمَّ يَأْتِي بِهَا لِيَرُدَّهَا ، فَيُنْكِرُ الدَّافِعُ وَيَقُولُ : لَيْسَتْ بِذَهَبِي ؟ قَالَ : الْقَوْلُ قَوْلُ الْمَدْفُوعَةِ إِلَيْهِ مَعَ يَمِينِهِ ، قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ إِنَّمَا اشْتَرَى حَيَوَانًا أَوْ دَوَابَّ أَوْ رَقِيقًا عَلَى أَنَّهُ بِالْخِيَارِ ثَلَاثًا ، فَادَّعَى الْمُشْتَرِي أَنَّ الدَّوَابَّ أَفْلَتَتْ مِنْهُ وَالرَّقِيقُ أَبِقُوا أَوْ مَاتُوا ؟ قَالَ : الْقَوْلُ قَوْلُ الْمُشْتَرِي ، وَهُوَ مُصَدَّقٌ فِي ذَلِكَ ، وَلَا يَكُونُ عَلَيْهِ شَيْءٌ ؛ لِأَنَّ هَذَا لَيْسَ مِمَّا يُغَابُ عَلَيْهِ , وَالْمَوْتُ إِذَا كَانَ بِمَوْضِعٍ لَا يُجْهَلُ مَوْتُهُ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ ، وَكَشَفَ عَنْ ذَلِكَ أَهْلُ تِلْكَ الْقَرْيَةِ ، وَلَا يُقْبَلُ فِي ذَلِكَ إِلَّا قَوْلُ عُدُولٍ ، فَإِنْ عُرِفَ فِي مَسْأَلَتِهِمْ كَذِبُهُ أَغْرَمَهَا ، وَإِنْ لَمْ يُعْرَفْ كَذِبُهُ حَمَلَ مِنْ ذَلِكَ مَا يَحْمِلُ ، وَحَلَفَ عَلَيْهِ وَقُبِلَ قَوْلُهُ , وَقَدْ قَالَهُ مَالِكٌ ، قُلْتُ : فَالْإِبَاقُ وَالسَّرِقَةُ وَالِانْفِلَاتُ إِنْ ادَّعَاهُ وَهُوَ بِمَوْضِعٍ يُجْهَلُ لَمْ تَسْأَلْ الْبَيِّنَةَ عَنْ ذَلِكَ وَيَكُونُ الْقَوْلُ قَوْلَهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، لَا نَسْأَلُ الْبَيِّنَةَ , وَالْقَوْلُ قَوْلُهُ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَ بِأَمْرٍ يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى كَذِبِهِ ، قُلْتُ : وَهَذَا قَوْلُ مَالِكٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قُلْتُ : أَرَأَيْتَ كُلَّ سِلْعَةٍ اشْتَرَيْتهَا عَلَى أَنِّي بِالْخِيَارِ فِيهَا مَنْ ثَوْبٍ أَوْ عَرَضٍ سِوَى الْحَيَوَانِ فَغِبْتُ عَلَيْهَا ثُمَّ ادَّعَيْتُ أَنَّهَا تَلِفَتْ فِي أَيَّامِ الْخِيَارِ ، أَيَكُونُ الْقَوْلُ قَوْلِي فِي قَوْلِ مَالِكٍ ؟ قَالَ : قَالَ مَالِكٌ : هُوَ ضَامِنٌ ، قُلْتُ : فَإِنْ أَتَى بِالْبَيِّنَةِ عَلَى أَنَّ السِّلْعَةَ الَّتِي غَابَ عَلَيْهَا قَدْ هَلَكَتْ هَلَاكًا ظَاهِرًا يُعْرَفُ مِنْ غَيْرِ تَفْرِيطٍ مَنِ الْمُشْتَرِي ؟ قَالَ : يَكُونُ مِنَ الْبَائِعِ ، قَالَ : وَقَالَ مَالِكٌ فِي الرَّهْنِ وَفِي الضِّيَاعِ وَفِي الْعَارِيَّةِ : مَا هَلَكَ مِنْ ذَلِكَ مِمَّا يَغِيبُ عَلَيْهِ مِمَّا تُثْبِتُهُ الْبَيِّنَةُ الْعَادِلَةُ أَنَّهُ هَلَكَ بِغَيْرِ ضَيْعَةٍ مِنَ الَّذِي كَانَتْ عِنْدَهُ فَلَا ضَمَانَ عَلَيْهِ ، قَالَ مَالِكٌ : وَمِنْ ذَلِكَ أَنْ يَرْتَهِنَ الرَّجُلُ الرَّهْنَ وَهُوَ فِي الْبَحْرِ فِي الْمَرْكَبِ فَيَغْرَقُ وَلَهُ بِذَلِكَ الْبَيِّنَةُ أَنَّهُ غَرِقَ أَوْ يَحْتَرِقُ مَنْزِلُهُ أَوْ يَلْقَاهُ اللُّصُوصُ وَمَعَهُ رِجَالٌ ، فَيَأْخُذُ اللُّصُوصُ السِّلْعَةَ مِنْهُ فَيَشْهَدُ شُهُودٌ عَلَى رُؤْيَةِ مَا وَصَفْتُ لَكَ أَنَّهُمْ رَأَوْهُ حِينَ احْتَرَقَ ، أَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهُ حِينَ أَخَذَهُ اللُّصُوصُ ، فَهَذَا مِنْ صَاحِبِهِ وَِالَّذِي أُعِيرَهُ أَوْ رَهْنَهُ مِنْهُ بَرِيءٌ وَلَا تَبَاعَةَ عَلَيْهِ , فَكَذَلِكَ الَّذِي يَشْتَرِي عَلَى أَنَّهُ بِالْخِيَارِ فَيَغِيبُ عَلَيْهِ هُوَ مثل هَذَا ، قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنِ اشْتَرَى حَيَوَانًا عَلَى أَنَّهُ بِالْخِيَارِ ثَلَاثًا فَقَبَضَ الْحَيَوَانَ وَغَابَ بِهَا ثُمَّ ادَّعَى الْمُشْتَرِي الَّذِي غَابَ عَلَى الْحَيَوَانِ أَنَّهَا هَلَكَتْ أَوْ أَبَقَتْ إِنْ كَانَتْ رَقِيقًا ؟ قَالَ مَالِكٌ : الْقَوْلُ قَوْلُهُ إِلَّا أَنَّهُ فِي الْمَوْتِ إِنْ كَانَ مَعَ أَحَدٍ سُئِلَ عَنْ بَيَانِ ذَلِكَ , فَإِنَّ الْمَيِّتَ إِذَا مَاتَ فِي قَرْيَةٍ وَفِيهَا أَهْلُهَا لَمْ يَخْفَ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ ، وَإِنْ ادَّعَى انْفِلَاتًا أَوْ إِبَاقًا أَوْ سَرِقَةً فَالْقَوْلُ قَوْلُهُ مَعَ يَمِينِهِ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَ بِمَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى كَذِبِهِ . اقرأ أيضا::
المصدر: منتدي صور حب ;glhj lk k,v hg]u,n tn fdu hgodhv |
الكلمات الدليلية (Tags) |
الدعوى, الخيار |
| |