|
#1
| |||
| |||
 كلمة لكي إبنتي لا تستيجيب بالطريقة السلمية                                 السؤال مشكلتي في ابنتي التي تبلغ من العمر الآن 4 سنوات ونصف، إنها متمردة جدا ومن الصعب إرضاؤها، متعبة لأقصى درجة، عنيدة جدا جدا، ولا تطيعني أبدا أنا أو والدها! تكذب أحيانا، وتمتد يدها أحيانا إلى ما لا يخصها. أشعر أحيانا أنها تتصرف بدون تفكير، وأنها متهورة لأقصى درجة، ما يخطر على بالها تنفذه فورا بدون أي تفكير، وأحيانا أشعر أن عندها قصورا في التفكير! حاولت كثيراً معها بكل الطرق، حاولت التعامل معها بالطرق السلمية أحيانا، وأحيانا أخرى بالضرب، وفي بعض الأحيان لا أكلمها إطلاقا؛ حتى تشعر بخطئها، كل هذه الطرق تؤدي إلى نتائج وقتية فقط، وتعود الأمور إلى طبيعتها بعد ذلك! لا أعرف الطريقة المثلى للتعامل معها، مع العلم بأنها الابنة الصغرى ولديها أخ عمره 9 سنوات، ونحن لا نميز إطلاقا في التعامل بينهم، ولكن أحيانا أمام بعض أخطائها أضطر للتعامل معها بطريقة تختلف عن أخيها، وأنا أساوي بينهم في كل شيء، ولكنى دائما أراها تفضل أن تستولي على لعب أخيها أو أدواته على أن تستعمل لعبها أو أدواتها، حتى لو كانت أبسط وأقل من حاجياتها. أنا في حيرة شديدة من أمرها! لا أعرف كيف أتعامل معها، أنا محتارة جدا! وأبكى أحيانا كثيرة؛ بسببها وبسبب خوفي وقلقي عليها، فهل هي غير طبيعية؟ وهل لديها قصور في الفهم والاستيعاب؟ هل هي شخصية غير سوية؟ ماذا أفعل حتى أجعل منها إنسانة صالحة ومطيعة ؟؟ أنا في حيرة شديدة! برجاء سرعة الإفادة والرد على الإيميل الخاص، وجزاكم الله خيرا كثيرا! الإجابــة فإننا بداية نقدر هذا القلق الشديد على ابنتك، فأنت أم تخاف على ابنتها، وتخشى عليها أن تكون في حالة غير مرضية وغير حسنة مستقبلاً، هذا مع ما تعانينه أنت منها، ككثرة صراخها مثلاً، أو كثرة إلحاحها لأجل أن تأخذ ما تريد، وربما تصرفاتها المقلقة التي تجعلك في جو متوتر، ونفس انفعالية معظم الوقت في المنزل. ومع هذا كله فإننا لا نبالغ عندما نقول: إن ابنتك ليست فتاة غير عادية، بل هي فتاة عادية وسوية، ولكن أثَّر عليها عدة أمور سابقة تركت آثارها عليها، فمثلاً الغالب في مثل حالها أنها كانت في أول طفولتها مدللة كثيرًا، وأنها تعودت على المراعاة الزائدة، مضافًا لذلك بعض التصرفات التي تقع عفوية من الوالدين، ككثرة حملها وهي صغيرة، بحيث أنها تبكي إذا لم تحمل، أو لا تنام حتى تكون في وضع معين، كأن تكون في الحضن أو في مكان تُهزُّ فيه، فكل هذا يعودها على أن تكون فتاة ذات طبع عنيد وحاد، وربما كان لديها حب زائد لأن تستأثر بالأشياء دون غيرها (أنانية)، فمثل هذه التصرفات سببها في الأصل نوع المعاملة المبكّرة التي فتحت عينيها عليها. وأما وقوع الكذب والاعتداء على أغراض غيرها، فهذا طبع كثير الوقوع فيمن كان كحالها، بل ربما أدى ذلك الطبع إلى فعل مثل هذه التصرفات أمام الضيوف والغرباء، ومع هذا فإن طريق العلاج لمثل هذه الحالة ممكن وقائم بحمد الله تعالى، ولا داعي للقلق الشديد من ذلك، ولكن لابد أيضًا من وعي وإدراك أن مثل هذه الحالة تحتاج مزيد انتباه وتفطن ورعاية. وأما عن خطوات الحل، فأول خطوة هي الاستعانة بالله والتوكل عليه، فلابد أن يكون لكما دعاء و تضرع لصلاحها، بل ولصلاح ذريتكم جميعًا، كما قال تعالى عن العبد الصالح في دعائه: {وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}، وقال تعالى في صفة عباد الرحمن: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً}. والخطوة الثانية: هي الصبر وعدم التعجل في طلب النتائج، فالمطلوب هو سعة الصدر والمصابرة لأجل تحسين وضع البنت، وليس المطلوب هو نتيجة فورية في شهر أو شهرين. والخطوة الثالثة: أن يتم تأديب البنت وتربيتها عمليًا، فمثلاً إذا كانت هي تستولي على ألعاب أخيها، ففي المقابل حاولي أن تجعلي أخاها يبادر لإعطائها شيئًا ترغب فيه، ثم تقومين أنت بمكافئته على فعلته هذه بالثناء عليه وتقبيله، وإن أمكن بوعده أن تشتري له كذا وكذا، ثم تقومين بمخاطبة الولد قائلة: إن أختك طيبة مثلك، فهي تحب أن تعطيك أيضًا، فتعطينها أنت مثلاً مجموعة من قطع الحلوى، ثم تطلبين منها أن تعطى أخاها بعضها. فمثل هذا التصرف لو تكرر من حين إلى حين يعوّدها على بذل الخير وطيب النفس، لاسيما إذا تعمدت الثناء عليها، أمام خالتها مثلاً بأن فلانة ذكية ومحترمة وقد أعطت أخاها كذا وكذا. ومن الناحية التي تعانين منها كثيرًا، وهي عدم الالتفات إلى كلامك فهذا يحتاج منك إلى أسلوبي الترغيب والترهيب، فالترغيب بأن تثني عليها وتقبليها مثلاً إذا أحضرت لك الغرض الذي طلبته منها، والترهيب كأن تهدديها بحرمانها من شيء تحبه إن هي فعلت كذا وكذا، بل ويجوز كذلك تهديدها بالضرب، فإن الضرب وسيلة ممكنة للتأديب بشرط أن يكون ضربًا معتدلاً في وقته المناسب، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الأسلوب بقوله: (علموا أولادكم الصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر) .. فنبه النبي صلى الله عليه وسلم على أصلين عظيمين، وهما: التعليم والإرشاد، والعقوبة المناسبة في وقتها المناسب. وما يعينك كثيرا في هذا المعنى أن تعودي نفسك على تأديب الولد الأكبر منها، ليكون هو القدوة لها في سماع كلامك، وحسن تصرفاته التي هي محط انتباهها ونظرها. وها هنا جملة أمور لا بد من الحذر منها: 1- الانفعال الشديد وكثرة الصراخ، فلابد ممن ضبط النفس ورفع الصوت بالقدر المحتاج إليه. 2- كثرة المراقبة لتصرفاتها وعدم العفو عن زلاتها. 3- معاملتها معاملة جافية طوال اليوم، بل تقتصرين على المعاملة الجافية كعقوبة مع إفساح المجال لتحسين الوضع. 4- الدعاء عليها، فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ندعو على أنفسنا أو أولادنا أو أموالنا أو أهلينا. 5- كثرة الشكوى منها أمام الناس، لا سيما وهي تسمع كلامك. فالمطلوب هو بذل الوسع مع الصبر، وحسن المتابعة، والغالب أن اعتدال خلقها ومزاجها قد يحتاج منك الصبرَ إلى بلوغها سن السابعة، أو قريبًا من ذلك. هذا؛ مع رقيتها بالقرآن كالفاتحة والمعوذتين، فإن الرقية مشروعة وتهدأ النفوس وتشرح الصدور وتزيل البلاء بإذن الله تعالى. ونسأل الله لكم جميعًا التوفيق والسداد، ولابنتكم خاصة الهداية والفلاح، وأن يجعلها لكم قرة عين . اقرأ أيضا::
المصدر: منتدي صور حب ;glm g;d Yfkjd gh jsjd[df fhg'vdrm hgsgldm jsjd[df fhg'vdrm  |
 |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| إبنتي, تستيجيب, بالطريقة, السلمية |
| |
العرض العادي
